الحسين (عليه السلام ) وسفينة نوح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين , وأصحابه الخيرين المنتجبين الذين قدموا مهجهم في مودتهم ..
إنه من دواعي الشرف , أن يكون لي نصيب لأكون واحداً ممن يشارك في تسليط بعض الضوء على السيرة الحسينية التي حيرت العقول..
قال تعالى في كتابه المجيد :
( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
" مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح, من ركبها نجا , ومن تخلى عنها غرق وهوى " .
ويروي صاحب الغدير , الشيخ عبد الحسين الأميني الذي جمع عشرين مجلداً من الغدير , بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
" لما خلق الله آدم ودبت فيه الروح , نظر يمنة العرش , فرأى خمسة أشباح من نور على هيئته وشكله , قال يارب : هل خلقت أحداً قبلي على هيئتي وشكلي , قال : لا , فقال : من هؤلاء الأشباح الخمسة الذين على يمين عرشك ؟ قال : ياآدم أنا المحمود وهذا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا العالي وهذا علي ( عليه السلام ) , وأنا الفاطر وهذه فاطمة ( عليه االسلام ) وأنا المحسن وهذا الحسن ( عليه السلام ) , وأنا ذو الإحسان وهذا الحسين (عليه السلام ) " .
في هذه المقدمة , نحن أمام آية وحديث, فيهما وجه الشبه واحد .. وأما الثالث فهو ليضعه القارئ نصب عينيه .
ما قصة سفينة نوح ؟
( إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذرقومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ) .
لما أرسل الله نوحاً إلى قومه , ألبسه جبرائيل ( عليه السلام ) لباس المجاهدين , وعممه بعمامة النصر , وقلده بسيف العزم, وقال له امض إلى عدو الله درمشيل , وكان جباراً عنيداً وكان أول من اعتصر الخمروشربها , وأول من لعب القمار , وكان قومه يعبدون الأصنام الخمسة " ود – سواع –يغوث – يعوق – نسر – " والتي ذكرها القرآن الكريم , آمن بنوح في يوم ندائه ,امرأة يقال لها عمرة , تزوجها فولدت له ثلاثة ذكور هم " سام – حام – يافث –" وثلاث بنات هن " حصورة – سارة – بحيورة " ثم آمنت به امرأة أخرىيقال لها " ولعب بنت عجويل " فتزوجها فولدت له ولدين هما " بالوس – كنعان " ثم عادت إلى دينها بعد إسلامها فتركها .. واستمر في ندائه ودعوته مدة 300 سنة , وكان له من العمر مع بداية دعوة قومه 480 سنة .
هلك درمشيل , وأقام بعده ابنه توبين فكان أطغى من أبيه , فكانت الحجارة تأخذ من نوح مأخذها , هلك بعد ذلك توبين فجاء ابنه طغردوس فكان أشد طغياناً من أبيه , ولما لم يسمع القوم من نوح نداءاته , أوحى الله إليه , أنه لم يبق في أصلاب الرجال , ولا في بطون النساء مؤمن يجيب دعوتك ,وفد أعقمهم الله تعالى . عند ذلك دعا نوح ( عليه السلام ) عليهم : ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ) فيكون بذلك قد لبث في قومه ( فلبث فيهم ألفاً إلاخمسين عاماً ) .
فتفتحت أبواب السماء لدعوته , فأوحى الله إليه , أن اصنع الفلك فقال رب , وما الفلك قال هو بيت من الخشب يجري على وجه الماء ثم أمره الله أن يغرس بأرض الكوفة خشب الساج , أو الأبنوس فغرسه فأقام أربعين سنة حتى أدرك , وأمر الله السماء أن تمنع القطر والأرض أن تمنع النبات , ولم تلد النساء , ولا البهائم , ولم يفرخ طير وذلك لإقامة الحجة على الناس قبل نزول العذاب.
ونقل الخشب بواسطة " عوج "من الكوفة إلى ارض الحيرة وهي قريبة من بغداد , فأوحى الله إلى جبرائيل أن يعلم نوحاً كيف يصنع السفينة , وانتهى من بناء السفينة بعد أربعين سنة والقوم يسخرون منه ويقولون يانوح : تركت النبوة وصرت نجاراً , فلما تمت السفينة انطقها الله تعالى , فقالت جهاراً , والناس يسمعونها .
" لا إله إلا الله , إله الأولين والآخرين أنا السفينة التي من ركبني نجا , ومن تخلف عني هلك " .
وفار التنور وطافت الأرض وفتحت السماء وصارت السفينة تمشي بمن ركب فيها . بين أمواج كالجبال , وحمل فيها نوح من كل زوجين اثنين .. وجاءت إلى البيت المعمور وطافت حوله سبعة أشواط ثم جاءت إلى بيت المقدس , وحولها تسعون ألف ملك يحفظونها ومن فيها من العذاب ...
هذه هي قصة السفينة باختصار ..
فما الذي كانت ؟ إنها بداية حياة لم نركب فيها , لأن كل شيء انتهى وهلك سوى من ركب في السفينة .
والنبي محمد ( صلى الله عليه آله وسلم) الذي لا يتكلم إلا بوحي من الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) يقول رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( (مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح )) .
أي أن الضلال استحكم , والكفر انتشر ,ولم يبق أحد يسمع نداء الحق , والناس يسخرون من نوح , كما كان المنافقون في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعد وفاته يضعون أهل البيت ( عليهم السلام )على الرف ولا يطبقون كلام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتوجيهه في أهل بيته, فكان لابد من وجود منقذ للمومنين من دون الكافرين , فكانت السفينة , وكان أهل البيت مثلها .
فمن ركب في السفينة نجا , ومن تبع أهل البيت ( عليهم السلام ) نجا , ومن تخلف عن الركوب في السفينة , ولو كان أقرب الناس مثل كنعان بن نوح هوى , كما أن من يتخلف ,وتخلف عن أهل البيت ( عليهم السلام ) هوى وغرق . فمن هم أهل البيت ( عليهم السلام) وما هي وصايا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيهم ؟؟؟..
أهل البيت ( عليهم السلام )
" هم حجج الله , والهداة إلى الله , وهم ولاة الأمر وهم خلفاء الله في الأرض وهم أركان الأرض , وهم الشهداء على الخلق , وهم خزنة العلم , وهم نظام الدين وعز المسلمين , وغيظ المنافقين وبوارالكافرين , هم معدن الرسالة , ومختلف الملائكة , ومهبط الوحي , وهم الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها , ويغرق من تركها هم أهل الفضائل , والكمالات كلها, وهم معدنها ومنهم تؤخذ " .
ويقول أمير المؤمنين ( عليه السلام )في فضلهم :
" لايقاس بآل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من هذه الأمة أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً , هم أساس الدين وعماد اليقين ,إليهم يفيء الغالي , وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية " .
والحسين ( عليه السلام ) هو واحد منأهل البيت ( عليهم السلام ) وفي كل منهم نرى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) كما قال الشاعر :
يا واحداً من خمسة لو رأيتهم – رأيتبهم في كل وجه محمدا
فهل يكون التمسك بالحسين ( عليه السلام ) وبنهج الحسين ( عليه السلام ) وهل نصرة الحسين ( عليه السلام ) حتى في أيامنا هذه تفيد وتؤكد ركوب الموالي بسفينة أهل البيت ( عليهم السلام ) للأجابة عن كل ما تقدم لابد أن نتعرف إلى مكانة الحسين ( عليه السلام ) وعظمة الحسين ( عليه السلام ) وهل يكون الحسين ( عليه السلام ) كسفينة نوح ..
الحسين ( عليه السلام ) سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وولده , بل هو من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " حسين مني وأنا من حسين " . فضله منذ الولادة لا يباهى فقد كانت الملائكة في كل ليلة تهبط وتصعد لتهنى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بولادة الحسين ( عليه السلام ) وقد يبلغ عدد الملائكة 12400ملك ..
وفي طفولته كان له من المكانة ما حيرالعقول والألباب حيث كان جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينزل من على المنبر ليحمله على صدره , بعد قطع خطبته وكان يقول له " حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً " .
وهو من طفولته سيد شباب أهل الجنة لقول جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " وهو احب أهل الأرض والسماء لقول رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض وأهل السماء فلينظر إلى الحسين ( عليه السلام ) وهو أحد ريحانتي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) لقوله : " الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا" .
والحسين ( عليه السلام ) أحد الخمسة الذين ضمتهم الآيات القرآنية التالية : آية التطهير ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) .
آية المباهلة : ( فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل ) .
آية المودة : ( قل لاأسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) .
ولما كان الحسين ( عليه السلام ) هوالامتداد الطبيعي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث هو وحده الذي قدم نفسه قرباناً من أجل استمرار الدين , الذي بدأه جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
يقول الأفغاني : الدين الإسلامي محمدي الوجود , حسيني البقاء .
وهو الذي يؤكد ( عليه السلام ) بأنه فداء للدين كما قال الشاعر أبو الحب الكربلائي على لسان أبي عبد الله ( عليه السلام ) :
إن كان دين محمد لن يستقم- إلا بقتلي ياسيوف خذيني
من هنا نجد كيف أن الحسين ( عليه السلام ) هو من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لذلك كثرت الأحاديث والروايات عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة ( عليهم السلام ) باللجوء إلى الحسين ( عليه السلام ) زيارة وبكاء وإقامة مجالس وذلك ليصل الإنسان من خلال الحسين ( عليه السلام ) إلى ما يقر عينه في الدنيا والآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين , وأصحابه الخيرين المنتجبين الذين قدموا مهجهم في مودتهم ..
إنه من دواعي الشرف , أن يكون لي نصيب لأكون واحداً ممن يشارك في تسليط بعض الضوء على السيرة الحسينية التي حيرت العقول..
قال تعالى في كتابه المجيد :
( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
" مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح, من ركبها نجا , ومن تخلى عنها غرق وهوى " .
ويروي صاحب الغدير , الشيخ عبد الحسين الأميني الذي جمع عشرين مجلداً من الغدير , بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
" لما خلق الله آدم ودبت فيه الروح , نظر يمنة العرش , فرأى خمسة أشباح من نور على هيئته وشكله , قال يارب : هل خلقت أحداً قبلي على هيئتي وشكلي , قال : لا , فقال : من هؤلاء الأشباح الخمسة الذين على يمين عرشك ؟ قال : ياآدم أنا المحمود وهذا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا العالي وهذا علي ( عليه السلام ) , وأنا الفاطر وهذه فاطمة ( عليه االسلام ) وأنا المحسن وهذا الحسن ( عليه السلام ) , وأنا ذو الإحسان وهذا الحسين (عليه السلام ) " .
في هذه المقدمة , نحن أمام آية وحديث, فيهما وجه الشبه واحد .. وأما الثالث فهو ليضعه القارئ نصب عينيه .
ما قصة سفينة نوح ؟
( إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذرقومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ) .
لما أرسل الله نوحاً إلى قومه , ألبسه جبرائيل ( عليه السلام ) لباس المجاهدين , وعممه بعمامة النصر , وقلده بسيف العزم, وقال له امض إلى عدو الله درمشيل , وكان جباراً عنيداً وكان أول من اعتصر الخمروشربها , وأول من لعب القمار , وكان قومه يعبدون الأصنام الخمسة " ود – سواع –يغوث – يعوق – نسر – " والتي ذكرها القرآن الكريم , آمن بنوح في يوم ندائه ,امرأة يقال لها عمرة , تزوجها فولدت له ثلاثة ذكور هم " سام – حام – يافث –" وثلاث بنات هن " حصورة – سارة – بحيورة " ثم آمنت به امرأة أخرىيقال لها " ولعب بنت عجويل " فتزوجها فولدت له ولدين هما " بالوس – كنعان " ثم عادت إلى دينها بعد إسلامها فتركها .. واستمر في ندائه ودعوته مدة 300 سنة , وكان له من العمر مع بداية دعوة قومه 480 سنة .
هلك درمشيل , وأقام بعده ابنه توبين فكان أطغى من أبيه , فكانت الحجارة تأخذ من نوح مأخذها , هلك بعد ذلك توبين فجاء ابنه طغردوس فكان أشد طغياناً من أبيه , ولما لم يسمع القوم من نوح نداءاته , أوحى الله إليه , أنه لم يبق في أصلاب الرجال , ولا في بطون النساء مؤمن يجيب دعوتك ,وفد أعقمهم الله تعالى . عند ذلك دعا نوح ( عليه السلام ) عليهم : ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ) فيكون بذلك قد لبث في قومه ( فلبث فيهم ألفاً إلاخمسين عاماً ) .
فتفتحت أبواب السماء لدعوته , فأوحى الله إليه , أن اصنع الفلك فقال رب , وما الفلك قال هو بيت من الخشب يجري على وجه الماء ثم أمره الله أن يغرس بأرض الكوفة خشب الساج , أو الأبنوس فغرسه فأقام أربعين سنة حتى أدرك , وأمر الله السماء أن تمنع القطر والأرض أن تمنع النبات , ولم تلد النساء , ولا البهائم , ولم يفرخ طير وذلك لإقامة الحجة على الناس قبل نزول العذاب.
ونقل الخشب بواسطة " عوج "من الكوفة إلى ارض الحيرة وهي قريبة من بغداد , فأوحى الله إلى جبرائيل أن يعلم نوحاً كيف يصنع السفينة , وانتهى من بناء السفينة بعد أربعين سنة والقوم يسخرون منه ويقولون يانوح : تركت النبوة وصرت نجاراً , فلما تمت السفينة انطقها الله تعالى , فقالت جهاراً , والناس يسمعونها .
" لا إله إلا الله , إله الأولين والآخرين أنا السفينة التي من ركبني نجا , ومن تخلف عني هلك " .
وفار التنور وطافت الأرض وفتحت السماء وصارت السفينة تمشي بمن ركب فيها . بين أمواج كالجبال , وحمل فيها نوح من كل زوجين اثنين .. وجاءت إلى البيت المعمور وطافت حوله سبعة أشواط ثم جاءت إلى بيت المقدس , وحولها تسعون ألف ملك يحفظونها ومن فيها من العذاب ...
هذه هي قصة السفينة باختصار ..
فما الذي كانت ؟ إنها بداية حياة لم نركب فيها , لأن كل شيء انتهى وهلك سوى من ركب في السفينة .
والنبي محمد ( صلى الله عليه آله وسلم) الذي لا يتكلم إلا بوحي من الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) يقول رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( (مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح )) .
أي أن الضلال استحكم , والكفر انتشر ,ولم يبق أحد يسمع نداء الحق , والناس يسخرون من نوح , كما كان المنافقون في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعد وفاته يضعون أهل البيت ( عليهم السلام )على الرف ولا يطبقون كلام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتوجيهه في أهل بيته, فكان لابد من وجود منقذ للمومنين من دون الكافرين , فكانت السفينة , وكان أهل البيت مثلها .
فمن ركب في السفينة نجا , ومن تبع أهل البيت ( عليهم السلام ) نجا , ومن تخلف عن الركوب في السفينة , ولو كان أقرب الناس مثل كنعان بن نوح هوى , كما أن من يتخلف ,وتخلف عن أهل البيت ( عليهم السلام ) هوى وغرق . فمن هم أهل البيت ( عليهم السلام) وما هي وصايا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيهم ؟؟؟..
أهل البيت ( عليهم السلام )
" هم حجج الله , والهداة إلى الله , وهم ولاة الأمر وهم خلفاء الله في الأرض وهم أركان الأرض , وهم الشهداء على الخلق , وهم خزنة العلم , وهم نظام الدين وعز المسلمين , وغيظ المنافقين وبوارالكافرين , هم معدن الرسالة , ومختلف الملائكة , ومهبط الوحي , وهم الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها , ويغرق من تركها هم أهل الفضائل , والكمالات كلها, وهم معدنها ومنهم تؤخذ " .
ويقول أمير المؤمنين ( عليه السلام )في فضلهم :
" لايقاس بآل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من هذه الأمة أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً , هم أساس الدين وعماد اليقين ,إليهم يفيء الغالي , وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية " .
والحسين ( عليه السلام ) هو واحد منأهل البيت ( عليهم السلام ) وفي كل منهم نرى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) كما قال الشاعر :
يا واحداً من خمسة لو رأيتهم – رأيتبهم في كل وجه محمدا
فهل يكون التمسك بالحسين ( عليه السلام ) وبنهج الحسين ( عليه السلام ) وهل نصرة الحسين ( عليه السلام ) حتى في أيامنا هذه تفيد وتؤكد ركوب الموالي بسفينة أهل البيت ( عليهم السلام ) للأجابة عن كل ما تقدم لابد أن نتعرف إلى مكانة الحسين ( عليه السلام ) وعظمة الحسين ( عليه السلام ) وهل يكون الحسين ( عليه السلام ) كسفينة نوح ..
الحسين ( عليه السلام ) سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وولده , بل هو من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " حسين مني وأنا من حسين " . فضله منذ الولادة لا يباهى فقد كانت الملائكة في كل ليلة تهبط وتصعد لتهنى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بولادة الحسين ( عليه السلام ) وقد يبلغ عدد الملائكة 12400ملك ..
وفي طفولته كان له من المكانة ما حيرالعقول والألباب حيث كان جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينزل من على المنبر ليحمله على صدره , بعد قطع خطبته وكان يقول له " حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً " .
وهو من طفولته سيد شباب أهل الجنة لقول جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " وهو احب أهل الأرض والسماء لقول رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض وأهل السماء فلينظر إلى الحسين ( عليه السلام ) وهو أحد ريحانتي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) لقوله : " الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا" .
والحسين ( عليه السلام ) أحد الخمسة الذين ضمتهم الآيات القرآنية التالية : آية التطهير ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) .
آية المباهلة : ( فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل ) .
آية المودة : ( قل لاأسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) .
ولما كان الحسين ( عليه السلام ) هوالامتداد الطبيعي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث هو وحده الذي قدم نفسه قرباناً من أجل استمرار الدين , الذي بدأه جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
يقول الأفغاني : الدين الإسلامي محمدي الوجود , حسيني البقاء .
وهو الذي يؤكد ( عليه السلام ) بأنه فداء للدين كما قال الشاعر أبو الحب الكربلائي على لسان أبي عبد الله ( عليه السلام ) :
إن كان دين محمد لن يستقم- إلا بقتلي ياسيوف خذيني
من هنا نجد كيف أن الحسين ( عليه السلام ) هو من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لذلك كثرت الأحاديث والروايات عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة ( عليهم السلام ) باللجوء إلى الحسين ( عليه السلام ) زيارة وبكاء وإقامة مجالس وذلك ليصل الإنسان من خلال الحسين ( عليه السلام ) إلى ما يقر عينه في الدنيا والآخرة.