إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النور في كتاب الله المجيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النور في كتاب الله المجيد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على النور المبعوث رحمة للعالمين محمد واله الحجج الانوار لاسيما امامنا المنتظر وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً لا لَيْلَ فِيهِ وَأَحْيِ بِهِ القُلُوبَ المَيِّتَةَ وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الوَغِرَةَ وَاجْمَعْ بِهِ الأَهْواءَ المُخْتَلِفَةَ عَلى الحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ الحُدُودَ المُعَطَّلَةَ وَالاَحْكامَ المُهْمَلَةَ حَتّى لايَبْقى حَقُّ إِلاّ ظَهَرَ وَلا عَدْلٌ إِلاّ زَهَرَ، وَاجْعَلْنا يارَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ وَالمُؤْتَمِرِينَ لاَمْرِهِ وَالرَّاِضينَ بِفِعْلِهِ وَالمُسَلِّمِينَ لاَحْكامِهِ وَمِمَّنْ لا حاجَةَ بِهِ إِلى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَنْتَ يارَبِّ الَّذِي تَكْشِفُ الضُّرَّ وَتُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذا دَعاكَ وَتُنْجِي مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَما ضَمِنْتَ لَهُ.



    جاء في موسوعة أحاديث أمير المؤمنين علي عليه السلام[1]:-
    «النُّورُ: القُرْآنُ، والنُّورُ اسمٌ مِنْ أسْماءِ اللّهِ تعالى، والنُّورُ النُّورِيَّةُ، والنُّورُ ضَوْءُ القَمَرِ، والنُّورُ ضَوْءُ المُؤمِنِ وَهُوَ المُوالاة الَّتي يَلْبَسُ لَها نُوراً يَوْمَ القيامَةِ والنُّورُ في مَواضِعَ مِنَ التَّوْراةِ والاِنْجِيلِ والقُرْآنِ حُجَّةُ اللّهِ عَلَى عِبادِهِ، وَهُوَ المَعْصُومُ ... فَقالَ تعَالى(واتَّبَعُوا النُّورَ الَّذي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحونَ)[2]فَالنُّورُ في هذا الموْضِعِ هُوَ القُرْآنُ، وَمْثْلُهُ في سُورةِ التَّغابُنِ قَوْلُهُ تعالى(فَآمِنُوا باللّهِ وَرَسُولِهِ والنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا)[3] يَعْني سُبحانَهُ القَرْآن وجميعَ الاَوصياءِ المعصومينَ، مِنْ حَمَلةِ كتابِ اللّه تعالى، وخزَّانِهِ، وتَراجُمَتِهِ الَّذين نَعَتَهُمُ اللّهُ في كتابهِِ فقال: "وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاّ اللّهُ والرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يَقُولُون آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا" فَهُمُ المَنْعُوتُونَ الَّذينَ أَنارَ اللّهُ بِهِمُ البِلادَ، وَهَدى بِهِمُ العِبادَ، قالَ اللّهُ تعالى في سورَةِ النُّورِ : "اللّهُ نُورُ السَّمواتِ والاَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكوةٍ فِيهَا مِصْباحٌ المِصْباحٌ في زُجَاجَةٍ الزّجَاجَةُ كَأَنَّها كَوكَبٌ دُرِّيٌّ..." إلى آخر الآية، فالمِشْكاةُ رَسُولُ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم والمِصْباحُ الوَصِيُّ، والاَوصياءُ _ عليهم السلام _ والزّجاجَةُ فاطِمَةُ، والشَّجَرَةُ المُبَارَكَةُ رَسُولُ اللّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ والكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ القائِمُ المُنْتَظَرُ _ عليه السلام _ الذي يمْلاَ الاَرْضَ عَدلاً».

    وسنذكر هنا بعض الايات التي تثبت ما جاء بهذا النص :-

    قوله (عليه السلام) النُّورُ القُرْآنُ: مصداقه ما جاء في قوله تعالى (فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون) الأعراف 175
    والنُّورُ اسمٌ مِنْ أسْماءِ اللّهِ تعالى: مصداقه قوله تعالى (الله نور السماوات والأرض) النور35
    والنُّورُ ضَوْءُ القَمَرِ: ومصداقه قوله تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ) يونس5
    والنُّورُ ضَوْءُ المُؤمِنِ: مصداقه تعالى (او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) الانعام 122وكذلك قوله تعالى (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) الزمر22
    والنُّورُ في مَواضِعَ مِنَ التَّوْراةِ: مصداقه قوله تعالى (قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس) الانعام91و(انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون) المائدة 44
    والاِنْجِيلِ: مصداقه قوله تعالى (واتيناه الانجيل فيه هدى ونور) المائدة46

    ولقد جاء في كلام الأمير (عليه السلام) كون رسول الله صلى الله عليه واله المشكاة والمشكاة كما يذكر ابن جزي (هي الكوة غير النافذة تكون في الحائط، ويكون المصباح فيها شديد الإضاءة وقيل: المشكاة العمود الذي يكون المصباح على رأسه، والأوّل أصح وأشهر، والمعنى صفة نور الله في وضوحه كصفة مشكاة فيها مصباح، على أعظم ما يتصوّره البشر من الإضاءة والإنارة، وإنما شبه بالمشكاة وإن كان نور الله أعظم، لأن ذلك غاية ما يدركه الناس من الأنوار، فضرب المثل لهم بما يصلون إلى إدراكه)[4]

    أقول ولا يقال اذا كان المشكاة معناها الكوة فالكوة ليس لها نور فاين نور الرسول (صلى الله عليه واله) اقول كذلك الزجاجة والزيت وانما كان التشبيه هنا من جهة المجموع من حيث هو مجموع واما كونه (صلى الله عليه واله)نور فهذا ثابت بالقران في غير هذا الموضع[5] فقوله تعالى(يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين )سورة المائدة 15بقرينة قوله (قد جاءكم رسولنا) ثم قوله تعالى (قد جاءكم من الله نور) فيكون المقصود من النور هو محمد صلى الله عليه واله
    قال المراغي في تفسيره[6] (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) [7]النور هو النبي صلى الله عليه وسلم، وسمى بذلك لأنه للبصيرة كالنور للبصر، فكما أنه لولا النور ما أدرك البصر شيئا من المبصرات، كذلك لولا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والإسلام لما أدرك ذو البصيرة من أهل الكتاب ولا من غيرهم حقيقة الدين الحق).
    وجاء في تفسير روح المعاني[8]{ قَدْ جَاءكُمْ مّنَ الله نُورٌ } عظيم وهو نور الأنوار والنبي المختار صلى الله عليه وسلم ، وإلى هذا ذهب قتادة واختاره الزجاج.
    وجاء في التفسير المنسوب لابن عباس (قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ الله نُور: رَسُول يَعْنِي مُحَمَّدً)ا[9]
    أقول النور سبب في تحصيل العلم حيث ان جهل الشخص بما يحيط به من الأشياء لامتناع الابصار لديه المتوقف على ظهورها من خلال وقوع النور عليها، فمن كان وسط الظلام ولم يكن له سابق علم بالمكان تهجم عليه التصورات لخوفه من البهمة المحيطة به فيتوهم ويتخيل ما ليس موجود واقعا وعليه يكون النور محصلا للعلم بالضرورة،ولذا جعل الله تعالى انوار رحمة بنا لكي نهتدي ولا نضل السبيل

    *انما كان استشهادي بتفاسير اهل العامة في نورية النبي (صلى الله عليه واله) لبين ان المسالة مُجمع عليها ولم يكن الشيعة متفردين بها بل هي عندهم من الواضحات التي لا كلام فيها.




    [1] موسوعة أحاديث أمير المؤمنين علي عليه السلام ،تأليف اللجنة العليا للتحقيق في مؤسسة نهج البلاغة ج1 ص161، نقلا من كتاب المحكم والمتشابه: 4 و 25 ، عنه البحار: 93|3 و 20 بتفاوت يسير.

    [2] الاعراف157.

    [3] التغابن 8.

    [4] التسهيل لعلوم التنزيل ج2 ص 70أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي (المتوفى: 741هـ)تحقيق: الدكتور عبد الله الخالدي الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم – بيروت الطبعة: الأولى - 1416 هـ.

    [5] وان هناك من يرى كون الضمير في قوله تعالى (الله نور السموات والأرض مثل نوره)يعود على الرسول(صلى الله عليه واله)يقول ابن جزي (وقيل: الضمير في نوره عائد على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: على القرآن) التسهيل لعلوم التنزيل ج2 ص 70أبو القاسم،محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي (المتوفى: 741هـ)تحقيق: الدكتور عبد الله الخالدي الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم – بيروت الطبعة: الأولى - 1416 هـ.

    [6] تفسير المراغي ج6ص80،أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371هـ)شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأولاده بمصر،الأولى، 1365 هـ - 1946 م.

    [7] المائدة15

    [8] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني في تفسير سورة المائدة اية15، شهاب الدين محمود ابن عبد الله الحسيني الألوسي.

    [9] تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ص90لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما - (المتوفى: 68هـ)مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)دار الكتب العلمية - لبنان
    التعديل الأخير تم بواسطة جعفر القريشي ; الساعة 13-05-2014, 02:17 PM. سبب آخر:

  • #2
    بحث جميل وعنوان أجمل وخصوصاً عند مزجه بالعقيدة، حياكم الله تعالى مولانا الكريم ووفقكم لكل خير بمحمد واله الطاهرين
    .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..........................

    تعليق


    • #3
      ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
      مرور كريم اخ المناقش ورد اكرم زادكم الله علما بكرمه
      ونور الله سبيلكم العلمي ونفعنا الله بكم والمسلمين.
      ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

      تعليق


      • #4
        السلام على الشيخ القريشي..


        أغدقَ اللهُ عليكَ نعمهُ باليُمن والحَبور


        وسلَّم يداك من كلِّ آفةٍ على ماكتبتَ من سطور


        عن وصفِ القرآن بأجملِ صفةٍ وهي النور


        والنور كما ورد: ظاهرٌ بنفسهِ ومُظهرٌ لغيره


        فبالقرآن ظهرتِ الأشياء على حقيقتها


        وأشرقتِ الأرضُ والسماواتُ بنور ربها


        وذاك أمير البلاغة ومولى المتقين طاب فوه إذ قال في الأشعار المنسوبة له:

        دواؤك فيكَ وما تشعــرُ وداؤك منك وما تُبصرُ


        وتحسبُ أنك جرمٌ صغيرٌ وفيكَ انطوى العالمُ الأكبرُ


        وأنت الكتابُ المبينُ الذي بأحرفهِ يظهرُ المضمَرُ


        فلا حاجة لكَ في خارجٍ يُخبّرُ عنكَ بما سُطِّرُ

        تعليق

        يعمل...
        X