العلامة المحقق الشيخ البهائي
سرى البرقُ من نجدٍ فجددَ تِذكاري
وهيَّجَ من أشواقنا كل كامن
ألا يا لُيَيْلاتِ الغوِيرِ وحاجرٍ
ويا جيرةً بالمأزمين خيامُهم
خليليَّ مالي والزمان كأنما
فأبعدَ أحبابي وأخلى مرابعي
وعادلَ بي من كان أقصى مَرامهِ
ألم يدر أني لا أزالُ لخطبه
مقامي بفرق الفرقدين فما الذي
وأني امرؤٌ لا يدرك الدهر غايتي
أخالطُ أبناء الزمان بمقتضـى
وأظهرُ أني مثلهم تستفزني
وأني ضاوِي القلبِ مستوفزُ النهى
ويُضجرني الخطبُ المهولُ لقاؤه
وتُصْمي فؤادي ناهدُ الثدي كاعب
وأني أسَخِّي بالدموع لوقفةٍ
وما علموا أني امرؤٌ لا يروعني
إذا دُكَّ طودُ الصبر من وقعِ حادثٍ
وخطبٍ يزيلُ الروع أيسرُ وقعه
تلقيتُه و الحتفُ دون لقائه
ووجهٍ طليقٍ لا يُمَلُّ لقاؤه
ولم أبدِهِ كي لا يساءَ لوقعه
ومعضلةٍ دهماءَ لا يُهتدى له
تشيبُ النواصي دون حل رموزه
أجَلْتُ جياد الفكر في حلباته
فأبرزتُ من مستورها كل غامض

تعليق