
ذات يوم كان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يستريح في بيت زوجته أم سلمة.
في هذه الأثناء دخل الإمام الحسين (عليه السلام) فاعترضت
أُم سلمة طريقه وقالت بأن جدك الشريف
نائم الآن ولا يجب أن يزعجه أحد ولكن الإمام لم يهتم لكلام ام سلمة ودخل إلى الغرفة وجلس على
صدر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم).
كانت تتوقع أم سلمة أن يستيقظ النبي بغضب. ولكنها سمعت صوت بكاء
النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من الغرفة. ففكرت بأنه إنزعج من دخول الطفل في هذا الوقت.
لهذا دخلت إلى الغرفة وتعذرت من النبي لأنها لم تمنع الطفل.
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): إن بكائي ليس بسبب ورود الحسين (عليه السلام)
بل من النبأ الذي نقله لي جبرائيل الأمين. لقد أراني كربلاء وأهداني القليل
من تربة قبر الحسين (عليه السلام).
ثم فتح يده وأعطى التراب لزوجته وقال احتفظي بهذه التربة وعندما تصبح دموية
إعلمي باستشهاد الحسين (عليه السلام).
مضت أعوام ورحل الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) إلى جوار ربه. وفي العام الستين من
الهجرة قرر الحسين (عليه السلام) أن يخرج من المدينة لرفضه مبايعة يزيد الملعون.
عندما ذهب الإمام ليودع ام سلمة قالت له: لا تذهب إلى العراق لأني سمعت من جدك الشريف
بأنك ستستشهد في كربلاء وحتى أعطاني من تربة قبرك.
قال الإمام (عليه السلام): يا أماه تتصورين بأني لا أعلم القدر؟ هل تريدين أن أريك قبري؟
قالت أم سلمة: أجل، يا بن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).
فأشار الإمام فرفع حجاب الغيب عن عيون أم سلمة بإرادة الله وأراها مكان قتله.
ثم مد يده وأخذ القليل من التربة وأعطاها لأم سلمة وقال: احتفظي بهذه التربة
بجانب التراب الذي اعطاه لك جدي وعندما تصبح التربة دموية أعلمي بأني قتلت بيد الكفار.
************

تعليق