تويت
اللهم صلِ على محمد والِ محمد الطيبين الطاهرين
************
الغضب ومضاره العضوية:
بعد دراسات علمية لظاهرة الغضب، تبين أن المسؤول عنه هو غدة (الكَظَر) التي تقع فوق الكليتين، فهي
عندما ينفعل الإنسان وتتوتر أعصابه تفرز هرمون (الأدرينالين) إلى الدم، فتسبب الغضب. ويرافق ذلِكَ تغيرات
فيزلوجية ومظاهر جسمية تعبر عن هذا الانفعال، مثل احمرار الوجه والعينين وانتفاخ الأوداج.
وقد وجد أن المصاب بمرض السكر معرض أكثر مِن غيره للغضب لأتفه الاشياء، فيجب في هذه الحالة تركه
وعدم مشاحنته حتى يهدأ مِن تلقاء نفسه.
وللغضب إذا تكرر تأثير كبير على عضوية الإنسان وإصابته بأمراض خطيرة، مثل الذبحة الصدرية
نتيجة زيادة ضربات القلب، وزيادة ترسب الدهون والكولسترول على الجدار الداخلي للشرايين، مما يسبب تصلب
الشرايين وتضيقها، وجلطات القلب والدماغ. هذا عدا عن أمراض الجهاز الهضمي الشديد الحساسية،
ومنها قرحة المعدة وقرحة الاثني عشرية، وتشنج الكولون، وفقدان الشهية.
مدخل :
حاول الإسلام تعويد الإنسان على التدرب على الأخلاق الحميدة والسلوك الحسن، فوضع لكل آفة دواء، ولكل
مرض نفسي علاجاً . ومن أهم الأمراض النفسية: الغضب، وهو شر عظيم؛ لأن الإنسان إذا غضب فقد عقله،
فإذا فقد عقله صدرت عنه الأقوال الفاحشة وهتك الأستار، والضرب والقتل والنهب، ومنع الحقوق وغير ذلِكَ.
وقد أكد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) على لزوم الحلم وكظم الغيظ عن الغضب، وقدم لنا علاجات للغضب
الشديد، منها الجلوس على الكرسي، وتلاوة آية الاستعاذة وآية البسملة، ومنها الوضوء بالماء البارد؛
فإن ذلِكَ يحد مِن ثَورة الغضب، الذي هو مِن شر الشيطان.
الغضب :
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): ليس الشديد بالصُرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
وقال (صلى الله عليه واله وسلم) : الغضب جمرة مِن الشيطان.
ومن كتاب للإمام علي (عليه السلام) إلى الحارث الهمداني يقول:واحذر الغضب؛ فإنه جُند عظيم مِن جنود إبليس.
وقال الصادق (عليه السلام) : الغضب مفتاح كل شر.
وعن الصادق (عليه السلام) ، قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.
علاج الغضب:
مِن علاج الغضب ان تقول بلسانكُ: أعوذ بالله مِن الشيطان الرجيم، هكذا أمر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أن
يقال عند الغيظ.
وقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : (إذا غضب أحدكم فليتوضأ). وذلك لأن الغضب مِن الشيطان، والشيطان
خلق مِن النار، وإنما تُطفئ النارُ بالماء.
وعن أبي ذر أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب
عنه الغضب، وإلا فليضطجع.
وعن الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) أنه ذُكر عنده الغضب، فقال : إن الرجل ليغضب حتى
ما يرضى أبداً، ويدخل بذلك النار. فأيما رجل غضب وهو قائم فليجلس، فإنه سيذهب
عنه رجز الشيطان، وإن كان جالساً فليقم. وأيما رجل غضب على ذي رحمه فليقم اليه،
وليدنُ منه وليمسه، فإن الرحم إذا مَستِ الرحم سكنت.
*********
اللهم وفقنا وأياكم في النيا والآخرة
تعليق