من خصال المرأة النموذجية
العقل نعمة كبرى، بمقدور الانسان أن يدرك من خلاله، ما له وما عليه، ما الذي ينبغي عليه أن يؤتيه أو يتجنبه، بالعقل يعرف المرء نفسه ويعرف ربه، ويبصر طريقه ويبني علاقات وطيدة ويعقد صلات حميمة مع من حوله ويوصف العقل بأنه سليم معافى اذا أقام علاقات صحيحة مع الاخرين دون أن يؤذي أو يتلف نفسه أو من هم حوله، بل هو يعلم أين تكمن الحكمة؟ فيستشيرها ليهذب نفسه دوما.. لان الحكمة والمنطق من أولى سمات العقل السليم الذي يحمله الانسان بشقيه المرأة والرجل.فمن خصال المرأة العاقلة والنموذجية انها اذا أحبت فبعقل، واذا كرهت فبعقل أيضا.. لا تفترسها العواطف ولا تقودها الاهواء ولا تأسرها الانفعالات هي تستضيء بالحكمة التي قالها (ص): (أحبب حبيبك هونا عسى أن يكون بغيضك يوما.. وأبغض بغيضك هونا عسى أن يكون حبيبك يوما) فهي تدع خط الرجعة وتعرف فن الانسحاب المخطط من حبها أو بغضها، وهكذا تحمي تلك المرأة بنفسها وعقلها من الانهيار وتذود عن نفسها ومستقبلها الشرور والدمار.
* والمرأة النموذجية لا تدع الغيرة توقد نيرانها فيها حتى لا تحرفها وتدمرها.. بل هي تخمدها أولا بأول وتمنع عنها الوقود.. هي تعرف نفسها جيدا وتتفهم زوجها ودوره المنوط به في الحياة.. فلا تكن حجر عثرة أمامه ولا يكن زواجها بمثابة اعاقة لنشاطه.. بل يكون بمثابة دفع مستمر وإضافة لقدراته الكامنة ولامكانياته العظمية.
* وهي لا تظن بنفسها أو زوجها أو المؤمنين والمؤمنات إلا خيرا.. وتخشى الظن والسوء واتهام الناس بالباطل وترديد الشائعات لانها تتبع قول الرسول (ص): «إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث».
كما هي تشغل نفسها بما يعود عليها بالنفع وما يصلح بيتها وأولادها.. لا يهمها أن تطلع على آخر أخبار المطلقات والمتزوجات والغاضيات والارامل والعوانس بهدف أن تشبع تلك الرغبة المحمومة في التعرف على عورات النساس ونشر أخبارهم أو فضائحم أحيانا.. بل هي تستر وتنصح في الخفاء وتوجه الى ما فيه الخير.. وان أصابتها بشدة لم تعرف كيف تواجهها، استعانت بالله أولا ثم بذوي الالباب حتى تعرف أقصر الطرق وأفضلها للخلاص.
* المرأة النموذجية تأبي أن تتمتع بتوافه الحياة وتدع زوجها في رحي المعاناة يجتر احزانه وأوجاعه.. لان متعتها وسعادتها في سعادته.. هي لا تريد زوجها بقرة حلوب يجلب لها المتاع لتبذره وتنفقه هنا وهناك.. وتستمتع هي بالهدوء والراحة.. هي تحس بالادمان حين تكون مع زوجها وتحوطه برعايتها كما يحوطها بنصائحه.. هي تحب عبوس زوجها وغضبه كما تحب بسمته وفرحه.. هي تستمد من وجوده السعادة والامن والدفء، وفي غيبته يقل احساسها بكل هذا، هي لا تحشر أنفها في كل الامور، بل تسمح له بالتفكير المنفرد وفي ان يقضي بعض أوقاته مع الاخرين.. ومع ذلك لها الحق في أن تشبع رغباتها في اثبات كيانها وسد احتياجاتها بعد أن تفرغ من عملها كمديرة للبيت.
والمرأة العاقلة والنموذجية لا يهمها انها كانت تجهل أشياء في بيت أهلها بل تسعى جادة كي تعرف ما جهلت، وتتعلم ما ينبغي أن تتعلمه، هي تدرس أمور دينها أو تقرأ قصة أو شعرا أو ادبا كي تزيد ثقافتها وتثريها وتصبح لديها القدرة على ادارة الحديث مع زوجها حين يكونا منفردين أو مع صديقاتها وقريباتها ومعارفها.
هي لا تجعل الفراغ يستعبدها، بل من حسن نظامها ودقتها لا تجد لديها فراغا لتبدده، وكما يقولون الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك، هذه المرأة لا تتحدث مع الاخرين إلا بخير كما تحب أن يتحدثوا عنها، هي تؤثر زوجها ورغباته على رغباتها وراحته على راحتها، وسعادته على سعادتها.. امرأة معطاءة على كافة المستويات، سواء كانت تملك الكثير أو القليل.. سواء كانت جميلة أم دميمة.. مسنة أم صغيرة في السن.
هكذا تصنع المرأة العاقلة تجاه زوجها حتى وان كان رجلا لا يطاق، هي كالطبيب يشخص الداء ويصف الدواء ويصبر على مريضه ويكسب ثقته ويبدأ معه في أولى خطوات الشفاء والتداوي.. ورويدا رويدا تعيد المرأة بناء وترتيب شخصية زوجها، فتكن أمه الرحيمة والرؤوم، وتكن أخته ورفيقة عمره.. تتنوع أدوارها وتبدع في ادائها على مسرح الزوجية.
والمرأة النموذجية لا تجيد فن الجدل والشجار والخصام لانه لا يأتي بخير، بل هي تؤثر السلامة وتتجنب الشتائم والنداءات وطريق الندامة، مع الناس ومع زوجها.. ان جلس زوجها وقال امرا أو أدلى بدلوه في موضوع أو قضية يجهلها لا تخطئه أمام الناس ولا تحرجه بل تحفظ له كرامته وتصون له وجهه!! كأن تنقل الحديث الى وجهة أخرى.. هي تحترم وجهة نظر من يعارضها بأدب، وتجعل وجهة نظرها إضافة تأتي بفائدة وليس هدفها تتبع هفوات محدثها وقهره واشعاره بالهزيمة، ولكن هدفها ومبتغاها أن تفيد جلساءها أو تستفيد مما لديهم من عطاء.
هي تُشِعر زوجها بقيمته وأهميته في الحياة، وعندها لا تتعالى عليه بعلمها أو شهادتها أو مكانتها.. بل تفتخر به دوما أمام الناس وليس بنفسها.والمرأة الراجحة العقل، لا تنهي حياتها بموتها وانما تظل حية تنبض بأفكارها، ويُسمع صوتها، ويُستدل بقولها، ويُستشهد بمواقفها، وأبناؤها امتداد لسيرتها العطرة، وكم يسعد أزواجهم أو ازواجهن بهذا النسب الفاضل من تلك الام الفذّة وكما أوصت امرأة ذات عقل ودراية، ابنتها ليلة زفافها قائلة:
لا أريدُ أن أخدعك يا ابنتي، ان حلاوة الزوجية تنتهي بنهاية الشهر الاول الذي لا تزال فيه الحقائق والاوهام غالية في تخيلات تلك الصبوة.. فاذا تمنيت مزيدا من الحلاوة في حياتك الزوجية فعليك بالنصائح الاتية:
1- اجتهدي أن تنمي فيك السجايا التي حببتك الي زوجك.. وجعلتك عزيزة في عينيه يوم كنت آنسة..
2- لا تصغي لاحد في دعواه أنه يفهم زوجك أكثر منك، حتى ولا لأمك التي هي أنا، لا تضعي للذين ينتقدون زوجك بحجة النصح لك، .
3- اذا عرفت خطأ لزوجك أو شعرت بقصور منه فإياك إن تؤنبيه . وتفنني باستخدام حكمتك في تحسيسه بخطأه .
4- لا تعظمي المصائب في بيتك ولا تستسلمي للحزن والاسى بعد وقوع النازلة.. يكفي زوجك جهاده خارج المنزل.. فعليك ان تخلقي التعزية والسرور له داخل البيت..استقبليه بكل ابتسامة تنبئ عن متسع الامل وتحيي الرجاء في النفس وتوقظ الحمية في أعماق القلب.
5- تحاشي أن تستطلعي أسرار ماضي زوجك فقد انقضى.. وفي وقوفك عليه ما ينغص عشك ويجعل هناءك شقاء.. ولا تنسِ ان زوجك إنسان لا ملاك.
6- ارفقي بجيب زوجك.. فلا تستنفذي نقوده لاقتناء الحلي والحلل.. وعليك أن تكتفي بما تمس الحاجة إليه من ذلك.. أما ما زاد عنه فيعد إسرافا لا مسوّغ له.
7- احترمي عواطف بعلك.. وتسلمي مواضع حاجاته وبادري الى قضائها قبل أن يطالبك بها.
8- حببي الى نفسك حرفته فاذا كان من أهل الادب مثلا فرتبي أوراقه ومكتبه.. وان كان طبيبا فأفعلي ما يرضيه من ذلك.
9- كوني للنساء نموذجا صالحا.. فأحبي وشجعي واحتملي وسامحي واحترمي، ترين نفسك في السبيل الذي يفضي بالزوجة الى السعادة والهناء.
10- اعتني باختيار صديقاتك ولا تطلعيهن على كل شيء من دخائل منزلك.. مهما بلغن منزلتهن عندك ولا سيما ما يتعلق منها بعيب أو خطأ.
المصدر : بتصرف
شبكة الامامين الحسنين عليهما السلام
تعليق