بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
أولاد الحسن بن علي (عليهما السلام) خمسة عشر ولدا ذكرا وانثى: زيد بن الحسن، واختاه ام الحسن وام الحسين، امهم ام بشير بنت أبي مسعود بن عقبة ابن عمرو بن ثعلبة الخزرجية، والحسن بن الحسن امه خوله بنت منظور الفزارية وعمرو بن الحسن، وأخواه القاسم وعبدالله ابنا الحسن امهم ام ولد، وعبدالرحمن ابن الحسن امه ام ولد، والحسين بن الحسن الملقب بالاثرم، وأخوه طلحة بن الحسن واختهما فاطمة بنت الحسن امهم ام إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي وام عبدالله، وفاطمة، وام سلمة، ورقية بنات الحسن (عليه السلام) لامهات شتى (1).
عم: له من الاولاد ستة عشر، وزاد فيهم أبا بكر وقال: قتل عبدالله مع الحسين (عليه السلام).
2 شا: وأما زيد بن الحسن (عليه السلام) فكان يلي صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله) وأسن وكان جليل القدر، كريم الطبع، ظريف النفس، كثير البر، ومدحه الشعراء وقصده الناس من الآفاق لطلب فضله، وذكر أصحاب السيرة أن زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما ولي سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة؟:
" أما بعد فاذا جاءك كتابي هذا فاعزل زيدا عن صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله) وادفعها إلى فلان بن فلان رجلا من قومه وأعنه على ما استعانك عليه والسلام "فلما استخلف عمر بن عبدالعزيز إذا كتاب جاء منه: أما بعد فان زيد بن الحسن شريف بني هاشم وذوسنهم، فإذا جاءك كتابي هذا فاردد عليه صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله) وأعنه على ما استعانك عليه والسلام.
وفي زيد بن الحسن يقول محمد بن بشير الخارجي:
إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة نفى جدبها واخضر بالنبت عودها وزيد ربيع الناس في كل شتوة إذا أخلفت أنواؤها ورعودها حمول لاشناق الديات كأنه سراج الدجى إذ قارنته سعودها ومات زيد بن الحسن وله تسعون سنة فرثاه جماعة من الشعرا وذكروا مآثره وتلوا فضله، فممن رثاه قدامة بن موسى الجمحي فقال:
فان يك زيد غالت الارض شخصه فقد بان معروف هناك وجود وإن يك أمسى رهن رمس فقد ثوى به، وهو محمود الفعال فقيد سميع إلى المعتر يعلم أنه سيطلبه المعروف ثم يعود وليس بقوال وقد حط رحله لملتمس المعروف أين تريد إذا قصر الوغد الدني نمى به إلى المجد آباء له وجدود مباذيل للمولى محاشيد للقرى وفي الروع عند النائبات اسود إذا انتحل العز الطريف فانهم لهم إرث مجد ما يرام تليد إذا مات منهم سيد قام سيد كريم يبني بعده ويشيد وفي أمثال هذا يطول منها الكتاب (2).
بيان؟ قوله: " واخضر بالنبت " النبت إما مصدر أو الباء بمعنى مع، أو مبالغة في كثرة النبات. حتى أنه نبت في ساق الشجر، ويمكن أن يقرأ " العود " بالفتح وهو الطريق القديم، وإنما قيد كونه ربيعا بالشتوة لانها آخر السنة وهي مظنة الغلاء وفقد النبات، وقيد أيضا بشتاء أخلفت أنواؤها التي تنسب العرب الامطار إليها الوعد بالمطر، وكذا الرعود.
وقال الجوهري " الشفق " مادون الدية وذلك أن يسوق ذو الحمالة الدية كاملة فإذا كانت معها ديات جراحات فتلك هي الاشناق كأنها متعلقة بالدية العظمى وغاله الشئ أي أخذه من حيث لم يدر، و " المعتر " الذي يتعرض للمسألة ولا يسأل والمراد هنا السائل والضمير في " يعلم " راجع إلى المعتر ويمكن إرجاعه إلى زيد بتكلف.
قوله " ليس بقوال " أي إنه لا يقول لمن يحط رحله بفنائه ملتمسا معروفه أين تريد؟ لانه معلوم أن الناس لا يطلبون المعروف إلا منه، و " الوغد " الرجل الدني الذي يخدم بطعام بطنه، وحاصل البيت أن الاداني إذا قصروا عن المعالي والمفاخر فهو ليس كذلك بل هو منتسب إلى المجد بسبب آباء وجدود، قوله:
" إذا انتحل " على البناء للمجهول، قوله " ما يرام " أى لا يقصد بسوء، و " التليد " القديم ضد الطريف.
3 شا: وخرج زيد بن الحسن رحمة الله عليه من الدنيا ولم يدع الامامة ولا ادعاه له مدع من الشيعة ولا غيرهم، وذلك أن الشيعة رجلان إمامي وزيدي فالامامي يعتمد في الامامة على النصوص، وهي معدومة في ولد الحسن (عليه السلام) باتفاق ولم يدع ذلك أحد منهم لنفسه فيقع فيه ارتياب، والزيدي يراعي في الامامة بعد علي والحسن والحسين (عليهم السلام) الدعوة والجهاد، وزيد بن الحسن رحمة الله عليه كان مسالما لبني امية، ومتقلدا من قبلهم الاعمال، وكان رأيه التقية لاعدائه، والتألف لهم والمداراة، وهذا يضاد عند الزيدية علامات الامامة كما حكيناه.
وأما الحشوية فانها تدين بامامة بني امية ولا ترى لولد رسول الله (صلى الله عليه واله) إمامة على حال، والمعتزلة لا ترى الامامة إلا فيمن كان على رأيها في الاعتزال ومن تولوهم العقد بالشورى والاختيار، وزيد على ما قدمنا ذكره خارج عن هذه الاحوال، والخوارج لا ترى إمامة من تولى أمير المؤمنين (عليه السلام) وزيد كان متواليا أباه وجده بلا خلاف.
وأما الحسن بن الحسن (عليه السلام) فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وقته، و [كان] له مع الحجاج بن يوسف خبر رواه الزبير بن بكار قال: كان الحسن بن الحسن واليا صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام) في عصره فسار يوما الحجاج بن يوسف في موكبه وهو إذ ذاك أمير المدينة فقال له الحجاج: أدخل عمر بن علي معك في صدقة أبيه فانه عمك وبقية أهلك فقال له الحسن: لا اغير شرط علي (عليه السلام) ولا ادخل فيه من لم يدخل، فقال الحجاج:
إذا ادخله معك.
فنكص الحسن بن الحسن (عليه السلام) عنه، حين غفل الحجاج، ثم توجه إلى عبدالملك حتى قدم عليه فوقف ببابه يطلب الاذن، فمر به يحيى بن ام الحكم فلما رآه يحيى علدل إليه وسلم عليه وسأله عن مقدمه وخبره، ثم قال له: سأنفعك عند أمير المؤمنين يعني عبدالملك.
فلما دخل الحسن بن الحسن على عبدالملك رحب به وأحسن مساءلته، وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب ويحيى بن ام الحكم في المجلس، فقال له عبدالملك:
لقد أسرع إليك الشيب يا أبا محمد؟ فقال له يحيى: وما يمنعه لابي محمد؟ شيبه أماني أهل العراق، تفد عليه الركب يمنونه الخلافة، فأقبل عليه الحسن بن الحسن وقال له:
بئس والله الرفد رفدت، ليس كما قلت، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب وعبدالملك يسمع.
فأقبل عبدالملك فقال: هلم بما قدمت له! قأخبره بقول الحجاج فقال:
ليس ذلك له أكتب كتابا إليه لا يجاوزه، فكتب إليه، ووصل الحسن بن الحسن وأحسن صلته.
فلما خرج من عنده لقيه يحيى بن ام الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره وقال له: ما هذا الذي وعدتني به؟ فقال له يحيى: إيها عنك، فو الله لا يزال يهابك ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة، وما ألوتك رفدا.
وكان الحسن بن الحسن حضر مع عمه الحسين (عليه السلام) يوم الطف فلما قتل الحسين (عليه السلام) واسر الباقون من أهله جاءه أسماء بنت خارجة فانتزعه من بين الاسارى، وقال: والله لا يوصل إلى ابن خولة أبدا فقال عمر بن سعد:
دعوا لابي حسان ابن اخته، ويقال إنه اسر وكان به جراح قد أشفى منه.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
أولاد الحسن بن علي (عليهما السلام) خمسة عشر ولدا ذكرا وانثى: زيد بن الحسن، واختاه ام الحسن وام الحسين، امهم ام بشير بنت أبي مسعود بن عقبة ابن عمرو بن ثعلبة الخزرجية، والحسن بن الحسن امه خوله بنت منظور الفزارية وعمرو بن الحسن، وأخواه القاسم وعبدالله ابنا الحسن امهم ام ولد، وعبدالرحمن ابن الحسن امه ام ولد، والحسين بن الحسن الملقب بالاثرم، وأخوه طلحة بن الحسن واختهما فاطمة بنت الحسن امهم ام إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي وام عبدالله، وفاطمة، وام سلمة، ورقية بنات الحسن (عليه السلام) لامهات شتى (1).
عم: له من الاولاد ستة عشر، وزاد فيهم أبا بكر وقال: قتل عبدالله مع الحسين (عليه السلام).
2 شا: وأما زيد بن الحسن (عليه السلام) فكان يلي صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله) وأسن وكان جليل القدر، كريم الطبع، ظريف النفس، كثير البر، ومدحه الشعراء وقصده الناس من الآفاق لطلب فضله، وذكر أصحاب السيرة أن زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما ولي سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة؟:
" أما بعد فاذا جاءك كتابي هذا فاعزل زيدا عن صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله) وادفعها إلى فلان بن فلان رجلا من قومه وأعنه على ما استعانك عليه والسلام "فلما استخلف عمر بن عبدالعزيز إذا كتاب جاء منه: أما بعد فان زيد بن الحسن شريف بني هاشم وذوسنهم، فإذا جاءك كتابي هذا فاردد عليه صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله) وأعنه على ما استعانك عليه والسلام.
وفي زيد بن الحسن يقول محمد بن بشير الخارجي:
إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة نفى جدبها واخضر بالنبت عودها وزيد ربيع الناس في كل شتوة إذا أخلفت أنواؤها ورعودها حمول لاشناق الديات كأنه سراج الدجى إذ قارنته سعودها ومات زيد بن الحسن وله تسعون سنة فرثاه جماعة من الشعرا وذكروا مآثره وتلوا فضله، فممن رثاه قدامة بن موسى الجمحي فقال:
فان يك زيد غالت الارض شخصه فقد بان معروف هناك وجود وإن يك أمسى رهن رمس فقد ثوى به، وهو محمود الفعال فقيد سميع إلى المعتر يعلم أنه سيطلبه المعروف ثم يعود وليس بقوال وقد حط رحله لملتمس المعروف أين تريد إذا قصر الوغد الدني نمى به إلى المجد آباء له وجدود مباذيل للمولى محاشيد للقرى وفي الروع عند النائبات اسود إذا انتحل العز الطريف فانهم لهم إرث مجد ما يرام تليد إذا مات منهم سيد قام سيد كريم يبني بعده ويشيد وفي أمثال هذا يطول منها الكتاب (2).
بيان؟ قوله: " واخضر بالنبت " النبت إما مصدر أو الباء بمعنى مع، أو مبالغة في كثرة النبات. حتى أنه نبت في ساق الشجر، ويمكن أن يقرأ " العود " بالفتح وهو الطريق القديم، وإنما قيد كونه ربيعا بالشتوة لانها آخر السنة وهي مظنة الغلاء وفقد النبات، وقيد أيضا بشتاء أخلفت أنواؤها التي تنسب العرب الامطار إليها الوعد بالمطر، وكذا الرعود.
وقال الجوهري " الشفق " مادون الدية وذلك أن يسوق ذو الحمالة الدية كاملة فإذا كانت معها ديات جراحات فتلك هي الاشناق كأنها متعلقة بالدية العظمى وغاله الشئ أي أخذه من حيث لم يدر، و " المعتر " الذي يتعرض للمسألة ولا يسأل والمراد هنا السائل والضمير في " يعلم " راجع إلى المعتر ويمكن إرجاعه إلى زيد بتكلف.
قوله " ليس بقوال " أي إنه لا يقول لمن يحط رحله بفنائه ملتمسا معروفه أين تريد؟ لانه معلوم أن الناس لا يطلبون المعروف إلا منه، و " الوغد " الرجل الدني الذي يخدم بطعام بطنه، وحاصل البيت أن الاداني إذا قصروا عن المعالي والمفاخر فهو ليس كذلك بل هو منتسب إلى المجد بسبب آباء وجدود، قوله:
" إذا انتحل " على البناء للمجهول، قوله " ما يرام " أى لا يقصد بسوء، و " التليد " القديم ضد الطريف.
3 شا: وخرج زيد بن الحسن رحمة الله عليه من الدنيا ولم يدع الامامة ولا ادعاه له مدع من الشيعة ولا غيرهم، وذلك أن الشيعة رجلان إمامي وزيدي فالامامي يعتمد في الامامة على النصوص، وهي معدومة في ولد الحسن (عليه السلام) باتفاق ولم يدع ذلك أحد منهم لنفسه فيقع فيه ارتياب، والزيدي يراعي في الامامة بعد علي والحسن والحسين (عليهم السلام) الدعوة والجهاد، وزيد بن الحسن رحمة الله عليه كان مسالما لبني امية، ومتقلدا من قبلهم الاعمال، وكان رأيه التقية لاعدائه، والتألف لهم والمداراة، وهذا يضاد عند الزيدية علامات الامامة كما حكيناه.
وأما الحشوية فانها تدين بامامة بني امية ولا ترى لولد رسول الله (صلى الله عليه واله) إمامة على حال، والمعتزلة لا ترى الامامة إلا فيمن كان على رأيها في الاعتزال ومن تولوهم العقد بالشورى والاختيار، وزيد على ما قدمنا ذكره خارج عن هذه الاحوال، والخوارج لا ترى إمامة من تولى أمير المؤمنين (عليه السلام) وزيد كان متواليا أباه وجده بلا خلاف.
وأما الحسن بن الحسن (عليه السلام) فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وقته، و [كان] له مع الحجاج بن يوسف خبر رواه الزبير بن بكار قال: كان الحسن بن الحسن واليا صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام) في عصره فسار يوما الحجاج بن يوسف في موكبه وهو إذ ذاك أمير المدينة فقال له الحجاج: أدخل عمر بن علي معك في صدقة أبيه فانه عمك وبقية أهلك فقال له الحسن: لا اغير شرط علي (عليه السلام) ولا ادخل فيه من لم يدخل، فقال الحجاج:
إذا ادخله معك.
فنكص الحسن بن الحسن (عليه السلام) عنه، حين غفل الحجاج، ثم توجه إلى عبدالملك حتى قدم عليه فوقف ببابه يطلب الاذن، فمر به يحيى بن ام الحكم فلما رآه يحيى علدل إليه وسلم عليه وسأله عن مقدمه وخبره، ثم قال له: سأنفعك عند أمير المؤمنين يعني عبدالملك.
فلما دخل الحسن بن الحسن على عبدالملك رحب به وأحسن مساءلته، وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب ويحيى بن ام الحكم في المجلس، فقال له عبدالملك:
لقد أسرع إليك الشيب يا أبا محمد؟ فقال له يحيى: وما يمنعه لابي محمد؟ شيبه أماني أهل العراق، تفد عليه الركب يمنونه الخلافة، فأقبل عليه الحسن بن الحسن وقال له:
بئس والله الرفد رفدت، ليس كما قلت، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب وعبدالملك يسمع.
فأقبل عبدالملك فقال: هلم بما قدمت له! قأخبره بقول الحجاج فقال:
ليس ذلك له أكتب كتابا إليه لا يجاوزه، فكتب إليه، ووصل الحسن بن الحسن وأحسن صلته.
فلما خرج من عنده لقيه يحيى بن ام الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره وقال له: ما هذا الذي وعدتني به؟ فقال له يحيى: إيها عنك، فو الله لا يزال يهابك ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة، وما ألوتك رفدا.
وكان الحسن بن الحسن حضر مع عمه الحسين (عليه السلام) يوم الطف فلما قتل الحسين (عليه السلام) واسر الباقون من أهله جاءه أسماء بنت خارجة فانتزعه من بين الاسارى، وقال: والله لا يوصل إلى ابن خولة أبدا فقال عمر بن سعد:
دعوا لابي حسان ابن اخته، ويقال إنه اسر وكان به جراح قد أشفى منه.
تعليق