إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المجلسي للفلاسفة( قولكم مستلزم لانكار كثير من ضروريات الدين) فماهو رد انصار الفلسفة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المجلسي للفلاسفة( قولكم مستلزم لانكار كثير من ضروريات الدين) فماهو رد انصار الفلسفة؟

    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    بما ان المنتدى منتدى علمي يقوم على اساس الافادة والاستفادة فمن هذا المنطلق رأيت من المفيد ان اضع لكم كلام البحرالزاخر والعلم الطاهر شيخ الاسلام المجلسي نور الله قبره الشريف الذي ينتقد فيه بعض الفلاسفة ايما انتقاد ويصف بعض اقوالهم بانها مستلزمة لانكار الكثير من ضروريات الدين ونرى بعد ذلك تعليقاتكم الكريمة على الموضوع لنرى هل كلامه الشريف ومدى مطابقته للواقع من عدمها كل ذلك باسلوب يحفظ قدسية العلامة المجلسي من جهة و حرمة من انتقد العلامة قوله من جهة اخرى .. وكما قلت الغرض من ذلك الافادة والاستفادة .. وكلامه الشريف جاء في معرض بيان معان العقل التي استعرضها في شرحه للحديث الاول من اصول الكافي حيث قال بعد ان ذكر خمسة معان للعقل :

    " السادس: ما ذهب إليه الفلاسفة و أثبتوه بزعمهم من جوهر مجرد قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا و لا فعلا، و
    القول به كما ذكروه مستلزم لإنكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم و غيره، مما لا يسع المقام ذكره، و بعض المنتحلين منهم للإسلام أثبتوا عقولا حادثة و هي أيضا على ما أثبتوها مستلزمة لإنكار كثير من الأصول المقررة الإسلامية، مع أنه لا يظهر من الأخبار وجود مجرد سوى الله تعالى، و قال بعض محققيهم: إن نسبة العقل العاشر الذي يسمونه بالعقل الفعال إلى النفس كنسبة النفس إلى البدن، فكما أن النفس صورة للبدن، و البدن مادتها، فكذلك العقل صورة للنفس و النفس مادته، و هو مشرق عليها، و علومها مقتبسة منه، و يكمل هذا الارتباط إلى حد تطالع العلوم فيه، و تتصل به، و ليس لهم على هذه الأمور دليل إلا مموهات شبهات، أو خيالات غريبة، زينوها بلطائف عبارات." ..اهــ

    والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين ..

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مرة اخرى اشكركم سيدنا على اثاراتكم النافعة واقول:الحق مع العلامة المجلسي في ملاحظته لكن ينبغي ان نلتفت انه (قده)ناقش هذه النظرية وهي وجود مجرد سوى الله والقول بنظرية العقول العشرة وعلاقة العقل الفعال بعالم الامكان ولم يرفض كل الفلسفة جملة وتفصيلا .هذا اولا.
    وثانيا ان الفلسفة المرفوضة هي الفلسفة الغير مقيدة بالوحي كما لو اطلق العنان لفكره من دون تقيده بالوحي فمن الوارد جدا ان يخطأ بخلاف الفلسفة المقيدة بالوحي كفلسفة صدر المتالهين(قده)فهنا الفلسفة لها محددات شرعية بان يتحرك الفيلسوف ضمن الاطار الذي حدده الوحي المقدس كما لو قال الوحي ان هناك اله وهذا الاله له صفات واسماء هي كذا وكذا وان هناك معاد جسماني ......الخ من العقائد الحقة التي غالبا لايقيم الوحي الدليل عليها بل يكتفي بتصديق الناس للنبي فياتي الفيلسوف لمعرفة هذه الامور ويقيم الادلة عليها فان وضيفة الانبياء كما يبينها امير المؤمنين عليه السلام هي اثارة العقول(ليثيروا لهم دفائن العقول )والفلسفة بهذا المعنى هي خير مساند وداعم للوحي .ثم ان نقاشه (قده)لهذه النظرية اوجله الى مشاركة لاحقة بسبب ضيق وقتي.
    والحمد لله رب العالمين.

    تعليق


    • #3
      (بخلاف الفلسفة المقيدة بالوحي كفلسفة صدر المتالهين(قده))

      أخي الكريم مقداد لدي أستفهام حول عبارتكم أعلاه،وهو اذا كانت فلسفة الملا صدرا مقيدة بالوحي فما باله يذكر فصلا كاملا بعنوان( التعشق بالغلمان المرد) فهل هذا من الوحي؟؟؟ أرجو الجواب.
      sigpic

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        هذه اخي الكريم من الشبه التي اثارها من لم يتمعن جيدا في كلام صدر الدين الشيرازي ونحن في دفاعنا عنه لا نريد الا الدفاع عن مؤمن ادعي عليه امور هو برئ منها ونحن سننقل نص كلامه في العشق لتعرف اخي حجم الافتراء: فان صدر الدين الشيرازي اراد ان يبحث مسالة العشق بحثا فلسفيا وهو ما يعرف بعلم النفس الفلسفي وعنون بحثه (في ذكر عشق الظرفاء والفتيان للأوجه الحسان)فالعنوان واضح في انه في مقام تحليل عشق الظرفاء والفتيان للاوجه الحسان فالظرفاء فاعل العشق والفتيان معطوف عليه ففاعل العشق هم الظرفاء والفتيان لا انه كما تفضلتم يريد انه يعشق الفتيان والعياذ بالله. ثم اذا لاحظت تعريفه للعشق االذي سياتي فان مراده هو اتحاد العاشق مع المعشوق ويبين ان العشق يكون للصفات اما عشق الجسم فهو ناتج من شهوة بهيمية وهي ليست من الفضائل فالعشق هو تحرك العاشق للاتصاف بصفات المعشوق وبعد ان يبين معنى العشق يبين من هو المعشوق الحقيقي وكذا سياتي ان اهم معشوق هو الحق تبارك وتعالى فيكون عشقه هو الحركة للاتصاف بصفات الله تبارك وتعالى.
        والخلاصة:
        انه رأي خاصية الميل للجمال موجودة لدي الانسان،وهذا امر ثابت بالوجدان، وهنا تساءل هل هذه القضية عبثية أم لا؟
        فاخذ يبحث عن ذلك، فرأي ان هذه الصفة او الخاصية انما وجدت لتحقيق غاية شريفة هي الاهتمام بالبعد التربوي والتعليمي، و رأي ان هذه القضية ضرورية للتربية والتعليم حيث تشجع المعلم علي التعليم والتربية وبذل الجهد من اجل تنمية كمالات تلامذته، فقال:
        "
        و أما الغاية في هذا العشق الموجود في الظرفاء و ذوي لطافة الطبع فلما ترتب عليه من تأديب الغلمان و تربية الصبيان و تهذيبهم و تعليمهم العلوم الجزئية كالنحو و اللغة و البيان و الهندسة و غيرها و الصنائع الدقيقة و الآداب الحميدة و الأشعار اللطيفة الموزونة و النغمات الطيبة و تعليمهم القصص و الأخبار و الحكايات الغريبة و الأحاديث المروية، إلي غير ذلك من الكمالات النفسانية، فإن الأطفال و الصبيان إذا استغنوا عن تربية الآباء و الأمهات فهم بعد محتاجون إلي تعليم الأستادين و المعلمين و حسن توجههم و التفاتهم إليهم بنظر الإشفاق و التعطف، فمن أجل ذلك أوجدت العناية الربانية في نفوس الرجال البالغين رغبة في الصبيان و تعشقا و محبة للغلمان الحسان الوجوه، ليكون ذلك داعيا لهم إلي تأديبهم و تهذيبهم و تكميل نفوسهم الناقصة و تبليغهم إلي الغايات المقصودة في إيجاد نفوسهم".

        رأيه في العشـق:
        بحث في العشق وجعل عنوان البحث قوله: فصل في ذكر عشق الظرفاء والفتيان للأوجه الحسان. وذكر اختلاف الآراء في حسنه وقبحه وهل هو فضيلة أو رذيلة. ثم قال: » والذي يدل عليه النظر الدقيق والمنهج الأنيق وملاحظة الأمور عن أسبابها الكلية ومباديها العالية وغاياتـها الحكمية، أن هذا العشق - أعني الالتذاذ الشديد بحسن الصورة الجميلة المفرطة لمن وجد فيه الشمائل اللطيفة وتناسب الأعضاء وجودة التركيب - لما كان موجوداً على نحو وجود الأمور الطبيعية في نفوس أكثر الأمم من غير تكلف وتصنع، فهو لا محالة من جملة الأوضاع الإلهية التي تترتب عليها المصالح والحكم فلا بد أن يكون مستحسناً محموداً، ولاسـيما قد وقع من مبادئ فاضلة لأجل غايات شريفة.
        أما المبادئ فلأنا نجد أكثر نفوس الأمم التي لها تعليم العلوم الدقيقة والصنائع اللطيفة والآداب والرياضات مثل أهل فارس وأهل العراق وأهل الشام والروم وكل قوم فيهم العلوم الدقيقة والصنائع اللطيفة والآداب الحسنة، غير خالية من هذا العشق الذي منشؤه استحسان شـمائل المحبوب، ونحن لم نجد أحداً ممن له قلب لطيف وطبع رقيق وذهن صاف ونفس رقيقة خالياً من هذه المحبة في أوقات عمره لكن وجدنا أن النفوس الغليظة والقلوب القاسية والطبائع الجافية من الأكراد والزنج خالية من هذا النوع من المحبة « [٢٠].
        وقال: » وبما أن هذه الرغبة والمحبة مودعة] في [نفوس أكثر العلماء والظرفاء، فلا بد لها من غاية، وجعل من غاية العشق تعليم الصبيان والغلمان العلوم الجزئية كالنحو واللغة والبيان والهندسة وغيرها والصنائع الدقيقة والآداب الحميدة والأشعار اللطيفة الموزونة والنغمات الطيبة وتهذيبهم بالأخلاق الفاضلة وسائر الكمالات النفسانية؛ فهذا العشق بما فيه تكميل النفوس الناقصة وتهذيبها من فائدة حكيمة وغاية صحيحة، لا بد أن يكون معدوداً من الفضائل والحسنات لا من الرذائل والسيئات.
        وفي الإنسان أثر جمال الله وجلاله وإليه الإشارة في قوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم [٢١]، وقوله تعالى (ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين [٢٢] وقسم العشق بقسمين: حقيقي ومجازي.
        والأول هو محبة الله وصفاته وأفعاله من حيث هي.
        والثاني ينقسم إلى نفساني وحيواني.
        الثاني سببه فرط الشهوة الحيوانية ومبدؤه شهوة بدنية وطلب لذة بهيمية، ويكون أكثر إعجابه بظاهر المعشوق ولونه وأشكال أعضائه لأنها أمور بدنية وهو لا يعد فضيلة.
        والأول سببه استحسان شمائل المحبوب المعشوق و جودة تركيبه واعتدال مزاجه وحسن أخلاقه وتناسب حركاته وأفعاله وغنجه ودلاله ومبدئه مشاكلة نفس العاشق والمعشوق في الجوهر، ويكون أكثر إعجابه بشمائل المعشوق لأنها آثار صادرة عن نفسه، فهذا العشق يرقـق القلب ويذكي الذهن وينبه النفس على إدراك الأمور الشريفة «وقال: » ولأجل ذلك أمر المشايخ (أي الصوفية) مريديهم في الابتداء بالعشق، وقيل العشق العفيف أولى سبب في تلطيف النفس وتنوير القلب، وفي الأثر: إن الله جميل يحب الجمال « [٢٣].
        ثم قال: » ينبغي استعمال هذه المحبة في أواسط السلوك العرفاني وفي حال ترقيق النفس وتنبيهها من نوم الغفلة ورقة الطبيعة.
        وأما عند استكمال النفس بالعلوم الإلهية وصيرورتها عقلاً بالفعل محيطة بالعلوم الفلكية ذات ملكة الاتصال بعالم القدس، فلا ينبغي لها عند ذلك الاشتغال بعشق هذه الصورة المحسنة اللحمية والشمائل اللطيفة البشرية لأن مقامها صار أرفع من هذا المقام «. وسرد الأقوال في أن العشق هل هو فضيلة أو رذيلة أو مرض. ثم قال: » ومنهم من قال إن العشق هو إفراط الشوق إلى الاتحاد «. واستجود هذا الرأي وهذا ما قلناه من ان رايه في العشق هو الاتحاد في الصفات بين العاشق والمعشوق ثم قال: » ولما كان العشق من آثار النفوس فالاتحاد يصير ـ كما بينت في مباحث العقل والمعقول - اتحاد النفس العاقلة بصورة العقل واتحاد النفس الحساسة بصورة المحسوس بالفعل. فعلى هذا المعنى تصح صيرورة النفس العاشقة لشخصٍ متحدةً بصورة معشوقها وذلك بعد تكرير المشاهدات وتوارد الأنظار (النظرات) وشدة الفكر والذكر في أشكاله وشمائله، حتى تصير متمثلة صورية حاضرة مندرجة في ذات العاشق وهذا ما أوضحنا سبيله وحققنا طريقه «.
        وقال: » إن العشق بالحقيقة هو الصورة الحاصلة وهي المعشوقة بالذات لا الأمر الخارجي «. وقال: » إذا تبين ووضح اتحاد العاقل بصورة المعقول واتحاد الجوهر الحساس بصورة المحسوس فقد صح اتحاد نفس العاشق بصورة معشوقه، بحيث لم يفتقر بعد ذلك إلى حضور جسمه والاستفادة من شخصه كما قال الشاعر:
        أنا من أهوي ومن أهوي أنا نحن روحـان حللنا بدنـا
        فـإذا أبصرتـني أبصرتـه وإذا أبصرتـه أبصرتـنـا
        وخصص قسماً من العشق وهو عشق الإله الذي هو العشق الحقيقي بالعلماء المتألهين المتفكرين في حقائق الوجود وهم المشار إليهم في قوله تعالى (يحبهم ويحبونه ( «. وهذا ما ذكرناه من ان المعشوق الححقيقي هو الحق تبارك وتعالى.

        تعليق


        • #5
          شكرا لكم اخي مقداد على هذا التوضيح،ولكن لو تكرمتم عليّ فعندي استفسار اخر: وهو اذا كان مقصودة من العشق للغلمان هو معنى سامي ورفيع فلماذا عدّة الشيخ محمد رضا المظفر(ره) من جملة المطاعن عليه في كتابه( أحلام اليقضة)؟ ارجو الرد، وأسف على أخذ وقتكم.
          sigpic

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            نعم اخي الفاضل في الواقع اني احسب هذاالكلام مضيعة للوقت لكنك تجبرني عل بيان بعض الامور التي قد تبدو بديهية لطلبة العلم خصوصا وان هذه الساحة هي لابحاث واسالة الطلبة وانك في قولك هذا تثبت انك لم تقرا ولم تطلع على المصدر الذي تنقل عنه وبعد اتهامك لرجل يعجز الكلام عن وصفه والذي ندين له بالكثير اردت ان تورط الشيخ المظفر رحمه الله معك وانك لا تلتفت لقول الشرع (من كسر مؤمنا فعليه جبره)وانت يااخي الفاضل انتهكت حرمة رجل انظر ماذا يقول عنه الشيخ المظفر رحمه الله :

            المقدمة

            يلذ لي الحديث كثيرا عن المولى (صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي القوامي) مؤلف كتاب ((الأسفار))، المشهور على لسان الناس بـ (الملا صدرا) وعلى لسان تلامذة مدرسته بـ (صدر المتألهين).

            وأنا أحد المعجبين بعقله، وسمؤّ نفسه، وقوّة عارضته وحريّة تفكيره، وحسن بيانه، ونضج أفكاره، وصراحته في الإعلان عن آرائه مع ما لاقى من عنت وتكفير.

            وكلّ ذلك استشعرته من كتبه ورسائله، قبل أن أفهمه من حديث الناس المترجمين له.

            وقبل 12 عاماً وضعت محاضرات رمزية في عرض فلسفته، تخيلته فيها كأنّه يحدثني في الأحلام، ولكن من طريق مؤلفاته. فتألفت منها رسالة سميتها (أحلام اليقظة) نشر أكثرها في المجلات السيارة.

            فاستجابتني الآن لوضع ترجمة له في مقدمة كتابه ((الأسفار)) العظيم أملتها عليّ تلك اللذة وذلك الإعجاب. وها أنا ذا أقتبس جملة من أفكار تلك الأحلام في هذه الترجمة.
            والحقّ أنّ صاحبنا من عظماء الفلسفة الإلهيين الذين
            لا يجود بهم الزمن إلا في فترات متباعدة من القرون، وهو –بعد- المدرّس الأول لمدرسة الفلسفة الإلهية في هذه القرون الثلاثة الأخيرة في البلاد الإسلامية الإمامية، والوارث الأخير اللفلسفة اليونانية والإسلامية، والشارع لهما والكاشف عن أسرارهما.
            ولا تزال الدراسة عندنا تعتمد على كتبه، لا سيّما الأسفار الذي هو القمّة في كتب الفلسفة قيدمها وحديثها والأمّ لجميع مؤلفاته هو.
            وكلّ من جاء بعده من الفلاسفة في هذه البلاد فإنّ فخر المجليّ منهم أن يقال عنه إنه يفهم أسرار كلامه أو إنّه تلميذه ولو بالواسطة ومن الطريف حقاً أن نجد أساتذة فنّ المعقول –كما يسمونه- يفتخرون باتصالهم به في سلسلة التلمذة، حتى أن بعضهم يبالغ في حفظ أسماء أشخاص هذه السلسلة، كالعناية بسلسلة رواية الحديث.
            وأكثر من ذلك أنّ شيخنا وأستاذنا العظيم المحقق الحجة الشيخ محمد حسين الأصفهاني (1292-1361) سمعت عنه أنه كان يقول: ((لو أعلم أحداً يفهم أسرار كتاب الأسفار لشددت إليه الرحال للتلمذة عليه وإن كان في أقصى الديار)). وكأنّ أستاذنا –قدس الله نفسه الزكية- يريد أن يفتخر أنه وحده بلغ درجة فهم أسراره، أو أنه بلغ درجة من المعرفة أدرك فيها عجزه عن اكتناه مقاصده العالية.
            وأزيدك إني من المؤمنين بأنّ صاحبنا صدر المتألهين أحد أقطاب في الدورة الإسلامية: هو والمعلم الثاني أبو نصر الفارابي المتوفى حدود 340هـ، والشيخ الرئيس ابن سينا (373-427)، والمحقق نصير الدين الطوسي (597-672). هؤلاء هم في الرعيل الأول، وهم الأصول للفلسفة، وصاحبنا خاتمتهم والشارح لآرائهم والمروّج لطريقتهم والأستاذ الأكبر لفنّهم. ولولا خوف المغالاة لقلت هو الأوّل في الرتبة العلمية، لاسيّما في المكاشفة والعرفان.

            وسوف انقل لك احلام اليقضة بتمامها لتدلنا على اتهام الشيخ المضفر لصدر المتالهين :


            احلام اليقظة:

            لا تركن إلى أقاويل الفلسفة وأهل الكلام




            غفوت ، وإذا بي أتمثّل ـ في خيالي شيخاً فوق المربوع ، وشبحاً ممشوقاً ليس بالنحيف ، ذا عمّة بيضاء ناصعة لا تظهر عليه العناية ، على رأس أصلع ليس بالكبير النابي ، وينفتح قليلاً حول جبهته في موضعي النزعتين ، ويعلو جبيناً أبلج ، كأنّ السنين والجهود لم تؤثّر فيه تجعيداً إلاّ ما يبيّن من موضع السجود الذي يطلّ على عينين واسعتين ، تبدو عليهما آثار العناية الإلهية في جمالهما وتوقّدهما ذكاءً وفطنة ، لولا أنّ لحظاتهما تبدو كأنّها لا تثبت على مواجهة المرئيات أمامها ، وبينهما ينساب العرنين رفيقاً حيث يميل إلى النتوء ، وقد حُفّ بخدّين أسيلين وعارضين خفيفين ويستقبله فم مفلَّج يشفّ عن ابتسامة حلوة وصحة ضاحكة ونفس مطمئنة .

            ثمّ تنحدر لحيته وهي بين البياض والسواد لتؤلّف مع الوجه شبه مخروط قاحدته الجبين .


            فتقدّمت وقد جذبتني إليه جذبة الحبّ الهائم ، فانقدح في خاطري أنّه ( المولى صدر الدين الشيرازي ) . وكأنّي أعرفه بشخصه ، وكأنّ من عادتي الجلوس إليه لاستماع دروسه ، إلاّ أنّه نفر منّي وأنكر عرفاني إنكار مستوحش في الناس ، فقلت له :

            ألستُ تلميذك منذ سنوات ، وقد تلقّيت منك بعض المعارف ؟ ! فقال بنفور وقد تجهّم وجهه : لا أعهدك تلميذاً ، ولا أثبتك معرفة !


            أمّا أنا فقد صدمتني هذه المجابهة صدمة قويّة جعلتني أفزع إلى أغوار نفسي لأستنجد بخيالي . وهنا تذكّرت أنّي في حلم من الخيال ، وأين منّي زمانه ، وقد توفّي عام 1050 هـ وأنا الآن في عام 1365 هـ .

            ولكنّي سرّيت عن نفسي ، فحدّثتها أنّي اتصلت بأفكاره عن طريق كتبه ، فلا بدّ أنّ روحه السابحة في فضاء القدرة الالهية عرّفتني حقّ العرفان . . .

            وساءلتُ نفسي لماذا هذا التنكّر عليَّ إذاً ، أكنت أسأت فيمن أساء إليه ؟

            ـ ( صدر المتألهين ): لا .

            ـ ألأنّي لم أحسن فهم كلامه ومغازي إفاداته في كتبه ؟ أم ماذا ؟


            إذاً فلأخاصمه على طريقته الفلسفية ، لافتح معه باب البحث في هذا الطريق:


            فقلت في خطابه :

            يا حضرة المولى.! إنّي اتّصلت بروحك بواسطة بعض مؤلّفاتك، كالأسفار التي أفضت بمجلّداتها الأربع الكبيرة إلى الناس، فأفرغت فيها نفسك ، وسافرت ( 2 ) أنت من الخلق إلى الحقّ ، ثمّ بالحقّ في الحقّ ، ثمّ من الحقّ إلى الخلق بالحقّ ، ثمّ بالحقّ في الخلق( 3 ) ، والسفر ليس عندكم إلا سير النفس وتوجّه القلب ، وقد سافرت أنا بتوجّه قلبي إليك على متن أسفارك .


            هو ( صدر المتألهين ): كيف ؟ هذا كلام غير مفهوم . وليس من أسفارنا ـ نحن معاشر أهل الله ـ السفر من الخلق إلى الخلق .


            أنا ( الشيخ المظفر ): ليكن، ليس من أسفاركم على ما تصطلحون.! ولكنّه على كلّ حال سفر للنفس وتوجّه القلب نحوك .


            هو ( صدر المتألهين ): أعوذ بالله ممّا تصفون . إنّ هذا هو الشرك بعينه ، أن يتوجّه إنسان بقلبه لغير الله وليست أسفارنا اصطلاحات خالية من الحقيقة(4) .


            أنا ( الشيخ المظفر ): وقد جفّ ماء فمي ـ أمهلني دقيقة واحدة حتّى أجمع نفسي للجواب ؟


            هو ( صدر المتألهين ) ـ أمهلتك ألف سنة ممّا تعدّون(5) .


            أنا ( الشيخ المظفر ): « بعد التفكّر » ـ أنت طريقي إلى الله ، لأنّي درست أفكارك وأراءك . فتوجّهي إليك توجّه إلى الله بك (6) . فهو سفر من الخلق إلى الحقّ .


            هو ( صدر المتألهين ): تخلّص حسن ونظرة دقيقة ، لو أنّ نفسي من وسائط وجود نفسك أو أنّ نفسي تجلّت لنفسك ، متعارفاً . ولكن كلّ منهما لم يكن .


            أنا ( الشيخ المظفر ): هذا الوجه الأخير هو الذي أريد أن أتوصّل إليه فنبّهني ، أليس الكتاب وجود ظلّي لوجود الكاتب ; لأنّه من رَشَحاته بل من تجلّياته وتنزّلاته وشؤونه ؟

            فنفسك ـ إذاً ـ موجودة في كتبك بوجود معلولها . وقد سافرتُ إليها ، وناجيتُها وناجتني ، فكيف صحّ نكران معرفتي ؟ وكيف لم يشاهدني حسُّك الباطن ، وكيف لم تتجلّ نفسك لنفسي ؟


            هو ( صدر المتألهين ) ـ أتهزل ؟


            أنا ـ ( الشيخ المظفر ): استعيذ بالله من الهزل ! وأنا إنّما جئتك للاستفادة ممّا وهبك الله من العلم والفهم ونور البصيرة والمشاهدة ، وكلامي هذا مأخوذ من فلسفتك في الوجود والعلّة والمعلول .


            هو ( صدر المتألهين ) ـ يا سبحان الله ! مثل هذا الكلام والوهم هو الذي كان يضايقني من الناس ، فكنت أفرّ منهم ما استطعت .

            وكلّما جاهدت أن أوضّح مقصدي بالبيان المبسّط والدليل المقنع أراهم لا يزيدون إلا تبلّداً ، وللواضحات إلاّ جحوداً . وكأنّك من هذه الفصيلة ؟ إليك عنّي !


            أنا ( الشيخ المظفر ): ألستَ قد نصبتَ في مؤلّفاتك هادياً للناس ، ومرشداً لمن كان ضالّته الحكمة ! وأملي أن أكون من طلاّب الحقيقة ، فأفض عليّ ممّا آتاك الله ، وأوضح لي هذا التوهّم ، إذا كان !


            هو ( صدر المتألهين ): أنت في محاولتك هذه تستدرجني لترجع بي إلى الدنيا وغواشيها بعد أن منّ الله تعالى عليّ فأدخلني في عالم البرزخ « عالم الصور الإدراكية الحسّية المجرّدة عن المادة » ، وانقطعت علائق نفسي بالدنيا ، وقويت قوّتها وتأكّدت فعليّتها (7).

            وأصبحت مصروفة الهمّة إلى فعل التخيّل والتصوّر ، وغير مرتهنة بما يزعجها ويؤذيها وما يمنعها من الرجوع إلى ذاتها ولها عالم خاص من نفسها فيه كلّ ما تريده وتشتهيه ، وأصبحت متمكّنة من الصعود إلى مرتبة المقرّبين وترى الأشياء « بعين اليقين » .

            فلست بحاجة ـ اليوم ـ وأنا في عالم الشهادة إلى الأدلّة والبراهين ، ولا إلى الخصومة واللجاج . فاتركني من أوهام أهل الدنيا ونقاشها ، وقد تركت لكم كتباً مبسّطة فيها الغنى لمستزيد ، وخلِّني منشرح الصدر مبتهجاً بما أوتيت من اليقين بما لم تسمع به أذن ولم تره عين .


            أنا ( الشيخ المظفر ): إنّ النفس ـ على ما قرّرتَ في فلسفتك ـ لسعة وجودها ووفور نورها في هذا العالم العلوي ، فذاتها تتطوّر بالشؤون والأطوار ، وتتنزّل إلى منازل القوى والأعضاء . فكما أنّ لها الصعود إلى مرتبة العقل الفعّال(8) .

            فلها النزول إلى مرتبة الحواس والآلات الطبيعية في آن واحد ، من غير مشقّة وكلفة . . . فما كان عليك لو نزلت فجاريتني في النقاش ، كما تنزّلت في خطابي ومشافهتي ، لتكشف سرّ تلك المغالطة التي قلت عنها في كلامي !

            ولئن لم يزدك ذلك مالاً ولا استعداداً لكمال ، فإنّ نفسي لمّا استعدّت لتلقّي نور العلم وفيض المعرفة بتجرّدها بهذا الحلم عن الحوائل المادّية والموانع العنصرية والحواجز الحسّية ، فإنّها تطلب منك بلسان أستعدادها ألاّ تبخل عليّ من فيض قدسك ، وليس لك أن تبخل وحاشاك !


            هو ( صدر المتألهين ): أحسنت إنّك عن صبوح ترفق وإلى مسلك دقيق تشير ، هذا ما أحكمنا بنيانه في فلسفتنا ، وإن كنت قد أخطأت المرمى بعض الشيء . ولكن لنثق أنّ هذا لا يقنعني للدخول معك في المجادلات الكلامية ، والأبحاث البحثية(9) ، فإنّي قد مللت من تتّبع أمثال هذه السخافات والأوهام فيما ألّفت لمّا كنتُ في عالمكم الدنيوي ، وأضعت الوقت الكثير بذكر هذه المجازفات وردّها .

            وكان عذري أن أصحابها كانوا يُعدّون عند الناس من أهل النظر والرأي ، فيتبعونهم على أهوائهم وسفسطاتهم(10) . وأنت الآن تريد أن تعيد عليّ جذعة ! لماذا هذا الإزعاج ؟


            أنا ( الشيخ المظفر ): ما كنت أتخيّل أنّ هذا يزعجك ! مع أنّ نفسك في رضوان وابتهاج دائم ، وإفاضتك علي من نور علمك هو عين الابتهاج ومحض الرضا ، وصرف الكمال لنفسك أليست هذه فلسفتك ؟


            هو ( صدر المتألهين ): هذا صحيح لو أنّ نفسي بإنّيّتها وحاقّ ذاتها تتجلّى لك ، فتفيض عليك نورَ العلم ، وتؤثر فيك ، كما توهّمتَ أوّلاً ، وهذا التوهّم سرّ المغالطة عندك (11). ولكن لتعلم أن تخيّلك لي وتصوّرك لوجودي هو عين نفسك (12) ، وتطوّر لوجودها وتقوٍّ لقوّتها ، لأنّه مخلوق لها وفعلها وأثرها ، قال سيّدي أوّل الأئمّة قسيم الجنّة والنّار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

            « كلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانية فهو مخلوق لكم مردود عليكم » (13) .

            ما أعظم هذه الكلمة لهذا الإمام القدّوسي الربّاني ، والحكيم العظيم الإلهي ، وقد مرّت على مسامع الأجيال المتعاقبة ، فما كان لأحد أن يكون أهلاً لإدراك مغزاها ، أو ليحوم حول مرماها . ولو لم تكن له سواها لكفتني دليلاً على إمامته وعصمته ، وأنّ علمه من لدن حكيم عليم من غير تعليم وتلقين ، فإنّه لو كان من سائر البشر في عصره البعيد كلّ البعد عن المعارف الكونيّة والعلوم الفلسفية ، وهذه الدقائق العلمية العالية ، لما استطاع أن يتوصّل إلى شمّ رائحة هذه النظريّة (14).

            على أنّ هذه الفلسفة لم يتوصّل إليها بشر إلاّ بعد أبحاث ومجادلات ، وحدوث نظريّات وافتراضات في العلم والوجود الذهني ، سوّدت فيها الصحف فملأت الطوامير ، ومرّت عليها القرون .

            واشتركت فيها مئات العلماء العظام . وقد كشفناها في أسفارنا في عدّة مناسبات . ولم يسبقنا إليها إلاّ هذه الكلمة من سيّد الكونين عليه السلام ، وكلمة اُخرى من العارف المحقّق محي الدين بن العربي المتوفّى سنة 638 هـ ، ذكرناها في مبحث الوجود الذهني في السَفَر الأوّل (15) . . . . . . . .

            وإذا استطعت أن تعرف ما رمينا إليه ، سهّل عليك أن تعرف أنّ تصوراتك الباطلة وتوهّماتك المريضة إنّما هي إنزعاج لنفسك في الحقيقة وآلام لروحك ، ومرض ونقص في وجودك ، وكذلك اعتقاداتك الصحيحة وآراؤك المطابقة للواقع هي تطوّر في وجود نفسك ، وترقٍّ إلى مراقي الأنبياء والأولياء ، وانتقال من مرتبة النقص إلى مرتبة الكمال ، واستعداد للرجوع إلى ذاتك والاتحاد مع العقل الفعّال ( 16 ) .


            أنا ( الشيخ المظفر ): لقد بعدنا ـ أيها المولى ـ عن الهدف في مسألتنا التي طلبتُ كشفها ، وكأنّك تفرّ من توضيح تلك المغالطة التي أشرتَ إليها .

            هو ( صدر المتألهين ): لو كنتَ من أهل طريق الكشف واليقين ، وممّن عنّى نفسه بالمجاهدات العقلية والرياضات البدنيّة ، لكنتَ انتفعت بهذه الرموز والإشارات ولا ستغنيت بها عن مجادلات الكلاميّين وأصحاب المباحثة والنظر البحت ، ولعرفتَ كيف حللتُ لك المسألة من أقرب طرقها ؟

            إني ( 17 ) لأستغفر الله تعالى كثيراً مما ضيّعت أوّل الأمر شطراً من عمري في تتبّع تلك التدقيقات والمجادلات ، وتعلّم جربزتهم في القول. وأنصح كلّ من يريد أن يسلك مسلك الكرام الإلهيّين ، ويتمثّل له ما ينكشف للعارفين المستصغِرين لعالَم الصور واللذّات المحسَّة ، فينفتح له طريق الحقائق أن يبدأ

            (( أوّلاً )) بتزكية نفسه عن هواها ، فـ ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) ( 18 ) ، وباستحكام أساس المعرفة والحكمة بالتقوى ليرقَ ذُراها ، وإلاّ كان ممّن ( أَتَى الله بُنْيَانَهُم مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ ) ( 19 ) .

            وأنصحه (( ثانياً )) ألاّ يشتغل بترّهات عوامّ الصوفيّة من الجهلة ، ولا يركن إلى أقاويل المتفلسفة وأهل الكلام جملة ( 20 ) ، فإنّها فتنة مضلّة ، وجميعها ( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض ، إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراهَا ، وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُور ) ( 21 ) .

            (( وآخر نصيحتي )) أن يلقي بزمام أمره إلى الله تعالى وإلى رسوله النذير الأمين ، فكلّ ما بلغه منه آمن به وصدَّقه ، من غير أن يتحيّل فيتخيّل له وجهاً عقليّاً ومسلكاً بحثيّاً . بل يجب أن يقتدي بهديه وينتهي بنهيه ، امتثالاً لقوله تعالى ( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) ( 22 ) حتّى يفتح الله على قلبه ، ويجعل له نوراً يمشي بين يديه .


            وبينا أنا في نشوة الابتهاج باستماع هذه النصائح الخالدة ( 23 ) ، استيقظت من رقدتي ، ولم أتمكّن من حمله على الدخول في محاورات أهل النظر .




            النجف ـ محمّـد رضا المظفّر

            --------------------------------------------------------------------------------

            (1) انظر موسوعة طبقات الفقهاء 214 ص 710 .
            (2) اشارة إلى الأسفار الأربعة التي بنى الملاّ صدرا كتابه عليها ، الأسفار 1/13 .
            (3) وقد بيّنها السبزواري في تعليقته على هذه العبارات قائلاً : السفر الأوّل : . . . برفع الحجب الظلمانية والنورية التي بين السالك وبين حقيقته التي هي معه أزلاً وأبداً .
            السفر الثاني ، وهو السفر بالحقّ في الحقّ ، وإنّما يكون بالحقّ لأنّه صار وليّاً وجوده وجوداً حقّانياً ، فيأخذ في السلوك من موقف الذات إلى الكمالات واحداً بعد واحد .
            السفر الثالث : ويسلك من هذا الموقف في مراتب الأفعال ويزول نحوه ويحصل له الصحو التامّ .
            السفر الرابع : فيشاهد الخلائق وآثارها ولوازمها ، فيعلم مضارّها ومنافعها في الدنيا والآخرة . الأسفار 1/ هامش ص 13 .
            (4) بيان أنّ هناك سفران :
            1 ـ سفر أنفسي وهو ما كان في داخل النفس الإنسانية وقد أشارت إليه بعض الأحاديث «من عرف نفسه فقد عرف ربّه» .
            2 ـ سفر الآفاق وهو ما كان خارج حيطة النفس وهو السفر في ملكوت السماوات والأرض ، أنظر قوله تعالى في سورة فصلت : 53 (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) .
            (5) إشارة إلى أنّ صدر المتألّهين يعيش عالم البرزخ الذي انعدم فيه الزمان والمكان حيث فناء المادّة وبقاء الروح ، فيكون كلامه صحيحاً بحساب البرزخ ، وإن كان خطابه لما في عالم المادة .
            (6) إنّ الذي يليق لأن يكون طريقاً إلى الله هو المعصوم والامام المفترض الطاعة وليس كلّ خلق ، إلاّ أن يقصد المتكلّم أنّ المؤمن يكون طريقاً لأهل البيت (عليهم السلام) وهم طريق إلى الله ، ألاّ أن تحمل على مقولة «أنّ الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق» البحار 64/137 وهو يحتاج إلى بيان وتوضيح وتوثيق .
            (7) النفس الانسانية في عالم الدنيا والمادّة تنشغل بالجسد والبدن ، وبعد انفصالها عنه تتفرّغ لشؤوناتها فتقوى قوّتها وتتأكّد فعليّتها .
            (8) يقسّم العقل النظري إلى أربع مراتب العقل الهيولائي ، العقل بالملكة ، العقل الفعّال ، العقل المستفاد .
            (9) إشارة إلى العلوم التي تكتسب من خلال البحث والاستقصاء ويقابله العلم الإلهامي واللدنّي الذي يأتي دفعة واحدة . لأنّ من يخرج من عالم المادّة يدخل في عالم الحقائق والوقائع فلا يتنزّل إلى عالم المادّة مرّة اُخرى .
            (10) المسمّى بعلم المغالطة .
            (11) هذا اشارة إلى المغالطة التي ذكرها المظفّر ، وهو لسان حال المستشكل وقد قال له فيما سبق : أنّك قادر على التجلّي ، حيث ينفيه الملاّ صدرا .
            (12) هذا إشارة إلى نظرية اتحاد العلم والعالم والمعلوم وهي من ابتكارات الملاّ صدرا وكذا الحركة الجوهرية : وهو أنّ العلم يتذوّت ويتشأّن وتزداد النفس قوّة وسعة وشدّة .
            (13) البحار 66/293 .
            (14) وهي نظرية اتحاد العلم والعالم والمعلوم ، والحركة الجوهريّة . انظر الأسفار 3/381 .
            (15) مع التحفّظ في اعتقادات هذا الشيخ لتضارب أقواله في كتبه وهناك أدلّة لكلّ من يمدح ويقدح في أرائه الاعتقادية ، والله العالم .
            (16) حيث أنّ الملاّ صدرا يعتقد أنّ النفس إذا اتحدت مع العقل الفعّال يمكن أن تفاض عليها الصور الحقيقية الواقعيّة .
            (17) هنا يُعرّض الملاّ صدرا بمن يدّعي أنّه يعرف الفلسفة وهو بعيد عنها كلّ البعد ، ويأسف لمناقشته ومباحثته إيّاهم ، لأنّهم لا يريدون بنقاشهم الوصول إلى الحقيقة ، بل غايتهم تبكيت الخصم وإفحامه ، انظر الاسفار 1 / 11 .
            (18) سورة الشمس : 9 .
            (19) سورة النحل : 26 .
            (20) إشارة إلى من يريد من هذين العلمين تبكيت الخصم والزامه بحجج واهية لا إحقاق الحق .
            (21) سورة النور : 40 .
            (22) سورة الحشر : 7 .
            (23) ومجموع هذه النصائح مستوحات من كتابه الأسفار 1/12 .

            وبعد هذا ادعوك يااخي ان تتاكد مما تقوله قبل هتك الاخرين وتذكرقوله تعالى
            (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))




            التعديل الأخير تم بواسطة مقداد الربيعي ; الساعة 23-05-2012, 06:17 PM. سبب آخر:

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم مشرفنا الغالي:
              اولا: ارجو منكم سعة الصدر وعدم التضجر مني فإني مستفسر لامتهجم.
              وثانيا: أنا بنفسي قرأت كتاب أحلام اليقضة المطبوع معة مقدمة الاسفار الكاملة، (منشورات جمعية منتدى النشر:النجف الاشرف)تحقيق وتعليق الدكتور محمد جواد الطريحي،الطبعة الاولى عام(1430ـ 2009) المطبعة دار الضياء للطباعة والتصميم،الاخراج الفني علي محمد جواد الطريحي.
              وذكر الشيخ كلامة في الحلم التاسع ص184ــ 199تحت عنوان(عشق الظرفاء)
              فانا لم انتهك حرمة الرجل كما قلتم،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد علي الفياض ; الساعة 24-05-2012, 06:21 AM. سبب آخر:
              sigpic

              تعليق

              يعمل...
              X