إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آية الولاية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية الولاية 1

    قال تعالى في كتابه العزيز ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ)
    مقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين تسمّى هذه الآية المباركة بـ (آية الولاية) ، حيث نستدل بها على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، من خلال بيان ألفاظ الآية الكريمة ، وأحاديث ومفسرين العامة والخاصة وشهادتهم بان المقصود هو علي بن أبي طالب عليه السلام في آية الولاية والرد على بعض الاعتراضات التي وردت على الآية الكريمة
    الفصل الأول / بيان ألفاظ الآية الكريمة وسبب نزولها
    تعتبر الآية الكريمة نصّاً قرآنياً يدل على ولاية وإِمامة علي بن أبي طالب(عليه السلام) للمسلمين حيث ابتدأت هذه الآية بكلمة (إِنّما) التي تفيد الحصر، وبذلك حصرت ولاية أمر المسلمين في ثلاث هم: الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والذين آمنوا وأقاموا الصّلاة وأدوا الزّكاة وهم في حالة الركوع في الصّلاة وجعلت (الولاية) التي بمعنى الأولوية الثابتة لله وللرسول ثابتة للذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.فالولاية والولي والمولى في معاجم اللغة وفي كلام العرب جذرها واحد وهو ( الولْي ) وتعني القرب والدنو الخاص وبتعدد استعماله يكون معناه بحسبه ففي صحيح البخاري في باب وظل ممدود 16 / 213 قَالَ مُجَاهِدٌ ( ...( مَوْلاَكُمْ ) أَوْلَى بِكُمْ .... ) وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري روى ما فسره عن مجاهد رواه عبد بن حميد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه ( مولاكم أولى بكم ) أشار به إلى قوله تعالى ( مأواكم النار هي مولاكم ) أي أولى بكم وكذا قاله الفراء وأبو عبيدة وفي بعض النسخ مولاكم هو أولى بكم وكذا وقع في كلام أبي عبيدة وذكر هذا المعنى أيضا في الروايات التفسيرية في فتح الباري .
    كما يستفاد من الولي الخليفة أيضا فقد روى البخاري ومسلم في باب حكم الفيء 3 / 1376 (وحدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن مالك بن أوس حدثه قال : ( أرسل إلي عمر بن الخطاب فجئته حين تعالى النهار قال فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله متكئا على وسادة من أدم فقال لي يا مال إنه قد دف أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخ فخذه فاقسمه بينهم قال قلت لو أمرت بهذا غيري ؟ قال خذه يا مال قال فجاء يرفا فقال هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد ؟ فقال عمر نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلي ؟ قال نعم فأذن لهما فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن فقال القوم أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم ( فقال مالك بن أوس يخيل إلي أنهم قد كانوا قدموهم لذلك ) فقال عمر اتئدا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) قالوا نعم ثم أقبل على العباس وعلي فقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا نورث ما تركناه صدقة ) قالا نعم فقال عمر إن الله عز و جل كان خص رسوله صلى الله عليه و سلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره قال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول [ 59 / الحشر / 7 ] ( ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا ) قال فقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم بينكم أموال بني النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأخذ منه نفقة سنة ثم يجعل ما بقي أسوة المال ثم قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك ؟ قالوا نعم ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك ؟ قالا نعم قال فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما نورث ما تركنا صدقة ) فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم وولي أبا بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد فقلتما ادفعها إلينا فقلت إن شئتم دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذتماها بذلك قال أكذلك ؟ قالا نعم قال ثم جئتماني لأقضي بينكما ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي ) وجاء في هامش صحيح مسلم ( ... وقال القاضي عياض قال المازري هذا اللفظ الذي وقع لا يليق ظاهره بالعباس وحاش لعلي أن يكون فيه بعض هذه الأوصاف فضلا عن كلها ولسنا نقطع بالعصمة إلا للنبي صلى الله عليه و سلم ولمن شهد له بها ولكنا مأمورون بحسن الظن بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين ونفي كل رذيلة عنهم وإذا انسدت طرق تأويلها نسبنا الكذب إلى رواتها قال وقد حمل هذا المعنى بعض الناس على أن أزال هذا اللفظ من نسخته تورعا عن إثبات مثل هذا ولعله حمل الوهم على رواته قال المازري وإن كان هذا اللفظ لابد من إثباته ولم نضف الوهم إلى رواته - فأجود ما حمل عليه أنه صدر من العباس على جهة الإدلال على ابن أخيه لأنه بمنزلة ابنه وقال ما لا يعتقده وما يعلم براءة ذمة ابن أخته منه ولعله قصد بذلك ردعه عما يعتقد أنه مخطئ فيه وإن هذه الأوصاف يتصف بها لو كان يفعل ما يفعله عن قصد ولا بد من هذا التأويل لأن هذه القضية جرت في مجلس عمر رضي الله عنه وهو الخليفة ....)
    ثمّ أن الواو في (والذين آمنوا) هذه الواو عاطفة، وأمّا الواو التي تأتي قبل ( هم راكعون) هذه الواو الحاليّة ( وهم راكعون ) أي في حال الركوع. ولا شك أنّ الرّكوع المقصود في هذه الآية هو ركوع الصّلاة ولا يعني الخضوع ، لأنّ الشارع المقدس اصطلح في القرآن على كلمة الرّكوع للدلالة على الركن الرّابع للصلاة.
    كما لا شك في أنّ كلمة ( الولي ) الواردة في هذه الآية، لا تعني الناصر والمحب، لأنّ الولاية التي هي بمعنى الحب أو النصرة لا تنحصر في من يؤدون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون، بل تشمل كل المسلمين الذين يجب أن يتحابوا فيما بينهم وينصر بعضهم البعض، حتى أُولئك الذين لا زكاة عليهم، أو لا يمتلكون شيئاً ليؤدوا زكاته، فكيف يدفعون الزّكاة وهم في حالة الركوع؟ هؤلاء كلهم يجب أن يكونوا أحباء فيما بينهم وينصر بعضهم البعض الآخر.فيكون المعنى إنّما وليّكم أي إنّما الأولى بكم: الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة في حال الركوع .
    كما ويدلّ على ثبوت الأولوية بالتصرف لعلي (عليه السلام) ، الأولوية المستلزمة للإمامة، حديث الولاية (علي منّي وأنا من علي، وهو وليّكم من بعدي) لانّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حصرها في علي عندما قال: (وهو وليّكم من بعدي) ، فكلمة (بعدي) صريحة في هذا المعنى، لانّ البعديّة هذه إمّا بعديّة زمانية أو بعديّة رتبيه وربّما يستظهر بالدرجة الأولى أن تكون البعديّة رتبيه، (علي وليّكم بعدي) أي غيري، أي ما عداي في الرتبة علي وليّكم.أمّا إذا كانت كلمة ( بعدي ) بمعنى الزمان والظرف، علي وليّكم من بعدي، يدلّ وجود هذه الكلمة على أنّ أمير المؤمنين وليّ المؤمنين بعد رسول الله بلا فصل، وإلاّ لما أسقط بعضهم كلمة ( بعدي ) في الحديث، لما حرّفوا هذا الحديث بإسقاط كلمة ( بعدي ) كما أن هذه الرواية واردة بألفاظ أُخرى أيضاً، وتلك الألفاظ هي الأخرى تدلّ على إمامة أمير المؤمنين وأولويته.قال الألباني في ( السلسلة الصحيحة ) 5 / 261 :أخرجه الترمذي ( 3713 ) و النسائي في " الخصائص " ( ص 13 و 16 - 17 ) و ابن حبان ( 2203 ) و الحاكم ( 3 / 110 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 829 ) و أحمد (4 / 437 - 438 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 2 / 568 – 569)و قال الترمذي : (حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان ) . قلت : و هو ثقة من رجال مسلم و كذلك سائر رجاله و لذلك قال الحاكم : ( صحيح على شرط مسلم) ، و أقره الذهبي . و للحديث شاهد يرويه أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيهبريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب .. .... و في آخره : ( لا تقع في علي ، فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي و إنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي ).. فإن قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي ، و كذلك في سند المشهود له شيعي آخر ، و هو جعفر بن سليمان ، أفلا يعتبر ذلك طعنا في الحديث و علة فيه فأقول : كلا لأن العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق و الحفظ ، و أما المذهب فهو بينه و بين ربه ، فهو حسيبه ....)
    كما أن جميع الطرق المختلفة التي نقلت سبب نزول الآية الكريمة متفقة من حيث الأساس والمبدأ على ولاية وإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام .فقد جاء في الغدير للشيخ ألأميني 3/55 ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) سورة المائدة 55 أخرج أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده عن أبي ذر الغفاري قال: أما إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوما من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يديه إلى السماء وقال. أللهم ؟ اشهد أني سألت في مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وآله فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي رضي الله عنه في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره، وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وآله وهو في المسجد فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله طرفه إلى السماء وقال: أللهم ؟ إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي، أشدد به أرزي، و أشركه في أمري، فأنزلت عليه قرآنا: سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما. أللهم ؟ وإني محمد نبيك وصفيك أللهم ؟ واشرح لي صدري و يسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري. قال أبو ذر رضي الله عنه: فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل عليه السلام من عند الله عز وجل وقال: يا محمد ؟ إقرأ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.
    ومن مصادر أهل السنّة هذه الرواية الموجودة في تفسير الفخر الرازي، وموجودة في تفسير الثعلبي، وموجودة في كتب أُخرى: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا علم بأنّ عليّاً تصدّق بخاتمه للسائل، تضرّع إلى الله وقال: «اللهمّ إنّ أخي موسى سألك قال: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزيراً مِنْ أهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً) فأوحيت إليه: (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسى) ، اللهمّ وإنّي عبدك ونبيّك فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أُشدد به ظهري...» قال أبو ذر: فوالله ما استتمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)الكلمة حتّى هبط عليه الامين جبرائيل بهذه الاية: (إنّما وليّكم الله ورسوله)
يعمل...
X