بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله ربِّ العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمدٍ وآله الطاهرين
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
{ إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهلك }
المعروف عن الشيعة الإمامية أنهم سموا بالشيعة الإمامية لإتباعهم أهل البيت عليهم السلام
فمعنى شيعي :اي تابع .
وأهل البيت يتمثلون في الخمسة أصحاب الكساء والتسعة من ذرية الحسين خامس أهل الكساء صلوات الله عليهم أجمعين
ومن ضمن أولئك التسعة هو إمامنا موسى إبن جعفرالكاظم عليهما السلام ،
ولقب بالكاظم
والحمدلله ربِّ العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمدٍ وآله الطاهرين
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
{ إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهلك }
المعروف عن الشيعة الإمامية أنهم سموا بالشيعة الإمامية لإتباعهم أهل البيت عليهم السلام
فمعنى شيعي :اي تابع .
وأهل البيت يتمثلون في الخمسة أصحاب الكساء والتسعة من ذرية الحسين خامس أهل الكساء صلوات الله عليهم أجمعين
ومن ضمن أولئك التسعة هو إمامنا موسى إبن جعفرالكاظم عليهما السلام ،
ولقب بالكاظم
- [*=center]لكظمه عما فعل به الظالمون من تنكيلٍ وأرهاق.
2- يقول إبن الأثير (( إنه عُرف بهذا اللقب لصبره ودماثة خُلقه ، ومقابلته الشر بالإحسان )).
3- وكذلك لكظمه الغيظ بما يواجهه به الظالمين من كلام بذئ ،وسوء خُلق.

والسؤال الذي يطرح دائماً لماذا نبحث حول حياة أئمتنا عليهم السلام ونقيم مجالس عزاءهم وذكراهم أيام أستشهادهم ، أو
المحافل والمواليد أيام ولاداتهم ؟
الشئ الذي يدعو إلى التساؤل هو أننا لم نجد إمامً من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، قد عاش أمناً ومطمأناً
في حياته ، أو بعيداً من الخوف والفزع والأرهاق فقد عانوا جميعاً أشد ألوان الظلم والجور والأضطهاد ، وكانت نهاية المطاف
المحزن بهم ولكل واحد منهم قتلاً أما بالسيف أو السم والدليل على ذلك
قول الإمام الحسن بن علي صلوات الله عليهما:
والله لقد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله أن هذا الامر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة، ما منا إلا مسموم أو
مقتول.
ولعل أسباب ذلك الظلم والأضطهاد والقتل يعود إلى مايلي:
أ -أنهم سلام الله عليهم بحسب مركزهم الأجتماعي (( أفضل الخلق وأحبهم إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ).
ب - ولايتهم العامة على الأمة حيث كانوا مسؤولين عن رعايتها وصيانة حقوقها وتأمين مصالحها .
جـ - كانوا لايقرون على كظة ظالم ولاسغب مظلوم .
د - كانوا يبغون على حكام عصورهم وسياساتهم التي لم تحفل بالنظر للصالح العام ، وإنما كانت تتميز بالأستغلال وأرغام
الناس على مايكرهون ،فهم من أمثال معاوية ويزيد ومروان بن الحكم وخلفاء الأمويين والعباسيين ، ومن ضمنهم هارون
العباسي الذي عاصرزمانه أمامنا الإمام الكاظم عليه السلام .
حيث كان هارون هو طاغية زمانه وكان جبروت ونستطيع أن نصفه بإمام الزنا والمحرمات ، هارون الذي ضرب الفقراء في
عصره العدد القياسي حيث أضطر أن يجمعهم ويرمي بهم في دجلة وهم أحياء بأمر من هارون العباسي .

وكان جاداً في أشاعة الظلم الأجتماعي والجور على العامة .
كان منصرفاً الى اللذات والمجون ، وقد حفلت قصوره كقصور أبائه بقطاع من المغنين والمغنيات ، وتعاطي الخمور ولم يعد
عندهم ذكر لله تعالى واليوم الأخر بالرغم من أن منطق الحكم الذي كانوا يمثلونه كان حكماً أسلامياً مع العلم أنهم كانوا
لايمثلون الدين لابكثيره ولابقليله .فلقد كان هارون يفسد في الثلث الأخير من الليل أي قريب الفجر ويدعو زوجته الغالية زبيدة
ويقول لها لنتمتع قبل أن يستيقظ الناس ويفسدوا نقاوة الهواء بأنفاسهم .
هذا العصر الذي كان ولايزاله في كتب التاريخ المحرفة والمزيفة يذكر انه كان عصر الأزدهار وعصر الرشيد فحتى لقب
إمامنا الرشيد الكاظم عليه السلام سرقوه ونسبوه الى خليفتهم الارشيد .

ومن كبائر هارون
أنه كان كثير المسكر ولعب القمار وفي أحدى الليالي دعى زوجته زبيدة لأنهن كثار ، وعلى أعتبار إنها أ ولده المأمون أكبر
أولاده والذي قتل أمامنا الرضا في خراسان ، فأجلسها أمامه وتراهن معها في لعبة { الطاولي } على أن الفائز يشترط على
المغلوب مايريد فينفذ ، فوافقته ففاز هارون في الشوط الأول وشرط عليها أن تدور القصر بأكمله وهي متعرية ،
فقالت له ياهارون أتقي الله لاغيرة لك عليّ الحرس محيطين بجميع نواحي القصر كيف تطلب مني ذلك ، غير شرطك ،
قال لا هذا الشرط وإلا فهذا وأشار الى سيفه ، ففعلت ماطلب منها وتجولت في نواحي القصر كله وأجنحته ولاثوب عليها
والجميع يرونها .
جاء دور الشوط الثاني حيث صرفت كل طاقتها للفوز وفازت فشرطت عليه (( انظروا الى طلب الزوجة )) أن يذهب معها
إلى المطبخ وكانت هناك أمرأة شنيعة المنظر،متسخة الثياب ، قد تقدم بها السن لكنها كانت لاتزال تتمكن من الأنجاب أي لم
تصل إلى سن اليأس بعد ، بأن يبيت عندها ورفضت فألحت عليه وقالت له أن الرجل يفي بالوعود فحملت تلك المرأة بالمأمون !!!
هذا عصر هارون العباسي الذي يصفه الجاهلون بالرشيد وأن عصره عصر الأزدهار والتقدم .

فما كان عمل الإمام الكاظم عليه السلام ودوره ألا تطهير الأمة الإسلامية من تلك الحثالة ، وهو الإمام وصاحب الأمر والقرار
والإمام المعصوم من قبل الله تعالى والملقى على عاتقه الوظيفة الرسالية الملقاة على عاتقه وعليه أن يؤديها دون النظر الى
العواطف والأحاسيس والأنفعالات الذاتية ،
فمن ذلك ننطلق الى سياسة الإمام الأستراتيجية وخطته الثابتة في مقاومة الأنحراف العباسي ، والتي أودت به الى الزج في
سجون الطاغية هارون وألقاء حتفه فيه ،وأبين ذلك في ثلاثة محاور
سأبينها في الجزء الثاني .
إن شاء الله تعالى
وأخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
تعليق