
هل تعلمين أن طفلك يحتاج إلى لحظة من الخصوصية؟
هل تعلمين مثلا أنه يجب أحياناً أن يلعب بمفرده؟
يقول الخبراء إنه من المهم جداً ترك الطفل،
من حين إلى آخر، وحيدا أو مع بعض الألعاب البسيطة،
لأن ذلك يساعده في تكوين شخصية مستقلة.
تخبر إحدى الامهات كيف أن ابنتها البالغة من العمر بضعة أشهر،
كانت تحب أن تلعب بقدميها، فتلوحهما في الهواء وتتابع بنظرها حركتهما،
ثم تقوم برفس الألعاب المعلقة فوق سريرها وتضحك لرؤيتها تترنح في الهواء.
تتابع الأم مشيرة إلى أنها كانت دائما تحاول أن تحدثها أثناء لعبها أو تجلب لها لعبة أخرى،
خوفا من أن تشعر بالملل إلا أنها لاحظت تجاهل ابنتها لها، وكلما سعت الأم إلى التفاعل معها، انطلاقا مما يفرضه واجب
الأمومة، كانت الصغيرة تجهش بالبكاء محاولة الهرب منها.
لم تع الأم وهي التي كانت تتوقف إلى بعض اللحظات التي تمضيها بمفردها، أن طفلتها تريد أن تلعب
بمفردها أو تمضي بعض الوقت في التأمل من دون أن يتدخل أحد ويعكر صفو جوها.
تؤكد جولي غراسفليد، اختصاصية في مركز الأطفال الطبي في دالاس،
أن الطفل يستمتع جداً بتلك اللحظات التي يمضيها في اللعب بمفرده، والتي تعد
مهمة جداً لعملية نموه، إذ إنها تعزز ثقته بالذات وتزرع في داخله بذور الاستقلالية، وتشير جولي
إلى أن ترك الطفل في الغرفة أو في سريره بمفرده، شرط ضمان سلامته وعدم وجود أي أمور
تعرضه للأذى، يساعد في الحد من متلازمة الملل أو العجز عن القيام ببعض الأفعال أثناء نموه، مثل رفضه الذهاب وحيداً إلى
الغرفة، أو ارتداء ملابسه بمفرده، وتضيف: إن الأهل الذين لا يمنحون طفلهم بعض اللحظات الخاصة
التي يستطيع خلالها القيام ببعض الأمور بمفرده، يسهمون في تحويله إلى إنسان سلبي أو اتكالي أو حتى جعله محبطاً.
بالطبع لابد من التجاوب مع الطفل والتفاعل معه، ولا سيما عندما يكون في حاجة إلى اهتمام وتمضية وقت طويل
معه في اللعب، لكن التفاعل الكثير أو الزائد على المعقول، يمكن إن يحفزه أكثر من العادة ويمنعه حتى من تعلم مهارات
جديدة. ويوضح آري براون، إن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب فلو تولى الأهل مهمة القيام بكل شيء بدل طفلهم فإن
هذا الأخير لن يتعلم إلا القليل جداً.
*********
اللهم وفقنا وأياكم في الدنيا والآخرة

تعليق