
الأم هي الأساس والقدوة التي يجب أن تكون مثلاً حياً وصادقاً لأولادها في كل فضيلة،
فبناتها لن يتقبلوا أو يقتنعوا بأي أمر من أوامرها بالمعروف ما لم تكن
تجسده في عملها.
كيف نريد -مثلاً- لأبنائنا أن يكونوا صادقين في أقوالهم وأفعالهم إذا كنا نمارس خلاف
ذلك، فنقول لأحدهم: اتصل بفلان وقل له أن والدي في خارج الدار،
بينما في الحقيقة موجود، بهذه الطريقة التربوية الخاطئة يتعلمون درساً في الكذب منذ
نعومة أظفارهم، ثم يكبر حجم الكذب مع كبر سنهم.
والجميع يعلم ما يجره الكذب من مصائب ومعاصي بعد ذلك، ففي الحديث الشريف
عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): لا تلقنوا الناس فيكذبون، فإن بني يعقوب
لم يعلموا أن الذئب يأكل الإنسان، فلما لقنهم (إني أخاف أن يأكله الذئب) قالو: أكله الذئب.
فلو أن الأم تعلم ابنها حين يرتكب خطأ في حق أحد أن لا يكذب من أجل الإفلات
من العقاب فتشرح له معنى الحديث (الصدق ينجيك وإن خفته)، وتزوده العلم بمبادئ الإسلام وسيرة
أهل البيت (عليهم السلام)، وموافقهم الشريفة، وتطبقها هي في حياتها، فإنها ستكون
بذلك خير مثال للصدق والأمانة لأبنائها.
فالمؤمن قد تصدر منه أي هفوة، إلا الكذب، فعندما سألوا رسول الله (صلى الله عليه اله وسلم):
يا رسول الله أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟
قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال:لا، (أنِمَا يَفتَرِي الكَذِبَ الذِينَ لا يُؤمِنُونَ...).
وكذلك بالنسبة لأساس تلك المبادئ وأهمها الحجاب الذي يجب أن تغرسيه وتلزمي به بناتك،
وإلى جانبه تربيتهن على الخُلُق الحسن، واحترام الذات والآخرين، واكتساب الفضيلة
والمحافظة على اشرف والعفة.
نعم حجابك أيتها الأم بهذه الشروط يكون هو المعلم وهو المثل الحي الذي تجسدينه
لهن لتقنعيهن بضرورة الالتزام والتمسك به، فالفتاة إن عاشت وسط أم محجبة وأخت
وخالة وعمة وصديقة محجبات سيثبت لها أن الحجاب هو أساس الشريعة الإسلامية
ومن غيره فالأخلاق والفضيلة والشرف والأمانة، وكل هذه المفردات السامية التي ينادي
بها الإسلام تكون على مشارف الهاوية، ويبقى الإسلام بدونها جسد بلا روح واسم بلا مسمى.
************
اللهم وفقنا وأياكم في الدنيا والآخرة
تعليق