غيبة موسى (عليه السلام)
روى الصدوق بسنده عن سيد العابدين عن ابيه سيد الشهداء عن ابيه سيد الوصيين (1) عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) :{ان يوسف لما حضرته الوفاة جمع شيعته واهل بيته واخبرهم بشدّة تنالهم يقتل فيها الرجال وتشقّ بطون الحُبالى وتذبح الاطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب وهو رجل اسمر طويل}
وفي رواية عن الصادق (عليه السلام):انه قال لهم:{ان هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومو نكم سوء العذاب وانما ينجيكم الله من ايديهم برجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران غلام طويل جعد آدم فجعل الرجل من بني اسرائيل يسمى ابنه عمران ويسمي عمران ابنه موسى}
وفي رواية عن الباقر (عليه السلام):{انه ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذّابا كلهم يدّعي انه موسى بن عمران فبلغ فرعون انهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام وقال له كهنته :هلاك دينك وقومك على يديّ هذا الغلام الذي يولد العام في بني اسرائيل فوضع القوابل على النساء وقال:لا يولد العام غلام الا ذبح ووضع على ام موسى قابلة فلما حملت به وقعت عليها المحبة لها وقالت لها القابلة :ما لك يا بنيّة تصفرّين وتذوبين؟ قالت :لا تلوميني فاني اذا ولدت اُخذ ولدي فذبح قالت: لاتحزني فاني سوف اكتم عليك فلما ولدت حملته فأدخلته المخدع واصلحت امره ثم خرجت الى الحرس وكانوا على الباب فقالت :انصرفوا فانه خرج دم متقطع فانصرفوا فأرضعته فلما خافت عليه اوحي الله اليها ان اعملي التابوت ثم اجعليه فيه ثم اخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر فوضعته في الماء فجعل يرجع اليها وهي تدفعه في الغمر فضربته الريح فهمّت ان تصيح فربط الله على قلبها وقالت امراة فرعون :انها ايام الربيع فاضرب لي قبة على شط النيل حتى اتنزه ففعل واقبل التابوت يريدها فأخذته فاذا فيه غلام من اجمل الناس فوقعت عليه منها محبة وقالت:هذا ابني وقالت لفرعون :اني اصبت غلاما طيبا حلوا نتخذه ولدا فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله فلم تزل به حتى رَضِيَ فلما سمع الناس ان الملك قد تبنّى ابنا لم يبقى احد من رؤساء اصحابه الا بعث اليه امراته لتكون له ظئراً فلم ياخذ من امراة منهن ثدياً فقالت ام موسى لاُخته :انظري اترين له اثرا فأتت باب الملك فقالت :بلغني انكم تطلبون ظئراً وها هنا امراة صالحة تأخذ ولدكم وتكفله لكم فقال الملك :ادخلوها فوضعته في حجرها ثم القمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه فلما عرف فرعون انها من بني اسرائيل قال:هذا مما لايكون الغلام والظئر من بني اسرائيل فلم تزل امراته تكلّمه فيه وتقول :ما تخاف من هذا الغلام انما هو ابنك ينشأ في حجرك حتى قلبته عن رأيه وكتمت امه خبره واخته والقابلة فلم تعلم به بنو اسرائيل وكانوا يطلبونه ويسألون عنه فعمي عليهم خبره وبلغ فرعون انهم يطلبونه فزاد في العذاب عليهم وفرّق بينهم ونهاهم عن الاخبار به والسؤال عنه}
قال في الرواية الاولى: ووقعت الغيبة والشدة ببني اسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم اربعمئة سنة حتى اذا بُشّروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون الى احاديثه فاستتر فراسلوه فخرج بهم الى بعض الصحارى وجلس يحدّثهم حديث القائم ونعته وقُرب الامر وكانت ليلة قمراء فبينما هم كذلك اذ طلع عليهم موسى وهو حدث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه اليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خزّ فعرفه الفقيه بالنعت فانكب الفقيه على قدميه وقال:الحمد لله الذي لم يمتني حتى ارانيك وعلم الشيعة انه صاحبهم فسجدوا شكرا لله فلم يزدهم على ان قال :ارجو ان يعجل الله فرجكم ثم غاب وخرج الى مَدْين فاقام عند شعيب فكانت الغيبة الثانية اشد عليهم من الاولى وكانت نيفاً وخمسين سنة واشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه فبعثوا اليه فطيّب قلوبهم واعلمهم ان الله عز وجل اوحى اليه انه مفرج عنهم بعد اربعين سنة فحمدوا الله فأنقصها الله الى ثلاثين فقالوا :كل نعمة فمن الله فجعلها عشرين فقالوا:لا ياتي بالخير الا الله فجعلها عشرا فقالوا :لايصرف الشر الا الله ,فاوحى الله اليه :قل لهم لاترجعوا فقد اذنت في فرجكم فبينما هم كذلك اذ طلع موسى راكبا حمارا فسلم عليهم فقال له الفقيه :ما اسمك ؟ قال: موسى قال ابن مَن؟ قال:ابن عمران قال ابن مَن ؟ قال:ابن فاهت بن لاوي بن يعقوب قال بِمَ جئت؟ قال:بالرسالة من عند الله عز وجل فقام اليه فقبل يده ثم جلس بينهم وطيّب نفوسهم وامرهم امره ثم فرقهم وكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون اربعون سنة (2)
1- اكمال الدين 145 –الباب 7 –ح12
2- اكمال الدين واتمام النعمة 1: 145 -147 باب 6
(اهل البيت من كتاب اعيان الشيعة –الجزء 5)
روى الصدوق بسنده عن سيد العابدين عن ابيه سيد الشهداء عن ابيه سيد الوصيين (1) عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) :{ان يوسف لما حضرته الوفاة جمع شيعته واهل بيته واخبرهم بشدّة تنالهم يقتل فيها الرجال وتشقّ بطون الحُبالى وتذبح الاطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب وهو رجل اسمر طويل}
وفي رواية عن الصادق (عليه السلام):انه قال لهم:{ان هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومو نكم سوء العذاب وانما ينجيكم الله من ايديهم برجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران غلام طويل جعد آدم فجعل الرجل من بني اسرائيل يسمى ابنه عمران ويسمي عمران ابنه موسى}
وفي رواية عن الباقر (عليه السلام):{انه ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذّابا كلهم يدّعي انه موسى بن عمران فبلغ فرعون انهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام وقال له كهنته :هلاك دينك وقومك على يديّ هذا الغلام الذي يولد العام في بني اسرائيل فوضع القوابل على النساء وقال:لا يولد العام غلام الا ذبح ووضع على ام موسى قابلة فلما حملت به وقعت عليها المحبة لها وقالت لها القابلة :ما لك يا بنيّة تصفرّين وتذوبين؟ قالت :لا تلوميني فاني اذا ولدت اُخذ ولدي فذبح قالت: لاتحزني فاني سوف اكتم عليك فلما ولدت حملته فأدخلته المخدع واصلحت امره ثم خرجت الى الحرس وكانوا على الباب فقالت :انصرفوا فانه خرج دم متقطع فانصرفوا فأرضعته فلما خافت عليه اوحي الله اليها ان اعملي التابوت ثم اجعليه فيه ثم اخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر فوضعته في الماء فجعل يرجع اليها وهي تدفعه في الغمر فضربته الريح فهمّت ان تصيح فربط الله على قلبها وقالت امراة فرعون :انها ايام الربيع فاضرب لي قبة على شط النيل حتى اتنزه ففعل واقبل التابوت يريدها فأخذته فاذا فيه غلام من اجمل الناس فوقعت عليه منها محبة وقالت:هذا ابني وقالت لفرعون :اني اصبت غلاما طيبا حلوا نتخذه ولدا فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله فلم تزل به حتى رَضِيَ فلما سمع الناس ان الملك قد تبنّى ابنا لم يبقى احد من رؤساء اصحابه الا بعث اليه امراته لتكون له ظئراً فلم ياخذ من امراة منهن ثدياً فقالت ام موسى لاُخته :انظري اترين له اثرا فأتت باب الملك فقالت :بلغني انكم تطلبون ظئراً وها هنا امراة صالحة تأخذ ولدكم وتكفله لكم فقال الملك :ادخلوها فوضعته في حجرها ثم القمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه فلما عرف فرعون انها من بني اسرائيل قال:هذا مما لايكون الغلام والظئر من بني اسرائيل فلم تزل امراته تكلّمه فيه وتقول :ما تخاف من هذا الغلام انما هو ابنك ينشأ في حجرك حتى قلبته عن رأيه وكتمت امه خبره واخته والقابلة فلم تعلم به بنو اسرائيل وكانوا يطلبونه ويسألون عنه فعمي عليهم خبره وبلغ فرعون انهم يطلبونه فزاد في العذاب عليهم وفرّق بينهم ونهاهم عن الاخبار به والسؤال عنه}
قال في الرواية الاولى: ووقعت الغيبة والشدة ببني اسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم اربعمئة سنة حتى اذا بُشّروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون الى احاديثه فاستتر فراسلوه فخرج بهم الى بعض الصحارى وجلس يحدّثهم حديث القائم ونعته وقُرب الامر وكانت ليلة قمراء فبينما هم كذلك اذ طلع عليهم موسى وهو حدث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه اليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خزّ فعرفه الفقيه بالنعت فانكب الفقيه على قدميه وقال:الحمد لله الذي لم يمتني حتى ارانيك وعلم الشيعة انه صاحبهم فسجدوا شكرا لله فلم يزدهم على ان قال :ارجو ان يعجل الله فرجكم ثم غاب وخرج الى مَدْين فاقام عند شعيب فكانت الغيبة الثانية اشد عليهم من الاولى وكانت نيفاً وخمسين سنة واشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه فبعثوا اليه فطيّب قلوبهم واعلمهم ان الله عز وجل اوحى اليه انه مفرج عنهم بعد اربعين سنة فحمدوا الله فأنقصها الله الى ثلاثين فقالوا :كل نعمة فمن الله فجعلها عشرين فقالوا:لا ياتي بالخير الا الله فجعلها عشرا فقالوا :لايصرف الشر الا الله ,فاوحى الله اليه :قل لهم لاترجعوا فقد اذنت في فرجكم فبينما هم كذلك اذ طلع موسى راكبا حمارا فسلم عليهم فقال له الفقيه :ما اسمك ؟ قال: موسى قال ابن مَن؟ قال:ابن عمران قال ابن مَن ؟ قال:ابن فاهت بن لاوي بن يعقوب قال بِمَ جئت؟ قال:بالرسالة من عند الله عز وجل فقام اليه فقبل يده ثم جلس بينهم وطيّب نفوسهم وامرهم امره ثم فرقهم وكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون اربعون سنة (2)
1- اكمال الدين 145 –الباب 7 –ح12
2- اكمال الدين واتمام النعمة 1: 145 -147 باب 6
(اهل البيت من كتاب اعيان الشيعة –الجزء 5)
تعليق