بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن نضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن الياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.
وأمه: فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه واله ، سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
ابن عساكر في تاريخ دمشققال:
الحسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو عبد الله، سبط رسول الله صلى الله عليه واله وريحانته من الدنيا. حدث عن النبي صلى الله عليه واله وعن أبيه. روى عنه ابنه عليّ بن الحسين وابنته فاطمة وابن أخيه زيد بن الحسن، وشعيب بن خالد وطلحة بن عبيد الله العقيلي ويوسف بن [ ميمون ] الصبّاغ وعبيد ابن حنين، وهمّام بن غالب الفرزدق، وأبو هشام.
وابن عساكر أيضاً في تاريخه تحت الرقم (31) من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (بسنده) عن محمد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة:
الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويكنى أبا عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله ، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. ذكره ابن سعد في الحديث الأول من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من كتاب (الطبقات الكبرى) الجزء الثامن.
اسمه وكنيته وألقابه عليه السلام
اسمه المبارك: (حسين).
وهناك روايات كثيرة ـ سنشير إلى بعضها ـ تدل على أن الله عز وجل هو الذي اختار له هذا الاسم المبارك.
وفي بعض الروايات: إن النبي صلى الله عليه واله انتخب له اسم الحسين.
وفي بعضها: إن (الحسين) اسم من أسماء أهل الجنة.
أما كناه فأشهرها: (أبو عبد الله)، كما في الروايات.
أما ألقابه فـكثيرة منها: (السيّد) و(الولي) و(الوفي) و(المبارك) و(السبط) و(سيد الشهداء) و (شهيد كربلاء) و(المظلوم) و (سيد شباب اهل الجنة) و…
التسمية من السماء
القرماني في أخبار الدول قال: (لما ولد الحسين عليه السلام أخبر النبي صلى الله عليه واله به، فجاءه وأخذه وأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى، وجاء جبرئيل عليه السلام فأمره أن يسميه حسيناً كما جاء في الحسن عليه السلام ).
وهذا ذكره الحضرمي أيضاً في ((وسيلة المآل)).
فرائد السمطين للحمويني: بسنده عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس في حديث قال: (وأوحى الله تعالى إلى جبرئيل عليه السلام أن اهبط إلى نبييّ محمد صلى الله عليه واله في ألف قبيل من الملائكة... أن يهنّئوا محمّداً صلى الله عليه واله بمولوده، وأخبره أنّي قد سميّته الحسين عليه السلام ).
من أسماء أهل الجنة
قال الدولابي: أخبرنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أخبرنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، أخبرنا عمرو بن حريث: عن عمران ابن سليمان، قال: (الحسن والحسين من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية).
ورواه عنه في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من أسد الغابة.
ورواه أحمد بن حنبل تحت الرقم: ((1370)) من كتاب المسند، في مسند علي عليه السلام .
ورواه أيضاً في الحديث: ((337)) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل.
ورواه عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص.
أبو يعلى تحت الرقم: ((238)) من مسند علي عليه السلام من مسنده. قال: حدثنا عيسى بن سالم، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن ابن عقيل، عن محمد بن عليّ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام : (إنه سمّى ابنه الأكبر حمزة وسمّى حسيناً بعمّه جعفر، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه واله عليّاً، فلمّا أتى قال: غيّرت اسم ابنيّ هذين؟ قلت: الله ورسوله أعلم، فسمّى حسناً وحسيناً).
وأخرجه أحمد والبزار من طريقين عن عبد الله بن محمد بن عقيل بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزّار والطبراني، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وباقي رجاله رجال الصحيح.
وروى نحوه الطبراني في المعجم الكبير عن مطين، عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، عن عبيد الله بن عمرو...
ورواه أيضاً البيهقي في كتاب النكاح من السنن الكبرى.
وتحت الرقم (20) من تاريخ دمشق لابن عساكر بسند آخر عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، أنّه حدثه عن علي عليه السلام قال: (لما ولد الحسن سميته حرباً، فقال لي رسول الله صلى الله عليه واله : ما سميته؟ قلت: سميته حرباً. قال: لا ولكن اسمه حسن..
ورواه الطبراني أيضاً تحت الرقم: ((2776)) عن مطين، عن أبي كريب.
وابن عساكر أيضاً في تاريخ دمشق من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام تحت الرقم (22) بسنده عن أبي الخليل عن سلمان عن النبي صلى الله عليه واله أنّه قال: (سميتهما ـ يعني الحسن والحسين ـ بأسماء ابني هارون شبراً وشبيراً).
ورواه أبو أحمد الحاكم في ترجمة أبي الخليل من كتاب الكنى قال بسنده عن أبي الخليل عن سلمان قال: (قال رسول الله صلى الله عليه واله : سمى هارون إبنيه شبراً وشبيراً، وإني سميت إبنيّ الحسن والحسين بما سمى هارون إبنيه شبراً وشبيراً).
ورواه إبن سعد في طبقاته عن أبي الخليل أيضاً قال: عن سلمان عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: (سميتهما بإسمي إبني هارون حسناً وحسيناً سماهما شبراً وشبيراً).
ورواه الطبراني في معجمه عن أبي الخليل عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله : (سميتهما ـ يعني الحسن والحسين ـ بإسم إبني هارون شبراً وشبيراً).
وابن عساكر أيضاً في تاريخه تحت الرقم (24) من ترجمة الإمام الحسين قال بسنده عن ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه: (إن النبي صلى الله عليه واله اشتق من اسم الحسن: الحسين).
وتحت الرقم (25) من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام قال ابن عساكر بسنده عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة، قال: (لما ولدت فاطمة الحسن أتت به النبي صلى الله عليه واله فسماه حسناً، فلما ولدت حسيناً أتت به النبي صلى الله عليه واله فقالت: هذا أحسن من هذا، فشقَّ له من اسمه وقال: هذا حسين).
وفي تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام تحت الرقم (26) قال بسنده: أخبرنا جعفر بن محمد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه واله : (إنه سمى الحسين يوم سابعه، وإنه اشتق من حسن حسيناً، وذكر أنه لم يكن بينهما إلاَّ الحمل).
ان لولادة هذا المولود العظيم بركات عمت الخافقين،لقد ولد من اعطى كل مايملك لخالقه في سبيل
الحفاظ على الدين الحنيف الذي جاء به جده{صلى الله عليه واله}
انه صاحب اعظم ثورة في التاريخ،تلك الثورة المباركة التي ننعم الى اليوم بها
قد يتساءل البعض عن ما الذي يمكننا ان نستفيده من ثورة الحسين؟ وما الدروس والعبر التي يمكن ان نخرج بها من هذه الثورة المباركة لتطبيقها في حياتنا وتعاملاتنا اليومية؟
ثورة الحسين عليه السلام احتوت رسالة ومعنى عظيما لكل انسان على وجه الارض، الا وهي رسالة الاصلاح في امة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد قال: «واني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي صلى الله عليه وسلم واريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر واسير بمسيرة جدي صلى الله عليه وسلم وسيرة ابي علي بن ابي طالب».
لقد كان خروجه التنفيذ العملي لمبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأوضح صوره واشكاله، فكان بحق مدرسة كبرى تعلمت منها الاجيال كيف يجب ان ترفض المنكر وتعارضه، وتدعو الى المعروف، لأن في خلاف ذلك ضياعا للاسلام ولقيمه، وللمجتمع السليم ووجوده، وهذا ما غفلت عن حقيقته الكثير من الجماعات فأصابها الخسران، واحاط بها الظلم والفساد وخسرت كل شيء، بعد ان توهمت انها بسكوتها ورضاها عن واقع الحال الذي تعيشه سوف تبقى لها البقية التي تراها، والفتات الذي تقتات منه، متناسية حقيقة كبرى هي ان الفساد لا يتوقف الا اذا اوقف وجوبه، فهو كالنار التي تزدرد كل شيء امامها وتحيله الى رماد.
لذا وجب علينا كمسلمين ان نتوحد في مواجهة الظلم وعدم الخنوع أو الرضوخ له، وان نرفض المنكر بجميع اشكاله وصوره وان نأمر بالمعروف وندعو للخير ونبدأ بأنفسنا قبل الاخرين، وان نضحي في سبيل ذلك بالغالي والنفيس، فبوحدتنا وتضحيتنا كمسلمين وباتباعنا لاوامر رب العالمين ثم رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وباستفادتنا من دروس وقيم ثورة الحسين عليه السلام ينصلح حال امتنا ويعلو شأنها، ويجب على كل مسلم ان يكون حصنا ودرعا للاسلام في وجه اعدائه ممن يريدون شق صفوفه وتفرقة جمعه وتقطيع اوصاله عن طريق المكائد والدسائس وببث روح الفتنة الطائفية وقانا الله شرها، ولا يمكننا ان نقف في وجه اعداء الاسلام وان نصد كل تلك المكائد والمؤامرات الا بالحفاظ على وحدتنا كمسلمين وان يكون كل مواطن داعيا ومنبرا مناديا للوحدة الوطنية قولا وفعلا.
حفظ الله الاسلام والمسلمين من كل شر ومكروه.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن نضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن الياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.
وأمه: فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه واله ، سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
ابن عساكر في تاريخ دمشققال:
الحسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو عبد الله، سبط رسول الله صلى الله عليه واله وريحانته من الدنيا. حدث عن النبي صلى الله عليه واله وعن أبيه. روى عنه ابنه عليّ بن الحسين وابنته فاطمة وابن أخيه زيد بن الحسن، وشعيب بن خالد وطلحة بن عبيد الله العقيلي ويوسف بن [ ميمون ] الصبّاغ وعبيد ابن حنين، وهمّام بن غالب الفرزدق، وأبو هشام.
وابن عساكر أيضاً في تاريخه تحت الرقم (31) من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (بسنده) عن محمد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة:
الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويكنى أبا عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله ، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. ذكره ابن سعد في الحديث الأول من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من كتاب (الطبقات الكبرى) الجزء الثامن.
اسمه وكنيته وألقابه عليه السلام
اسمه المبارك: (حسين).
وهناك روايات كثيرة ـ سنشير إلى بعضها ـ تدل على أن الله عز وجل هو الذي اختار له هذا الاسم المبارك.
وفي بعض الروايات: إن النبي صلى الله عليه واله انتخب له اسم الحسين.
وفي بعضها: إن (الحسين) اسم من أسماء أهل الجنة.
أما كناه فأشهرها: (أبو عبد الله)، كما في الروايات.
أما ألقابه فـكثيرة منها: (السيّد) و(الولي) و(الوفي) و(المبارك) و(السبط) و(سيد الشهداء) و (شهيد كربلاء) و(المظلوم) و (سيد شباب اهل الجنة) و…
التسمية من السماء
القرماني في أخبار الدول قال: (لما ولد الحسين عليه السلام أخبر النبي صلى الله عليه واله به، فجاءه وأخذه وأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى، وجاء جبرئيل عليه السلام فأمره أن يسميه حسيناً كما جاء في الحسن عليه السلام ).
وهذا ذكره الحضرمي أيضاً في ((وسيلة المآل)).
فرائد السمطين للحمويني: بسنده عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس في حديث قال: (وأوحى الله تعالى إلى جبرئيل عليه السلام أن اهبط إلى نبييّ محمد صلى الله عليه واله في ألف قبيل من الملائكة... أن يهنّئوا محمّداً صلى الله عليه واله بمولوده، وأخبره أنّي قد سميّته الحسين عليه السلام ).
من أسماء أهل الجنة
قال الدولابي: أخبرنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أخبرنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، أخبرنا عمرو بن حريث: عن عمران ابن سليمان، قال: (الحسن والحسين من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية).
ورواه عنه في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من أسد الغابة.
ورواه أحمد بن حنبل تحت الرقم: ((1370)) من كتاب المسند، في مسند علي عليه السلام .
ورواه أيضاً في الحديث: ((337)) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل.
ورواه عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص.
أبو يعلى تحت الرقم: ((238)) من مسند علي عليه السلام من مسنده. قال: حدثنا عيسى بن سالم، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن ابن عقيل، عن محمد بن عليّ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام : (إنه سمّى ابنه الأكبر حمزة وسمّى حسيناً بعمّه جعفر، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه واله عليّاً، فلمّا أتى قال: غيّرت اسم ابنيّ هذين؟ قلت: الله ورسوله أعلم، فسمّى حسناً وحسيناً).
وأخرجه أحمد والبزار من طريقين عن عبد الله بن محمد بن عقيل بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزّار والطبراني، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وباقي رجاله رجال الصحيح.
وروى نحوه الطبراني في المعجم الكبير عن مطين، عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، عن عبيد الله بن عمرو...
ورواه أيضاً البيهقي في كتاب النكاح من السنن الكبرى.
وتحت الرقم (20) من تاريخ دمشق لابن عساكر بسند آخر عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، أنّه حدثه عن علي عليه السلام قال: (لما ولد الحسن سميته حرباً، فقال لي رسول الله صلى الله عليه واله : ما سميته؟ قلت: سميته حرباً. قال: لا ولكن اسمه حسن..
ورواه الطبراني أيضاً تحت الرقم: ((2776)) عن مطين، عن أبي كريب.
وابن عساكر أيضاً في تاريخ دمشق من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام تحت الرقم (22) بسنده عن أبي الخليل عن سلمان عن النبي صلى الله عليه واله أنّه قال: (سميتهما ـ يعني الحسن والحسين ـ بأسماء ابني هارون شبراً وشبيراً).
ورواه أبو أحمد الحاكم في ترجمة أبي الخليل من كتاب الكنى قال بسنده عن أبي الخليل عن سلمان قال: (قال رسول الله صلى الله عليه واله : سمى هارون إبنيه شبراً وشبيراً، وإني سميت إبنيّ الحسن والحسين بما سمى هارون إبنيه شبراً وشبيراً).
ورواه إبن سعد في طبقاته عن أبي الخليل أيضاً قال: عن سلمان عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: (سميتهما بإسمي إبني هارون حسناً وحسيناً سماهما شبراً وشبيراً).
ورواه الطبراني في معجمه عن أبي الخليل عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله : (سميتهما ـ يعني الحسن والحسين ـ بإسم إبني هارون شبراً وشبيراً).
وابن عساكر أيضاً في تاريخه تحت الرقم (24) من ترجمة الإمام الحسين قال بسنده عن ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه: (إن النبي صلى الله عليه واله اشتق من اسم الحسن: الحسين).
وتحت الرقم (25) من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام قال ابن عساكر بسنده عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة، قال: (لما ولدت فاطمة الحسن أتت به النبي صلى الله عليه واله فسماه حسناً، فلما ولدت حسيناً أتت به النبي صلى الله عليه واله فقالت: هذا أحسن من هذا، فشقَّ له من اسمه وقال: هذا حسين).
وفي تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام تحت الرقم (26) قال بسنده: أخبرنا جعفر بن محمد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه واله : (إنه سمى الحسين يوم سابعه، وإنه اشتق من حسن حسيناً، وذكر أنه لم يكن بينهما إلاَّ الحمل).
ان لولادة هذا المولود العظيم بركات عمت الخافقين،لقد ولد من اعطى كل مايملك لخالقه في سبيل
الحفاظ على الدين الحنيف الذي جاء به جده{صلى الله عليه واله}
انه صاحب اعظم ثورة في التاريخ،تلك الثورة المباركة التي ننعم الى اليوم بها
قد يتساءل البعض عن ما الذي يمكننا ان نستفيده من ثورة الحسين؟ وما الدروس والعبر التي يمكن ان نخرج بها من هذه الثورة المباركة لتطبيقها في حياتنا وتعاملاتنا اليومية؟
ثورة الحسين عليه السلام احتوت رسالة ومعنى عظيما لكل انسان على وجه الارض، الا وهي رسالة الاصلاح في امة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد قال: «واني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي صلى الله عليه وسلم واريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر واسير بمسيرة جدي صلى الله عليه وسلم وسيرة ابي علي بن ابي طالب».
لقد كان خروجه التنفيذ العملي لمبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأوضح صوره واشكاله، فكان بحق مدرسة كبرى تعلمت منها الاجيال كيف يجب ان ترفض المنكر وتعارضه، وتدعو الى المعروف، لأن في خلاف ذلك ضياعا للاسلام ولقيمه، وللمجتمع السليم ووجوده، وهذا ما غفلت عن حقيقته الكثير من الجماعات فأصابها الخسران، واحاط بها الظلم والفساد وخسرت كل شيء، بعد ان توهمت انها بسكوتها ورضاها عن واقع الحال الذي تعيشه سوف تبقى لها البقية التي تراها، والفتات الذي تقتات منه، متناسية حقيقة كبرى هي ان الفساد لا يتوقف الا اذا اوقف وجوبه، فهو كالنار التي تزدرد كل شيء امامها وتحيله الى رماد.
لذا وجب علينا كمسلمين ان نتوحد في مواجهة الظلم وعدم الخنوع أو الرضوخ له، وان نرفض المنكر بجميع اشكاله وصوره وان نأمر بالمعروف وندعو للخير ونبدأ بأنفسنا قبل الاخرين، وان نضحي في سبيل ذلك بالغالي والنفيس، فبوحدتنا وتضحيتنا كمسلمين وباتباعنا لاوامر رب العالمين ثم رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وباستفادتنا من دروس وقيم ثورة الحسين عليه السلام ينصلح حال امتنا ويعلو شأنها، ويجب على كل مسلم ان يكون حصنا ودرعا للاسلام في وجه اعدائه ممن يريدون شق صفوفه وتفرقة جمعه وتقطيع اوصاله عن طريق المكائد والدسائس وببث روح الفتنة الطائفية وقانا الله شرها، ولا يمكننا ان نقف في وجه اعداء الاسلام وان نصد كل تلك المكائد والمؤامرات الا بالحفاظ على وحدتنا كمسلمين وان يكون كل مواطن داعيا ومنبرا مناديا للوحدة الوطنية قولا وفعلا.
حفظ الله الاسلام والمسلمين من كل شر ومكروه.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
تعليق