إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح منطق المظفر الدرس الخامس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح منطق المظفر الدرس الخامس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الجهل واقسامه:
    مازال الكلام في المقدمة الاولى من دليل اثبات الحاجة الى علم المنطق وهي انقسام العلم الى تصور والى تصديق وبعد ان بين القسمين ذكر بحثا استطراديا(زائدا) وهو مبحث الجهل وابتدأ بتعريف الجهل وعرفه بانه عدم العلم ممن من له الاستعداد للعلم والتمكن منه.
    وبين فائدة قوله(ممن له الاستعداد للعلم )بان الجهل مقابل للعلم تقابل الملكة والعدم كما سياتي معنى هذا التقابل وخلاصته ان هناك معنيان متقابلان احدهما وجودي(العلم)والاخر عدمي(الجهل)وهذان الامران المتقابلان يتقابلان في شئ من شانه ان يتصف بهذا الامر الوجودي وهو العلم لا مطلقا فالعلم والجهل يتقابلان في الانسان فالانسان اما عالم او جاهل ولا يتقابلان في الجدار لانه ليس فيه استعداد ان يتصف بالعلم اذن العلم والجهل يتقابلان تقابل الملكة والعدم.
    هذا فيما يخص تعريف الجهل ثم بعد ذلك قسم المصنف رحمه الله الجهل الى جهل تصوري والى جهل تصديقي وانقسامه الى هذين القسمين واضح لان الجهل يقابل العلم –كما تقدم-والعلم ينقسم الى علم تصوري وعلم تصديقي فالجهل ينقسم الى جهل تصوري وتصديقي.
    والمراد من الجهل التصوري هو عدم العلم في موارد التصور الاربعة السابقة اي عدم تصور المفردات وعدم تصور المركب الناقص والمركب التام ا لانشائي والمركب التام الخبري المشكوك او المتوهم.
    والمراد من الجهل التصديقي هو عدم العلم في موارد التصديق اي عدم التصديق بالخبر المتيقن والمظنون بعبارة اخري عدم حصول اليقين او الظن بالخبر.
    وبعد ان قسم الجهل الى تصوري وتصديقي قسم الجهل التصديقي الى جهل بسيط وجهل مركب.
    والمراد من الجهل البسيط هو ان يجهل الانسان شيئا ويعلم انه جاهل به كجهلنا بوجود حياة على باقي الكواكب فنحن نجهل ذلك وملتفتين الى جهلنا.
    والمراد من الجهل المركب ان يجهل الانسان شيئا وهو غير ملتفت الى انه جاهل به فيعتقد انه عالم به كاهل الاعتقادات الباطلة فانه جاهل بالواقع لكنه غير ملتفت الى جهله بل يعتقد انه عالم فيتركب هذا الجهل من جهلين جهل بالواقع وجهل بجهله اي انه لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم ولذا سمي جهلا مركبا لتركبه من جهلين.
    ليس الجهل المركب من العلم:
    يلتزم جمهور المناطقة والفلاسفة ان الجهل المركب من اقسام العلم واعترض على ذلك المصنف وقال ان قولهم هذا هو من الجهل المركب واستدل على بطلان ادعائهم بدليلين:
    الاول:عدم انطباق تعريف العلم على الجهل المركب.توضيحه:
    انهم عرفوا العلم بانه حضور صورة الشئ لدى العقل وفي الجهل المركب لا تحضر صورة الشئ بل تحضر صورة شئ اخر فلا ينطبق تعريف العلم عله فاذن هو ليس من العلم.
    الثاني:الجهل يقابل العلم فكيف يصح ان يكون الشئ من اقسام مقابله؟
    توضيح ذلك:قد تقدم ان الجهل مقابل للعلم والتقابل يعني المنافاة التامة بين الامرين واندراج الجهل المركب في العلم يبطل هذه المنافاة فمثلا النور والظلمة متقابلان فهل يمكن ان تكون الظلمة نورا؟
    لكن يمكن مناقشة دليلي المصنف بانهم قسموا العلم الى ظن وجزم والجزم الى مطابق للواقع وغير مطابق (جهل مركب)والمطابق الى مطابق عن دليل (يقين بالمعنى الاخص)ومطابق عن تقليد(تقليد).
    فيكون لدينا علم بالمعنى الاعم يشمل المطابق وغيره بل حتى الظن وعلم بالمعنى الاخص الذي هو خصوص المطابق للواقع الذي هو حضور صورة الشئ لدى العقل وقولهم الجهل المركب من العلم اي بالمعنى الاعم والمصنف بنى اشكالاته لانه توهم ان مرادهم ان الجهل المركب من العلم بالمعنى الاخص .
    والحمد لله رب العالمين.

يعمل...
X