بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
ذكر الشيخ عز الدين عبد السلام الشافعي في (رسالته) في مدح الخلفاء الراشدين : إنه لما حملت خديجة بفاطمة ، كانت تكلمها ما في بطنها وكانت تكتمها عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فدخل عليها يوما ووجدها تتكلم وليس معها غيرها ، فسألها عمّن كانت تخاطبه فقالت : مع ما في بطني فأنه يتكلم معي . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) (أبشري يا خديجة هذه بنت جعلها الله أمّ أحد عشر من خلفائي ، يخرجون بعدي وبعد أبيهم (صلوات الله عليهم أجمعين)1 . وفي رواية عن (البحار) عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، وابن شهاب الزهري ، وابن المسيب ، كلهم عن سعد بن أبي وقاص ، وأبو معاذ النحوي المروزي ، وأبو قتادة الحراني ، عن سفيان الثوري ، عن هاشم بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، والخركوشي في (شرف النبي) والأشنهي في (الاعتقاد) والسمعاني في (الرسالة) وأبو صالح المؤذن في (الأربعين) وأبو السعادات في (الفضائل) ومن أصحابنا أبو عبيدة الحذاء وغيرة عن الصادق ( عليه السلام ) (أنه كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكثر من تقبيل فاطمة فأنكرت عليه بعض نسائه . فقال ( صلى الله عليه وآله ) إنه لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرائيل فأدخلني الجنّة فناولني من رطبها فأكلتها . في رواية : فناولني منها تفاحة فأكلتها ، فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلما هبطتُ إلى الأرض واقعتُ خديجة ، فحملت بفاطمة فاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي )2 . عن بعض الرواة الكرام "إن خديجة الكبرى (رضي الله عنها) تمنت يوما من الأيام على سيد الأنام أن تنظر إلى بعض فاكهة دار السلام ، فأتى جبرائيل إلى المفضل على الكونين من الجنة بتفاحتين ، وقال : يا محمد ، يقول لك من جعل لكل شيء قدرا ، كل واحدة وأطعم الأخرى لخديجة الكبرى فأغشها فإني خالق منكما فاطمة الزهراء . ففعل المختار ما أشار به الأمين وأمر ، فلما سأله الكفار أن يريهم انشقاق القمر ، وقد بان لخديجة حملها بفاطمة ، وظهر فاطمة من بطنها : يا أماه لا تحزني ولا ترهبي فإنّ الله مع أبي . الخبر3 . وهكذا كانت الزهراء (الحمل الطاهر) تحدّث أمها ، وكان حديثها إذا احتوشتها الهموم يُسري عنها ، وكذلك إذا تكالبت عليها الأحداث الجسام ، فقد أثر ابتعاد نسوة قريش بسبب زواجها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن جانب فإنّ حديث الزهراء ( عليها السلام ) كان يعمق الإيمان في قلب السيدة خديجة ، والإيمان كما هو ثابت يخفف الكثير من المعاناة والآلام النفسية ، لأنه يبعث الأمن . قال تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )4 . فعمق الإيمان يمتصّ المعاناة لأنه يبعث الطمأنينة في القلب ، ومنه يسري إلى الجوارح ، فمثلها القلب يضخّ الدم فإنه يضخّ الطمأنينة والأمن أيضا كما وأن حديث الزهراء ( عليها السلام ) جعل السيدة خديجة تعظم الجنين ، وتشغف به ، الأمر الذي جعل اهتمام السيدة خديجة يتضاعف ، وهذا يُعدّ سببا مهماً في تكامل الجنين ، إنّ الله عزوجل هيأ أسبابا عظيمة لتكامل الزهراء ( عليها السلام ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 (فاطمة بهجة قلب المصطفى ) نقلا عن (إحقاق الحق ) ج 10/ص12 .
2 (البحار) ج 63 /ص42 ـ 43 .
3 (فاطمة بهجة قلب المصطفى ) ج 1/ص49 نقلا عن كتاب (رونق النائق).
4 سورة الأنعام (الآية : 82) .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
ذكر الشيخ عز الدين عبد السلام الشافعي في (رسالته) في مدح الخلفاء الراشدين : إنه لما حملت خديجة بفاطمة ، كانت تكلمها ما في بطنها وكانت تكتمها عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فدخل عليها يوما ووجدها تتكلم وليس معها غيرها ، فسألها عمّن كانت تخاطبه فقالت : مع ما في بطني فأنه يتكلم معي . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) (أبشري يا خديجة هذه بنت جعلها الله أمّ أحد عشر من خلفائي ، يخرجون بعدي وبعد أبيهم (صلوات الله عليهم أجمعين)1 . وفي رواية عن (البحار) عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، وابن شهاب الزهري ، وابن المسيب ، كلهم عن سعد بن أبي وقاص ، وأبو معاذ النحوي المروزي ، وأبو قتادة الحراني ، عن سفيان الثوري ، عن هاشم بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، والخركوشي في (شرف النبي) والأشنهي في (الاعتقاد) والسمعاني في (الرسالة) وأبو صالح المؤذن في (الأربعين) وأبو السعادات في (الفضائل) ومن أصحابنا أبو عبيدة الحذاء وغيرة عن الصادق ( عليه السلام ) (أنه كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكثر من تقبيل فاطمة فأنكرت عليه بعض نسائه . فقال ( صلى الله عليه وآله ) إنه لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرائيل فأدخلني الجنّة فناولني من رطبها فأكلتها . في رواية : فناولني منها تفاحة فأكلتها ، فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلما هبطتُ إلى الأرض واقعتُ خديجة ، فحملت بفاطمة فاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي )2 . عن بعض الرواة الكرام "إن خديجة الكبرى (رضي الله عنها) تمنت يوما من الأيام على سيد الأنام أن تنظر إلى بعض فاكهة دار السلام ، فأتى جبرائيل إلى المفضل على الكونين من الجنة بتفاحتين ، وقال : يا محمد ، يقول لك من جعل لكل شيء قدرا ، كل واحدة وأطعم الأخرى لخديجة الكبرى فأغشها فإني خالق منكما فاطمة الزهراء . ففعل المختار ما أشار به الأمين وأمر ، فلما سأله الكفار أن يريهم انشقاق القمر ، وقد بان لخديجة حملها بفاطمة ، وظهر فاطمة من بطنها : يا أماه لا تحزني ولا ترهبي فإنّ الله مع أبي . الخبر3 . وهكذا كانت الزهراء (الحمل الطاهر) تحدّث أمها ، وكان حديثها إذا احتوشتها الهموم يُسري عنها ، وكذلك إذا تكالبت عليها الأحداث الجسام ، فقد أثر ابتعاد نسوة قريش بسبب زواجها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن جانب فإنّ حديث الزهراء ( عليها السلام ) كان يعمق الإيمان في قلب السيدة خديجة ، والإيمان كما هو ثابت يخفف الكثير من المعاناة والآلام النفسية ، لأنه يبعث الأمن . قال تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )4 . فعمق الإيمان يمتصّ المعاناة لأنه يبعث الطمأنينة في القلب ، ومنه يسري إلى الجوارح ، فمثلها القلب يضخّ الدم فإنه يضخّ الطمأنينة والأمن أيضا كما وأن حديث الزهراء ( عليها السلام ) جعل السيدة خديجة تعظم الجنين ، وتشغف به ، الأمر الذي جعل اهتمام السيدة خديجة يتضاعف ، وهذا يُعدّ سببا مهماً في تكامل الجنين ، إنّ الله عزوجل هيأ أسبابا عظيمة لتكامل الزهراء ( عليها السلام ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 (فاطمة بهجة قلب المصطفى ) نقلا عن (إحقاق الحق ) ج 10/ص12 .
2 (البحار) ج 63 /ص42 ـ 43 .
3 (فاطمة بهجة قلب المصطفى ) ج 1/ص49 نقلا عن كتاب (رونق النائق).
4 سورة الأنعام (الآية : 82) .
تعليق