
الغش في الامتحان
نمر في هذه الأيام بفترة أمتحانات نهاية السنة في المدارس والتي تعتبر عند البعض تحديد المصير ونيل المطلب ،وعند البعض الأنتقال من مرحلة الى أخرى ، حيث يعاني بعض الطلبة والطالبات من عدم القدرة في حل الأسئلة التي يقدمها المعلم لهم ، فيلجأوا إلى طريقة مايسموه ويعرفوه بينهم بالمساعدة ، لكن في الحقيقة هو غش
وما أكثر طرقه ووسائله بين الطلاب والطالبات!!
لنعرف أولا مامعنى الغش ؟
وجدت للغش تعريفين
الأول أخلاقي:
الغش ظاهرة تدل على سلوك غير سوي ، سلوك منحرف وغير أخلاقي ، وهو سلوك مَرَضي (بفتح الميم والراء ) يهدف إلى تزييف الواقع لتحقيق كسب مادي أو معنوي ،أو من أجل إشباع بعض الحاجات أو الرغبات لدى الفرد والغش من الناحية الأخلاقية مثله مثل الكذب والرياء والخداع
والثاني يسمى بالغش المدرسي
وهو عملية تزييف لنتائج التقويم ، كما يعرف بأنه محاولة غير سوية لحصول التلميذ على الإجابة من أسئلة الاختبار ، وباستخدام طريقة غير مشروعة
أو محاولة التلميذ القيام بطريقة أو عملية غير المشروعة للحصول على معلومات يدونها في ورقة الإجابة لإيهام الأستاذ بأن ما كتبه في الورقة هو حصيلة العلم الذي استفادته خلال دراسته لهذه المادة .

طرق الغش المدرسي
هي مجموعة نشاطات غير المسموح بها في الامتحانات للحصول على تقديرات جيدة أو تحقيق بعض المتطلبات ومن أمثلتها
النقل من الكتب
أو مساعدة التلميذ آخر
أو استخدام قصاصات الورق المنقولة
أو الاقتباس الإشارة إلى المؤلف الأصلي
أو سرقة بحث أعده تلميذ آخر
أو تقديم المال لأحد المعلمين أو الذين يعملون في المدرسة أو الذين يشرفون على قاعة الإمتحان
أووووو عن طريق تغير النتائج عن طريق الكنترررررووووووول !!!
وهذ السلوك الذي يقوم به الطالب أو غيره سلوك غير مشروع لا تبيحه القوانين الدينية والوضعية، ولا تجيزه الأعراف ومن ثم فهو يعتبر سلوكا غير مقبول اجتماعيا.

أسباب الغش:
وسبب ذلك هو
1) عدم قراءة الطالب للمنهج المقرر له من قبل المعلم للطالب خلال أيام السنة أو مانسميه ((اليومي)) والتهاون بالدروس بأعتبار أنها سهلة وألتهاء الطالب باللعب والنوم .
2) ضعف الوازع الديني، ورقة الإيمان،وقلة المراقبة لله تعالى أو انعدامها وهو الأهم.
3) تشخيص الوضعية:
في محاولة لاستطلاع رأي مختلف عناصر البنية التربوية المعنية بالعملية التعليمية (وذلك في إطار نقاشات غير رسمية) حول أسباب الغش، يمكن تجميع النتائج فيما يلي :
أ) من جهة المعنيين بالغش (التلاميذ، الطلبة..) ترجع أسباب اللجوء إلى الغش إلى:
- الخوف من الرسوب
- عدم الاستعداد الكافي للامتحان والراجع لعوامل متعددة مثل: التوقيت المحدد له، كثافة ازدحام مختلف المواد الممتحن فيها في ظرف وجيز
- صعوبة فهم واستيعاب مضامين بعض المواد
- كثرة المواد المقررة (والممتحن فيها)
- تركيز أغلب الامتحانات على الذاكرة
- ليست هناك فائدة تذكر من مجموعة من المواد التي تتطلب الحفظ (ما جدوى أن أستظهر دون فهم لكي أنسى ذلك مباشرة بعد الامتحان؟ )
- ضغط الأسرة المستمر والإلحاح على ضرورة المزيد من التحصيل دون مراعاة القدرات الفعلية للتلميذ
- الرغبة في الحصول على نتائج ترفع من قيمة الفرد في أسرته ولدى معلميه
- الاندفاع نحو المغامرة واختبار قدرة الذات على كسر القيود والحواجز المفروضة
- والتعرف أكثر على القدرات والمهارات الذاتية في التحايل على المراقب وتنويع طرق التدليس
- الأجواء السائدة خلال الامتحان قد تسمح بالغش (الاكتظاظ ، تساهل المراقبين، عدم آدائهم لمهامهم،,,,,,,,,,,)
- الخوف من التهميش أو التعرض لمضايقات الزملاء، لرفض تمرير (النقلةكما يسميها بعض التلاميذ)
- الغش مسألة عامة وشائعة في جميع المجالات فلم لا يمارسها التلاميذ والطلبة
ب) من جهة المراقبين (الأساتذة، الإدارة..)
أما بعض المراقبين المتساهلين خلال المراقبة وبعض الذين لا يترددون في مساعدة التلاميذ الممتحنين قدر الإمكان، فيعتبرون أن ذلك نوعا من التفهم و المساندة للأطفال والتضامن معهم نظرا لأن:
- بالنسبة للصغار(مستوى الابتدائي): الأطفال لا زالوا صغارا ومندهشين في أوضاع الامتحان
- بالنسبة لمستوى الثانوي الإعدادي: لأنهم في حاجة إلى اجتياز الامتحان لفتح آفاق الدراسة أمامهم، وإلا فإنهم مهددون بمغادرة التعليم والأمر يقتضي بالتالي الرأفة من حالهم,,,
- بالنسبة للثانوي التأهيلي: لا بد من التعاطف معهم فلم يبق أمامهم إلا نيل شهادة البكالوريا لكي يتخلصوا من المدرسة، أو لأنهم تعودوا على الغش فلم نعقد أمورهم في السنة النهائية ...
- الرغبة في خدمة الوطن بالرفع من نسب النجاح ومحاربة الهدر
- لدينا أطفال ونتمنى أن ييسر لهم الله الأمور على يد مراقبين رحماء، ومن أجل ذلك لابد من التساهل مع أطفال الآخرين..
- الغش يمارس في جميع الأقسام فلم يتم حرمان تلاميذ بعينهم دون غيرهم
- التربية الحديثة تتطلب التساهل مع التلاميذ وعدم معاملتهم بصرامة
- الإدارة التريوية تفضل أن يمر الامتحان في هدوء والتستر على حالات الغش لأن تسجيل الحالات يعطي المؤسسة سمعة غير لائقةويخلف انطباعا سلبيا لدى الجهات المسؤولة: اعتقادا منهم أن مصداقية المؤسسة تقاس بانعدام أو قلة حالات الغش المضبوطة بها)، وفي هذا الإطار تكلم البعض عن المضايقات التي يتعرضون لها من طرف التلاميذ(الذين يعتبرون الغش حق مكتسب) أو من طرف الإدارة التربوية أو في بعض الأحيان من أولياء أمور التلاميذ
- الاستسلام للأمر الواقع ورفض كل مواجهة، أو الخوف من انتقام المعنيين بالأمر
- و على غرار رد مجموعة من التلاميذ،هناك من استنكر غياب التسامح مع التلاميذ خلال قيامهم بعمليات الغش، لأن الغش متفشي ومنتشر على أوسع نطاق وفي كل المستويات.. فلم اعتباره مصدر قلق عندما يتعلق الأمر بالتلاميذ...
جـ ) من جهة الأسرة ( أمهات،آباء وأولياء التلاميذ..)
واما بعض الآباء وأمهات التلاميذ وأولياءهم الذين يفضلون التضامن مع أبنائهم (بوعي منهم أو بدون وعي) فالمهم بالنسبة إليهم هو:
- الرغبة في تفوق أبنائهم كيفما كانت الوسائل
- المهم هو الحصول على نقط جيدة، أما القدراتمهارات والقيم.. فتعلمها له الحياة
مضار الغش
ثم اعلم أن للغش مضارً عظيمة وإليك بيانها في الوقفة التالي:
1- الغش طريق موصل إلى النار.
2- دليل على دناءة النفس وخبثها، فلا يفعله إلا كل دنيء نفسٍ هانت عليه فأوردها مورد الهلاك والعطب.
3- البعد عن الله وعن الناس.
4- أنه طريق لحرمان إجابة الدعاء.
5- أنه طريق لحرمان البركة في المال والعمر.
6- أنه دليل على نقص الإيمان.
7-انه يؤثر على الطالب المميز والكسول بنفس الوقت
8- يؤثر على الطالب مستقبلاً وذلك عند أنتقاله الى مرحلة أعلى وإذا تمكن النجاة من المدرسة وأختبارها ووصل الى الجامعة سوف يؤثر عليه إيما تأثير وبالنتيجة لايتمكن من أحراز الشهادة المبتغاة ، وإن حصل عليها عن طريق الغش أيضا أوعبر الكنترول فإنه سوف تظهر أثاره عندما يحصل على الوظيفة التي حصل عليها والتي تناسب أختصاصة ،وسوف يضر المجتمع أيما مضرة ،كما حدث مع الأطباء وكم زهقت أرواح بس عدم معرفتهم تشخيص حالة مرضاهم ، وكم من بنايات سقطت على رؤوس مالكيها ،وكم من طلاب قد فشلوا في دراستهم وكلفت أهليهم صرف الأموال لتأجيرالمدرسين الخصوصين لتدريس أبناهم وذلك بسبب المعلمين والمدرسين الغير متقنين لعملهم كل ذلك كان سببه الغش ونجاحهم بالتزوير .
فسبب وضع الإمتحان ووجوب الطالب الإمتثال له بعد أتقانه المادة لكي يتمكن من فهم ماهو مطلوب منه
ليتمكن من خدمة نفسه أولا ، ولفائدة مجتمعه ثانيا ، ولكي يتمكن من أحراز الأهم وهو كسب المال الحلال الغير مخلوط بالحرام أو بالأحرى حرام .

علاج الغش
1. ضرورة تنويع الطرق التعليمية التعلمية وعدم إثقال كاهل التلميذ بمواد الحفظ والاستظهار وتعويضها باعتماد الطرق الفعالة في التعلم التي تساهم في خلق جو تواصلي فعال ، وبالتالي رفع الضغط النفسي عن التلاميذ لمزيد من التحصيل و توجيهه م بواسطة أنشطة متدرجة في صعوبتها وتتفق بشكل أساسي مع قدر ا ته م ، مما يمكن من زرع روح الثقة المتبادلة بين التلميذ والأستاذ
2. تسهيل عمليات التكوين المستمر بالنسبة للأساتذة ليتمكنوا من مواكبة المستجدات التربوية ورفع إمكانياتهم التربوية، وخلق أجواء ملائمة للتدريس...
3. البحث في مختلف سبل توطيد العلاقة بين الأسرة والمدرسة من أجل فهم أعمق للتلميذ، ومن أجل ا لاطمئنان على مستوى ا لتلاميذ خلقيا، و عقليا و روحيا وبدنيا ..ومن أجل توعية أولياء الأمور بخطورة الغش على مستقبل أ بنائ هم
4. أهمية توعية وتحسيس بمختلف المعنيين بمخاطر الغش بوصفه سلوكا غير سوي، و تعميق التفكير في عواقب الغش على كل من الفرد والأسرة والمدرسة والمجتمع(من خلال ورشات عمل، ندوات، ..)
5. إحداث وتفعيل آليات الإنصات إلى مشاكل التلاميذ(داخل المؤسسات التعليمية)، ومساعدتهم على إيجاد الحلول المناسبة لها، وتفعيل دور مناديب الأقسام في تمثيلية التلاميذ في مجلس التدبير ومختلف المجالس التي تنعقد على مستوى المؤسسة (لجعل التلميذ ينخرط فعليا في الحياة المدرسية)
6. تنظيم وتفعيل حصص الدعم والتقوية لمقامة ظاهرة الدروس الخصوصية غير المشروعة التي تساهم في فقدان الثقة بين التلميذ والأستاذ...
7. وطبعا محاولة توجيه التلاميذ الذين يمارسون الغش –كسلوك غير سوي- و توعيتهم بآثاره السلبية على شخصيته م وسلو كاتهم ومساعدتهم على تكوين قناعة ذاتية و اتخاذ قرار تجنبه، و معاقبة الذين يتمادون في ممارسة الغش، ثم تشديد العقوبات على الذين لم يستفيدوا من المراحل السابقة
قصة واقعية حول الغش:
يرويها صاحبها أعجتني فأحببت أن أنقلها لكم
يقول هذ التلميذ
وبما أننا نمر في فترة الامتحانات
ولما يحدث فيها من ظاهرة غش أو تغشيش ولم يعد أحد يحسب للأمر أي حساب
لن أدخل عليكم من باب المعاتب والمؤنب و ولن أبدأ الموضوع وأنا أقول لكم من غشنا فليس منا
فكلنا يعلم حكم الغش في الإسلام سواء في الامتحان أو في غيره
ولن أبدأ بالتهديد والوعيد لا.. هذه ليست طريقتي
فأنا لا أزيد عنكم بشيء ولست أفضل من أحد وقد كنت طالبا في المدرسة وغششت من غيري أحيانا وغشّشت غيري أحيانا أخرى. أسأل الله أن يعفو عني وأن يغفر لي خطأي وذنبي
ما أود إيصاله لكم اليوم أحبائي إخوتي وأخواتي هو قصة تحمل عبراً و معانٍ كثيرة
هذه القصة التي سأوردها لكم حدثت معي شخصيا ليس مع أحد غيري حتى لا يقول أحد أنها تحتمل الصدق والكذب والله على ما أقول شهيد
بدأت قصتي في إحدى آخر سنواتي الدراسية في المدرسة عندما أقبلت امتحاناتي النهائية
في تلك الفترة التي سبقت الامتحانات قطعت عهدا على نفسي أن لا أغش في الامتحانات أبدا ومهما كانت الظروف
وقلت في نفسي عسى أن يوفقني الله وأنجح هذا العام
لذلك لن أعصيه وها أنا أعاهد نفسي أمام الله على عدم الغش
وبصراحة لم أكن قد درست جيدا في تلك الفترة وخاصة بالنسبة لمادتين هامتين جدا ومفصليتين ألا وهما الرياضيات والفيزياء
واللتان تحتاجان الى جهد على مدار العام لكي يتمكن الانسان من التجاح فيهما
وبدأ الامتحان
كنت في كل مادة أذهب ويطلب مني الرفقاء أن أغششهم فأقول لهم أنا بحاجة لمن يغششني فاذهبوا عني
وتعلمون حينما يقولها أحدنا يبدؤون بتكذيبه ويقولون أنت لا تريد أن تساعد غيرك
واستمر الحال على هذا النحو حتى أتى اليوم الموعود يوم الرياضيات لم أكن محضرا للمادة بشكل جيد وكنت خائفا جدا فأدائي في الفيزياء لم يكن بذلك المستوى الطيب
ودخلت قاعة الامتحان وبعد توزيع أوراق الأسئلة والإجابة بدأت بالتعرق. شعور مر به كل من دخل امتحانا من غير تحضير بل حتى الذي قد حضّر جيدا قد يشعر بالتوتر
فكيف اذا كان الامتحان امتحان رياضيات
لست أنا فقط من يشعر بالتوتر بل القاعة بكاملها والطلاب منهمكون في قراءة الأسئلة وكأنهم يشاهدون فيلما مرعبا أو يواجهون أسدا كاسرا قد برزت أنيابه
فترى الوجوه مصفرة والعيون شاخصة وقد اشتد عرق الجبين ...
بدأت بحل ما أستطيع حله ولم يكن هناك الكثير بصراحة فأنا لم ادرس جيدا لذا تستطيعون القول بأنني تقريبا أيقنت بالهلاك -في هذه المادة طبعا- (حقا شر البلية ما يضحك)
لكن استعنت بالله وبدأت بتقديم كل ما أستطيع
وهناك وبعد مرور عدة دقائق وبينما كنت منهمكا في التركيز وفي تذكر القوانين والتأكد من الاجوبة
فجأة حدث ما لم يكن بالحسبان.. وبدأ أول اختبار لي من الله عزوجل
خاطبنا الاساتذة المراقبون لنا في قاعة الامتحان بصوت خافت وقالوا من يريد أن ينقل حل مسألة من زميله فلا بأس لكن بصوت هادئ
وهنا كانت الصدمة الاولى.. نظر الطلاب الى الاساتذة بوجوه تملأها الدهشة والاستغراب لكن يغشاها الفرح
أما أنا .. فلكم أن تتخيلوا موقفي في تلك اللحظة لقد عاهدت الله ان لا أغش في الامتحان مهما كانت الظروف
وفي الوقت الذي كنت فيه بحاجة ماسة الى من يساعدني في حل مسألة أو في تذكر قانون
يأتي ابتلاء الله عز وجل لي فيسمح المراقبون للطلاب بالغش وعلى مرآى منهم ومسمع
ماذا تروني قد فعلت برأيكم؟ لقد أصبحت الآن شخصا يخوض غمار امتحانين في وقت واحد
وكل امتحان أشد وأصعب من الآخر
فمن جهة أنا بحاجة الى الدرجات لكي أنجح ومستواي لم يكن طيبا في الفيزياء وإن لم أبلي جيدا قد أرسب وأفشل واعيد السنة بكاملها
ومن جهة أخرى لقد عاهدت الله أن لا أغش مهما كانت الظروف
ويأتيك الشيطان ليقول لك سأغش هذه المرة فقط
ثم ساستغفر إن الله غفور رحيم
لا أخفيكم سرا.. والله لقد أخذت بالضحك أخذت أضحك وأضحك حتى اعتلى صوتي فنظر اي المراقب وقال لي صه صه ما بك؟
قلت له .. لا شيء .
لقد أيقنت تماما أن هذا ابتلاء من الله لي لكي يرى مدى صدقي
ثم عدت بتفكيري الى ورقتي وأكملت الحل بسعادة غامرة
لأنني ظننت أنني قد نجحت في اختبار الله لي وهذا هو الأهم
كانت أصوات الطلاب تعلو أحيانا وتخفت أحيانا أخرى
حتى أتت فترة اعتلت الأصوات فيها كثيرا حتى منعتني من التركيز من كثر علوها
وأنا أسمع قوانينا تدخل في قوانين وأجوبة تدخل في أجوبة والأصوات تختلط مع بعضها البعض وأنا أحاول ألا انصت وأحاول أن أركز على ما بين يدي
أظن أن الصورة واضحة بالنسبة لكم
كنت اتمنى أن لا يكترث أحد لي
أي أن لا يطلب مني شيئا وانا بدوري لن أطلب من أحد شيئا
وبينما انا كذلك بدأ امتحان الله تعالى لي من جديد
نظر لي أحد الطلاب والذي قد أزعجني صراخه على مدار الوقت وهو يمنعني من التركيز فظننت أنه يريد الآن ان يطلب مني شيئا
لكن الامر كان على العكس تماما
قال لي: هيه .. مالك لا تنقل شيئا هل عرفت كل الأجوبة ؟
فقلت له لا لكنني ساحل ما أعرفه أولا وبعدها لكل حادث حديث فقال لي وهو يضحك: سينتهي الوقت قبل أن تفعل
فقال لي :قل لي ماذا تريد؟ لقد حللت الأسئلة كلها ماذا تريد؟
وهنا علمت أن الاختبار الثاني قد بدأ على نحو أصعب من الاول
لكن انتهى الامر اتخذت قراري لن أتراجع عن عهدي
فجاوبته بسرعة وأنا أبتسم: شكرا لا أريد شيئا.
نظر إلي باستغراب ولوى شفته السفلى وكأنه لم يجد سببا لقولي هذا الا أمرين : أولهما إما أنني أحمق بالفطرة أو أنني قد جننت بحكم ان المادة رياضيات واظن أن هذا الأخير قد أقنعه
فاستدار الى ورقته وبدأ يحادث غيري
وبعد مرور نصف الوقت المخصص للمادة
خاطبنا الاساتذة المراقبون وقالوا انتهينا لن نسمح لأحد بالغش أعطيناكم فرصة كافية ووافيه ومن سيتكلم سنسحب ورقته
وهنا أتاني الشيطان ليقول لي أيها الاحمق لقد أضعت فرصتك في النجاح وقبل أن أبدأ في بالندم والحسرة قضيت على كل تلك الوساوس والمشاعر
بحمدي لله تعالى وبفرحتي بأنني أجتزت الإختبار الأصعب ولا شيء بعده يهم
وبعد دقيقة وبعد ان صمت الجميع
قلت الحمد لله الآن أستطيع التركيز فيما بقي من الوقت وأحل ما ييسره الله لي
وإذ بيدٍ أمسكت بي من يدي التي أكتب بها وإذا به الأستاذ المراقب
فنظرت إليه وأنا مندهش لفعله
مالذي يريده مني؟
فقال لي حينها: بني أنا لم أرك تأخذ من أحد شيئا أخبرني هل حللت كل شيء ؟ بدأ الاختبار الثالث
قلت له: لا .فقال لي هل تريد حل مسالة ما؟
فقلت له: لا شكرا وأنا على وشك الضحك لدهشتي مما يحدث لي
فقال لي : حسنا لا بأس.. صحيح أنني لن أسمح لأحد بالغش بعد الآن لكن انت أستثناء
خذ ما شئت من زملائك لن أكلمك حتى نهاية الوقت بالكامل
فقلت له لكي ينصرف عني فقط: حسنا شكرا لك , وأنا لا أنوي فعل ذلك مطلقا
ليتكم كنتم معي في ذلك الموقف والله لم أكن أصدق ما يجري
ألهذه الدرجة ؟ ! كنت مندهشا ..متعجبا.. لا أصدق ما يجري
أن يأتي المراقب الي ويمسك بيدي ويقول لي ماذا تريد؟
أي اختبار أمر به الآن .أي امتحانٍ هذا الذي أخوضه
امتحان في خضم امتحان
ومضى الوقت وانتهى الامتحان وخرجت وأنا مبتسم فرح تغمرني نشوة والله قلّما شعرت بها ليس بما قدمته في الرياضيات
بل بما قدمته في امتحان الله عزوجل لي
أخبرت أهلي بالقصة
ليبدأ بذلك امتحاني الرابع من الله عزوجل وكان الأقسى من بين سابقاته
بدأت الملامة من أمي حفظها الله وغفر لها وانتشرت قصتي بين الأقارب انتشار النار في الهشيم
ووصلت لأصحابي وبدأت ألقى اللوم من كل حدب وصوب
وترددت هذه العبارة في مسامعي كثيرا:الآن أصبحت شيخاً على حسابنا؟
وأصبحت على ألسنة الجميع هذا من يضحك وهذا من يسخر
إلا البعض من عائلتي ومن اصحابي المقربين
كدت ان أبكي حينها لكن الله صبّرني
كنت أعلم أن هذا ابتلاء من الله تعالى لي واختبار منه لصبري
وعندما ظهرت النتائج برأيكم ماذا كانت نتيجتي؟
النتيجة
والمصيبة الأعظم
لقد كان هذا الاختبار هو الأصعب بين سابقاته
ربما لو أنني رسبت بفارق أكثر من درجة لكان أهون علي من أن أرسب بفارق درجة واحدة
لم أحتمل الامر بكيت بمرارة على تلك الدرجة
سأعيد عاما كاملا بسبب درجة
رحماك يارب.. لقد بلغت حدي
لكم أن تتخيلوا ملامة الاهل والاقارب في تلك اللحظة لم تتوقف أساسا من بعد قصتي تلك ولكم أن تتخيلوا شماتة من لا يحب لي الخير
لقد كان الامر أكبر من أن أتحمله لولا تذكير أخي وبعض الرفقاء لي بالأجر والثواب جراء صبري واحتسابي جزاهم الله خيرا
وبفضل الله تعالى تجاوزت تلك المرحلة وأكملت طريقي ودراستي ولله الحمد
لن أقول بأنني قد فشلت في ذلك العام لأنني لم أغش..أبدا معاذ الله.. بل لأنني لم أدرس جيدا..
والحمدلله أكرمني الله بالنجاح في العام الذي تلاه وبقيت قصتي لأحكيها لغيري...
أعلم أنه من الصعب أن تظل متفوقا.. فقد كنت كذلك في الابتدائية والمتوسطة
لكن أن تعود للتفوق بعد فشل.. أظن أن هذا الأمر أصعب بمراحل
وهذا ما حققته ولله الحمد
وبهذا تكون قصتي قد انتهت.
وأنا أحبتي نقلت لكم هذه القصة كما كتبها هو ونسقها لكي تكون أقرب .
والحمدلله ربِّ العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمدٍوآله الطاهرين
تعليق