بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ابي القاسم الطهر الامين وعلى آله الميامين
اما بعد:
استفاضت الروايات الواردة من الفريقين أنّ للقرآن ظهراً وبطناً وحدّاً ومطّلعاً وكما ان كثرة التفاسير القرآنيه واختلاف المفسرين في تفسير السورة الواحدة كل هذه الامور أدت الى التساؤلات الكثيرة حول السبب وما هو منشأ الاختلاف في التفسير؟
اجاب الأئمه الطاهرين (عليهم السلام) على مثل هذه التساؤلات التي وردت اليهم من قبل اصاحبهم فأجابوا:
تفسير القمي : عن جابر قال : سألت ابا جعفر (عليه السّلام) عن شيء من تفسير القرآن فاجابني : ثمّ سألت ثانيا فاجابني : بجواب آخر، فقلت جعلت فداك كنت اجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم ! فقال لي : يا جابر ان للقرآن بطنا و للبطن بطنا و ظهرا و للظهر ظهرا ، يا جابر و ليس شيء ابعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ان الآية لتكون اولها في شيء و آخرها في شيء و هو كلام متصل ينصرف على وجوه ».الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ابي القاسم الطهر الامين وعلى آله الميامين
اما بعد:
استفاضت الروايات الواردة من الفريقين أنّ للقرآن ظهراً وبطناً وحدّاً ومطّلعاً وكما ان كثرة التفاسير القرآنيه واختلاف المفسرين في تفسير السورة الواحدة كل هذه الامور أدت الى التساؤلات الكثيرة حول السبب وما هو منشأ الاختلاف في التفسير؟
اجاب الأئمه الطاهرين (عليهم السلام) على مثل هذه التساؤلات التي وردت اليهم من قبل اصاحبهم فأجابوا:
و عن الغزالي في احياء العلوم و الحافظ ابي نعيم في حلية الأولياء عن ابن مسعود قال: ان القرآن نزل على سبعة احرف ما منها حرف إلّا و له ظهر و بطن و ان عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)عنده منه علم الظاهر و الباطن و المراد من بطن القرآن تأويله كما قال : و لا يعلم تأويله إلّا اللّه و الراسخون في العلم . ومثال ذلك آية الشجرة حيث قال: ألم تر كيف ضرب اللّه مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة- الى قوله- مالها من قرار فالمراد من «الشجرة الطيبة» شجرة محمّد و آله صلوات اللّه عليهم و المراد من «الشجرة الخبيثة» و«الشجرة الملعونة» في سورة بني إسرائيل هم بنو أميّة فهذا تأويله فمن الذي له علم بهذا التأويل بمجرد اللفظ غير الذين انزل القرآن في بيتهم و هم أهل البيت سلام اللّه عليهم الملقبون في القرآن ب «الراسخون في العلم» مرة و ب «الذين اوتوا العلم» مرة اخرى ، فانهم العرفاء بوجوه القرآن و معانيه و العلماء بناسخه و منسوخه ، محكمه و متشابهه ، عامه و خاصه ، مطلقه و مقيده ، مجمله و مبينه ، كما قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : و اللّه ما نزلت آية إلّا و قد علمت فيما نزلت و اين نزلت و على من نزلت ، ان ربي وهب لي قلبا عقولا و لسانا ناطقا فانقدح من ذلك كله انه إذا ورد منهم معنى آية من الآيات القرآنية في مقام التأويل و التعبير عن بطن القرآن فلا مجال لانكاره او استغرا به و ان كان خلافا للظاهر و هل هبط الروح الأمين بالقرآن إلّا في بيتهم ، و هل استنارت آياته إلا من زيتهم ، فهم أهل بيت النبوّة و معدن الرسالة و مهبط الوحي و التنزيل و منبت التفسير و التأويل كما قال أبو عبد اللّه الحسين (عليه السّلام )قدام جمهور من الناس حين خروجه من المدينة «نحن أهل بيت النبوّة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة»
فالقرآن ظاهره انيق و باطنه عميق و ان ظاهره و ان كان مخصوصا بفرد خاص او زمان خاصّ لكن باطنه ينطبق على كل من كان اهلا له الي يوم القيامة و من هنا قال أبو جعفر (عليه السّلام) : ان القرآن نزل أثلاثا ، ثلث فينا و في احبائنا ، و ثلث في اعدائنا و عدو من كان قبلنا ، و ثلث سنة و مثل ، و لو ان الآية إذا نزلت في قوم ثمّ مات اولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، و لكن القرآن يجرى على آخره ما دامت السماوات و الأرض .
المحاسن: عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ شُرَيْسٍ الْوَابِشِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السّلام) عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّفْسِيرِ فَأَجَابَنِي : ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْهُ ثَانِيَةً فَأَجَابَنِي : بِجَوَابٍ آخَرَ فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ كُنْتَ أَجَبْتَنِي فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِجَوَابٍ غَيْرِ هَذَا قَبْلَ الْيَوْمِ فَقَالَ : يَا جَابِرُ إِنَ لِلْقُرْآنِ بَطْناً وَ لِلْبَطْنِ بَطْناً وَ لَهُ ظَهْرٌ وَ لِلظَّهْرِ ظَهْرٌ يَا جَابِرُ لَيْسَ شَيْءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُولِ الرِّجَالِ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ إِنَّ الْآيَةَ يَكُونُ أَوَّلُهَا فِي شَيْءٍ وَ آخِرُهَا فِي شَيْءٍ وَ هُوَ كَلَامٌ مُتَّصِلٌ مُنْصَرِفٌ عَلَى وُجُوهٍ .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله اجمعين
تعليق