تويت
كان الأعمش وهو من العلماء ورواة الأحاديث، يقول: كنت أعبر الصحراء في قافلة
قاصداً الحج. فمررت بسيدة عمياء كانت تكرر: يا الله أُقسم عليك بحق محمد
(صلى الله عليه واله وسلم) وآل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) لما رددت إلي بصري.
فإقتربت منها وقلت: أيتها المرأة ما هذا الهراء؟ هل لمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) حق على الله؟
أجابت المرأة إنك لا تعرف محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) ألم تعرف
بأن الله أقسم بحياته الشريفة؟.
سألتها: في أي موضع؟
قالت:ألم تقرأ القرآن؟ إن الله تعالى يقول { لَعَمْرُكَ إِنَهُمْ لَفِى سَكْرِتِهِم يَعْمَهُونَ}سورة الحجر، الآية:8/2
ولو لم يكن النبي عزيزاً عند الله لما حلف بحياته.
لم أستطيع أن أرد عليها فتابعت سيري وبعد الإنتهاء من مراسم الحج وفي طريق
العودة رأيتها وقد عاد إليها بصرها وكانت تكرر: أيها الناس عليكم بحب
علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأن ذلك خير الدنيا والآخرة.
إقتربت منها وسألتها: ألست صاحبتنا بالأمس؟
أجابت: بلى.
سألتها: من الذي أعاد إليك بصرك؟
أجابت: حُبُ أمير المؤمنين (عليه السلام).
استفسرت عن الأمر فقالت كما رأيت وسمعت كنت أُقسم على الله
بحق محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) أن يرد لي بصري،
فسمعت هاتفاً يقول: لقد صدقت في توسلك وقلت ما قلتيه من أعماق قلبك.
ضعي يديك على عينيك وإرفعيهما. فوضعت يدي وفتحتها فرأيت كل شيء.
فنظرت حولي ولكني لم أر أحداً.
قلت: يا الله بحق محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل بيته لما أريتني الذي أعاد إلي بصري.
ثم قلت: أيها الهاتف بالله عليك أن تريني نفسك.
وفي هذه الأثناء ظهر شخص أمامي وقال: أنا الخضر خادم الإمام علي (عليه السلام).
عليك بحب أمير المؤمنين (عليه السلام) لأن ذلك خير الدنيا وخير الآخرة.
أيتها المرأة إمكثي هنا، وعند عودة الحجاج قولي لهم هذا الكلام.
أجل، العين الباطنية تبصر بحب الإمام علي (عليه السلام)، هي أهم من العين الناظرة.
إحياء الميت أحد الإعجازات، ولكن المرء يموت ثانية. أما حب أمير المؤمنين (عليه السلام)
فسيوصل المرء إلى حياة أبدية. إن الموت بداية ظهور الروح، يتحرك المرء مع الملائكة فإنهم
يأخذون روح المرء كالوردة إلى الملكوت الأعلى.
***************
تعليق