تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين .
لو تكلمنا اليوم في فضيلة واحدة من فضائل علي بن ابي طالب عليه السلام لوجدنا اننا نواجه عظمه لايستطيع أي انسان ان يصل اليها إلّا نبياً أو رسولاً ، وهذا ليس فيه أي مبالغة بل كل كلامنا حقيقة واقعية ،
مثلاً لو جئنا وجعلنا حديث المنزلة بين ايدينا ووجدنا أن النبي صلى الله عليه واله وهو الذي لاينطق عن الهوى ان هو إلّا وحيٌ يوحى ، يقول صلى الله عليه واله ، والرواية ينقلها سعد بن ابي وقاص ، كما في صحيح مسلم وغيره : حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد ( وتقاربا في اللفظ ) قالا حدثنا حاتم ( وهو ابن إسماعيل ) عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال
: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتى به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم [ 3 / آل عمران / 61 ] دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي ))[1]
فنجد قد توفر في هذا الحديث جهات كثيرة ، كلها صريحة في ان حديث المنزلة جاء لأثبات منزلة عظيمة لأمير المؤمنين عليه السلام ، من هذه الجهات :
أولاً : قول سعد ( لئن تكون لي واحدة منهن أحب اليَّ من حمر النعم )
فأن هذه العبارة صريحة في أن سعداً فهم من حديث المنزلة فضلاً عظيماً لعلي عليه السلام يفتقده هو وغيره من الصحابة .
ثانياً : نجد ان سعداً قد قرن بين هذا الحديث وحديث دفع الراية في خيبر قضية المباهلة ، ولاشك ان حديث دفع الراية يقول (( لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله رسوله )) قد فهم منه الصحابة منزلة عظيمة وجسيمة ، فقد قال عمر بن الخطاب ، كما في الرواية ،(( ما احببت الإمارة إلّا يومئذ ))[2]
وحديث المنزلة جاء في سياق هذه المنزلة العظيمة ،التي تطاول لنيلها عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة ، ولم يحظ بها الا علي بن ابي طالب عليه السلام ، فكان خليقا بالأمارة حتى فتح الله على يديه ،
وبناء على هذا يتضح من أن الأبواق التي تضج من هنا وهناك وما يذكره البعض ويلوح به أن حديث المنزلة لايوجب فضلاً لعلي عليه السلام كلها باطلة بل نابعة عن حسد دفين وبغضن قديم ......
حشرنا الله مع محمد وال محمد
[1] - مسلم النيسابوري ، صحيح مسلم ج7ص120
[2] - المصدر نفسه .
تعليق