بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسولُهُ وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصلَوةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَ هُمْ رَكِعُون ) وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذه الآية المباركة وهي آية الولاية يستدل بها الإمامية على إمامة أمير المؤمنين (سلام الله عليه) ولكن هناك اشكالات تورد على الاستدلال سأعرضها تباعاً والجواب عليها :
أينما وجدتم الزكاة مقرونة مع الصلاة فهي الزكاة المفروضة وليست الصدقة التطوعية فالزكاة إذا جاءت بسياق واحد مع الصلاة فهي الزكاة لا الصدقة .
تقرير الإشكال : السياق القرآني لا يساعد على إمامة علي (عليه السلام) فمثلاً قوله تعالى : " أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة "[1] والشيعة يفسرون الزكاة بالصدقة (أنه تصدق بخاتمه) مع أنها معطوفة على الصلاة .
الجواب : لهذا الإشكال جوابين :
1- جواب حلِّي : الزكاة حين نزول القرآن كان معناه الانفاق المالي والزكاة الواجبة اصطلاح حادث لم يكن موجوداً وقت نزول الآيات وأما حين نزول القرآن كان المفهوم العرفي للزكاة هو كل بذل مالي مقصود به وجه الله تعالى .
2- جواب نقضي : هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تذكر الصلاة والزكاة في مورد واحد مع أن الزكاة لا يراد بها الزكاة المفروضة :
· " وَجَعَلْنَهُمْ أَئمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيرَاتِ وَ إِقَامَ الصلَوةِ وَ إِيتَاءَ الزَّكوةِ وَ كانُوا لَنَا عَابِدِينَ "[2] . والزكاة في زمن الأنبياء كانت هي الإنفاق .
· " وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصلَوةِ وَ الزَّكَوةِ وَ كانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا "[3] وهذه الآية المباركة على لسان اسماعيل (عليه السلام) .
· " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الَّذِينَ هُمْ فى صلاتهِمْ خَشِعُونَ(2) وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضونَ(3) وَ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَوةِ فَعِلُونَ(4) " [4] وهذه السورة المباركة نزلت في مكة والزكاة شرعت في المدينة بعد سنين .
· " قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكى ، وَ ذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ فَصلى "[5] وفي لفظ قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زكاة الفطر قال : { قد أفلح من تزكى } فقال : هي زكاة الفطر[6] .
فالزكاة هنا مقرونة بالصلاة وغير مراد منها الزكاة المفروضة فالسياق القراني مع استدلال الشيعة بهذه الآية المباركة على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
[1] . سورة البقرة : آية 43 و 83 و 110 ، النساء آية 76 ، الحج آية 78 ، النور آية 56 ، المجادلة آية 13 ، المزمل آية 2.
[2] . سورة الأنبياء ، آية 73 .
[3] . سورة مريم ، آية 55 .
[4] . سورة المؤمنون .
[5] . سورة الأعلى ، آية 14 ، 15 .
[6] . تفسير الدر المنثور ، الباب 1 ، ج 10 ، ص 243 .
تعليق