بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والمسيح (عليه السلام)
اللهم صل على محمد وال محمد
المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والمسيح (عليه السلام)
بقلم : خالد غانم الطائي
بعض الناس يتحيرون وقد يشككون في صحة الروايات المتضمنة خروج وظهور الامام المهدي محمد بن الحسن (عجّل الله فرجه الشريف) وصلاة عيسى بن مريم (عليه السلام) خلف الامام الحجة ويتصورون ان النبوة ارفع منزلة ً من الامامة ولذلك يستشكلون ولابد من التوضيح والتبيان بالقول ان نور النبوة ابتدأ بآدم (عليه السلام) وامتد حتى وصل الى ابراهيم الخليل ثم انقسم هذا النور الى شقين الاول منهما في صلب اسحاق حتى وصل الى عيسى بن مريم وهو آخر الانبياء من نسل (ذرية) اسحاق والثاني في صلب اسماعيل حتى وصل الى صلب عبد المطلب وانقسم بعد ذلك الى شقين الاول في صلب عبدالله ومنهُ خُتم بـ (محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، والثاني في صلب ابي طالب (رضوان الله عليه) ومنهُ الى الامام علي (عليه السلام) بدليل قوله تعالى: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) – سورة آل عمران- ) وقول النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) (انا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى) وقوله الشريف (انا وعلي صنوا هذه الامة) والصنو معناه في اللغة الشجرتين من منبت واحد، وانتقل النور من الامام علي الى الامام الحسن ثم الامام الحسين ثم التسعة المعصومين من ذرية الحسين (عليه السلام) والتاسع منهم هو الامام محمد بن الحسن (عجّل الله فرجه)، قال تعالى مخاطباً نبيه الأقدس (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) – سورة الشعراء- ) ومعنى الاية الشريفة ان الله تعالى ينقل روحك من عابد الى عابد من الاصلاب الشامخة الى الارحام المطهرة حتى كنت يا محمد (بحسب الخطاب القرآني) (صلى الله عليه وآله وسلم) وذُكرت صفة الساجدين لأنها تمثل اعلى مرتبة في العبودية لله ( واقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد ومعنى القرب هنا القرب المعنوي لا المادي) ولأن الدين الاسلامي ناسخ[1] لكل الاديان السابقة له قال عزّ من قائل (ان الدين عند الله الاسلام) – سورة آل عمران) وقوله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) – سورة آل عمران-) ودين محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المُهيمن على كل الاديان السماوية والناسخ لها وكل الناس مأمورون باتباع الاسلام والامامة اعلى منزلة من النبوة فمنزلة الامام المهدي اعلى من منزلة النبي عيسى (عليه السلام)، قال العلي العظيم (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) – سورة البقرة- ) بعد ان بعث الله سبحانه ابراهيم (عليه السلام) بالنبوة اختارهُ للامامة وهي الزعامة والقيادة العامة للناس في الامور الدينية والدنيوية فإمامة الامام محمد بن الحسن (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) اعلى منزلة من النبي عيسى بن مريم وقد ورد في الحديث النبوي (علماء امتي افضل من انبياء بني اسرائيل)[2] وقوله الشريف (علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل) لذلك يكون نتاج الكلام ان الامام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) اعلى منزلة ورتبة من النبي عيسى (عليه السلام) وبذلك تنتفي الحيرة والشك حيال صلاة النبي عيسى (عليه السلام) خلف الامام المهدي عند ظهوره المبارك.
[1] ناسخ أي مزيل يُقال نسخت الشمس الظل أي ازالته
[2] كتب الحديث المعتمدة لم تذكر الحديث الاول فكتب الحديث الاربعة هي المعوّل عليها لم تذكرهُ وهي : 1- الكافي 2- التهذيب 3- الاستبصار 4- من لا يحضره الفقيه ، ولم اجده سوى عند المفيد في كتابه (اوائل المقالات) ولكنه لم يأت بسنده والحديث الوارد كثيراً هو (علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل).
تعليق