السور الأسود

[خالد غانم الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السور الأسود

بقلم/محمد عبد العظيم الكعبي
كان بعض النملات يسكن في جزيرة وبعد أن ينتهي عملهن يلعبن ويلهون وفي احد الايام واثناء ماكان يمرحن اذ ظهر فيل ضخم يجري دون ان يتنبه لأي شيء امامه او تحت قدميه فتحطمت العابهن ومكان لعبهن فحزنت النملات حزناً شديداً واتفقن على ان يتعاون لاعادة مكان اللعب وفي صباح اليوم التالي حصرت جميع النملات وبدأن بترتيب واعادة ملعبهن الى ما كان عليه سابقاً قبل ان يحطمه الفيل ولما اوشكن على الانتهاء ظهر الفيل مرة اخرى وهو يركض مع فيل آخر اضخم منه واكبر وكالمرة السابقة تحطم مكان اللعب للنملات وظهرت علامات الغضب والحزن على وجوه النملات وبدأ اليأس يسيطر عليهن فقالت احدى النملات :علينا ان ننتقل الى مكان اخر فأجابتها نملة اخرى: كلا لن نتنازل ونترك مكاننا بل علينا مواجهة هذا الفيل وتعليمه درساً في المحافظة على املاك الغير والحرص على كل الاحياء الموجودة في هذه الجزيرة مهما كانت صغيرة .
فاتفقت هذه النملات على الاتحاد وتكوين سور من النمل امام ملعبهن وعدم السماح للفيل بتحطيمه مرة اخرى وفي اليوم التالي فعلنَّ ما اتفقن عليه ولما جاء الفيل اسغرب لماَّ شاهد سور اسود فلما اقترب منه اكثر واذا به يتفاجأ بأن السور ما هو الا مجموعة من النمل متحدات بعضهن مع البعض الآخر فسأل الفيل النملات : ما الذي حدث لماذا انتم مجتمعون ؟ فقالت له نملة : اجتمعنا لمواجهتك لأنك حطمت ملعبنا مرتين دون التنبه الى وجودنا ، فقال الفيل : انا آسف لم اقصد ذلك لأن ملعبكم صغير فلم اره . فقالت له نملة : ما ذنبنا بذلك ؟ اتسحقنا لصغر حجمنا ولأنك لا تنظر الى موطيء قدميك فهل يجوز للكبير ان يسحق الصغير ؟ شعر الفيل بالخجل من سلوكه ووعد النملات ان يحافظ على املاك الغير حتى لو كانت صغيرة ووعدهن بالمساعدة على بناء ملعبهن .