عصمة الامام
في ان الامام يجب ان يكون معصوما, ذهبت الامامية الى ان الائمة الاثني عشر –كالانبياء في وجوب عصمتهم عن جميع القبائح والفواحش من الصغر الى الموت عمدا وسهوا- لانهم حفظة الشرع والقوامون به.. لهم في ذلك كما للنبي ,ولان الحاجة الى الامام انما هي للانتصاف للمظلوم من الظالم ورفع الفساد وحسم مادة الفتن, وان الامام لطف –من الله-يمنع القاهر من التعدي ويحمل الناس على فعل الطاعات واجتناب المحرمات ويقيم الحدود والفرائض ويؤاخذ الفساق ويعزر من يستحق التعزيز فلو جازت عليه المعصية وصدرت عنه انتفت هذه الفوائد , ولو صدرت المعصية منه لسقط من القلوب فلا تنقاد لطاعته فتنتفي فائدة النصب .
وخالفت السنة في ذلك وذهبوا الى جواز امامة الفساق والعصاة والسراق كما قال الزمخشري وهو من افضل علماء السنة.
فاي عاقل يرضى لنفسه الانقياد الديني والتقرب الى الله تعالى بامتثال اوامر من كان يفسق طول وقته وهو غائص في الرذائل وانواع الفواحش ويعرض عن المطيعين المبالغين في الزهد والعبادة وقد انكر الله تعالى بقوله : ام من هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجوا رحمة ربه(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب)
لان الاعتراف بالامام للكتاب والسنة.
اما الكتاب قوله تعالى( افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) فيكون انقلابهم بعد موت النبي(صلى الله عليه واله وسلم) محققا ولذا قال انقلبتم بصيغة الماضي على تحققه ومن المعلوم ان الصحابة بعد موت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لم يعدلوا عن الشهادتين فيتبين ان يراد به امر اخر, وما هو الا انكار امامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) فاذا كان انكار امامته انقلابا عن الدين كانت الامامة اصلا من اصول الدين ولا ينافي نزولها يوم احد لما حدث الهزيمة منهم.
عن ابن عباس قال : كان علي (عليه السلام) يقول في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ان الله تعالى يقول (افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ) والله لا ننقلب على اعقابنا بعد ان هدانا الله والله لئن مات او قتل لاقاتلن على ما قاتل عليه حتى اموت والله اني لاخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن احق به مني 1.
واما السنة : فنحن نذكر روايات اهل السنة لتكون حجة عليهم منها رواية البخاري في كتاب الحوض عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم) قال :بينما انا قائم فاذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم فقلت اين قال: الى النار والله وما شانهم قال انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى ...فهذه الرواية قد دلت على ارتداد الصحابة الا القليل وكان سبب ارتدادهم هو انكار امامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) فلا بد ان تكون الامامة اصلا من اصول الدين 2.
والشيعة الامامية لا يعتقدون كما يحلو للبعض ان ينعتهم بانهم يقولون ان الامام هو الذي وضع وشرع الاحكام بنفسه , بل انهم يعتقدون ان الله هو الذي وضعها وشرعها , ثم بينها لرسوله محمد , وان النبي(صلى الله عليه واله وسلم) بدوره بينها للامة , الا ان الامام له خصوصية البيان , حيث انه اعلم الناس بكتاب الله وسنة نبيه .
روى جابر عن الامام الباقر (عليه السلام) قوله :
يا جابر لو كنا نفتي الناس براينا وهوانا لكنا من الهالكين , ولكنا نفتيهم باثار من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) واصول علم عندنا نتوارثها كابرا عن كابر , نكنزه كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم 3.
ويقول الامام جعفر الصادق (عليه السلام) :
حدثني حديث ابي , وحديث ابي حديث جدي , وحديث جدي حديث ابيه , وحديث ابيه حديث علي بن ابي طالب , وحديث علي حديث رسول الله, وحديث رسول الله قول الله عز وجل4.
وان العلة التي تطلبت عصمة الامام هي جواز صدور الاخطاء من البشر , وبما ان الامر يتعلق بامور الشريعة والتبليغ والاحكام , فانه يتطلب ان يتصدى لهذه المهام من تتوفر فيه مزايا العصمة.
ولو لم يكن الامام معصوما لكان محتاجا وهو في موقعه الى غيره , وذلك الغير ان رجع في الحاجة الى هذا الامام دار , او الى امام ثالث , والثالث الى رابع, وهكذا يستمر التسلسل الا اذا انتهى الى معصوم والذي بوجوده تتحقق قاعدة اللطف , وهذا الرأي يذكره العلامة المطهر الحلي في كتابه الالفين بشيء من التفصيل والاسهاب .
1-المستدرك على الصحيحين ج3 ص126 –كتاب معرفة الصحابة
2-دلائل الصدق ص3 –ص6
3-بحار الانوار ج2 ص661
4-اعيان الشيعة السيد الامين ج1 ص661
في ان الامام يجب ان يكون معصوما, ذهبت الامامية الى ان الائمة الاثني عشر –كالانبياء في وجوب عصمتهم عن جميع القبائح والفواحش من الصغر الى الموت عمدا وسهوا- لانهم حفظة الشرع والقوامون به.. لهم في ذلك كما للنبي ,ولان الحاجة الى الامام انما هي للانتصاف للمظلوم من الظالم ورفع الفساد وحسم مادة الفتن, وان الامام لطف –من الله-يمنع القاهر من التعدي ويحمل الناس على فعل الطاعات واجتناب المحرمات ويقيم الحدود والفرائض ويؤاخذ الفساق ويعزر من يستحق التعزيز فلو جازت عليه المعصية وصدرت عنه انتفت هذه الفوائد , ولو صدرت المعصية منه لسقط من القلوب فلا تنقاد لطاعته فتنتفي فائدة النصب .
وخالفت السنة في ذلك وذهبوا الى جواز امامة الفساق والعصاة والسراق كما قال الزمخشري وهو من افضل علماء السنة.
فاي عاقل يرضى لنفسه الانقياد الديني والتقرب الى الله تعالى بامتثال اوامر من كان يفسق طول وقته وهو غائص في الرذائل وانواع الفواحش ويعرض عن المطيعين المبالغين في الزهد والعبادة وقد انكر الله تعالى بقوله : ام من هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجوا رحمة ربه(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب)
لان الاعتراف بالامام للكتاب والسنة.
اما الكتاب قوله تعالى( افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) فيكون انقلابهم بعد موت النبي(صلى الله عليه واله وسلم) محققا ولذا قال انقلبتم بصيغة الماضي على تحققه ومن المعلوم ان الصحابة بعد موت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لم يعدلوا عن الشهادتين فيتبين ان يراد به امر اخر, وما هو الا انكار امامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) فاذا كان انكار امامته انقلابا عن الدين كانت الامامة اصلا من اصول الدين ولا ينافي نزولها يوم احد لما حدث الهزيمة منهم.
عن ابن عباس قال : كان علي (عليه السلام) يقول في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ان الله تعالى يقول (افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ) والله لا ننقلب على اعقابنا بعد ان هدانا الله والله لئن مات او قتل لاقاتلن على ما قاتل عليه حتى اموت والله اني لاخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن احق به مني 1.
واما السنة : فنحن نذكر روايات اهل السنة لتكون حجة عليهم منها رواية البخاري في كتاب الحوض عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم) قال :بينما انا قائم فاذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم فقلت اين قال: الى النار والله وما شانهم قال انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى ...فهذه الرواية قد دلت على ارتداد الصحابة الا القليل وكان سبب ارتدادهم هو انكار امامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) فلا بد ان تكون الامامة اصلا من اصول الدين 2.
والشيعة الامامية لا يعتقدون كما يحلو للبعض ان ينعتهم بانهم يقولون ان الامام هو الذي وضع وشرع الاحكام بنفسه , بل انهم يعتقدون ان الله هو الذي وضعها وشرعها , ثم بينها لرسوله محمد , وان النبي(صلى الله عليه واله وسلم) بدوره بينها للامة , الا ان الامام له خصوصية البيان , حيث انه اعلم الناس بكتاب الله وسنة نبيه .
روى جابر عن الامام الباقر (عليه السلام) قوله :
يا جابر لو كنا نفتي الناس براينا وهوانا لكنا من الهالكين , ولكنا نفتيهم باثار من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) واصول علم عندنا نتوارثها كابرا عن كابر , نكنزه كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم 3.
ويقول الامام جعفر الصادق (عليه السلام) :
حدثني حديث ابي , وحديث ابي حديث جدي , وحديث جدي حديث ابيه , وحديث ابيه حديث علي بن ابي طالب , وحديث علي حديث رسول الله, وحديث رسول الله قول الله عز وجل4.
وان العلة التي تطلبت عصمة الامام هي جواز صدور الاخطاء من البشر , وبما ان الامر يتعلق بامور الشريعة والتبليغ والاحكام , فانه يتطلب ان يتصدى لهذه المهام من تتوفر فيه مزايا العصمة.
ولو لم يكن الامام معصوما لكان محتاجا وهو في موقعه الى غيره , وذلك الغير ان رجع في الحاجة الى هذا الامام دار , او الى امام ثالث , والثالث الى رابع, وهكذا يستمر التسلسل الا اذا انتهى الى معصوم والذي بوجوده تتحقق قاعدة اللطف , وهذا الرأي يذكره العلامة المطهر الحلي في كتابه الالفين بشيء من التفصيل والاسهاب .
1-المستدرك على الصحيحين ج3 ص126 –كتاب معرفة الصحابة
2-دلائل الصدق ص3 –ص6
3-بحار الانوار ج2 ص661
4-اعيان الشيعة السيد الامين ج1 ص661
تعليق