بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله تالطاهرين
وبعد :
دائما نسمع من الوهابية والنواصب زعقات من هنا وهنا بأن الحسن عليه السلام بايع معاوية وسلمه الخلافة وهو بذلك حقن دماء المسلمين فهو كما قال جده النبي صلى اله عليه واله : هذا ابني سيد ...
ولكن لو تتبعنا الاحداث نجد ان ما يقوم به هؤلاء هو عبارة عن تضليل وتوهيم المقابل ، بل هو مجرد افتراء لا اكثر
لأن معاوية جاء بجيش جرار يريد قتال الحسن لا يريد تهنئة الحسن عليه السلام على الخلافة بعد ابيه بل يريد قتاله وقتله
ومن ثم قد استخدم معاوية بن ابي سفيان في شراء ذمم بعض قواد جيش الامام الحسن عليه السلام – كما نقل البلاذري – ومنهم عبيد الله بن العباس حيث هدده معاوية ورغبه بأن يهب له الاموال عند مجيئه اليه وتركه الامام الحسن عليه السلام
قال في الانساب
(ثم بعث معاوية بعد ذلك عبد الرحمن بن سمرة الى عبيد الله بن العباس ، فخلا به وحلف له أن الحسن قد سأل معاوية الصلح ، وجعل لعبيد الله ألف ألف درهم ان صار اليه ))[1]

وقال ابن ابي الحديد : (( ارسل معوية الى عبيد الله بن العباس ان الحسن قد ارسلني في الصلح وهو مسلم الامر ألي ، فإن دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعاً ، والا دخلت وانت تابع ، ول كان اجبتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم ، أعجل لك في هذا الوقت نصفها ، واذا دخلت الكوفة النصف الآخر ، فأنسل عبيد الله إليه ليلاً ، فدخل معسكر معاوية ، فوفى له بما وعده ))[2]
بل هناك جماعة من رؤوس القبائل كاتبوا معاوية ووعدوه بالطاعة له ، وضمنوا له تسليم الإمام الحسن عليه السلام عند وصوله اليهم ، وهذا ما قاله ابن الصباغ المالكي : (( وكتب جماعة من رؤساء القبائل الى معاوية بالطاعة سراً واستحثوه على سرعة السير نحوهم وضمنوا له تسليم الحسن عليه السلام عند دنوّهم من عسكره والفتك به ، وبلغ الحسن عليه السلام ذلك وتحقق فساد نيّات أكثر اصحابه وخذلانهم له ، ولم يبق معه ممن يأمن غائلته الّا خاصة شيعته وشيعة ابيه ))[3]
ولم يقف الامر الى هذا الحد بل اتهمه بعضهم بالشرك وارادوا قتله صلواة الله وسلامه عليه ، وهذا ما ذكره أبو الفرج الأصبهاني حيث قال (( فبدأ الجيش بالتخاذل الى ان وصل الأمر الى ان احد عناصر جيشه طعنه واتهمه بالشرك ..))[4]
وهذا انما يدل على ان معاوية قد نجح في زعزعة جيش الامام عليه السلام باساليب وألوان مختلفة منها : الأموال والكذب والاشاعات بحيث استمال قواد الجيش والقبائل ووجد معاوية الارضية الخصبة التي تتقبل هذه العروض ،
نتيجة لعدم ايمان الأمة نفسيا وعقائدياً بما يمثله الامام صلواة الله وسلامه عليه ،
ومن هنا نسأل القوم ، ما سبب مصالحة الامام الحسن عليه السلام لمعاوية ،
هل ان الامام بعث الى معاوية وهو يقول له يابن ابي سفيان استنجدك على هذه الأمة لأني لا استطيع ان اكون عليها خليفة فأنت أولى بها ؟!
أم ان معاوية جيش الجيوش وسخر العباد من اجل أما ان يحصل على الخلافة او يبيد الإسلام وأهله ؟؟
ولا شك ان اثاني هو الأصح لوجود الدليل عليه ، وحاشا ان يكون ابن آكلت الأكباد افضل بادارة الامة من امام معصوم مثل الحسن بن عليه عليهما السلام ....
[1] - البلاذري ، انساب الاشراف ج3 ص284
[2] - ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج16 ص42
[3] - ابن الصباغ المالكي ، الفصول المهمة ، ج2 ص723
[4] - ابو الفرج الاصبهاني ، مقاتل الطالبيين ص41
تعليق