إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصبر على المصيبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصبر على المصيبة

    الصبر على المصيبة
    اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد الطيبن الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين .
    الإسلام هو نظام اجتماعي أخلاقي تربوي .فهو دين مكارم الأخلاق , حيث يزكى نفوسنا وأرواحنا , ويهذب أخلاقنا وطباعنا وسلوكياتنا , ولذلك يجب علينا التزام مناهجه وأحكامه وآدابه وتطبيقها في كل شؤوننا وأمورنا , بذلك نفوز فوز الدنيا والآخرة
    ومن مكارم الأخلاق التي يحثنا الإسلام على التحلي بها : مكرمة الصبر , وذلك لما لها من تأثير بارز على النفس البشرية في تهذيبها وتقويم سلوكها وحمايتها من كل ضلال وكفر , ولما لها من ثواب عظيم عند الله عزوجل . قال تعالى في كتابه العزيز الحكيم : ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما ) .
    وقوله سبحانه : ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) . والمقصود بالمحسنين هنا الصابرون .
    ويعتبر الصبر من دعائم الإيمان , فكلما ارتفعت درجة إيمان المؤمن كلما تعاظمت ملكة الصبر لديه , وكلما منحته دافعا قويا للصمود والجلد ؛ ومدته بقدرة عتيدة لمواجهة صروف الدهر وإغراءات الدنيا الزائفة . ولذلك , جعل الصبر بمثابة رأس الإيمان , فقد ورد عن مولانا زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) أنه قال " الصبرمن الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد , ولا إيمان لمن لا صبر له "
    وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : " أيها الناس عليكم بالصبر , فإنه لا دين لمن لاصبر له )
    وقال تعالى مخاطبا المؤمنين يأمرهم بالصبر والمصابرة : ( ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ) .
    حيث أن الإيمان الحقيقي هو الذي يمنح صاحبه الصبر والقدرة على التحمل عند نزول المكاره به , والصبر هو هبة إلهية يمنحها الباري عز وجل لعباده المؤمنين الذين يرضون بما كتبه الله سبحانه وتعالى في لوحه المحفوظ , ويرضون بقضائه وقدره , ويصبرون ويشكرون مهما حلت بهم بلاءات الدنيا ومصائبها بل يزدادون شكرا وصبرا , ولهم بالمقابل أجر جزيل عند الله سبحانه . وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد " .
    وهل يوجد أجر أعظم من هذا الأجر الذي نناله بقليل من مجاهدة النفس – وأقول بقليل لما يقابله من ثواب كبير – وترويضها على ركوب الصعاب وتحمل المشقات وتعويدها على الصبر ؟ ! وكما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " الرفق كرم والحلم زين والصبر خير مركب " .
    وكما أوحى الله تعالى إلى سيدنا موسى بن عمران ( عليه السلام ) : ( ما خلقت خلقا هو أحب إلي من عبدي المؤمن إني إنما ابتليه لما هو خير له , وأزوي عنه لما هو خير له وأعطيه لما هو خير له وأنا اعلم بما يصلح عليه حال عبدي المؤمن فليرض بقضائي وليشكر نعمائي وليصبر على بلائي اكتبه في الصديقين إذا عمل برضاي , وأطاع لأمري " .
    وأذا , الصبر هو احتمال المكاره دون جزع وحمل النفس على رعاية ما يوافق العقل والشرع أوامرا واجتناب ما ينافيها .
    وفي الصبر قال مولانا أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : " الصبر يظهر ما في بواطن العباد من النور والصفاء , الجزع يظهر ما في بطونهم من الظلمة والوحشة , والصبر يدعيه كل أحد , ولا يثبت عنده إلا المخبتون , والجزع ينكره كل أحد وهو أبين على المنافقين , لأن نزول المحنه والمصيبة يخبر عن الصادق والكاذب " .
    حيث أن الصبر هو الذي يجلو النفس ويسموبها ويمنحها دفقا من العزيمة والإدارة والقوة والثبات , فيجعلها تتغلب على المصائب والشدائد , ولذلك , يتوجب الصبر في كل الأمور وعدم فسح المجال أمام أي جزع لكي لايتسرب لنفوسنا فيعكر صفوها ونقاءها , وبذلك نكون من الناجين والفائزين , وكما ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : " ما من مؤمن إلا وهو مبتلى ببلاء , منتظر به هو أشد منه فإن صبر على البلية التي هو فيها عافاه الله من البلاء الذي ينتظر به , وإن لم يصبر وجزع نزل به من البلاء المنتظر أبدا حتى يحسن صبره وعزاؤه " .
    ويقسم الصبر إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي :
    1- الصبر على الطاعة : وله أجر كبير , خاصة , وأن النفس تكره العبودية والانقياد, ولكنها بطاعة الله عز وجل والصبر على ذلك تكسب العز والفلاح والرشاد
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة , ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش " .
    2- الصبر على المعصية : وهو ترك ما حرم الله تعالى , وبه تصان النفس من كل ما يمكن أن يشوهها ويحاول جرها نحو الهلاك , ولذلك , رتب الله سبحانه لهذا الصبر عظيم الأجر والثواب وأرفع الدرجات في الآخرة . قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش " .
    3- الصبر على النوائب والمكاره : وهو أعظم أقسام الصبر , لأن هناك الكثيرين الذين يصيبهم الجزع والانهيار عندما تنوبهم نائبة أو يحل بهم مكروه , وفي هذا خطأ كبير وإثم اكبر .
    ويجب هنا الالتزام بما امرنا الله سبحانه به في كتابه الحكيم حيث قال : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) .
    وقوله سبحانه مبينا عاقبة الصبر المحمودة ؛ والذي هو ثمرة التقوى والإيمان : ( فاصبر إن العاقبة للمتقين ) .
    وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصف المتقين في إحدى خطبه المذكورة في نهج البلاغة ص 305 : " فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين , وحزما في لين وإيمانا في يقين , ... وتجملا في فاقة , وصبرا في شدة .. " .
    ويجب أن نستلهم الصبر من أخلاق الأنبياء ( عليهم السلام ) , فهم خير قدوة نهتدي بهم ونحتذي بحذوهم , فهم المثل الأعلى ومنهجهم هو المنهج الحق . وكما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " إن الصبر وحسن الخلق والبر والحلم من أخلاق الأنبياء " .
    ونذكر على سبيل المثال نبينا أيوب ( عليه السلام ) الذي يضرب المثل بصبره وجلده , حيث فقد الخير والعزه والصحة والأولاد والأزواج والأنعام , ومع ذلك لم يتزعزع إيمانه قيد شعرة ولم يتغير صبره , بل كان يزداد صبرا وشكرالله سبحانه , ولذلك , منَّ الله عز وجل عليه وعوضه بصبره ما فاته من الصحة والأزواج والأولادوالخيرات , وهذا دليل عظيم على حسن عاقبة الصبر . وكما قال الشاعر :
    ترد رداء الصبرعند النوائب – تنل من جميل الصبرحسن العواقب
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض " .
    وفي حق سيدنا أيوب ( عليه السلام ) قال الله تعالى : ( واذكر عبدنا أيوب إذا نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب , اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه إواب ) .
    وكذلك , نقتدي بنبينا المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) , حيث واجه صلوات الله عليه الكثير من المتاعب والمشقة والأذى في سبيل تبليغ الرسالة السماوية ونشر الدين الإسلامي في كافة شعب الأرض .

  • #2
    ​​ﺍﻟﻠّﮩُﻢَ ﺑﺮَﺁﺋﺤَـۃ”ﺁﻟﺠَﻨْﮧ“ ﺑﻠِﻐّﮩُﻢَ،وببياض
    ﺁﻟﻮﺟّﮧأعدهم ﻭ ﺑِﻈّﻞ ﻋﺮّﺷِﮓﺃﺳّﮕﻨْﮩُﻢَ ‘
    ﻭ ﻣﻦْ ﺣﻴّﺚَ ﻟﭑ ﻳﺤّﺘﺴِﺒُﻮﻥْ ﺃﺭّﺯِﻗﮩُﻢَ . .
    • جمعة مباركة ﺑِﺬﮔﺮَ ﺁﻟﻠّﮧ

    تعليق

    يعمل...
    X