غيبة صالح(عليه السلام)
ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق (عليه السلام):{ان صالحا(عليه السلام) غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن (1)حسن الجسم وافر اللحية ورجع خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة من الرجال فلما رجع الى قومه لم يعرفوه وكانوا على ثلاث طبقات: طبقة جاحدة واخرى شاكة واخرى على يقين- الى ان قال:وانما مثل القائم مثل صالح(عليه السلام)(2).
غيبة ابراهيم(عليه السلام)
قال الصدوق عليه الرحمة واما غيبة ابراهيم خليل الرحمن (عليه السلام)فانها تشبه غيبة قائمنا صلوات الله عليه بل هي اعجب منها لان الله عز وجل غيب اثر ابراهيم(عليه السلام) وهو في بطن امه حتى حوله عز وجل بقدرته من بطنها الى ظهرها ثم اخفى امر ولادته الى بلوغ الكتاب اجله(3).
ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق (عليه السلام) :{ان ابا ابراهيم كان منجّما لنمرود بن كنعان فقال له :يولد في ارضنا مولود يكون هلاكنا على يديه فحجب النساء عن الرجال وباشر ابو ابراهيم امراته فحملت به وارسل نمرود الى القوابل لايكون في البطن شيء الا اعلمتن به فنظرن الى ام ابراهيم فالزم الله ما في الرحم الظهر,فقلن:ما نرى شيئا في بطنها فلما وضعت اراد ابوه ان يذهب به الى نمرود فقالت له امراته :لاتذهب بأبنك الى نمرود فيقتله دعني اذهب به الى غار فأجعله فيه حتى يأتي عليه اجله فذهبت به الى غار وارضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة وانصرفت فجعل الله رزقه في ابهامه فجعل يمصّها وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ويشب بالجمعة كما يشب غيره في الشهر ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة ثم استأذنت اباه في رؤيته فأتت الغار فأذا هي بابراهيم وعيناه يزهران كأنهّما سراجان فضمّته الى صدرها وارضعته وانصرفت فسألها ابوه فقالت:واريته بالتراب فمكثت تعتلّ فتخرج في الحاجة وتذهب الى ابراهيم فتضمّه اليها وترضعه وتنصرف فلما تحرك وارادت الانصراف اخذ ثوبها وقال لها :اذهبي بي معك فقالت :حتى استأمر اباك فلم يزل ابراهيم في الغيبة مخفيا لشخصه كاتما لامره حتى ظهر فصدع بامر الله تعالى ثم غاب الغيبة الثانية وذلك حين نفاه الطاغوت عن المصر فقال:{واعتزلكم وما تدعون من دون الله} (4) الاية .
ثم قال الصدوق :ولابراهيم (عليه السلام) غيبة اخرى سار فيها في البلاد وحده للاعتبار ثم روى حديثا يتضمن ذلك.
غيبة يوسف(عليه السلام)
قال الصدوق :واما غيبة يوسف (عليه السلام)فانها كانت عشرين سنة لم يدهن فيها ولم يكتحل ولم يتطيب ولم يمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله وجمع بين يوسف واخوته وابيه وخالته كان منها ثلاثة ايام في الجب وفي السجن بضع سنين وفي الملك الباقي وكان هو بمصر ويعقوب بفلسطين وبينهما مسير تسعة ايام فاختلف عليه الاحوال في غيبته من اجماع اخوته على قتله والقائهم اياه في غيابة الجب ثم بيعهم اياه بثمن بخس ثم بلواه بأمراة العزيز ثم بالسجن بضع سنين ثم صار اليه ملك مصر وجمع الله تعالى شمله واراه تأويل رؤياه (1)
ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق(عليه السلام)في حديث قال:{كان يعقوب (عليه السلام)يعلم ان يوسف حي لم يمت وان الله سيظهره له بعد غيبته وكان يقول لبنيه:{اني اعلم من الله ما لا تعلمون} وكان بنوه يفنّدونه على ذكره ليوسف}(2)
ثم قال الصدوق:فحال العارفين في وقتنا هذا بصاحب زماننا الغائب حال يعقوب في معرفته بيوسف وغيبته وحال الجاهلين به وبغيبته والمعاندين في امره حال اخوة يوسف الذين قالوا لأبيهم:{تالله انك لفي ضلالك القديم}(3)
وقول يعقوب (عليه السلام):{ألم اقل لكم اني اعلم من الله ما لاتعلمون}(4)دليل على انه قد كان علم ان يوسف حي وانه انما غُيّب عنه للبلوى والامتحان(5)
ثم روى بسنده عن الصادق(عليه السلام):{ان في القائم (عليه السلام) سُنّة من يوسف (عليه السلام) –الى ان قال -:ان اخوة يوسف كانوا اسباطا اولاد انبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم اخوته وهو اخوهم ولم يعرفوه حتى قال لهم :{انا يوسف وهذا اخي }فما تنكر هذه الامة ان يكون الله عز وجل في وقت من الاوقات يريد ان يستر حجّته عنهم لقد كان يوسف يوما ملك مصر وكان بينه وبين والده مسير ثمانية عشر يوما (6) فلو اراد الله تبارك وتعالى ان يعرّفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة في تسعة ايام الى مصر فما تنكر هذه الامة ان يكون الله تبارك وتعالى يفعل بحجّته ما فعل بيوسف ان يكون يسير فيما بينهم ويمشي في اسواقهم ويطأ بسطهم وهم لايعرفونه حتى ياذن الله عز وجل له بان يعرّفهم نفسه كما اذِنَ ليوسف (عليه السلام)حين قال:هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون ؟قالوا:{أءنّك لأنت يوسف؟قال انا يوسف وهذا اخي(7))(8)
1-اكمال الدين واتمام النعمة 1: 141 باب 5 غيبة يوسف
2-المصدر السابق 1: 142 باب 5 ح9
3-يوسف:95
4-يوسف:96
5-اكمال الدين واتمام النعمة 1: 144 باب 5 ح10
6- مرّ عن الصادق(ع) انها تسعة ايام وهو يخالف الرواية والمشاهدة ولعل مراده انه يمكن قطعها في تسعة كما دل عليه ما في هذه الرواية
7-يوسف:90
8-اكمال الدين واتمام النعمة 1: 144 باب 5 ح 11
{من كتاب اعيان الشيعة –الجزء 5}
ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق (عليه السلام):{ان صالحا(عليه السلام) غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن (1)حسن الجسم وافر اللحية ورجع خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة من الرجال فلما رجع الى قومه لم يعرفوه وكانوا على ثلاث طبقات: طبقة جاحدة واخرى شاكة واخرى على يقين- الى ان قال:وانما مثل القائم مثل صالح(عليه السلام)(2).
غيبة ابراهيم(عليه السلام)
قال الصدوق عليه الرحمة واما غيبة ابراهيم خليل الرحمن (عليه السلام)فانها تشبه غيبة قائمنا صلوات الله عليه بل هي اعجب منها لان الله عز وجل غيب اثر ابراهيم(عليه السلام) وهو في بطن امه حتى حوله عز وجل بقدرته من بطنها الى ظهرها ثم اخفى امر ولادته الى بلوغ الكتاب اجله(3).
ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق (عليه السلام) :{ان ابا ابراهيم كان منجّما لنمرود بن كنعان فقال له :يولد في ارضنا مولود يكون هلاكنا على يديه فحجب النساء عن الرجال وباشر ابو ابراهيم امراته فحملت به وارسل نمرود الى القوابل لايكون في البطن شيء الا اعلمتن به فنظرن الى ام ابراهيم فالزم الله ما في الرحم الظهر,فقلن:ما نرى شيئا في بطنها فلما وضعت اراد ابوه ان يذهب به الى نمرود فقالت له امراته :لاتذهب بأبنك الى نمرود فيقتله دعني اذهب به الى غار فأجعله فيه حتى يأتي عليه اجله فذهبت به الى غار وارضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة وانصرفت فجعل الله رزقه في ابهامه فجعل يمصّها وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ويشب بالجمعة كما يشب غيره في الشهر ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة ثم استأذنت اباه في رؤيته فأتت الغار فأذا هي بابراهيم وعيناه يزهران كأنهّما سراجان فضمّته الى صدرها وارضعته وانصرفت فسألها ابوه فقالت:واريته بالتراب فمكثت تعتلّ فتخرج في الحاجة وتذهب الى ابراهيم فتضمّه اليها وترضعه وتنصرف فلما تحرك وارادت الانصراف اخذ ثوبها وقال لها :اذهبي بي معك فقالت :حتى استأمر اباك فلم يزل ابراهيم في الغيبة مخفيا لشخصه كاتما لامره حتى ظهر فصدع بامر الله تعالى ثم غاب الغيبة الثانية وذلك حين نفاه الطاغوت عن المصر فقال:{واعتزلكم وما تدعون من دون الله} (4) الاية .
ثم قال الصدوق :ولابراهيم (عليه السلام) غيبة اخرى سار فيها في البلاد وحده للاعتبار ثم روى حديثا يتضمن ذلك.
غيبة يوسف(عليه السلام)
قال الصدوق :واما غيبة يوسف (عليه السلام)فانها كانت عشرين سنة لم يدهن فيها ولم يكتحل ولم يتطيب ولم يمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله وجمع بين يوسف واخوته وابيه وخالته كان منها ثلاثة ايام في الجب وفي السجن بضع سنين وفي الملك الباقي وكان هو بمصر ويعقوب بفلسطين وبينهما مسير تسعة ايام فاختلف عليه الاحوال في غيبته من اجماع اخوته على قتله والقائهم اياه في غيابة الجب ثم بيعهم اياه بثمن بخس ثم بلواه بأمراة العزيز ثم بالسجن بضع سنين ثم صار اليه ملك مصر وجمع الله تعالى شمله واراه تأويل رؤياه (1)
ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق(عليه السلام)في حديث قال:{كان يعقوب (عليه السلام)يعلم ان يوسف حي لم يمت وان الله سيظهره له بعد غيبته وكان يقول لبنيه:{اني اعلم من الله ما لا تعلمون} وكان بنوه يفنّدونه على ذكره ليوسف}(2)
ثم قال الصدوق:فحال العارفين في وقتنا هذا بصاحب زماننا الغائب حال يعقوب في معرفته بيوسف وغيبته وحال الجاهلين به وبغيبته والمعاندين في امره حال اخوة يوسف الذين قالوا لأبيهم:{تالله انك لفي ضلالك القديم}(3)
وقول يعقوب (عليه السلام):{ألم اقل لكم اني اعلم من الله ما لاتعلمون}(4)دليل على انه قد كان علم ان يوسف حي وانه انما غُيّب عنه للبلوى والامتحان(5)
ثم روى بسنده عن الصادق(عليه السلام):{ان في القائم (عليه السلام) سُنّة من يوسف (عليه السلام) –الى ان قال -:ان اخوة يوسف كانوا اسباطا اولاد انبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم اخوته وهو اخوهم ولم يعرفوه حتى قال لهم :{انا يوسف وهذا اخي }فما تنكر هذه الامة ان يكون الله عز وجل في وقت من الاوقات يريد ان يستر حجّته عنهم لقد كان يوسف يوما ملك مصر وكان بينه وبين والده مسير ثمانية عشر يوما (6) فلو اراد الله تبارك وتعالى ان يعرّفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة في تسعة ايام الى مصر فما تنكر هذه الامة ان يكون الله تبارك وتعالى يفعل بحجّته ما فعل بيوسف ان يكون يسير فيما بينهم ويمشي في اسواقهم ويطأ بسطهم وهم لايعرفونه حتى ياذن الله عز وجل له بان يعرّفهم نفسه كما اذِنَ ليوسف (عليه السلام)حين قال:هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون ؟قالوا:{أءنّك لأنت يوسف؟قال انا يوسف وهذا اخي(7))(8)
1-اكمال الدين واتمام النعمة 1: 141 باب 5 غيبة يوسف
2-المصدر السابق 1: 142 باب 5 ح9
3-يوسف:95
4-يوسف:96
5-اكمال الدين واتمام النعمة 1: 144 باب 5 ح10
6- مرّ عن الصادق(ع) انها تسعة ايام وهو يخالف الرواية والمشاهدة ولعل مراده انه يمكن قطعها في تسعة كما دل عليه ما في هذه الرواية
7-يوسف:90
8-اكمال الدين واتمام النعمة 1: 144 باب 5 ح 11
{من كتاب اعيان الشيعة –الجزء 5}
تعليق