{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}
تحدث القرآن عن أخلاقية النبي الداعية الى مبادىء تلك الرسالة الإلهية لهذا الإنسان المعرض عن الهداية والاصلاح،عطفاً عليه ورحمة به..إنه القلب الكبير والحب الصادق للخير..وكم كان الحزن والألم يشتد في نفسه حين يرى تلك المواقف،حتى خاطبه الوحي مسلياً ومخففاً عن نفسه تلك المعاناة،خاطبه بقوله(فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً)سورة الكهف-آية(6) .
إن القرآن في هاتين الآيتين يسجل لنا عظمة مشاعر هذا الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)وخصومه،فيستنصره أصحابه،ويطلبون منه أن يدعو الله على هؤلأء العتاة باللعنة والانتقام..ولكنهُ يرد عليهم (لم أبعث لعاناً،إنما بعثت رحمة).
لم أُحضر الجيش في ميدان القتال لأنتقم،ولكن لأدافع عن الحق،ولأنقذ الإنسان..إني لأدعو الله لأن يحقق أهداف الدعوة،وهي إنقاذ الإنسان وهدايته لما يحقق له الخير والسعادة.إنهُ خلق الإسلام في الحرب والسلم،في الرضا والغضب..الهداية والرحمة،وليس الحقد والعقاب والانتقام. روى أصحاب تلك المحاورة الخالدة،وذلك الموقف الرحيم،وروح الحب والعطف الإنسان..ننقل تلك الروايات كما وردت:- "قيل لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وهو في القتال:لو لعنتهم يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فقال:إنما بعثت رحمة مهداة،ولم أُبعث لعاناً،وكان إذا سئل أن يدعو على أحد،مسلم أو كافر،عام أو خاص،عدل عن الدعاء عليه،ودعا له.." ويتكرر هذا الموقف الانساني النبيل من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) حينما تحدث المؤرخون عن موقف مماثل له في احد ايام حصاره للطائف،عندما سأله اصحابه أن يدعو على ثقيف..روى الترمذي عن جابر أن أصحابه(صلى الله عليه وآله وسلم)قالوا:"يارسول الله أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم،فقال:أللهم اهد ثقيفاً"
ذلك خلق رسول الله(صلى الله وآله وسلم)في دعوته وجهاده وتعامله مع عدوه،إنهُ حامل مشعل النور والهداية للإنسان،وهو الرحمة المهداة.. إنما يجسد روح دعوته وأهدافها بسلوكه كنبي وداعية الى الاسلام. تلك إضمامة من مواقف الرسول (صلى الله عليه و آله وسلم) وسيرته أنقلها لكم..لعلها تفيدكم فهو قدوتنا في حياتنا صلوات الله عليه وهو رحمة لنا في الدنيا وفي الاخرة ويجب علينا جميعاً ان نتحلى بأخلاق نبينا الاكرم كما قال تعالى:{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}
وآخـر دعوانـا أن الحمـد لـلَـه رب العالميــن
تعليق