إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القناعة وعلاقتها بالزهد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القناعة وعلاقتها بالزهد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين

    القناعة وعلاقتها بالزهد

    حدّ القناعة هو الرضا بما دون الكفاية ، والزهد : الاقتصار على الزهيد ، أي القليل ، وهما متقاربان ، وفي الاغلب إنما الزهد هو رفض الامو ر الدنيوية مع القدرة عليها ، وأما القناعة فهي إلزام النفس الصبر عن المشتهيات التي لا يقدر عليها ، وكل زهد حصل عن قناعة فهو تزهد ، وليس بزهد ، وكذلك قال بعض الصوفية : القناعة أول الزهد ، تنبيها على أن الانسان يحتاج أولا إلى قدع نفسه وتخصصه بالقناعة ليسهل عليه تعاطى الزهد ، والقناعة التي هي الغنى بالحقيقة ، لان الناس كلهم فقراء من وجهين : احدهما لافتقارهم إلى الله تعالى كما قال : [يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ][1] .
    والثاني: لكثرة حاجاتهم فأغناهم لا محالة أقلهم حاجة ، ومن سدّ ما يفتقر اليه بالمقتنيات فما في انسدادها مطمع ، وهو كمن يرقع الخرق بالخرق ، ومن يسدها بالاستغناء عنها بقدر وسعه والاقتصار على تناول ضرورياته فهو الغنى المقرب من الله سبحانه ، كما اشار إليه في قصة طالوت : [إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ]
    [2]، قال أصحاب المعاني والباطن: هذه إشارة إلى الدنيا .
    وسُئل أحد الأئمة عليه السلام عن قول الله عز وجل (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)
    [3]، فقال : هي القناعة .
    لا ريب أن الحياة الطيبة هي حياه الغنى ، وقد بينا أن الغنى هو القنوع ، لأنه إذا كان الغنى عدم الحاجة فأغنى الناس أقلهم حاجة إلى الناس ، ولذلك كان الله تعالى أغنى الاغنياء لأنه لا حاجة به إلى شيء ، وعلى هذا دل النبي بقوله صلى الله عليه وآله : (ليس الغنى بكثرة العرض ، إنما الغنى غنى النفس)
    [4] .
    وقال الشاعر :
    فمن أشرب اليأس كان الغني ومن أشرب الحرص كان الفقيرا .
    وقال الشاعر :
    غنى النفس ما يكفيك من سد خلة فان زاد شيئا عاد ذاك الغنى فقرا وقال بعض الحكماء : المخير بين أن يستغني عن الدنيا وبين أن يستغني بالدنيا كالمخير بين أن يكون مالكا أو مملوكا ، ولهذا قال علي عليه السلام : (تعس عبد الدينار والدرهم... تعس فلا انتعش ، وشيك فلا انتقش)
    [5] .
    وقيل لحكيم لم لا تغتم ؟ قال : لأنى لم أتخذ ما يغمني فقده .
    وقال الشاعر :
    فمن سره ألا يرى ما يسوءه فلا يتخذ شيئا يخاف له فقدا .
    وقال أصحاب هذا الشأن : القناعة من وجه صبر ، ومن وجه جود ، لان الجود ضربان : جود بما في يدك منتزعا ، وجود عما في يد غيرك متورعا ، وذلك أشرفهما ، ولا يحصل الزهد في الحقيقة إلا لمن يعرف الدنيا ما هي ، ويعرف عيوبها وآفاتها ، ويعرف الاخرة وافتقاره إليها ، ولا بد في ذلك من العلم ، ألا ترى إلى قوله تعالى : (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ)
    [6]. ولأن الزاهـــد في الدنــيا راغـــب في الاخرة وهو يبيـــعها بها ، كما قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ...)[7] ، والكيس لا يبيع عينا بأثر ، إلّا إذا عرفهما وعرف فضل ما يبتاع على ما يبيع .



    [1] ـ فاطر: 15.

    [2] ـ البقرة: 249.

    [3] ـ النحل: 97.

    [4] ـ البحر المديد ـ سورة التوبة ج3 ص140.

    [5] ـ المجازات النبوية ـ الشريف الرضي : ج1 ص323.

    [6] ـ القصص: 79.

    [7] ـ التوبة: 111.

  • #2
    نعم إيها المبارك فقدوردت أحاديث كثيرة منهاماورد..
    عن عليﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
    ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ،
    ﻭﻋﻤﻞ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ، ﻭﻗﻨﻊ
    ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﻑ ، ﻭﺭﺿﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( - ﻓﻲ
    ﺫﻛﺮ ﺧﺒﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﻷﺭﺕ - : ﻳﺮﺣﻢ
    ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺒﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﻷﺭﺕ ، ﻓﻠﻘﺪ
    ﺃﺳﻠﻢ ﺭﺍﻏﺒﺎ ، ﻭﻫﺎﺟﺮ ﻃﺎﺋﻌﺎ ،
    ﻭﻗﻨﻊ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﻑ، ﻭﺭﺿﻲ ﻋﻦ
    ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻋﺎﺵ ﻣﺠﺎﻫﺪﺍ .
    - ﻭﻗﺎﻝ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( : ﻻ
    ﺗﻜﻦ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﺟﻮ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﻐﻴﺮ
    ﺍﻟﻌﻤﻞ . . . ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
    ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪﻳﻦ ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ
    ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ، ﺇﻥ ﺃﻋﻄﻲ ﻣﻨﻬﺎ
    ﻟﻢ ﻳﺸﺒﻊ ، ﻭﺇﻥ ﻣﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻢ
    ﻳﻘﻨﻊ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﻭﺃﻳﻢ
    ﺍﻟﻠﻪ - ﻳﻤﻴﻨﺎ ﺃﺳﺘﺜﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ
    ﺍﻟﻠﻪ - ﻷﺭﻭﺿﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺭﻳﺎﺿﺔ
    ﺗﻬﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺹ ﺇﺫﺍ
    ﻗﺪﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻄﻌﻮﻣﺎ ، ﻭﺗﻘﻨﻊ
    ﺑﺎﻟﻤﻠﺢ ﻣﺄﺩﻭﻣﺎ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( - ﻓﻲ
    ﺻﻔﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ - : ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ
    ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﺭﺳﻠﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻗﻮﺓ
    ﻓﻲ ﻋﺰﺍﺋﻤﻬﻢ ، ﻭﺿﻌﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ
    ﺗﺮﻯ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺗﻬﻢ ، ﻣﻊ
    ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ
    ﻏﻨﻰ ، ﻭﺧﺼﺎﺻﺔ ﺗﻤﻸ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ
    ﻭﺍﻷﺳﻤﺎﻉ ﺃﺫﻯ
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﺃﻟﻬﻢ
    ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻟﻘﻨﻮﻉ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﻧﻌﻢ
    ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﺍﻧﺘﻘﻢ
    ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻚ ﺑﺎﻟﻘﻨﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﻘﻢ
    ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻙ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺹ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﺃﺷﻜﺮ
    ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻗﻨﻌﻬﻢ ، ﻭﺃﻛﻔﺮﻫﻢ
    ﻟﻠﻨﻌﻢ ﺃﺟﺸﻌﻬﻢ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﻛﻔﻰ
    ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻣﻠﻜﺎ ، ﻭﺑﺤﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ
    ﻧﻌﻴﻤﺎ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﻣﺎ
    ﺃﺣﺴﻦ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻨﻊ
    ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﻳﺠﻮﺩ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﻞ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﻣﻦ
    ﻗﻨﻌﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﻣﻦ
    ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻬﻤﺔ ﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﻣﻦ
    ﻋﺰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( :
    ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺳﻴﻒ ﻻ ﻳﻨﺒﻮ .
    ﻓﺈﻧﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻌﻂ ﺑﻄﻨﻚ ﺳﺆﻟﻪ *
    ﻭﻓﺮﺟﻚ ﻧﺎﻻ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺬﻡ ﺃﺟﻤﻌﺎ
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( :
    ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺗﻐﻨﻲ .
    - ﻭﻗﺎﻝ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( : ﻃﻠﺒﺖ
    ﺍﻟﻐﻨﻰ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ،
    ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺗﺴﺘﻐﻨﻮﺍ

    تعليق

    يعمل...
    X