تويت
كانت المرضعات يتسابقن لنيل شرف رضاعة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فهو يتيم عبد المطلب سيد العرب،وطفل آمنة بنت وهب من أشراف مكة،ولم تحظ بهذا الشرف العظيم سوى السيدة حليمة السعدية،وكانت مؤمنة موحدة.
عن مجاهد أنهُ قال:قلت لابن عباس:"وقد تنازعت الظئر في رضاع محمد؟ قال:أي والله،فخص بذلك حليمة"(1)
وروي أنه:تطاولت النساء لرضاعته وتربيته...حتى قال:إن الهاتف أخبر آمنة بأن مرضعته في بني سعد،واسمها حليمة،فظلت تتوقع مجيئها،حتى جاءت،فأعطتها إياه.(2)
وقد أراد الله بحليمة الخير الكثير حيث جعلها مرضعة لسيد المرسلين(صلى الله عليه وآله وسلم)فنالت بذلك الشرف وحلت عليها وعلي أهلها كافة البركة ومن ذلك:
-1در اللبن في ثدييها حتى أنها قالت:"ومعي ولد ما يجد في ثديي ما نعلله به......"ولما أخذت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قالت:"فأمسيت وأقبل ثدياي باللبن حتى أرويته وأرويت ولدي أيضاً".
-2در اللبن في ثديي الراحلة:حيث كانت حليمة قد قدمت مكة هي وزوجها ومعهما شارف-وهي المسنة من النوق ليس فيها لبن-ولكن لما كفلت رضاعة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) در اللبن فيها حتى أن زوجها أروى حليمة والغلمان من لبنها.
-3كانت تتقدم النساء اللواتي كن معها بأتانها حتى قلنا لها:أهذه أتانك التي خرجت علينا؟فقالت حليمة لهن: نعم.
-4أنها كانت ببركة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) تزداد كل يوم وليلة خيراً.
-5كانت البلاد بلاد قحط وكانت اغنام بني سعد تسرح وتعود وهي جياع سوى اغنام حليمة ترجع شباعاً أبطاناً حفلاء.
وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يكرم حليمة لما تفد عليه،فبعد أن تزوج(صلى الله عليه وآله وسلم) بخديجة (عليها السلام) وفدت حليمة عليه وشكت له جدب البلاد وهلاك الماشية،فكلم زوجته خديجة فأعطتها اربعين شاة وبعيراً،وقدمت عليه بعد الإسلام فأسلمت هي وزوجها.(3)
وسبيت بنت حليمة يوم حنين،فوقفت على رأس النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وقالت:يامحمد،أختك سبيت فيما سبي.فنزع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) برده فبسطه لها فأجلسها عليه ثم أكب عليها يسايلها، وكلمته في الأسارى.
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم):"أما نصيبي ونصيب بني عبد المطلب فهو لك،أما ما كان للمسلمين فأستشفعي بي عليهم".
فلما صلوا الظهر قامت فتكلمت وتكلموا فوهب لها الناس أجمعون إلا الأقرع بن حابس وعيية بن حصن .(4)
(1) بحار الأنوار:ج 15-ص385-ب4-ح23.
(2)بحار الأنوار:ج15-ص371-ب4-ح20.
(3)بحارالأنوار: ج15-ص401-ب4-ح29.
(4)بحار الأنوار:ج21-ص173-ب28.
الــــــــحــــــمـــــد لله رب العــــــــالمــــــين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين