إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اشكال حول القول باستحالة القبح على الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اشكال حول القول باستحالة القبح على الله تعالى

    السلام عليكم
    هذا اشكال ارجو الاجابة عليه
    الاشكال : ما قولكم في ما نراه من الشرور كالزلازل والبراكين والاعاصير ونحو ذلك من البلايا

    ثم ما قولكم في الاختلافات الواقعة بين ابناء البشر كالسواد والبياض والذكورة والانوثة والذكاء والغباء والسقم والبلاء في قبال العافية والسلامة لان قبال ذلك من الامور مما يوجب التفاوت مما هو حسن وقبيح

    هذا ووفقكم الله

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد واله الطاهرين
    جواباً لاشكال الاخ طالب الشفاعة وبعد اذن الاخ المشرف فان الجواب يكون كما ذكره صاحب الميزان القائل بان الحالات التي نراها حالة من خمس حالات :
    1- ان تكون حب خير محض (كارسال محمد صلى الله عليه واله ) فهو خير محض بلا شك
    2- ان تكون شر محض كإبليس الملعون .
    3- ان تكون خير راجح (الخير الذي هو موجود فيها اكثر من الشر الذي موجود فيها)
    4- ان تكون شر راجح (الخير قليل والشر كثير).
    5- ان يتساوى الوجهان .
    فعندما نلاحظ الأوجه الخمسة نقول: ان صفة الخير لا اشكال في نسبتها لله تعالى فهي اما خير محض او خير راجح
    واما الشر المحض فهو اشد انواع الظلم وهو محال , واما بالنسبة للشر الراجح فهو كذلك ظلم لكنه اهون من الظلم الاول وهنا يستلزم ترجيح المرجح على الراجح
    واما بالنسبة الى متساويهما فانه يلزم منه الترجيح بلا مرجح وهو ممنوع عند العقل والله تعالى حكيم .
    وهناك خمس اعتبارات اُخر توضح الاشكال بشكل آخر :
    1- ان الاغلب مما يقع من الكوارث وغيرها بل اغلب الاختلافات بين البشر اما لحكمة التسخير ( وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) الزخرف:32
    واما لحكمة التعارف (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ) الحجرات: 13
    واما لحكمة التأديب (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم:41
    2- ان هناك ارتباط بين سلوك الانسان والاثر الوضعي له (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) الشورى:30
    3- ان في فقد بعض الماهيات وجوداً لاخرى وجود عام كتوقف استمرار وجود الانسان على فقدان الحيوان والنبات .
    4- من الواضح ان العدل هو : اعطاء كل ذي حق حقه وعلى هذا فأنه فرع وجود الشيء اما قبل وجوده فلا حق له وبذلك يتضح ان ان كل ما اعطاه الله ابتداءً انما هو فضل من الله تعالى ولطفه
    5- ان في الحوادث والاختلافات صلاحية لتربية الانسان واعداد الكمالات المعنوية فيه وهذا يتصور على نحوين الابلاء والابتلاء
    فأما الاول فلغير المؤمن واما الثاني فللمؤمن فالاول لقوله تعالى (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) سورة الأعراف الآية 168
    واما الثاني فلقوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) سورة البقرة :155
    الى قوله تعالى (أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
    فبالابتلاء يصاب الاهتداء
    نسال الله ان نكون قد وفقنا للاجابة الصائبة

    لا عذب الله أمي إنها شــربت حب الوصـي وغـذتـنيه باللبنِ
    وكان لي والد يهوى أبا حسنِ فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسنِ

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الاخ طالب الشفاعة السلام عليكم ورحمة الله
      نضيف الى ما ذكره الاخ الكريم (الفرقان) الاتي:
      اما فيما يخص سؤالكم الاول: (
      ما قولكم في ما نراه من الشرور كالزلازل والبراكين والاعاصير ونحو ذلك من البلايا

      فالجواب: ان التحقيق في مسألة الشرور هو ان الشر امر عدمي وفي تصوير واثبات عدمية الشرور قولان نضعهما بين ايديكم:
      الاول: اننا اذا لاحظنا الفعل الموصوف بالشر فاننا نجد الشر هو وصف لما يصاحب الفعل من العدم وهو ليس وصفا لنفس الفعل فمثلا القتل فاذا لاحظنا فعل القاتل وقدرته على هذا الفعل فان هذا الفعل كمال بالنسبة له فهو ليس عجزا وكذا قدرة السكين على اختراق بدن المقتول فهو كمال بالنسبة لها لكن هذا الفعل الكمالي يصاحبة اهاء لكمال اخر وهو حياة المقتول والشر هو وصف لهذا الامر وليس وصفا لقدرة القاتل او قابلية السكين. وبعبارة اخرى: ان عملية القتل يمكن تحليلها الى عدة اجزاء:
      1. قدرة القاتل على القتل.
      2. قابلية السكين على اختراق بدن المقتول.
      3. انتهاء حياة المقتول.
      والشر ليس وصفا لقدرة الفاعل ولا لقابلية السكين وانما هو وصفا لانهاء حياة المقتول ونهاية حياة المقتول هو عدم اي انه كان هناك كمال وهو حياة المقتول والقاتل اعدم هذا الكمال، فالشر وصف للعدم ووصف العدم يكون عدما فالشر من الامور العدمية.
      وبالتطبيق على ما ذكرته من امثلة نقول: فالزلازل زالبراكين والاعاصير هي كمالات ووجودات فهي ليست شرا وانما الشر هو وصف لما يصاحب هذة الامور من انهاء حياة الاخرين وانهاء كمالات اخرى فأذن هو وصف للعدم.

      الثاني: تنقسم المفاهيم الى مفاهيم حقيقية ومفاهيم نسبية والمراد من الفاهيم الحقيقية انها حاكية عن واقعيات في الخارج وهذه الواقعية لا تتغير من شخص الى سخص او بالنسبة الى زمان دون اخر فمثلا مفهوم المتر هو الذي ينقسم الى مائة سنتيمتر وهذا المفهوم لا يتغير من شخص الى شخص فيكون المتر بالنسبة الى زيد مائة سنتيمتر وبالنسبة الى عمرو سبعين سنتيمتر بل هو للكل مائة سنتيمتر فأذن هو من المفاهيم الحقيقية، واما المفاهيم النسبية فهي مفاهيم لا تحكي عن واقع خارجي بل هي حاكية عن امور انتزاعية تختلف من شخص الى اخر ولا تحصل الى بمقايسة امر الى امر اخر كالكبر والصغر فمثلا الكرة الارضية لا توصف بالصغر والكبر وانما تحصل مفاهيم الكبر والصغر اذا قسنا الكرة الارضية الى امر اخر فنوصفها بالصغر بالقياس الى المشتري وبالكبر بالنسبة الى القمر والكبر والصغر ليست امور وواقعيات خارجية وانما هي مجرد مفاهيم انتزاعية لا واقع خارجي لها.
      اذا اتضحت هذه المقدمة نسأل مفهوم العدم هل هو من المفاهيم الحقيقية او هو من المفاهيم النسبية؟
      الجواب: انه مفهوم نسبي ونوضح ذلك بمثال:
      فالمطر لا يوصف بالخيرية او الشرية الا بالقياس الى نفس الانسان فاذا استفاد الانسان من هذا المطر وصفه بالخير اما اذا افسد مزروعاته او خب مسكنه فانه حينئذ يوصفه بالشر فاذا الخير والشر من المفاهيم النسبية التي يختلف وصف الاشياء بها من شخص لاخر ومن حال دون اخر، وهكذا ما ذكرت من امثلة فالزلازل والبراكين والاعاصير تكون بالنسبة الى اشخاص خير وبالنسبة الى اخرين شر فمثلا قد يكون الزلزال سببا في قتل عائلة انسان معين فيوصفه بالسر وقد يتسبب بهلاك قوم جبارين فيكون خيرا.
      واذا كان الخير والشر من المفاهيم النسبية لزم انها لا تحكي عنة واقع خارجي لاننا قنلنا ان المفاهيم النسبية لا تحكي عو واقع خارجي فتكون الشرور اعدام.
      اما جواب سؤالكم الاخر فيأتي لاحقا ان شاء الله.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اتقدم بالشكر الجزيل الى الاخ الفرقان على جوابه النافع ذو الفائدة الجلية
        ووافر الدعاء بالموفقية والسداد الى الاخ مشرف قسم الفلسفة مقداد الربيعي على ماسطره من مفاهيم وامثلة مبينة ومفهمة لحل هذا التسائل وموضحة لهذا الاشكال

        ونحن ننتظر ما نستفاد فيه منكم لحل شبهة الاشكال الاخر

        زاد الله من قدركم ووفقكم لهذا العطاء المتواصل

        تعليق


        • #5
          الاخ طالب الشفاعة السلام عليكم
          اولا نعتذر عن تأخر الاجابة عن سؤالكم الثاني وما ذلك الا لكثرة المشاغل والالتزامات فنرجو المعذرة.
          وثانيا فيما يخص الاجابة نقول ومن الله نستمد العون:
          ان ما نراه من الاختلافات بين افراد البشر ما هو الا عين العدل فليس العدل هو اعطاء الكل بدرجة واحدة وانما هو اعطاء كل واحد منهم ما يستحقه فالعدل هو وضع الشئ في موضعه وما نجده من اختلافات في العطاء فهي نتيجة الاستحقاق الذي عند الافراد وتوضيح ذلك:
          انه لا خلاف في علم الله بالغيب فيعلم ان زيدا (غير المخلوق يعد) اذا خُلق ماذا سيختار هل يختار الدنيا او يختار الاخرة واذا اختار احداهما فأي درجة منهما يختار؟
          وعلى هذا الاساس وبمقتضى عدله ورحته صار لزاما عليه ان يوصل كل فرد منهم الى ما اختاره فمن علم انه اختار الدنيا بالدرجة الفلانية يوفر له كل ما يوصله الى اختياره ومن علم انه اختار الدرجة الكذائية من الاخرة يوفر له كل ما يوصله الى اختياره وقد بين القران الكريم هذه الحقيقة في قوله تعالى:
          ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20) انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21) )) الا ان هذه اللوازم التي توصل الافراد الى خياراتهم مختلفة من شخص الى اخر فبعضهم يصل الى خياره عن طريق ايجاده في بيئة كافرة او مجتمه فقير او صحة خائرة ومنهم من لا يصل الى خياره الا من خلال ايجاده في مجتمع مؤمن او عائلة غنية وصحة جيدة وهذا ما يشير اليه الحديث القدسي القائل: (("وَإنَّ مِنْ عِبادِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا يُصْلحُهُ إلاّ الْغِنى وَلَوْ صَرَفْتُهُ إلى غَيْر ذلِكَ لَهَلَكَ، وَإنَّ مِنْ عِبادِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا يُصْلِحُه إلاّ الْفَقَرَ وَلَوْ صَرَفْتُه إلى غَيْرِ ذلِكَ لَهَلِكَ")) .
          والخلاصة: ان ما نراه من اختلاف في العطاء منشأه العلم الازلي لله تبارك وتعالى باختيارات عبيده فهو سبحانه عالم السر واخفى يعلم اختيار العبد قبل خلقه وعلى اساسه يوفر له كل ما يوصله اليه من فقر او غنى وصحة او مرض والاية المتقدمة صريحة في هذا المعنى فهي تثبت انه تعالى يعطي العبد ما يريده فمن كان يريد الدنيا يعطيه اياها وكذا من كان يريد الاخرة والاعطاء يكون بما يوصل الفرد الى مبتغاه من ضروف اجتماعية واقتصادية وصحية.
          نرجو ان يكونجوابا واضحا وكافيا.
          ونسألكم الدعاء.

          تعليق


          • #6
            نسأل الله العلي القدير ان يديم عليكم رحمته وبركاته بحق محمد وال محمد وشكرا لكم على هذا التوضيح الذي استفدت منه كثيرا

            تعليق

            يعمل...
            X