إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هو القضاء والقدر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو القضاء والقدر

    القضاء والقدر




    القضاء والقدر من صميم العقائد الإسلامية التي جاء بها الكتاب والسنة، ولا يجوز إنكارهما، فمن استطاع أن يفهمهما على الوجه الصحيح بلا إفراط ولا تفريط فبها، وإلاّ فلا يجوز للمكلف أن يتكلف فهمهما والتدقيق فيهما، لئلا يضلّ وتفسد عقيدته، لأنّ هذا المبحث من أدقّ المباحث الفلسفية التي لا يدركها أكثر الناس، وعليه فيكفي الاعتقاد بهما بنحو الإجمال من دون الخوض في التفاصيل.

    والقضاء: في اللغة له خمسة معانٍ:

    1- بمعنى الخلق : قال تعالى: ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) ، أي خلقهن سبع سماوات.

    2- بمعنى الأمر: قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) ، أي أمر ربك.

    3- بمعنى الإعلام : قال تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) ، يعني أعلمناهم ذلك، وأخبرناهم به قبل وقوعه.

    4- بمعنى الفصل في الحكم: قال تعالى: (وَاللَهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، أي يفصل في الحكم بالحق بين خلقه.

    5- بمعنى الفراغ من الأمر: قال تعالى: (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) أي فُرِغ منه، وقال تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ).

    إذا اتضح ما ذكرناه في معاني القضاء وأنّه ليس له معنى واحد ، بل له معان متعددة، يتبين أنّ معنى القضاء يكون بحسب الجملة التي ورد فيها، فتارة يراد به الأمر، وتارة يراد به الخلق، وتارة يراد به الفصل في الحكم، وتارة يراد به الفراغ من الشيء... وهكذا.

    فقضاء الله سبحانه في أفعال خلقه هو أمرهم بالأفعال الحسنة، ونهيهم عن الأفعال القبيحة، وقضاؤه سبحانه في أنفس الناس هو خلقه لها، وقضاؤه سبحانه وتعالى في أفعاله تعالى هو إيجاده لها، وقضاؤه في الحوادث هو أنه سبحانه وتعالى أخبر ملائكته بوقوعها، فوقعت بأسبابها الطبيعية، لا بجبره لعباده عليها... وهكذا.

    وأمّا القدر فالمراد به أنّ الله سبحانه وتعالى حددّ كلّ شيء من الأرزاق والآجال وغيرها، فجعل كلّ شيء بحد معلوم، لا يزيد ولا ينقص، قال سبحانه وتعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) ، (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً).

    والحاصل أنّ أفعال المكلفين قضاها الله، بمعنى جعل لها حكماً شرعياً: إمّا أمر، أو نهي، وقدّرها بمعنى أنّه سبحانه وتعالى جعل لكلّ حكم حدوده. وأمّا في ما يتعلق بالآجال والأرزاق والحوادث الكونية فإنّ الله سبحانه وتعالى قضاها بمعنى أوجدها، وقدّرها بمعنى أنّه جعل لها حدّاً وقدراً خاصاً في الزمان والمكان وغيرهما.

    والحمد لله رب العالمين
    الكلام تأليف: علي آل محسن

    في القضاء والقدر



  • #2
    شكر الله سعيكم اخي العزيز موضوع مهم وذو فائدة
    واعتقد ان شدة فهمه ودقته ناشاة من ارتباط هذا الموضوع بمسالة الجبر والتفويظ
    وفقكم الله لكل خير
    .............................................
    .............................................
    .............................................

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
      الاخ الفاضل ( المجلسي ) شكرا لمروركم الكريم بموضوعنا
      وشكرا لتعليقكم العطر الذي فاحة روائحه في صفحتنا
      نسأل الله ان يوفقنا وأياكم لكل خير
      والحمد لله رب العالمين

      تعليق


      • #4

        بسم الله الرحمن الرحيم
        وبه نستعين
        اللهم صل على محمد وال محمد
        وعجل فرجهم
        ان مسألة القضاء والقدر من أمهات العقائد الكبرى الواردة في الكتاب والسنة
        المطهرة حيث يُعد منكرهما كافراً بما نزل على رسول الله
        (صلى الله عليه واله)
        وقد أخذا حيزاً هاماً في بحوث مفكري الإسلام مما ادى إلى تشعب الآراء
        بشأنهما إلى ثلاثة فرق :
        فرقة قائلة بالجبر والاخرى قائلة بالتفويض وفرقة قائلة بالامر بين الامرين
        ولكل من هذه الفرق ادلة على ما تدعي
        الفرقة الاولى والثاني كل واحدة منهما لها قول اشنع من الاخرى
        فالاول نسبت الجبر الى الذات الإلهية ومعنى ذلك منهم
        ان الله تعالى قد اجبر الناس على افعال المعاصي
        ومع ذلك يعذبهم عليها ؟!
        واجبرهم على فعل الطاعات ومع ذلك يثيبهم عليها ؟!
        يجل الله تعالى عن ذلك
        ولهم في ذلك كلام طويل وادلة واهية لاثمرة فيها
        اما الاخرى ذهبت الى ان الله تعالى فوض الافعال الى المخلوقين
        وهذا القول كالاول لاثمرة فيه ويجل الله تعالى عنه
        اما الفرقة الثالثة هي فرقة الامامة والتي قالت بالامربين الامرين
        قال الامام الصادق عليه السلام : لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين
        وكل فرقة من هذه الفرق لها كلام طويل واستدلال فمن اراد فليراجع كتب العقائد
        و معنى القضاء في اللغة وكذلك القدر فقد ذكر ذلك الاخ ضياء الحفار
        فالقضاء والقدر متلازمان لاينفك احدهما عن الاخر
        وقد قال الامام الرضا عليه السلام ليونس موضحاً معنى القدر
        قال اتعلم مالقدَر قال يونس : لا قال :
        هي الهندسة ووضع الحدود في البقاء والفناء ...
        اما في الاصطلاح فقد ذكر لهما عدّة تفسيرات والاخ ضياء لم يتطرق لهما
        ولو اجمالاً ولعل ذلك يعود الى طول الكلام فيها
        ان موضوع القضاء والقدر من المباحث المهمة جداً كما اسلفنا
        وفيه لعلماء كلام طويل فمن اراد الزيادة والتوضيح فليراجع
        الكتب العقائدية ومنها بداية المعرفة الالهيات
        الفوائد البهية في شرح عقائد الامامية وهذا الاخير موجود
        على صفحة الانترنيت وهناك كتب أخرى
        وفقكم الله اخ ضياء
        ونرجو ان تتقبلوا مرورنا واضافتنا على موضوعكم





        ياصاحب الزمان
        قلبي إليك من الأشواق محترق... ودمع عيني من الأعماق مندفق
        الشوق يحرقني والدمع يغرقني...فهل رأيت غـــــريقاً وهومحترق

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
          الاخت الفاضلة (فاطمة حسين) شكرا لمروركم الكريم بموضوعنا
          وشكرا لأضافتكم العطرة التي جعلت من الموضوع اكثر فائدة
          نسأل الله ان يوفقنا وأياكم لكل خير
          والحمد لله رب العالمين

          تعليق

          يعمل...
          X