بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين
وأفضل الصلاة والتسليم على حبيب ربِّ العالمين ابي القاسم محمد وىله الغر الميامين
قال الامام الصادق عليه السلام: )) ان الله قدر على نفسه ان من زار الحسين بهذه الزيارة من بعد او قرب فان حاجته مقضية ولايخيبه الله واعطي مراده اي شيء كان وشفعته الزيارة في مسالته بالغة ما بلغت((
سند زيارة عاشوراء
هي من الاحادیث القدسیّة المعروفة و المشهورة (زیارة عاشورا) ،
ومعنى الحديث القدسي
قال العلامة المحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني في بيان الحديث القُدسي
: " الحديث القدسي : هو كلام الله المنزل ـ لا على وجه الإعجاز ـ الذي حكاه أحد الأنبياء أو أحد الأوصياء ، مثل ما رُوي أن الله تعالى قال : " الصوم لي و أنا اُجزي به " .
يقول العلامة الشهيد السيد حسن الشيرازي ( رحمه الله ) في الحديث القُدسي :
أصبح الحديث القدسي صِنوَ القرآن ، الذي جاء ليؤدّي دور القرآن في أمم قد خلت من قبل ، و ليكمل مسؤولية القرآن في خير أمة أخرجت للناس
المصدر: مركز الإشعاع الإسلامي
تعتبر ثنائية النص الديني لاننا نعتقد ان كلام المعصوم انما هو بيان لكلام الله سبحانه وتعالى فهم عن الله يؤدون وبحكمه يحكمون ( الايات والروايات ) مصدرا مهما من مصادر الوعي والمعرفة وبناء الفرد والمجتمع .
وتاتي اهمية النص الديني من جهة كونه في مرتبة بعيدة عن الشك والريب قال تعالى ( الم ذلك الكتاب لاريب فيه ). اضافة الى كونه يمثل حالة الوسطية والاعتدال ونقطة التوازن الوسطى التي يرجع اليها الانسان لمعرفة اتجاه سيره بالاتجاه الذي حددته بوصلة الدين الإسلامي . قال الامام امير المؤمنين ـ ع ـ (نحن النمرقة الوسطى بها يلحق التالي ، واليها يرجع الغالي ) .
اضافة الى التوجيه الواضح والصريح من النبي ــ ص ــ بضرورة التمسك بهما وعدم الافتراق عنهما . وكما في في قوله (ص) (((إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ))) .
· مستويات التمسك بالايات والروايات
لما كانت العديد من النصوص الدينية تشير الى وحدة الجوهر بين النصين القراني والروائي ــ بالرغم من تعددية المصدر ــ لذا فان تحديد مستويات التمسك بالنص القراني يمكن ان تشكل لنا مسارا ومنهجا نحدد من خلاله مستويات بالنص الروائي .
ونحن من خلال مراجعة النص القراني ذاته نجد انه يحدد لنا اكثر من مستوى في مجال التمسك بالقران كما يلي .
المستوى الاول :
مستوى القراءة والتلاوة
قال تعالى ( علم ان سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله واخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤا ما تيسر منه ) سورة المزمل . الاية 20.
المستوى الثاني :
مستوى التـأمل والتدبر
قال تعالى ( أفلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها )
سورة محمد ـ ص ـ الاية 24.
ثم ان لكل مستوى من هذه المستويات انعكاساته الخاصة على شخصية الانسان ، ففي الوقت الذي تنعكس فيه اثار قراءة الزيارة والدعاء على الجانب الروحي او العاطفي لدى الانسان ، فان المستوى الثاني ( التدبر ) ينعكس بصورة واضحة وجلية على شخصية الانسان من الناحية الفكرية ومن زواية عدة منها :
1- اضافة جملة من الالفاظ والمصطلحات التي قد لايكون مسبوقا بها الى قاموسه اللفظي ورصيده الكلامي .
2- تزويده بجملة من المقدمات والنتائج التي يمكن ان تشكل مادة علمية وفكرية تساهم في بناء منظومته العقائدية بل والدفاع عنها .
ومن خلال هذه الدراسة البسيطة نضع بين ايدينا نصا من النصوص الروائية وهو زيارة عاشوراء وتحديدا عند المقطع الذي يعطينا المدى الحقيقي لمساحة جريمة قتل الحسين (عليه السلام) (( مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السموات .ليكون نموذجا تطبيقا لمستويات التمسك بالنص الديني ( الروائي ) . وسيكون الحديث عن المستوى الاول بشيء من الاجمال ،والثاني بشيء من التفصيل .
· المستوى الاول : القراءة .
تعتبر زيارة عاشوراء احدى اهم واعظم زيارات الامام الحسين ( عليه السلام ) ،
وتاتي هذه الاهمية والعظمة لها في سياق العديد من روايات اهل البيت ( عليهم السلام ) التي تدعو الى المواظبة على قراءتها بل ويرى بعض الاعلام من علماء الاخلاق جعلها جزءا من البرنامج اليومي لكل من اراد الوصول الى الدرجات العليا من الكمال الوحي والاخلاقي ، افرادا كانوا او جماعات .
ومن الروايات التي تشير الى اهمية هذه الزيارة وضرورة المواظبة عليها ما رواه علقمة بن محمد الحضرميوهو الراوي لهذه الزيارة والدعاء الذي يُقرأ بعدها والمعروف باسم ( دعاء علقمة )
عن الامام الباقر ( عليه السلام ) ـــــ "عن ابي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : من اراد زيارة الحسين بن علي بن ابي طالب ( عليهما السلام ) يوم عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من المحرم ، فيظل فيه باكيا متفجعا حزينا ، لقي الله عز وجل بثواب الفي حجة والفي عمرة والفي غزوة ، ثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله ( صلى الله عليه واله ) ومع الائمة ( صلوات الله عليهم اجمعين) ........
قال علقمة بن محمد الحضرمي ، عن ابي جعفر ( عليه السلام ) : ان استطعت يا علقمة ان تزور في كل يوم ، بهذه الزيارة في دارك وناحيتك حيث كنت من البلاد في ارض الله فافعل ذلك ، ولك ثواب جميع ذلك ، فاجتهدوا في الدعاء على قاتله وعدوه ، ويكون في صدر النهار قبل الزوال" .
· المستوى الثاني : التدبر .
سيكون الحديث عن هذا المستوى في ضمن النقاط التالية :
الاولى : ابعاد التاكيد على زيارة عاشوراء
لاشك في ان تاكيد اهل البيت ( عليهم السلام ) وبحسب ما نجده في كتب اعلام مذهب اهل البيت (عليهم السلام ) ينطلق من تعددية الابعاد التي تتعرض اليها هذه الزيارة .سواء على صعيد البعد الانساني او البعد العقائدي او البعد الاجتماعي او البعد السياسي او غيرها.
ان عاشوراء لم تكن في يوم من الايام معركة بين الحسين ويزيد ابدا ، بل انها انها كانت نموذجا للصراع الدائم والمستمر بين قيم الحق والباطل. وبالتالي فان عاشوراء ما هي الا نموذجا من نماذج الصراع الذي ينقله القران الكريم في العديد من قصصه التي تصور لنا صراع الانبياء مع الطغاة .
ان عاشوراء لم تكن في يوم من الايام جاءت لتبلور رايا محليا يختص بمن يؤمن ويعتقد باهل البيت (عليهم السلام ) فقط ، بل جاءت في سياق الارادة الالهية الداعية الى تاسيس موقف عام ، وراي عالمي ضد الباطل وبجميع صوره يقوم على اساسين :
الاول : التولي لمشروع الاصلاح الحسيني .
تعد زيارة عاشوراء واحدة من الوثائق المهمة التي تبرز الموقف الالهي من واقعة الطف ، فهي تاتي في سياق التاسيس لراي عام مؤيد لموقف الحسين ( عليه السلام ) عندما انحصرت الخيارات لديه (عليه السلام ) بين خياري الحرب او البيعة ليزيد ، ونظرا لاستحالة اعطاء البيعة ليزيد من شخص كالحسين ( عليه السلام ) الذي قال ( مثلي لايبايع مثله ) فقد كان خيار الحرب هو الخيار الوحيد الذي لابد ان يتخذه الامام ( عليه السلام) ،
بل ان مقتضى الانصاف في تقييم هذا الموقف من الامام (عليه السلام) نجزم بانه لايمكن ان نطلق عليه موقف اختياري بل انه عين الاضطرار والانحصار في خيار الحرب ، وهذا ما بينه الامام الحسين ( عليه السلام ) بقوله "الا وان الدعي بن الدعي قد تركني بين السلة والذلة وهيهات له ذلك مني ، هيهات منا الذلة ابى الله لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طهرت وجدود طابت ، ان
نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"
الثاني : التبري من مشروع الفساد الاموي .
يمكن اعتبار زيارة عاشوراء وثيقة ادانة لمنهج العنف وممارسته ضد الافراد والمجتمعات ، سواء كان هذا المنهج سلوكا للفرد مثل معاوية ويزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمرا وامثالهم ، او للسلطة من امثال بني امية وال ابي سفيان وال مروان ، بل ان هذه الادانة تطال كل من يتمسك بهذا المنهج ويتعامل به بالقول اوالفعل بل وحتى من يأخذ موقف الحياد منها هذا الموقف اشار اليه الامام زين العابدين عليه السلام في جوابه حول سؤال عن موقف حميد بن مسلم يوم كربلاء الذي كان مجرد ناقلا للاحداث واعتزل القتال بعد ان كان ضمن جيش عمر بن سعد حيث وصفه الامام (عليه السلام) بعد لعنه انه ممن اكثر السواد على معسكر الحسين (عليه السلام)) . ، نتيجة للاثار التي خلفتها ولا تزال تخلفها على المجتمع والدين . فجميع هؤلاء يعتبرون ممن شاركوا في هذه الجريمة وان لم يكونوا يومها في كربلاء ، وبالتالي لابد من اعلان البراءة من الجميع وبنفس المستوى لانهم يشكلون جبهة واحدة للظلم والطغيان في قبال جبهة الحق المتمثلة بالحسين ( عليه السلام ) واهل بيته واصحابه .
من هنا يمكن ان ندرك ابعاد اللعن المستغرق لجميع هذه الفئات في الزيارة المقدسة "ولعن الله امة قتلتكم ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم برئت الى الله واليكم منهم ومن اشياعهم واتباعهم واوليائهم" هذه البراءة التي تكررت اكثر من مرة في هذا النص المبارك فقد جاءت في موضع اخر وليس الاخير "اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعا"
الثالثة : اعتبار قتل الحسين ـ عليه السلام ـ اعظم مصيبة.
جريمة قتل الحسين( عليه السلام ) واحدة من الجرائم التي جاءت في سياق المسلسل الاجرامي الذي بدأ تاريخه مع تاسيس المجتمع البشري قال تعالى ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )
وبالرغم من ان حلقات هذا المسلسل الاجرامي ليست قليلة في كمها او اثارها ، الا انها لم تأخذ هذا الحيز من الاهتمام وهذه المساحة من الاثر بحيث انها يعبر عنها كما جاء التعبير عن جريمة قتل الحسين (عليه السلام) في الزيارة المذكورة بانها ( مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السموات والارض ) .
ان هذا الاهتمام الكبير والواضح لاشك في ان له اسبابه الموضوعية والتي منها :
1- الكيفية التي قتل بها الحسين (عليه السلام) واصحابه حيث كان من النادر ان يقوم القاتل بالتمثيل بجثة الضحية .
2- تعامل الاعلام الاموي مع الامام الحسين (عليه السلام) على انه خارج على طاعة امام زمانه وممن يريد شق صف الامة ، في الوقت الذي تؤكد فيه الروايات على خلاف ذلك كما في الحديث الشريف ( الحسن والحسين امامان قاما او قعدا ) و ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ) وغيرها.
الرابعة : تعريف الحسين من خلال الزيارة .
جاءت الزيارة في اولى فقراتها لتعرف بالحسين ــــ عليه السلام ـــ في ضمن افاق تعريفية تكشف في دلالاتها عمق الامام في مشروع الاصلاح ومكانته منه وانتمائه الفكري والعقائدي اليه. فقالت السلام عليك يا ابا عبد الله ، السلام عليك يا بن رسول الله ، السلام عليك يا بن امير المؤمنين وابن يبد الوصيين ، السلام عليك يا بن فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا ثـــــــــــــار الله وابن ثاره
ان هذه التعريف في الوقت الذي يكشف لنا عن مكانة الامام ــــ عليه السلام ــــ فانه في نفس الوقت يبين لنا عمق الجرح الذي خلفته جريمة بني امية في يوم عاشوراء في مشروع السماء وبالتالي فان السيف الذي قتل به الحسين ــ عليه السلام ـــ في كربلاء قد استطال في الزمان والمكان ليطال اكثر من مرحلة زمنية بل أكثر من شخصية .
المصدر مجلة الفرات
تـأملات فـي زيـارة عـاشـوراء -السيد هاشم العوادي
أسئلة وردود حول أهمية زيارة عاشوراء
ويقول آية الله الشيخ بهجت قدس سره عندما سئل :
توجد قصص وقضايا ترتبط بالأشخاص الذين داوموا على قراءة زيارة عاشوراء، وتوسلوا بهذه الزيارة، ويريد البعض جمع هذه القصص وطباعتها، فما رأيكم في هذا المجال؟
فأجاب قدس سره :
إن فقرات نص زيارة عاشوراء، هي الدالة على عظمة هذه الزيارة، ولا سيما لوحظ ما ورد في سند هذه الزيارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) لصفوان حيث قال له (مضمون الحديث): اقرأ هذه الزيارة والدعاء، وداوم عليها.. فمن قرأ هذه الزيارة ضمنت له أشياء: قبل الله زيارته، شكر الله، قضى الله جميع حاجاته، ولم يخيب أمله، ولم يرد طلبه.
يا صفوان! وجدت هذه الزيارة بهذا المضمون عند أبي، وأبي وجدها عند أبيه، حتى يصل الأمر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو ينقلها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والرسول عن جبرئيل، وجبرئيل عن الله تعالى.. وأقسم الله تعالى أنه من قرأ هذه الزيارة والدعاء، فإنه -تعالى- سيقبل زيارته ودعاءه ويقضي حاجته.
ويستفاد من سند هذه الزيارة، بأن زيارة عاشورا من الأحاديث القدسية، وهذه الأمور هي التي دفعت علماءنا الكبار وأساتذتنا، أن يقيدوا أنفسهم على قراءتها على الرغم من كثرة انشغالاتهم العلمية وكثرة المراجعات إليهم، بحيث أن أستاذنا المرحوم الحاج الشيخ محمد حسين الأصفهاني، طلب من الله -تعالى- أن لا يقبض روحه في آخر عمره، إلا وهو في حالة قراءة زيارة عاشوراء.. فاستجاب الله دعاءه، وقبض الله روحه بعد أن انتهى من قراءة هذه الزيارة.
ما أهمية زيارات الأئمة
السؤال : ما أهمية زيارات الأئمة بشكل عام ؟ ما أهمية زيارة الحسين ، ولمإذا التركيز عليها في كل مناسبة ؟
ما آثار زيارة عاشوراء ؟
هل هنالك كيفية معنية لنيل تلك الآثار ؟
ما سر تكرار اللعن و السلام مئة مرة ؟
الجواب : من سماحة السيّد علي الميلاني
الزيارة هي الحضور عند المزور ، فلما نزور الإمام عليه السلام نكون حاضرين عنده روحاً وجسماً أو روحاً فقط ـ إنْ كانت الزيارة عن بعد ـ وهذا الحضور له آثاره وبركاته التي يشعر بها كلّ زائر ملتفت ، كما هو الحال في زيارة النبي ـ عليه وآله السلام ـ والبيت الحرام ... فإنك إن زرت عبداً صالحاً من الناس العاديّين ؛ فإنّ زيارته تؤثّر فيك ، وتغيّر حالك ، وتذكّر الله ، والعمل الصالح ، واليوم الآخر، فكيف بزيارة البيت أو أحد المعصومين ؟ وزيارة الحسين لها تلك الآثار مضافاً إلى أنّها تذكّرنا بمصابه واستشهاده في سبيل الله والدين وما له من حق على المسلمين ، هذا في زيارته عامّةً ، وفي خصوص زيارة عاشوراء آثار إضافيّة ، فإنّها تقوّي العزم على السير على هداه ، والثبات على طريقته .
المصدر:شبكة رافد الثقافية
قصص في أثار وبركة زيارة عاشوراء
القصة الاول :
قال المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي أعلى الله مقامه :
عندما كنت مشغولا بدراسة العلوم الدينية في سامراء اصيب أهل تلك المدينة بمرض الوباء وكان في كل يوم يموت عدد كثير منهم ، ذات يوم عندما كنت في بيت استاذي المرحوم السيد محمد الفشاركي (أعلى الله مقامه الشريف) وكان هناك عدد من أهل العلم جاء فجأة المرحوم آقا ميرزا محمد تقي الشيرازي وكان من حيث المقام العلمي بدرجة المرحوم آية الله الفشاركي وبدأ بالكلام عن الوباء والطاعون وإن كل الناس معرضون لخطر الموت .
فقال آية الله المرحوم الفشاركي : إذا أصدرت حكما هل ينفذ ؟
ثم قال : هل تعتقدون بأني مجتهد جامع للشرائط ؟
فقال الجالسون : نعم
فقل : إني آمر شيعة سامراء بأن يلتزموا بقراءة زيارة عاشوراء لمدة عشرة أيام ويهدون ثوابها إلى روح نرجس خاتون الطاهرة والدة الإمام الحجة ابن الامام العسكري (عجل الله فرجه الشريف) ويجعلونها شافعه لنا لدى ولدها لأن يشفع لامته عند ربه وإني أضمن لكل من يلتزم بقراءة هذه الزيارة أن لا يصاب بهذا الوباء .
قال : ما إن صدر الحكم ـ ولان الظرف مخيف وخطر ـ أجمع الشيعة المقيمون في سامراء على طاعة الحكم وقراءة الزيارة وبعد قراءة الزيارة فعلا توقفت الاصابات بينما كان كل يوم يموت عدد كبير من أبناء العامة ومن شدة خجلهم يدفنون موتاهم في الليل ..
وقد سأل بعض العامة أبناء الطائعة الشيعية عن سبب توقف التلفات فيهم فقالوا لهم :
قرأنا زيارة عاشوراء فاشتغلوا بقراءة هذه الزيارة المباركة ورفع عنهم البلاء .
القصة الثانية
زيارة عاشوراء وزيادة الرزق
قال العالم الجليل والزاهد العابد الشيخ عبد الجوااد الحائري المازندراني :
جاء شخص الى حضرة شيخ الطائفة المازندراني قدس الله سره العالي يشكو له ضيق المعاش
فال له الشيخ : إذهب إلى ضريح الامام الحسين عليه السلام واقرأ زيارة عاشوراء فسيأتيك رزقك وإذا لم يأتيك إرجع إلي فسأعطيك ما تحتاج إليه
وبعد فترة من الزمن التقيت به فسألته عن حاله
فقال : عندما كنت مشغولا بقراءة الزيارة في حرم الامام أبي الاحرار عليه السلام جاءني رجل وأعطاني مبلغاً من المال ففتحت أمامي أبواب الرزق *
وكم نحن الأن في هذه الظروف الصعيبة محتاجين الى قراءة هذه الزيارة المباركة لرفع هذه الغمة عن هذه الأمة
ولاتزال الغمة الا بظهور صاحب العصر والزمان
عجل الله تعالى فرجه الشريف
لنشرع بقراءتها للتعجيل بفرجه وخروجه عليه السلام
والحمد لله ربِّ العالمين
وأفضل الصلاة والتسليم على حبيب ربِّ العالمين ابي القاسم محمد وىله الغر الميامين
قال الامام الصادق عليه السلام: )) ان الله قدر على نفسه ان من زار الحسين بهذه الزيارة من بعد او قرب فان حاجته مقضية ولايخيبه الله واعطي مراده اي شيء كان وشفعته الزيارة في مسالته بالغة ما بلغت((
سند زيارة عاشوراء
هي من الاحادیث القدسیّة المعروفة و المشهورة (زیارة عاشورا) ،
ومعنى الحديث القدسي
قال العلامة المحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني في بيان الحديث القُدسي
: " الحديث القدسي : هو كلام الله المنزل ـ لا على وجه الإعجاز ـ الذي حكاه أحد الأنبياء أو أحد الأوصياء ، مثل ما رُوي أن الله تعالى قال : " الصوم لي و أنا اُجزي به " .
يقول العلامة الشهيد السيد حسن الشيرازي ( رحمه الله ) في الحديث القُدسي :
أصبح الحديث القدسي صِنوَ القرآن ، الذي جاء ليؤدّي دور القرآن في أمم قد خلت من قبل ، و ليكمل مسؤولية القرآن في خير أمة أخرجت للناس
المصدر: مركز الإشعاع الإسلامي
تعتبر ثنائية النص الديني لاننا نعتقد ان كلام المعصوم انما هو بيان لكلام الله سبحانه وتعالى فهم عن الله يؤدون وبحكمه يحكمون ( الايات والروايات ) مصدرا مهما من مصادر الوعي والمعرفة وبناء الفرد والمجتمع .
وتاتي اهمية النص الديني من جهة كونه في مرتبة بعيدة عن الشك والريب قال تعالى ( الم ذلك الكتاب لاريب فيه ). اضافة الى كونه يمثل حالة الوسطية والاعتدال ونقطة التوازن الوسطى التي يرجع اليها الانسان لمعرفة اتجاه سيره بالاتجاه الذي حددته بوصلة الدين الإسلامي . قال الامام امير المؤمنين ـ ع ـ (نحن النمرقة الوسطى بها يلحق التالي ، واليها يرجع الغالي ) .
اضافة الى التوجيه الواضح والصريح من النبي ــ ص ــ بضرورة التمسك بهما وعدم الافتراق عنهما . وكما في في قوله (ص) (((إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ))) .
· مستويات التمسك بالايات والروايات
لما كانت العديد من النصوص الدينية تشير الى وحدة الجوهر بين النصين القراني والروائي ــ بالرغم من تعددية المصدر ــ لذا فان تحديد مستويات التمسك بالنص القراني يمكن ان تشكل لنا مسارا ومنهجا نحدد من خلاله مستويات بالنص الروائي .
ونحن من خلال مراجعة النص القراني ذاته نجد انه يحدد لنا اكثر من مستوى في مجال التمسك بالقران كما يلي .
المستوى الاول :
مستوى القراءة والتلاوة
قال تعالى ( علم ان سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله واخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤا ما تيسر منه ) سورة المزمل . الاية 20.
المستوى الثاني :
مستوى التـأمل والتدبر
قال تعالى ( أفلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها )
سورة محمد ـ ص ـ الاية 24.
ثم ان لكل مستوى من هذه المستويات انعكاساته الخاصة على شخصية الانسان ، ففي الوقت الذي تنعكس فيه اثار قراءة الزيارة والدعاء على الجانب الروحي او العاطفي لدى الانسان ، فان المستوى الثاني ( التدبر ) ينعكس بصورة واضحة وجلية على شخصية الانسان من الناحية الفكرية ومن زواية عدة منها :
1- اضافة جملة من الالفاظ والمصطلحات التي قد لايكون مسبوقا بها الى قاموسه اللفظي ورصيده الكلامي .
2- تزويده بجملة من المقدمات والنتائج التي يمكن ان تشكل مادة علمية وفكرية تساهم في بناء منظومته العقائدية بل والدفاع عنها .
ومن خلال هذه الدراسة البسيطة نضع بين ايدينا نصا من النصوص الروائية وهو زيارة عاشوراء وتحديدا عند المقطع الذي يعطينا المدى الحقيقي لمساحة جريمة قتل الحسين (عليه السلام) (( مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السموات .ليكون نموذجا تطبيقا لمستويات التمسك بالنص الديني ( الروائي ) . وسيكون الحديث عن المستوى الاول بشيء من الاجمال ،والثاني بشيء من التفصيل .
· المستوى الاول : القراءة .
تعتبر زيارة عاشوراء احدى اهم واعظم زيارات الامام الحسين ( عليه السلام ) ،
وتاتي هذه الاهمية والعظمة لها في سياق العديد من روايات اهل البيت ( عليهم السلام ) التي تدعو الى المواظبة على قراءتها بل ويرى بعض الاعلام من علماء الاخلاق جعلها جزءا من البرنامج اليومي لكل من اراد الوصول الى الدرجات العليا من الكمال الوحي والاخلاقي ، افرادا كانوا او جماعات .
ومن الروايات التي تشير الى اهمية هذه الزيارة وضرورة المواظبة عليها ما رواه علقمة بن محمد الحضرميوهو الراوي لهذه الزيارة والدعاء الذي يُقرأ بعدها والمعروف باسم ( دعاء علقمة )
عن الامام الباقر ( عليه السلام ) ـــــ "عن ابي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : من اراد زيارة الحسين بن علي بن ابي طالب ( عليهما السلام ) يوم عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من المحرم ، فيظل فيه باكيا متفجعا حزينا ، لقي الله عز وجل بثواب الفي حجة والفي عمرة والفي غزوة ، ثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله ( صلى الله عليه واله ) ومع الائمة ( صلوات الله عليهم اجمعين) ........
قال علقمة بن محمد الحضرمي ، عن ابي جعفر ( عليه السلام ) : ان استطعت يا علقمة ان تزور في كل يوم ، بهذه الزيارة في دارك وناحيتك حيث كنت من البلاد في ارض الله فافعل ذلك ، ولك ثواب جميع ذلك ، فاجتهدوا في الدعاء على قاتله وعدوه ، ويكون في صدر النهار قبل الزوال" .
· المستوى الثاني : التدبر .
سيكون الحديث عن هذا المستوى في ضمن النقاط التالية :
الاولى : ابعاد التاكيد على زيارة عاشوراء
لاشك في ان تاكيد اهل البيت ( عليهم السلام ) وبحسب ما نجده في كتب اعلام مذهب اهل البيت (عليهم السلام ) ينطلق من تعددية الابعاد التي تتعرض اليها هذه الزيارة .سواء على صعيد البعد الانساني او البعد العقائدي او البعد الاجتماعي او البعد السياسي او غيرها.
ان عاشوراء لم تكن في يوم من الايام معركة بين الحسين ويزيد ابدا ، بل انها انها كانت نموذجا للصراع الدائم والمستمر بين قيم الحق والباطل. وبالتالي فان عاشوراء ما هي الا نموذجا من نماذج الصراع الذي ينقله القران الكريم في العديد من قصصه التي تصور لنا صراع الانبياء مع الطغاة .
ان عاشوراء لم تكن في يوم من الايام جاءت لتبلور رايا محليا يختص بمن يؤمن ويعتقد باهل البيت (عليهم السلام ) فقط ، بل جاءت في سياق الارادة الالهية الداعية الى تاسيس موقف عام ، وراي عالمي ضد الباطل وبجميع صوره يقوم على اساسين :
الاول : التولي لمشروع الاصلاح الحسيني .
تعد زيارة عاشوراء واحدة من الوثائق المهمة التي تبرز الموقف الالهي من واقعة الطف ، فهي تاتي في سياق التاسيس لراي عام مؤيد لموقف الحسين ( عليه السلام ) عندما انحصرت الخيارات لديه (عليه السلام ) بين خياري الحرب او البيعة ليزيد ، ونظرا لاستحالة اعطاء البيعة ليزيد من شخص كالحسين ( عليه السلام ) الذي قال ( مثلي لايبايع مثله ) فقد كان خيار الحرب هو الخيار الوحيد الذي لابد ان يتخذه الامام ( عليه السلام) ،
بل ان مقتضى الانصاف في تقييم هذا الموقف من الامام (عليه السلام) نجزم بانه لايمكن ان نطلق عليه موقف اختياري بل انه عين الاضطرار والانحصار في خيار الحرب ، وهذا ما بينه الامام الحسين ( عليه السلام ) بقوله "الا وان الدعي بن الدعي قد تركني بين السلة والذلة وهيهات له ذلك مني ، هيهات منا الذلة ابى الله لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طهرت وجدود طابت ، ان
نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"
الثاني : التبري من مشروع الفساد الاموي .
يمكن اعتبار زيارة عاشوراء وثيقة ادانة لمنهج العنف وممارسته ضد الافراد والمجتمعات ، سواء كان هذا المنهج سلوكا للفرد مثل معاوية ويزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمرا وامثالهم ، او للسلطة من امثال بني امية وال ابي سفيان وال مروان ، بل ان هذه الادانة تطال كل من يتمسك بهذا المنهج ويتعامل به بالقول اوالفعل بل وحتى من يأخذ موقف الحياد منها هذا الموقف اشار اليه الامام زين العابدين عليه السلام في جوابه حول سؤال عن موقف حميد بن مسلم يوم كربلاء الذي كان مجرد ناقلا للاحداث واعتزل القتال بعد ان كان ضمن جيش عمر بن سعد حيث وصفه الامام (عليه السلام) بعد لعنه انه ممن اكثر السواد على معسكر الحسين (عليه السلام)) . ، نتيجة للاثار التي خلفتها ولا تزال تخلفها على المجتمع والدين . فجميع هؤلاء يعتبرون ممن شاركوا في هذه الجريمة وان لم يكونوا يومها في كربلاء ، وبالتالي لابد من اعلان البراءة من الجميع وبنفس المستوى لانهم يشكلون جبهة واحدة للظلم والطغيان في قبال جبهة الحق المتمثلة بالحسين ( عليه السلام ) واهل بيته واصحابه .
من هنا يمكن ان ندرك ابعاد اللعن المستغرق لجميع هذه الفئات في الزيارة المقدسة "ولعن الله امة قتلتكم ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم برئت الى الله واليكم منهم ومن اشياعهم واتباعهم واوليائهم" هذه البراءة التي تكررت اكثر من مرة في هذا النص المبارك فقد جاءت في موضع اخر وليس الاخير "اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعا"
الثالثة : اعتبار قتل الحسين ـ عليه السلام ـ اعظم مصيبة.
جريمة قتل الحسين( عليه السلام ) واحدة من الجرائم التي جاءت في سياق المسلسل الاجرامي الذي بدأ تاريخه مع تاسيس المجتمع البشري قال تعالى ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )
وبالرغم من ان حلقات هذا المسلسل الاجرامي ليست قليلة في كمها او اثارها ، الا انها لم تأخذ هذا الحيز من الاهتمام وهذه المساحة من الاثر بحيث انها يعبر عنها كما جاء التعبير عن جريمة قتل الحسين (عليه السلام) في الزيارة المذكورة بانها ( مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السموات والارض ) .
ان هذا الاهتمام الكبير والواضح لاشك في ان له اسبابه الموضوعية والتي منها :
1- الكيفية التي قتل بها الحسين (عليه السلام) واصحابه حيث كان من النادر ان يقوم القاتل بالتمثيل بجثة الضحية .
2- تعامل الاعلام الاموي مع الامام الحسين (عليه السلام) على انه خارج على طاعة امام زمانه وممن يريد شق صف الامة ، في الوقت الذي تؤكد فيه الروايات على خلاف ذلك كما في الحديث الشريف ( الحسن والحسين امامان قاما او قعدا ) و ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ) وغيرها.
الرابعة : تعريف الحسين من خلال الزيارة .
جاءت الزيارة في اولى فقراتها لتعرف بالحسين ــــ عليه السلام ـــ في ضمن افاق تعريفية تكشف في دلالاتها عمق الامام في مشروع الاصلاح ومكانته منه وانتمائه الفكري والعقائدي اليه. فقالت السلام عليك يا ابا عبد الله ، السلام عليك يا بن رسول الله ، السلام عليك يا بن امير المؤمنين وابن يبد الوصيين ، السلام عليك يا بن فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا ثـــــــــــــار الله وابن ثاره
ان هذه التعريف في الوقت الذي يكشف لنا عن مكانة الامام ــــ عليه السلام ــــ فانه في نفس الوقت يبين لنا عمق الجرح الذي خلفته جريمة بني امية في يوم عاشوراء في مشروع السماء وبالتالي فان السيف الذي قتل به الحسين ــ عليه السلام ـــ في كربلاء قد استطال في الزمان والمكان ليطال اكثر من مرحلة زمنية بل أكثر من شخصية .
المصدر مجلة الفرات
تـأملات فـي زيـارة عـاشـوراء -السيد هاشم العوادي
أسئلة وردود حول أهمية زيارة عاشوراء
ويقول آية الله الشيخ بهجت قدس سره عندما سئل :
توجد قصص وقضايا ترتبط بالأشخاص الذين داوموا على قراءة زيارة عاشوراء، وتوسلوا بهذه الزيارة، ويريد البعض جمع هذه القصص وطباعتها، فما رأيكم في هذا المجال؟
فأجاب قدس سره :
إن فقرات نص زيارة عاشوراء، هي الدالة على عظمة هذه الزيارة، ولا سيما لوحظ ما ورد في سند هذه الزيارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) لصفوان حيث قال له (مضمون الحديث): اقرأ هذه الزيارة والدعاء، وداوم عليها.. فمن قرأ هذه الزيارة ضمنت له أشياء: قبل الله زيارته، شكر الله، قضى الله جميع حاجاته، ولم يخيب أمله، ولم يرد طلبه.
يا صفوان! وجدت هذه الزيارة بهذا المضمون عند أبي، وأبي وجدها عند أبيه، حتى يصل الأمر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو ينقلها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والرسول عن جبرئيل، وجبرئيل عن الله تعالى.. وأقسم الله تعالى أنه من قرأ هذه الزيارة والدعاء، فإنه -تعالى- سيقبل زيارته ودعاءه ويقضي حاجته.
ويستفاد من سند هذه الزيارة، بأن زيارة عاشورا من الأحاديث القدسية، وهذه الأمور هي التي دفعت علماءنا الكبار وأساتذتنا، أن يقيدوا أنفسهم على قراءتها على الرغم من كثرة انشغالاتهم العلمية وكثرة المراجعات إليهم، بحيث أن أستاذنا المرحوم الحاج الشيخ محمد حسين الأصفهاني، طلب من الله -تعالى- أن لا يقبض روحه في آخر عمره، إلا وهو في حالة قراءة زيارة عاشوراء.. فاستجاب الله دعاءه، وقبض الله روحه بعد أن انتهى من قراءة هذه الزيارة.
ما أهمية زيارات الأئمة
السؤال : ما أهمية زيارات الأئمة بشكل عام ؟ ما أهمية زيارة الحسين ، ولمإذا التركيز عليها في كل مناسبة ؟
ما آثار زيارة عاشوراء ؟
هل هنالك كيفية معنية لنيل تلك الآثار ؟
ما سر تكرار اللعن و السلام مئة مرة ؟
الجواب : من سماحة السيّد علي الميلاني
الزيارة هي الحضور عند المزور ، فلما نزور الإمام عليه السلام نكون حاضرين عنده روحاً وجسماً أو روحاً فقط ـ إنْ كانت الزيارة عن بعد ـ وهذا الحضور له آثاره وبركاته التي يشعر بها كلّ زائر ملتفت ، كما هو الحال في زيارة النبي ـ عليه وآله السلام ـ والبيت الحرام ... فإنك إن زرت عبداً صالحاً من الناس العاديّين ؛ فإنّ زيارته تؤثّر فيك ، وتغيّر حالك ، وتذكّر الله ، والعمل الصالح ، واليوم الآخر، فكيف بزيارة البيت أو أحد المعصومين ؟ وزيارة الحسين لها تلك الآثار مضافاً إلى أنّها تذكّرنا بمصابه واستشهاده في سبيل الله والدين وما له من حق على المسلمين ، هذا في زيارته عامّةً ، وفي خصوص زيارة عاشوراء آثار إضافيّة ، فإنّها تقوّي العزم على السير على هداه ، والثبات على طريقته .
المصدر:شبكة رافد الثقافية
قصص في أثار وبركة زيارة عاشوراء
القصة الاول :
قال المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي أعلى الله مقامه :
عندما كنت مشغولا بدراسة العلوم الدينية في سامراء اصيب أهل تلك المدينة بمرض الوباء وكان في كل يوم يموت عدد كثير منهم ، ذات يوم عندما كنت في بيت استاذي المرحوم السيد محمد الفشاركي (أعلى الله مقامه الشريف) وكان هناك عدد من أهل العلم جاء فجأة المرحوم آقا ميرزا محمد تقي الشيرازي وكان من حيث المقام العلمي بدرجة المرحوم آية الله الفشاركي وبدأ بالكلام عن الوباء والطاعون وإن كل الناس معرضون لخطر الموت .
فقال آية الله المرحوم الفشاركي : إذا أصدرت حكما هل ينفذ ؟
ثم قال : هل تعتقدون بأني مجتهد جامع للشرائط ؟
فقال الجالسون : نعم
فقل : إني آمر شيعة سامراء بأن يلتزموا بقراءة زيارة عاشوراء لمدة عشرة أيام ويهدون ثوابها إلى روح نرجس خاتون الطاهرة والدة الإمام الحجة ابن الامام العسكري (عجل الله فرجه الشريف) ويجعلونها شافعه لنا لدى ولدها لأن يشفع لامته عند ربه وإني أضمن لكل من يلتزم بقراءة هذه الزيارة أن لا يصاب بهذا الوباء .
قال : ما إن صدر الحكم ـ ولان الظرف مخيف وخطر ـ أجمع الشيعة المقيمون في سامراء على طاعة الحكم وقراءة الزيارة وبعد قراءة الزيارة فعلا توقفت الاصابات بينما كان كل يوم يموت عدد كبير من أبناء العامة ومن شدة خجلهم يدفنون موتاهم في الليل ..
وقد سأل بعض العامة أبناء الطائعة الشيعية عن سبب توقف التلفات فيهم فقالوا لهم :
قرأنا زيارة عاشوراء فاشتغلوا بقراءة هذه الزيارة المباركة ورفع عنهم البلاء .
القصة الثانية
زيارة عاشوراء وزيادة الرزق
قال العالم الجليل والزاهد العابد الشيخ عبد الجوااد الحائري المازندراني :
جاء شخص الى حضرة شيخ الطائفة المازندراني قدس الله سره العالي يشكو له ضيق المعاش
فال له الشيخ : إذهب إلى ضريح الامام الحسين عليه السلام واقرأ زيارة عاشوراء فسيأتيك رزقك وإذا لم يأتيك إرجع إلي فسأعطيك ما تحتاج إليه
وبعد فترة من الزمن التقيت به فسألته عن حاله
فقال : عندما كنت مشغولا بقراءة الزيارة في حرم الامام أبي الاحرار عليه السلام جاءني رجل وأعطاني مبلغاً من المال ففتحت أمامي أبواب الرزق *
وكم نحن الأن في هذه الظروف الصعيبة محتاجين الى قراءة هذه الزيارة المباركة لرفع هذه الغمة عن هذه الأمة
ولاتزال الغمة الا بظهور صاحب العصر والزمان
عجل الله تعالى فرجه الشريف
لنشرع بقراءتها للتعجيل بفرجه وخروجه عليه السلام
تعليق