تعرف على السموم التي تتولد داخل جسمك
1 - الضغوط :
للضغوط آثار وخيمة على صحة الإنسان. فبمجرد أن تخطر على بالك فكرة سلبية أو تشعر بمشاعر سلبية، يفرز الجسم مادة كيماوية تؤثر على الحالة العامة للجسم. وهناك مجال من الأبحاث يختص بدراسة التفاعلات التي تحدث بين الحالة النفسية والجهاز المناعي والعصبي، ويدرس هذا المجال تأثير الأفكار والمشاعر على صحة الفرد. ومن المعروف أن مشاعر الخوف والغضب والاستياء من المشاعر السامة، وقد تأكد لدى الباحثين أنها تخلق حالة من السموم بالفعل في الجسم.
إن ردود أفعالنا الأولى للضغوط هي ما يعرف باستجابة الكر أو الفر؛ حيث ترتفع دقات القلب ويبدأ الجسم في إفراز العرق وتتسع حدقة العين ويتدفق الأدرينالين في الجسم. وإذا استمرت الضغوط الواقعة علينا، يتأقلم الجسم مع هذه الحقيقة من خلال إفراز هرمون الكورتيزول وغيرها من هرمونات التوتر والضغط من الغدة الكظرية. أما التعرض للضغوط لفترة طويلة فهو أمر مضر للغاية، لأن هرمون الكورتيزول له الكثير من الآثار السلبية التي تنعكس على الجسم؛ فهو يضعف الجهاز المناعي ويثبط إفراز هرمونات الهضم، وهو الأمر الذي يؤدى إلى الإصابة بالقولون العصبي. كما ترتفع نسبة ضغط الدم فضلاَ عن تذبذب نسبة السكر في الدم، هذا بالإضافة إلى مشكلات الذاكرة والتركيز وآلام وتصلب المفاصل والعضلات وزيادة نسبة الأنسولين وزيادة الوزن أيضًا. وإذا تعدت الضغوط هذا الحد يدخل الجسم في حالة من الإجهاد والإرهاق؛ حيث يضعف الجهاز المناعي وتزداد فرص الإصابة بالأمراض إلى حد كبير.
2 - سوء الهضم:
يعد الجهاز الهضمي من أهم المداخل التي تسمح بدخول السموم للجسم. وتعد هذه الحقيقة من الأمور المهمة عند الأخذ في الاعتبار أن الشخص العادي يتناول أكثر من 25 طنًّا من الطعام طوال حياته! ولكي تتجنب إفراز السموم داخل جسمك، يجب أن تتم عملية الهضم لديك بشكل جيد. حيث يحتوي اللعاب على إنزيمات تساعد على الهضم وخاصة الأميلاز اللازم لهضم المواد الكربوهيدراتية. وأغلب الناس يتناولون الطعام على عجل وعند مواجهة الضغوط وانشغال ذهنهم بأشياء أخرى كمشاهدة التلفاز، وهذا الأمر شديد السوء ويعد بداية سيئة لعملية الهضم. ومرة أخرى نذكر أن التوتر وسوء التغذية يؤديان لظهور مشكلات في إفراز إنزيمات الهضم، وقد يجعلك ذلك تشعر بالانتفاخ وامتلاء البطن بالغازات وتشنج عضلات المعدة. وتحدث أغلب عملية امتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء الدقيقة، وبالتالي يجب أن تكون بطانتها في حالة جيدة حتى يتم امتصاصها بشكل جيد.
إذا كان هناك نقص في إنزيمات الهضم، ووصلت بعض الأطعمة المهضومة بشكل غير جيد إلى الأمعاء الغليظة، قد تتعفن وتتخمر، وتتضاعف المشكلة إذا لم يحتو الطعام الذي تتناوله على ألياف أو ماء. وعندما يحدث إمساك أو لا تتم عملية التبرز بشكل جيد كل يوم، تبقى السموم الموجودة بداخل الأمعاء وتظل ملامسة لجدار الأمعاء لمدة أطول من اللازم. وقد يؤدى هذا للإصابة بسرطان القولون، الأمر الذي يعنى أيضًا أنه يتم امتصاص السموم عن طريق جدار الأمعاء ووصولها للجسم فتلوثه بأكمله.
3 - كثرة البكتيريا والفطريات الضارة في الأمعاء:
ومن الأمور الأخرى التي تؤدى لزيادة نسبة السموم في الأمعاء تكاثر البكتيريا الضارة، الأمر الذي يسبب عدم توازن البكتيريا والخمائر والجراثيم في الأمعاء. ومن المقدر أن هناك 500 نوع من البكتيريا في أمعاء الإنسان بنسب تتراوح بين 100 مليار وترليون ميكروب في الجرام الواحد. وتنضم هذه الأعداد لحوالي 95% من إجمالي عدد الخلايا التي توجد في جسم الإنسان.
قد يحدث خلل في توازن البكتيريا المفيدة التي توجد في المعدة والأمعاء، الأمر الذي يجعلنا عرضة لنمو الخمائر والفطريات والطفيليات والبكتيريا الضارة؛ فعدم هضم الطعام بشكل جيد والإسراف في تناول السكر وتناول بعض العقاقير، كالمضادات الحيوية، تغير نسبة حموضة الأمعاء وتقتل البكتيريا المفيدة، ومثل هذه البيئة تكون مناسبة لنمو البكتيريا الضارة. ويعد تكاثر الكانديدا دليلًا شائعًا على نمو البكتيريا الضارة؛ فبداخل كل إنسان كمية صغيرة من الكانديدا التي تنمو في الجهاز الهضمي، ولا تنمو الكانديدا إلا في حالة سوء الهضم وعدم قيام الكبد والجهاز المناعي بوظائفهما على الوجه الأمثل.
4 - الحساسية تجاه بعض الأطعمة:
إن أي طعام يعاني الفرد من حساسية منه أو يكون غير قادر على هضمه هو أشبه بالسم الموجود في أجسامنا. وهناك قدر كبير من الصحة في قولنا: “إن ما يحبه شخص قد يكون سمًّا لشخص آخر”. ويولد حوالي 5% فقط من الناس بحساسية تجاه بعض الأطعمة، ولكن في أغلب الحالات تتطور الحساسية تجاه بعض الأطعمة، سواء أكانت رد فعل طبيعيًّا للجهاز المناعي أم نتيجة لنقص بعض الإنزيمات اللازمة لهضم بعض الأطعمة مع مرور الوقت؛ فقد تتعب من تناول طعام كنت معتادًا تناوله فيما سبق.
إذا كنا نعانى عسر الهضم أو كنا تحت وطأة ضغط أو نعانى نقص بعض العناصر الغذائية أو نتناول عقاقير معينة، فقد تتطور لدينا حالة تعرف بترشيح الأمعاء؛ وهذا يعنى قابلية بطانة الأمعاء لتسريب بعض العناصر أكثر مما ينبغى، الأمر الذي يسمح للسموم بالدخول لمجرى الدم، ويسمح هذا أيضًا لجزيئات الأطعمة غير المهضومة بالسريان في مجرى الدم، ويعد هذا الأمر بمثابة تحد للجهاز المناعي، ومع مرور الوقت يتطور الأمر وتحدث الحساسية تجاه أطعمة معينة، وكثيرًا ما تصبح الأطعمة التي يعانى الجسم حساسية تجاهها هي الأطعمة التي نتوق لتناولها بشدة. ومن أكثر الأمثلة شيوعًا في هذا الصدد منتجات الألبان والقمح والبيض والصويا والطماطم والبرتقال.
5 - الأمراض الخفية :
تحمِّل هذه الأمراض الجهاز المناعي وغيره من أجهزة طرد السموم من الجسم الكثير من الضغوط، وقد تعاني تكرر الإصابة بمرض معين تعجز عن التخلص منه أو تتكرر إصابتك ببعض الأمراض. ويؤدى تكرار تناول مضادات حيوية معينة إلى إضعاف الجهاز المناعي وحدوث عسر في الهضم.
قد لا تدرك أنك تعاني مرضًا معينًا؛ فقد يكون مختفيًا أو ليست له أعراض واضحة. وإذا أسرفت في تناول السكر والأطعمة المصنعة، فإنك بذلك تغذى هذه الكائنات المجهرية التي اصابتك وتعزز نموها. وللأسف، تقاوم بعض هذه الكائنات المجهرية المضادات الحيوية أو توجد في أماكن تصلها كمية صغيرة من الدم فتعجز المضادات الحيوية عن الوصول إليها.
قد تفرز البكتيريا ذيفانات (سموم) خارجية وذيفانات داخلية في الوقت الذي تفرز فيه الخمائر والفطريات ذيفانات فطرية في الجسم. وقد تجعلك هذه السموم تشعر بالتعب وبأنك خائر القوى أو تترنح في السير والشعور بالإجهاد والانتفاخ.
هناك تحليل للدم يُجرى لمعرفة نسبة الجلوبولين المناعي، وتعد نسبة الجلوبولين الطبيعية 25-35 جرام/لتر. فإذا زادت نسبة الجلوبولين عن ذلك قد يدل هذا على محاربة جهازك المناعي لمرض معين أو أن هناك مصدرًا آخر للالتهاب في الجسم كأمراض المناعة الذاتية. وهناك تحاليل أخرى كالتصوير بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها من التقنيات لتشخيص الأمراض التي توضح ما إذا كان الجسم يعاني أية تقرحات أو خراجات.
المصدر: بتصرف
طبيب دوت كوم