إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سياسة الإمام الكاظم ( ع ) ومقاومته الأنحراف العباسي / ج3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سياسة الإمام الكاظم ( ع ) ومقاومته الأنحراف العباسي / ج3

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله ربِّ العالمين
    وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
    بعد أن بينا في الجزئين الماضين الذين قام بهما الإمام الكاظم عليه السلام في أختراق نظام هارون
    وصلنا الى المحور الثالث والخير وهو




    المحور الثالث : الإمام عليه السلام ومجابهة الأنحراف والتضليل الديني .

    الإمام عليه السلام مع حفاظه على شعار التقية الواجبة ( أي كل تلك الأعمال كانت بالشكل السري والخفي ) لحفظ النفس ، نجده بأصرار يجابه المركز الأول في السلطة مجابهة صريحة صارمة لأن الضرورة الدينية أقتضت ذلك " أي إنه عليه السلام ، حاذر من التضليل الديني وخداع المسلمين ليصد ذلك الأنحراف المتعمد ويصون الحقيقة الكبرى من الأبتذال والضياع .

    فمبدأ الإمام عليه السلام في هذا المحور هو المواجهة الحقيقية المباشرة لأعلاء كلمة الحق ، وكانت من خصائصه عليه السلام الثابتة التي أذهلت الكثيرين في عصره ، وتكون تلك المواجهات من أشد تلك اللحظات الحرجة ، والتي تحتاج الى تضيحة وجراءة عالية ، وسجله (عليه السلام )، حافل بتلك المواجهات الفريدة لأنها تميز الواقع من الدجل ، وتخلص الحق من الشوائب ، وكشف الأقنعة للعدو .

    لذلك الحديث الذي بدأنا به الموضوع وهو قول النبي
    ( صلى الله عليه وأله وسلم مثلُ أهل بيتي كمثلِ سفينة نوح ( وكرر هذا الحديث لأنه يهدف إلى صيانة الأمة ، والحفاظ على أستقامتها أولاً.


    ثانياً : التمسك بهم يعني عدم الأنحراف في المجالات العقائدي وغيرها .


    وتشبيههم بسفينة نوح عليه السلام : يعني من لجأ اليهم في الدين وأخذ أصوله وفروعه منهم وعن طريقهم ، نجى من عذاب النار ، ومن تخلف عنهم كان كمن أوى يوم الطوفان الى جبل ليعصمه من أمر الله تعالى ، غير إن ذلك غرق في الماء وهذا الجحيم والعياذ بالله

    (وأيضاً تشبيههم عليهم السلام) بالسفينة إن من أحبهم وعظمهم وأخذ بهديهم نجى من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عنهم غرق في بحر الكفر بالنعم ، وهلك في مفاوز الطغيان .





    هذه المحاور الثلاث التي أودت بمولانا الكاظم ( عليه السلام ) الزج في السجون والهلاك فيها



    ومن ضمن تلك المواجهات المباشرة للإمام الكاظم عليه السلام مع هارون العباسي


    لما دخل هارون المدينة توجه إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) ومعه جلاوزته ، والناس تحف محمله وركبه ، فتقدم هارون نحو القبر الشريف وقال :


    السلام عليك يارسول الله ، السلام عليك يابن العم ، مفتخراً بذلك على غيره .


    وحضر الإمام الكاظم عليه السلام بنفس الوقت لزيارة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وقال :


    السلام عليك يارسول الله ، السلام عليك ياأبتاه ، فتغير وجه هارون وتبين وبان عليه الغضب.


    التدقيق في كلام هارون هنا يريد أن يبين إن خلافتة شرعية وليست مغتصبة ،


    ورد الإمام الكاظم عليه السلام ) ، بالسلام على جده بياأبتاه يقصد إبطال مايقصده هارون وإنه عليه السلام أولى بالخلافة .


    احتج هارون على قول الإمام الكاظم وتركه عليه السلام ، وأقام الصلاة عند قبر جده ( صلى الله عليه وآله )
    فأمر هارون لعنه الله جلاوزته على أن يعتقلوا الإمام وقطعوا عليه صلاته ، وزجه في السجن ، ولكن بعد مدة خرج منه ن واستمرت المضايقات عليه .



    وأستمر الوضع على ذلك حتى كثُر أولياء الإمام عليه السلام ) ، من جهة إنه إبن رسول الله ، وإنه القائم والعالم في مدارس أبيه الإمام الصادق ( سلام الله عليه ) ونشر علومهم ، وكثرة جوده وسخائه وقضاء حوائجهم .

    حتى دخل ذات مرة أحد اقرباء الإمام الكاظم ( عليه السلام ) على هارون وهو جالس في قصره الواقع في بغداد وقال :


    السلام عليك ولم يقل أيها الخليفة أو ياأمير ،


    فقال هارون وهو مملوء غيظاً : ويلك لما لم تقل ياخليفة ،

    فقال : لانعلم أيٌ منكما خليفة ،


    قال : هارون أوهنالك خليفة أخر ،


    قال : نعم موسى إبن جعفر في المدينة خليفة وأنت خليفة فكيف يصح أن يحكم الأمة خليفتان ،


    فأغتاظ هارون أكثر وبألحاح من حاشيته ووزراءه أمر بأعتقال الإمام عليه السلام .


    وزجه في السجون فأُرسل إليه مقيداً بالسلاسل والزناجيل على ظهور المطايا ،






    فأول سجن أدخلوه عليه السلام فيه هو سجن
    (عيسى إبن جعفر) في البصرة ، ولم يتمكن من تعذبيه ( عليه السلام ) كما أمره هارون ،
    لأنهم لم يروا منه إلا العبادة وسماعهم دعاؤه ( عليه السلام ) وهو يقول:
    (
    ( إلهي دعوتك أن تفرغني لطاعتك )) فاستجاب له ،
    وعيناه تسيلان دموعاً وهو يقول
    (( إليك أشكو يارسول الله ))،

    فأمر هارون بنقله إلى سجن"الفضل بن الربيع "
    وكذلك لاقى الأحترام والعز ولم يتجرأ أحداً على تعذبيه أو أن يذله ، فأرسل الى هارون إن لم تأخذه مني أطلقت سراحه ، والإمام عليه السلام مستمر بالشكوى لجده رسول الله صلى الله عليه وآله ،



    فأمر اللعين هارون بإن ينقل الإمام في سجن اليهودي المبغض لأهل البيت عليهم السلام والذي يكن لعلي وأولاده (عليهم السلام )الحقد والكره والبغضاء السندي اللعين فعذب الإمام عليه السلام أيما تعذيب ، وسجنه في طامورة تحت الأرض ، بحيث لايتمكن من رؤية شيء من شدة الظلام ، فجاء ذات مرة سلام الله عليه ووقف على باب السجن ليرى والنور ويشم الهواء ، فلطمه السندي اللعين على وجهه ، فدعى عليه الإمام عليه السلام .


    وأستمر هذا الحال حتى أمر بتسميم اٌمام وقتلىه .






    فسلام عليك يامولاي ياباب الحوائج ، أيها المعذب في ظلمات المطامير ، يوم ولدت ، ويوم أستشهدت ، ويوم تبعث حياً .



    والحمدلله ربِّ العالمين
    وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين .






    التعديل الأخير تم بواسطة همسات علي ; الساعة 06-04-2015, 09:14 AM. سبب آخر:
















  • #2




    بعد استشهاد الإمام الصادق عليه السلام انتهت الإمامة إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم وهو ابن عشرين عاماً،



    حيث تصدى للتدريس في مجلس جده محمد صلى الله عليه واله،


    وهو لا يزال شاباً، وروى عنه العلماء في فنون العلم، وكان يعرف بين الرواة بالعالم،
    وكان ابو حنيفة يرجع إليه ويسأله في كثير من المسائل.
    خاف الحاكم العباسي المهدي «جلس158ـ توفي169هـ»
    من الإمام موسى بن جعفر عليه السلام حين رأى الناس قد فتنوا به، فطلبه إلى بغداد وأمر بسجنه إلا انه لم ير منه سوءاً، فقد فتن هو بشخصية الإمام عليه السلام لأخلاقه الحميدة وسجاياه الحسنة ثم أمر بإطلاق سراحه واعتذر منه لرؤيا رآها



    كما يذكر البغدادي في تاريخه.


    في هذا الوقت انتقل الإمام الكاظم عليه السلام إلى كربلاء المقدسة أيام المهدي في حدود سنة162هـ إلى سنة 165هـ،

    لزيارة قبر جده الحسين عليه السلام، واستمر بقاء الإمام الكاظم عليه السلام في كربلاء المقدسة أكثر من سنتين،

    ولم يكن في دار أبيه على نهر العلقمي، وإنما بنى داره ومدرسته فيما بين حرم الإمام الحسين عليه السلام وأخيه العباس


    عليه السلام في الشمال الشرقي من الروضة الحسينية وغرب روضة سيدنا العباس عليه السلام وتصدى الإمام عليه السلام للتدريس ونشر الفقه الإسلامي والحديث، إذ كانت مدرسة الإمام الكاظم عليه السلام

    امتداداً لمدرسة أبيه وجده فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحداناً، والتفت حوله جموع العلماء والمحدثين والرواة تستقي منه العلم وتنهل من معينه العذب، وتروي عنه الأحاديث.







    من كلمات الإمام الكاظم (عليه السلام ):


    {المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه }
    {ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى }
    ينادي مناد يوم القيامة :
    ألا من كان له على الله أجر فليقم فلا يقوم الا من

    عفا وأصلح فأجره على الله





    تعليق

    يعمل...
    X