إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه)

    حبيب بن مظاهر الأسدي ( رضي الله عنه )
    من حواريي الإمام الحسين ( عليه السلام ) اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
    واقعة الطف ملحمة بطولية سطرها رجال أفذاذ تخرجوا من مدرسة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التي ربت مشاعل الحق والهداية والإيمان والجهاد أنهم لم يكتفوا بإبراز الوجه البطولي الذي ينبغي أن يتحلى كل أمثولة للدفاع عن المبدء والعقيدة, فحسب بل كان الواحد منهم معلما من معالم الفكر والثقافة والتربية والسلوك الإنساني المتفوق .
    من هؤلاء الأبطال الذين سطروا أعظم الحماسات في التاريخ الإسلامي وشرفوا جبين الإنسانية بقناديل مضيئة , عالم جليل , وفقيه بكل ما للفقيه من معنى , وحافظ للقرآن ذلك هو حبيب بن مظاهر الأسدي الذي امتاز في الدنيا بنيل الشهادة وحتى بعد شهادته كان له ضريح مستقل يقصده الزوار وهم على أعتاب التشرف بزيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وليس ضمن مجموعة الشهداء الذين يزارون كلهم في ضريح واحد وبعبارات تجمعهم في الزيارة .
    أهم ما يميز هذا الشهيد العظيم أنه قام في الأيام الأخيرة بمحاولة لتجنيد بعض رجال بني أسد الذين كانوا يقطنون في منطقة قريبة من ساحة المعركة المرتقبة أملا في أن يدعموا النهضة المباركة للإمام الحسين ( عليه السلام ) فاستأذن الإمام في ذلك وحيث أذن له الإمام خرج إليهم حبيب ابن مظاهر الأسدي وبعد أن عرفهم بنفسه على أساس أنه سيد قبيلة بني أسد وزعيم كبير من زعمائهم تصور الجميع انه سوف يستنهضهم بمنطق الصراع القبلي والمفاخرات العشائرية ويلهب فيهم روحا تواقة للحرب إلا أنه لم يفعل ذلك بل قام فيهم خطيبا وأوضح لهم أهمية الرسالة التي من اجلها جاء ويكشف لهم عن أهمية الإسهام في الثورة الحسينية لنصرة السبط الأعظم لخاتم الأنبياء والمرسلين قال : ( إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم , أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت نبيكم فإنه في عصابه من المؤمنين الرجل منهم خير من ألف رجل , لن يخذلوه ولن يسلموه أبدا ..
    وهذا عمر بن سعد قد أحاط به , وأنتم قومي وعشيرتي , وقد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته , تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة فإني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابرا محتسبا إلا كان رفيقا لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في عليين فنهض عبد الله بن بشر الأسدي , كأول من استجاب وقال : ( أنا أول من يجيب إلى هذه الدعوة ) .
    ولنعد قليلا إلى الوراء لنرى من هو حبيب بن مظهر أو مظاهر الأسدي الذي اجمع أرباب السير على أنه كان شيخا صحابيا ممن رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسمع وروى حديثه ونزل الكوفة وصحب عليا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وحضر معه جميع حروبه وكان من شرطة الخميس .
    كانت له مواقف ممتازة جدا في نصرة مسلم بن عقيل , وأخذ البيعة للإمام الحسين ( عليه السلام ) أما عندما قتل مسلم وهاني بن عروة اختفى في بيته وبين عشائره فرارا من السلطة الغاشمة .
    لكن ما أن ورد إليه رسول الحسين يخبره بنزول الإمام في كربلاء خرج ومعه غلامه متخفيا حتى وصل كربلاء قبل اليوم العاشر من المحرم فكانت له بين يديه مواقف بطولية وتركت أثرا واضحا في نفس الإمام الحسين ( عليه السلام ) خصوصا بعد استشهاده .
    وعلى حد تعبير المؤرخين : ( لما قتل حبيب هدَّ مقتله الحسين ( عليه السلام )) وما أروع الخطاب التأبيني لسيد الشهداء في حقه قال : ( احتسب نفسي وحماة أصحابي , ثم قال لله درك ياحبيب لقد كنت فاضلا تختم القرآن في ليلة واحدة ) إذن نحن أمام فقيه عابد , وصحابي جليل , وحافظ للقرآن يختم القرآن في ليلة واحدة , كل هذا وغيره جعله مؤهلا لأن يعينَّه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في ميسرة جيشه حيث ينقل لنا القندوزي ما يأتي : ( وجعل الحسين في الميمنة في جيشه زهير بن القين ومعه عشرون رجلا , وجعل في الميسرة حبيب بن مظاهر في ثلاثين فارسا ووقف هو وباقي جيشه في القلب ) . نلمس من هذا الاختيار عظمة هذين الرجلين ودورهما الأساسي في بنية جيش الإمام الحسين ( عليه السلام ) وكان رابط الإيمان قويا يرهب في صفوف الحق فكان بين حبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجة صداقة حميمة مبنية على أساس الولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) والانشداد إلى قيم السماء , والإصرار على إنكار الباطل وإحقاق الحق .
    لذا فإن الموكب الجهادي الذي تحرك لنصرة الإمام الحسين ( عليه السلام ) جمع كلا من حبيب ومسلم , ويشاء الله أن يستشهد مسلم بن عوسجة مضرجا بدمه في معركة الطف , فيذهب سبط الرسول الأعظم ليتفقد هذا البطل الذي سقط لتوه في ساحة المعركة , كما كان يفعل مع كل شهيد , ولكنه يصحب معه هذه المرة حبيبا فيقفان على رأس ابن عوسجة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة , فيوجه حبيب كلامه إلى مسلم ويقول : ( أحب أن توصيني بوصية رغم أني على الأثر ) . فيجيبه مسلم بصوت خافت ( عليك بهذا – مشيرا إلى الحسين ( عليه السلام ) – لا تقصر في نصرته ) .
    ياله من موقف يمثل أسمى مراتب الوفاء والمواساة حيث يتسابقون إلى الشهادة وتضحية نفوسهم الغالية في سبيل نصرة العقيدة . أجل هؤلاء امتلأت قلوبهم بالإيمان فتحركوا بعزم وإرادة راسخين , وطنوا أنفسهم على لقاء الله مستجيبين لنداء داعي الله حيث قال : ( ألا فمن كان باذلا فينا مهجته , موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فأني راحل مصبحا غدا إنشاء الله ) هذه الصورة الناصعة يكملها موقف آخر وهو أن تدريب النفس على الجهاد والتضحية لم يقتصر على شخص حبيب بل تعدى إلى كل أفراد أسرته وخدمه , إذ يحدثنا التاريخ عن غلام له ( رفض البقاء في الكوفة , وأكد لحبيب عشقه بنيته الخالصة لجهاد أهل الانحراف وليكون مع الإمام القائد سبط الرسول الأعظم ) ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إنهم سعداء في موقفهم ومشتاقون للتضحية في سبيل القضية العادلة مع استئناس كامل بالمصير , وقد قال الإمام القائد لأخته زينب ( عليها السلام ) مطمئنا إياها عن رجال جبهته : إنهم ( يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بثدي أمه !) .
    ويصفهم أحد العشراء :
    قوم إذ نودوا لدفع ملمة -والخيل بين مدعس ومكردس
    لبسوا القلوب على الدروع , وأقبلوا - يتهافتون على ذهاب الأنفس
    وبعد خذلان أهل الكوفة لمسلم بن عقيل وأصحابه اختفى حبيب وظل مختبئا إلى أن علم بقدوم الحسين ( عليه السلام ) إلى أرض كربلاء , فخرج ومعه مسلم بن عوسجة وهما يسيران في الليل ويمكنان في النهار وحتى وصلا إلى أرض الطف والتحقا بركب الحسين ( عليه السلام ) .
    وفور وصوله ألى كربلاء اتجه إلى خيمة الحسين ( عليه السلام ) واستقبله الحسين ( عليه السلام ) وخرج بقدومه , وظل حبيب قريبا من الإمام ( عليه السلام ) إلى آخر لحظة .
    عندما بدأت المنازلة في يوم العاشر من المحرم هيأ حبيب نفسه واستعد لملاقاة الأعداء بالرغم من كبر سنه حيث كان عمره عند استشهاده زهاء التسعين عاما , لكنه كان راسخ الإيمان قوي العزيمة وفيا للحسين وآل بيته ( عليهم السلام ) .
    وعندما حان موعد صلاة الظهر طلب الإمام الحسين ( عليه السلام ) من الأعداء الكف عن القتال لأداء الصلاة , وفي أثناء استعداد الإمام ( عليه السلام ) لأداء الصلاة نادى أحد قادة عسكر ابن زياد المدعو الحصين بن تميم : ( إن صلاة الحسين لا تقبل ) .
    فقال حبيب بن مظاهر له : ( زعمت أن الصلاة من آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا تقبل وتقبل منك ؟! فحمل الحصين بن تميم على أصحاب الحسين ( عليه السلام ) فتصدى له حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف ووقع عنه وحمله أصحابه فاستنقذوه ) .
    تلك إشراقة بينة من صفحات جهاد ونضال سيدنا حبيب بن مظاهر المفعمة , بمواقف الصمود والشجاعة والولاء عندما دافع دون الإمام الحسين ( عليه السلام ) فواساه بنفسه وفداه بمهجته فحاز بذلك الفوز العظيم وقد استحق عن جدارة لا تضاهى ولا تقدر بثمن ولذلك نشاهد مقامه الشريف اليوم هو يقع بجوار قبر مولانا أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) , حيث يؤمه ملايين الزائرين من الذين أترعت قلوبهم بحب الرسول المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآل بيته الأطهار ( عليهم السلام ) وأصحابهم واتباعهم الكرام ( رضي الله عنهم ) الذين جاهدوا وناضلوا واستشهدوا في سبيل نصرة الإسلام وتقديم العون بكل أنواعه لسبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي قال فيه نبينا الهادي صلوات الله وسلامه عليه : ( حسين مني وأنا من حسين ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة علاء حسن ; الساعة 17-05-2014, 06:54 PM. سبب آخر:

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    الاخ الفاضل (علاء حسن )وفقكم الله
    شكرا لكم على هذا الموضوع الجميل
    نامل منكم المزيد من المشاركات
    تقبلوا مروري على الموضوع

    تعليق

    يعمل...
    X