إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من سيرة أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام الحسين (عليه السلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من سيرة أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام الحسين (عليه السلام)

    من سيرة أهل البيت ( عليهم السلام )
    الإمام الحسين (( عليه السلام ))

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
    حلمه :
    الحلم
    هو إحدى السجايا المحمودة لدى الإنسان , وإذا كان قد انفرد بها بعض الناس ونال بها شهرة واسعة مرموقة فهي بالنسبة للإمام الحسين ( عليه السلام ) إحدى سجاياه الكثيرة .
    فمما جاء في حلم الإمام الحسين ( عليه السلام ) وكظمه للغيظ , ما حدث به ابن خلكان : أن عصام بن المصطلق وكان شاميا , قال : دخلت المدينة فرأيت الحسين بن علي ( سلام الله عليهما ), ومعه غلمانه وحاشيته فأعجبني سمته ورواؤه وحسنه وبهاؤه , وآثار الحسد ما كان يخبئه صدري من البغض , فجئت إليه وقلت له , أنت ابن أبي تراب ؟ فقال : نعم , فبالغت في شتمه وشتم أبيه , فنظر إلي عاطف رؤوف برقة ورحمة , ثم قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فأستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ) .
    ثم قال لي : خفظ عليك , أستغفر الله لي ولك , إنك لو استعنتنا لأعناك , ولو استرفدتنا لرفدناك , ولو استرشدتنا لأرشدناك , قال عصام : فندمت على ما قلت , وتوسم مني الندم على ما فرط مني , فقال : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين , ثم قال ( عليه السلام ) : أمن أهل الشام أنت ؟ قلت : نعم , فقال : شنشنة أعرفها من أخزم , رحمنا الله وإياك , تبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك , تجدنا عند أفضل ظنك إن شاء الله .
    قال عصام : فضاقت علي الأرض بما رحبت وودت لو أنها ساخت بي , ثم انسلت من بين يديه لواذا وما على وجه الأرض أحب إلي منه ومن أبيه .

    وهكذا رأينا الحسين ( عليه السلام ) في حلمه وكظمه للغيظ كيف استطاع أن يحول هذا الإنسان الشامي من إنسان مناوئ إلى إنسان محب , وهو درس يجب أن نتعلمه في تعاملنا مع من يناصبنا العداء أو نختلف معه في الرأي , قال تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) .
    تواضعه :
    كان التواضع ولا يزال من الصفات المحببة لأصحاب النفوس الكبيرة , وقديما قيل :
    تواضع تكن كالنجم لاح لناضر
    على صفحات الماء وهو رفيع ولا تك كالدخان يعلو بنفسه
    إلى طبقات الجو وهو وضيع
    وقد كان الإمام الحسين ( عليه السلام ) في تواضعه يمثل سمات جده المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبيه المرتضى ( عليه السلام ) , فقد حدثوا انه اجتاز يوما على مساكين يأكلون في الصفة {رواق بناه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) في مسجده لفقراء الصحابة ممن ليس لهم من يعيلهم } فدعوه إلى الغداء فنزل عن راحلته , وتغدى معهم , ثم قال لهم : قد أجبتكم فأجيبوني , فلبوا كلامه وذهبوا معه إلى منزله , فقال لزوجته الرباب : اخرجي ماكنت تدخرين , فأخرجت ما عندها من نقود فناولها لهم .
    ومر على فقراء يأكلون كسرا من أموال الصدقة , فسلم عليهم فدعوه إلى طعامهم , فجلس معهم وقال : لولا انه صدقة لأكلت معكم , ثم دعاهم إلى منزله فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم .

    إنسانيته :
    إن الإنسانية هي تلك الصفة التي لا يتحلى بها إلا من تكامل عنده معناها , فهو لا يفكر إلا بخير الآخرين والرحمة بهم .
    وتتجلى هذه الروح الإنسانية في شخص الإمام الحسين ( عليه السلام ) من الحر بن يزيد الرياحي ومن كان معه من الجند . وقد أرسل ليجعجع بالحسين ( عليه السلام ) , أو يدخله إلى الكوفة قسرا .
    فنرى الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد أن أشرف إليه الحر وأصحابه , وقد سألوه الماء , لما كان من تأثير العطش بهم , فاستجاب لطلبهم وأمر أصحابه بأن يسقوا القوم جميعهم مع دوابهم وكان بإمكانه أن يتخذ من حاله هؤلاء , وما أصابهم من وهن وضعف نتيجة العطش , سبيلا لقتالهم , مستفيدا من ظاهرة العطش التي أصابتهم , ولكن تأبى له إنسانيته .
    فهو الامتداد في هذا الخلق الإنساني لجده وأبيه , اللذين مثلا الإنسانية بأحسن صورها ولم يلجئوا إلى الضغط على الأعداء أو محاربتهم بمثل تلك الأساليب غير الإنسانية , وهذا هو الذي يميز أهل البيت ( عليهم السلام ) عمن سواهم فهم والحق كما يقول الشاعر :
    وإن الذي بيني وبين بني أبي
    وبين بني أمي لمختلف جدا
    فإن جزوا لحمي وفرت لحومهم
    وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ولا أحمل الحقد الدفين عليهم
    وليس كريم القوم من يحمل الحقدا .
    ومن الأحاديث التي خص بها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سبطه الحسين ( عليه السلام )
    1
    - عن سعيد بن راشد , عن يعلي العامري , انه خرج مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى طعام دعوا له , قال : فاستقبل رسول الله أمام القوم وحسين مع الغلمان يلعب فأراد رسول الله أن يأخذه , فطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا , فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يضاحكه حتى أخذه فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه فقبله فقال : حسين مني وأنا من حسين , أحب الله من أحب حسينا , حسين سبط من الأسباط .
    روي عن أبي العباس , قال : كنت عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي , تارة يقبل هذا تارة يقبل هذا , إذ هبط جبرائيل ( عليه السلام ) بوحي من رب العالمين فلما سرى عنه قال : أتاني جبرائيل من ربي فقال لي : يامحمد , إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : لست أجمعهما لك فأفد أحدهما بصاحبه , فنظر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى إبراهيم فبكى , ونظر إلى الحسين فبكى , ثم قال : إن إبراهيم أمه أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيري , وأم الحسين فاطمة , وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي , ومتى مات حزنت عليه ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه , وأنا أؤثر حزنهما , يا جبرائيل يقبض إبراهيم , فديته بالحسين , قال : قبض بعد ثلاث , فكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال : فديت من فديته يابني إبراهيم .
    2
    - روى الصحابي الجليل سلمان الفارسي(رضوان الله عليه) قال : دخلت على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإذا الحسين ( عليه السلام ) على عاتقه وهو يلثم فاه ويقول : أنت سيد بن سيد , وأنت إمام ابن إمام , وأخو إمام أبو الأئمة , وأنت حجة الله وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم .
    3
    - وروى ابن عباس قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حاملا الحسين ( عليه السلام ) على عاتقه فقال له رجل : نعم المركب ركبت ياغلام : فأجاب الرسول : ونعم الراكب هو
    4
    - وعن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي , عن ربيعة السعدي قال : اختلف الناس في التفضيل , رحلت راحلتي , وأخذت زادي حتى دخلت المدينة على حذيفة بن اليمان فقال لي: من الرجل ؟ قلت : من أهل العراق , فقال من أي مكان في العراق ؟ قلت رجل من أهل الكوفة , قال : مرحبا بكم ياأهل الكوفة , ما جاء بك ؟ قال قلت : اختلف الناس في التفضيل فجئتك لأسألك عن ذلك , فقال لي : على الخير سقطت , أما أني لا أحدثك إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي .
    قال : خرج علينا رسول الله كأني أنظر إليه كما أنظر إليك الساعة , حاملا الحسين بن علي على عاتقه كأنني انظر إلى كفه الطيبة واضعها على قدمه يلصقها بصدره فقال : أيها الناس لأعرفن ما اختلفتم فيه – يعني في الخيار بعدي – هذا الحسين بن علي , خير الناس جدا وخير الناس جدة , جده محمد رسول الله سيد النبيين , وجدته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله , هذا الحسين بن علي ( عليه السلام ) خير الناس أبا وخير الناس أما , أبوه علي بن أبي طالب أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووزيره وابن عمه وسابق رجال العالمين إلى الإيمان , وأمه فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين , هذا الحسين بن علي خير الناس عما وخير الناس عمة , عمه جعفر بن أبي طالب , المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء , وعمته أم هاني بنت أبي طالب .
    هذا الحسين بن علي خير الناس خالا وخير الناس خاله القاسم بن محمد رسول الله , وخالته زينب بنت رسول الله
    ثم وضعه عن عاتقه فدرج بين يديه وحبا .
    ثم قال : ياأيها الناس هذا الحسين بن علي جده في الجنة وجدته في الجنة وأبوه وأمه في الجنة , وعمه وعمته في الجنة , وخاله وخالته في الجنة , إنه لم يؤت أحد من ذرية النبيين ما أوتي الحسين بن علي ما خلا يوسف بن بعقوب .

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
    التعديل الأخير تم بواسطة الموالية للزهراء عليها السلام ; الساعة 06-06-2014, 01:59 PM. سبب آخر:

  • #2





    أحسنت حضرة الأخ علاء حسن المحترم

    موضوع في غاية الروعة والأهمية
    بارك الله بكم وجعله ورقة علم تفعكم يوم لاينفع مالٌ ولابنون
    ننتظر مزيدكم

    وتقبلوا مروري





    وأيضاً
    من صفات المعصوم القائد والإمام الاتصاف بالخلق الرفيع، وهذه ميزة متجسدة في خلق الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)، باعتباره صاحب مسيرة كبرى لتركيز إسلام جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،

    وفيما يلي بعض ما روي في أخلق الامام الحسين عليه السلام:


    روي عن الحسن بن علي قال (عليهما السلام):وفد أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها، فدُلَّ على الحسين (عليه السلام)، فدخل المسجد فوجده مصلياً فوقف بإزائه وأنشأ:

    لم يخب الآن من رجاك ومن***حرَّك من دون بابك الحلقه
    أنـت جـواد وأنت معـتـمد***أبوك قد كان قاتل الفسقه
    لو لا الذي كان من أوائلكم***كانت علينا الجحيم منطبقه


    قال: فسلَّم الحسين (عليه السلام) وقال: يا قنبر، هل بقي من مال الحجاز شيء؟

    قال: نعم، أربعة آلاف دينار
    .
    فقال: هاتها قد جاء من هو أحقٌّ بها منّا، ثم نزع برديه ولفَّ الدنانير فيها،

    وأخرج يده من شقِّ الباب حياءً من الأعرابيِّ وأنشأ:
    خذها فإنّي إليك معتذر***واعلم بأنّي عليك ذو شفقه
    لو كان في سيرنا الغاة عصا***أمست سمانا عليك مندفقه
    لكنَّ ريب الزمان ذو غير***والكف منِّي قليلة النفقه


    قال: فأخذها الأعرابيُّ وبكى،

    فقال له: لعلك استقللت ما أعطيناك.

    قال: لا ولكن كيف يأكل التراب جودك؟،
    وولى وهو يقول:


    مطهرون نقيات جيوبهم***تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
    وأنتم أنتم الأعلون عندكم***علم الكتاب وما جاءت به السور
    من لم يكن علوياً حين تنسبه***فماله في جميع الناس مفتخر


    ومن أخلاقه (عليه السلام):

    مرَّ الحسين بمساكين يأكلون في الصفة.


    فقالوا: الغداء،

    فنزل وقال: (صلى الله عليه وآله وسلم)إن الله لا يحب المتكبرين(عليهم السلام) فتغدّى معهم،
    ثم قال لهم: (صلى الله عليه وآله وسلم)قد أجبتكم فأجيبوني(عليهم السلام)،

    قالوا: نعم،
    فمضى بهم إلى منزلـه فقال للرباب: (صلى الله عليه وآله وسلم)أخرجي ما كنت تدّخرين(عليهم السلام) .

    قال أنس: كنت عند الحسين (عليه السلام) فدخلتْ عليه جارية فحيته بطاقة ريحان، فقال لها: (عليه السلام)أنت حر لوجه الله(عزوجل )
    فقلت له: تجيئك جارية تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها؟
    قال: (عليه السلام)كذا أدّبنا الله، قال الله: > وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردُّوها < وكان أحسن منها عتقها(عليه السلام).


    عن علي بن موسى، عن آبائه (عليهم السلام): (عليه السلام)أنّ الحسين بن علي دخل المستراح فوجد لقمة ملقاة فدفعها إلى غلام له فقال: يا غلام اذكرني هذه اللقمة إذا خرجت، فأكلها الغلام،

    فلما خرج الحسين قال:
    يا غلام اللقمة.

    قال: أَكلتها يا مولاي
    .

    قال: أنت حر لوجه الله تعالى.


    فقال له رجل: اعتقته يا سيدي؟


    قال: نعم، سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من وجد لقمة ملقاة فمسح منها ما مسح وغسل منها ما غسل وأكلها لم يسغها في جوفه حتى يعتقه الله من النار، ولم أكن لأستعبد رجلاً أعتقه الله من النار(عليه السلام).
















    تعليق

    يعمل...
    X