بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
من المؤكد لدى اخواننا واخواتنا ان يهتموا بجميع المعارف ، ان كانت من الموالف أو من المخالف ، ولا ظير من أن نتعرف على تراث الغير أو المخالف لنا بالدين أو المعتقد لزيادة مساحة المعرفة .. من هذا المنطلق ارتأيت ان اتطرق الى قداسة صحيح البخاري عند المخالفين
قدسية البخاري !...

يقول الذهبي في ذكره لبعض الاحاديث : ولولا هيبة الصحيح لقلت إنها موضوعة . وذهب ابن حزم إلى تكذيب بعض أحاديثه (تهذيب التهذيب ص241) فعنف ، لان التسليم بجميع ما في كتاب البخاري أصبح سنة وصحيحه أصبح معمولاً به ، فلا يمكن لأحد أن يعمل بحرية الرآي ، ومع هذا فإن بعض الحفاظ من كبار المحدثين تناولوه بالنقد بصراحة وحرية في الرأي من وجوه أهمها : 1. ترتيب الكتاب والعلاقة بينه وبين الترجمة وما تحتها .
2. انه يقطع الحديث فيذكر بعضه في باب وبعضه في آخر ، وقد تختلف الرواية في الاجزاء المختلفة ، وقد يذكر بعضها متصل السند وبعضها منقطع ، وقد أخذ عليه في هذا الباب بعض مآخذ لم يستطع المنتصرون له ان يجيبوا عنها )ضحى الاسلام ج2 ص116).
3. انتقده بعض الحفاظ في بعض أحاديث بلغت (110) منها (32) حديثاً اتفق فيها هو ومسلم ومنها انفرد بتخريجه وهو (78) .
4. إن بعض الرجال الذين روى لهم غير ثقات وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو الثمانين .
وعلى كل حال فإن صحيح البخاري كان محلاً للوثوق والاعتماد عند أكثر المحدثين فهم يقبلون روايته بدون نقاش تهيباً لمكانته ، وحذراً من المؤاخذات القاسية والتهجم المر ، لأن أكثر الناس يزعمون أنه أعظم كتاب على وجه الارض ، أو أنه : (( هو عدل القرآن وأنه إذا قرأ في بيت أيام الطاعون حفظ أهله منه ، وأن من ختمه على أي نية حصل ما نواه ، وأنه ما قرأ في شدة إلا فرجت ، ولا ركب به في مركب فغرقت )) (قواعد التحديث للقاسمي ص 250) .
وقد جرى على العمل بذلك كثير من رؤساء العالم ، ومقدمي الأعيان إذا ألم بالبلاد نازلة ، يوزعون اجزاء على العلماء والطلبة ( لكشف الخطوب وتفريج الكروب ، فهو يقوم عندهم في الحرب مقام المدافع والصارخ والاسلحة ، وفي الحريق مقام المضخة والماء ، وفي الهيضة مقام الحيطة الصحيحة وعـقاقير الأطباء ، وفي البيوت مقام الخفراء والشرطة ، وعلى كل حال هو مستنزل الرحمات ومستقر البركات) ( من مقال لأحد علماء الأزهر نشر في إحدى المجلات المصرية في معرض نقد لذلك الاعتقاد السائد نشر سنة (1320) هـ وقواعد التحديث ص (251) .
والحاصل ان صحيح البخاري قد أحيط بهالة من التقديس والإكبار فهو عـدل القرآن وهو أصح كتاب على وجه الأرض ـ كما يقال ـ ولهذا فقد تهيب أكثر الحفاظ عن نقد أحاديثه ومن اقدم على ذلك فقد عنف .
ومن أظرف الأشياء : أن مجلس المبعـوثان في عهد الاتراك بالعراق قد قرر مبلغاً جسيماً لوزارة الحربية جعلوه لقراءة البخاري في الأسطول ، فقال الشاعر العراقي الزهاوي ـ وكان عضواً في المجلس ـ : أنا أفهم أن هذا المبلغ في ميزانية الاوقاف ، أما الحربية فالمفهوم أن الأسطول يمشي بالبخار لا بالبخاري فثار عليه المجلس وشغب عليه العامة . ) مجلة الرسالة السنة الخامسة ص 403) .
ونحن لا ننكر عظمة حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبركة آثاره ، ولكن لنا أن نتسائل لأي شيء اختص صحيح البخاري دون غيره بهذه الخصوصية من كتب الحديث ؟ ولماذا كانت له هذه المنزلة دونها ؟ ونتساءل لِمَ لم يقرأ القرآن وفيه شفاء للناس ودفع لما يكرهون ؟ ولماذا كان صحيح البخاري عـدلاً للقرآن وأصبح التوسل به من العـقائد الراسخة يتلى لدفع المجاعة ويوزع أجزاباً في المساجد والبيوت كما حدث في مجاعة سنة (798) في مصر ؟؟؟ فإن كان لصحة أحاديثه فلماذا لم تكن هذه الخصوصية لموطأ مالك الذي قيل فيه إنه أصح كتاب بعد كتاب الله ؟!! وصحيح مسلم الذي قالوا فيه : ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم ( تذكرة الحافظ ج2 ص 104) ويقول ابن حجر : حصل لمسلم في كتابه حظ عـظيم مفرط لم يحصل لأحد مثله بحيث ان بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن اسماعيل وذلك لما اختص به من جميع الطرق وجودة السياق والمحافظة على اداء الالفاظ من دون تقطيع ولا رواية بمعنى . وقال الحاكم : سمعت أبا الوليد يقول ، قال لي أبي : أي كتاب تجمع ؟ قلت أخرج على كتاب البخاري ، قال : عليك بكتاب مسلم فإنه أكثر بركة .
لا أدري الذهبي من أي باب جعل للبخاري هيبة .. ؟!!
وعلى اي شيء استندوا على ان البخاري عـدل القرآن !!
انا لله وانا اليه راجعون
نســألكم الدعـــاء
تعليق