الفصل الثاني /
شهادة الأحاديث والمفسّرين أن المراد هو علي أمير المؤمنين عليه السلام
الأول / تفسير ابن أبي حاتم يقول :
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ أَبُو نُعَيْمٍ الأَحْوَلُ، ثنا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ:"تَصَدَّقَ عَلِيٌّ بِخَاتَمِهِ وَهُوَ رَاكِعٌ، فَنَزَلَتْ: " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ، وَيُؤْتَوْنَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " ".
الثاني / الحاكم النيسابوري في ( معرفة علوم الحديث )
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال : ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي ، بأصبهان قال : ثنا يحيى بن الضريس قال : ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال : ثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي قال : « نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخل المسجد ، والناس يصلون بين راكع وقائم ، فصلى ، فإذا سائل ، قال : ( يا سائل أعطاك أحد شيئا ) فقال : لا إلا هذا الراكع ، لعلي ، أعطاني خاتما قال الحاكم : هذا حديث تفرد به الرازيون ، عن الكوفيين ، فإن يحيى بن الضريس الرازي قاضيهم ، وعيسى العلوي من أهل الكوفة
الثالث / تفسير الطبري
حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي قال، حدثنا أيوب بن سويد قال، حدثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) ، قال: علي بن أبي طالب.
الرابع / تفسير الآلوسي وغالب الإخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه ، فقد أخرج الحاكم وابن مردويه وغيرهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بإسناد متصل قال : " أقبل ابن سلام ونفر من قومه آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس وأن قومنا لما رأونا آمنا بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وصدقناه رفضونا وآلوا على نفوسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : إنما وليكم الله ورسوله ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال : هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال : نعم خاتم من فضة ، فقال : من أعطاكه؟ فقال : ذلك القائم ، وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على أي حال أعطاك؟ فقال : وهو راكع ، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم تلا هذه الآية .
الخامس / لباب النزول للسيوطي ( ...قوله تعالى إنما وليكم الله ..) الآية أخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجاهيل عن عمار بن ياسر قال وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فنزلت إنما وليكم الله ورسوله الآية وله شاهد قال عبد الرازق حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس إنما وليكم الله ورسوله الآية قال نزلت في علي بن أبي طالب وروى ابن مردويه عن وجه آخر عن ابن عباس مثله وأخرج أيضا عن علي مثله وأخرج ابن جرير عن مجاهد وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل مثله فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا .... )
الأقوال التي قالت ان المراد غير أمير المؤمنين عليه السلام
وقيل أن الآية نزلت في غير أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد جاء في ( زاد المسير ) عن ابن الجوزي قوله تعالى : { إِنما وليكم الله ورسوله } اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال .
أحدها : " أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إِن قوماً قد أظهروا لنا العداوة ، ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبُعد المنازل ، فنزلت هذه الآية ، فقالوا : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين ، وأذَّن بلال بالصلاة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا مسكين يسأل الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هل أعطاك أحدٌ شيئاً»؟ قال : نعم قال «ماذا»؟ قال : خاتم فضة . قال : «من أعطاكه»؟ قال : ذاك القائِم ، فاذا هو علي بن أبي طالب ، أعطانيه وهو راكع ، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية " ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مقاتل .وقال مجاهد : نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدق وهو راكع .
والثاني :
أن عبادة بن الصّامت لما تبرأ من حلفائه اليهود نزلت هذه الآية في حقه ، رواه العوفي عن ابن عباس .
والثالث : أنها نزلت في أبي بكر الصديق ، قاله عكرمة .والرابع : أنها نزلت فيمن مضى من المسلمين ومن بقي منهم ، قاله الحسن . جاء في تفسير الطبري 12207 - حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا يونس بن بكير قال، حدثنا ابن إسحاق قال، حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم= وكان أحد بني عوف بن الخزرج= فخلعهم إلى رسول الله، وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حِلفهم، وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حِلف الكفار ووَلايتهم! ففيه نزلت:"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"
12208 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، سمعت أبي، عن عطية بن سعد قال: جاء عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحوه.
جاء في تفسير ابن أبي حاتم
6552 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَطِيَّةَ , قَالَ: فِي عُبَادَةَ نَزَلَتْ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [المائدة: 55] الْآيَةُ فيكون مرجع الأخبار التي تقول أنها نزلت في عبادة بن الصامت تنتهي إلى عطية وعبادة فأما عطية فهو ضعيف ، جاء في ( الكامل في الضعفاء ) 1530 - عطية بن سعد العوفي كوفي يكنى أبا الحسن حدثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا بن أبي مريم سألت يحيى بن معين عن عطية العوفي فقال ضعيف إلا أنه يكتب حديثه حدثنا بن حماد حدثني عبد الله بن أحمد عن أبيه قال كان سفيان الثوري يضعف حديثه عطية قال وسمعت أبي وذكر عطية العوفي قال هو ضعيف
وجاء في ( الضعفاء والمتروكين )
481 - عطية العوفي ضعيف
أما عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ( لا يحتج به ) كما جاء في تهذيب التهذيب و ( ليس بالقوي ) كما جاء في الضعفاء
فتكون جميع الأحاديث التي ذكرت أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت مدارها على تابعي ولم تنقل لا عن صحابي أو عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
شهادة الأحاديث والمفسّرين أن المراد هو علي أمير المؤمنين عليه السلام
الأول / تفسير ابن أبي حاتم يقول :
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ أَبُو نُعَيْمٍ الأَحْوَلُ، ثنا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ:"تَصَدَّقَ عَلِيٌّ بِخَاتَمِهِ وَهُوَ رَاكِعٌ، فَنَزَلَتْ: " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ، وَيُؤْتَوْنَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " ".
الثاني / الحاكم النيسابوري في ( معرفة علوم الحديث )
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال : ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي ، بأصبهان قال : ثنا يحيى بن الضريس قال : ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال : ثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي قال : « نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخل المسجد ، والناس يصلون بين راكع وقائم ، فصلى ، فإذا سائل ، قال : ( يا سائل أعطاك أحد شيئا ) فقال : لا إلا هذا الراكع ، لعلي ، أعطاني خاتما قال الحاكم : هذا حديث تفرد به الرازيون ، عن الكوفيين ، فإن يحيى بن الضريس الرازي قاضيهم ، وعيسى العلوي من أهل الكوفة
الثالث / تفسير الطبري
حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي قال، حدثنا أيوب بن سويد قال، حدثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية

الرابع / تفسير الآلوسي وغالب الإخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه ، فقد أخرج الحاكم وابن مردويه وغيرهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بإسناد متصل قال : " أقبل ابن سلام ونفر من قومه آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس وأن قومنا لما رأونا آمنا بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وصدقناه رفضونا وآلوا على نفوسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : إنما وليكم الله ورسوله ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال : هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال : نعم خاتم من فضة ، فقال : من أعطاكه؟ فقال : ذلك القائم ، وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على أي حال أعطاك؟ فقال : وهو راكع ، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم تلا هذه الآية .
الخامس / لباب النزول للسيوطي ( ...قوله تعالى إنما وليكم الله ..) الآية أخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجاهيل عن عمار بن ياسر قال وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فنزلت إنما وليكم الله ورسوله الآية وله شاهد قال عبد الرازق حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس إنما وليكم الله ورسوله الآية قال نزلت في علي بن أبي طالب وروى ابن مردويه عن وجه آخر عن ابن عباس مثله وأخرج أيضا عن علي مثله وأخرج ابن جرير عن مجاهد وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل مثله فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا .... )
الأقوال التي قالت ان المراد غير أمير المؤمنين عليه السلام
وقيل أن الآية نزلت في غير أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد جاء في ( زاد المسير ) عن ابن الجوزي قوله تعالى : { إِنما وليكم الله ورسوله } اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال .
أحدها : " أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إِن قوماً قد أظهروا لنا العداوة ، ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبُعد المنازل ، فنزلت هذه الآية ، فقالوا : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين ، وأذَّن بلال بالصلاة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا مسكين يسأل الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هل أعطاك أحدٌ شيئاً»؟ قال : نعم قال «ماذا»؟ قال : خاتم فضة . قال : «من أعطاكه»؟ قال : ذاك القائِم ، فاذا هو علي بن أبي طالب ، أعطانيه وهو راكع ، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية " ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مقاتل .وقال مجاهد : نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدق وهو راكع .
والثاني :
أن عبادة بن الصّامت لما تبرأ من حلفائه اليهود نزلت هذه الآية في حقه ، رواه العوفي عن ابن عباس .
والثالث : أنها نزلت في أبي بكر الصديق ، قاله عكرمة .والرابع : أنها نزلت فيمن مضى من المسلمين ومن بقي منهم ، قاله الحسن . جاء في تفسير الطبري 12207 - حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا يونس بن بكير قال، حدثنا ابن إسحاق قال، حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم= وكان أحد بني عوف بن الخزرج= فخلعهم إلى رسول الله، وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حِلفهم، وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حِلف الكفار ووَلايتهم! ففيه نزلت:"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"
12208 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، سمعت أبي، عن عطية بن سعد قال: جاء عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحوه.
جاء في تفسير ابن أبي حاتم
6552 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَطِيَّةَ , قَالَ: فِي عُبَادَةَ نَزَلَتْ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [المائدة: 55] الْآيَةُ فيكون مرجع الأخبار التي تقول أنها نزلت في عبادة بن الصامت تنتهي إلى عطية وعبادة فأما عطية فهو ضعيف ، جاء في ( الكامل في الضعفاء ) 1530 - عطية بن سعد العوفي كوفي يكنى أبا الحسن حدثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا بن أبي مريم سألت يحيى بن معين عن عطية العوفي فقال ضعيف إلا أنه يكتب حديثه حدثنا بن حماد حدثني عبد الله بن أحمد عن أبيه قال كان سفيان الثوري يضعف حديثه عطية قال وسمعت أبي وذكر عطية العوفي قال هو ضعيف
وجاء في ( الضعفاء والمتروكين )
481 - عطية العوفي ضعيف
أما عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ( لا يحتج به ) كما جاء في تهذيب التهذيب و ( ليس بالقوي ) كما جاء في الضعفاء
فتكون جميع الأحاديث التي ذكرت أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت مدارها على تابعي ولم تنقل لا عن صحابي أو عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم