بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
موقعة خيبر
وهي مركزية اليهود الحصينة ، وقد حصنها اليهود وجمعوا فيها قوتهم وجعلوها مركزا لإدارة دسائسهم وكيدهم وعدائهم . وكانت اليهود قد اقسمت على محاربة النبي (صلى الله عليه واله وسلام) وقتله إن لم يكن منها وهكذا بدأت المؤامرات والمكائد ، حتى اصبحت تشكل عبئا كبيرا وحجر عثرة امام الرسالة ، وملاذا لكل الذين يريدون حرب مجمد (صلى الله عليه واله وسلام) ودينه .
وتعد خيبر من الموقع الحصينة عدة وعدداً ، يبلغ عدد نفوسها ما يقارب العشرين ألفاً ، واما العدة فيكفي ان نقول ان اليهود اجادوا صناعة سلاح الحرب وعدته حتى كانت افضل صناعتهم .
وبعد كشف مؤمرة اليهود وعقدهم تحالفات مع المشركين ، كان قرار الزحف الى خيبر .
وقد امر الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) المسلمين بالتهيؤ وقال : ((لا تخرجوا معي إل راغبين في الجهاد ، اما الغنيمة فلا)) ، ودفع رايته لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) .
وتم حصار خيبر لشهر تقريباً ، ولم تستطيع اي قبيلة ان تمد يد العون لليهود ، وهناك دعا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله : ((اللهم رب السماوات وما أظلت ورب الارضين وما أقلت ، ورب الشياطين وما أضلت ، ورب الرياح وما أذرت ، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير اهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شرها وشر اهلها وشر ما فيها)) .
وتتألف خيبر من سبع حصون لكل منها اسم خاصة وهي :
ناعم – القموص – الكتيبة – الغطاة – رشق – الوطيح – سلالم .
ولا يقل عدد الفرسان بداخلها عن الألفين والمدربين بشكل جيد ، اما سلاحهم فقد تقدم خبرة اليهود لذلك وامتلاكهم له.
احكم المسلمون بقيادة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) خطة الانتشار والسيطرة على الممرات ، وقد جرى ذلك بطريقة سرية اعتمد فيها الرسول على قاعدة تمويه الحركة. حتى ان اهل خيبر لما ارادوا الخروج صباحاً الى مزارعهم وبساتينهم فوجئوا بجنود الاسلام ، فأدبروا هاربين ، يقولون محمد والجيش معه ، وأغلقت الحصون .
وجاء محمد بن مسلمة إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول : ((انك نزلت منزلك فإن كان عن امر الهي فلا نتكلم فيه ، وإن كان بالرأي تكلمنا .. يا رسول الله دنوت من الحصن ، واهل الغطاة مرتفعون علينا ، وهو اسرع لا نحطاط نبلهم ، فتحول يا رسول الله الى موضع بريء من النخل والبناء حتى لا ينالنا نبلهم)) .
قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) :
((هو الرأي)).
وقد عمد المسلمون الى محاصرة كل حصن حتى اذا سقط توجهوا نحو آخر . وكان أول حصن فتح (ناعم) ثم القموص وكان يرأسه ابناء ابي الحقيق .
هذا الانتصار زاد في المعنويات المسلمين والقى الرعب في قلوب اليهود ، وجاهد المسلمون مع ما الم بهم من ضعف وجوع وجراح وغير ذلك .
وركزوا على حصني الوطيح وسلالم ولكنهم واجهو اصموداً
قوياً من اليهود .
وقد ذكر ابن هاشم في سيرته : ((ان الرسول بعث ابا بكر على رأس جماعة واعطاه الراية ، ولكنه رجع ، ولم يكن فتح ، وكل من الأمير والجنود يلقي اللوم على الآخر .
فبعث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في اليوم التالي عمر بن الخطاب ، كذلك رجع كما يروي الطبري ج2 .
حيث رجع فزعاً مرعوباً ، وهو يصف شجاعة مرحب وقوته البالغة .
فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلام) وجمع الجموع وقال : ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح على يديه كرار غير فرار)) .
جاء الليل وكيل يمني نفسه ، حتى اذا طلع الصباح تجمع الجيش حول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلام) فقال : ((اين علي ؟)) .
قيل يا رسول الله به رمد وهو راقد بناحية .
فقال (صلى الله عليه واله وسلام) : ((آ توني بعلي)) ، فمر الرسول (صلى الله عليه واله وسلام)بيده على عيني علي ودعا له بالخير ودفع له اللواء وامره بدعوة اليهود اولاً الى الإسلام قائلاً كما جاء في السيرة الحلبية : ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من ان يكون لك حمر النعم)) .
ولما دنا علي من الحصون خرج اليه اخ مرحب ويدعى الحارث ، فجندله علي بضربها صريعاً .
فغصب مرحب بطل اليهود لمقتل اخيه ، وخرج لمنازلة علي (عليه السلام) وقد لبس درعاً يمانياً ، ووضع على رأسه خوذة وجاء مرتجزاً :
قد علمت خيبر اني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
فتصدى له علي قائلاً :
اناالذي سمتني امي حيدرة
ضرغام آجام وليث قسورة
وتضارب الطرفان بعض الوقت واذ بضربة من علي (عليه السلام) قسمت خوذة مرحب نصفين ، ونزلت
علىرأسه وشقته نصفين الى اسنانه .
بعدما رأى اليهود ما حل ببطلهم فروا الى حصونهم ، وبقى جماعة قتلهم علي ثم لحق بالآخر حتى الباب المشهور بحجمه ومتانته .
في كلام لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) بذلك : ((ما قلعتها بقوه بشرية ولكن قلعتها بقوة الهية ونفس بلقاء ربها مطمئنة رضية)) .
عند ذلك استسلم اليهود وفتحت خيبر بعد ان فتح الله على يدي علي بن ابي طالب (عليه السلام) .
وكان سابقاً قد ارسل الرسول 0صلى الله عليه واله وسلام) وفداً الى الحبشة وقد رجع في نفس ذلك اليوم بقيادة جعفر بن ابي طالب ، وكان جعفر وقد وصل المدينة وعندما علم ان الرسول في خيبر اتاه مسرعاً ، فمشى الرسول لاستقباله وقبله ما بين عينيه قائلاً : ((ما ادري بأيهما أنا اسر بفتح خيبر ام بقدوم جعفر)).
قتل من المسلمين في معركة خيبر عشرون سخص ، في حين قتل من اليهود تسعون او اكثر ، وسلم الرسول (صلى الله عليه واله وسلام) عبدالله بن رواحة كوكيل عنه في جبي الخراج واحصاء المحاصيل حتى ان اليهود تعجبوا لعدله وانصافه .
وبعد الانتهاء من خيبر بعث الرسول (صلى الله عليه واله وسلام) الى فدك والتي تبعد اكثر من مائة كلم عن المدينة وهي لليهود ، فآثر يوشع بن نون رئيسها الصلح وتعهد بأن يسلم نصف المحاصيل منها الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلام) مع شرط الرسول عليهم بعدم المشاركة بأي حرب ضده او التآمر عليه وعلى المسلمين .
وهذه ارض لم تفتح عنوة فكانت لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلام) فانحلها ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) وكتب لها فدكاً فكانت لفاطمة حتى جاء ابو بكر وعمر واخرجا عامل فاطمة عليها وصادرا حقها .
وشكلت بذلك مشكلة حتى اصبحت قضية اهل البيت (عليهم السلام) على مر التاريخ ، وكان مما كتب امير المؤمنين (عليه السلام) الى واليه على البصرة عثمان بن حنيف أن قال : ((بلى كانت في ايدينا فدك من كل ما اظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحكم الله)) .
اللهم صلي على محمد وال محمد
موقعة خيبر
وهي مركزية اليهود الحصينة ، وقد حصنها اليهود وجمعوا فيها قوتهم وجعلوها مركزا لإدارة دسائسهم وكيدهم وعدائهم . وكانت اليهود قد اقسمت على محاربة النبي (صلى الله عليه واله وسلام) وقتله إن لم يكن منها وهكذا بدأت المؤامرات والمكائد ، حتى اصبحت تشكل عبئا كبيرا وحجر عثرة امام الرسالة ، وملاذا لكل الذين يريدون حرب مجمد (صلى الله عليه واله وسلام) ودينه .
وتعد خيبر من الموقع الحصينة عدة وعدداً ، يبلغ عدد نفوسها ما يقارب العشرين ألفاً ، واما العدة فيكفي ان نقول ان اليهود اجادوا صناعة سلاح الحرب وعدته حتى كانت افضل صناعتهم .
وبعد كشف مؤمرة اليهود وعقدهم تحالفات مع المشركين ، كان قرار الزحف الى خيبر .
وقد امر الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) المسلمين بالتهيؤ وقال : ((لا تخرجوا معي إل راغبين في الجهاد ، اما الغنيمة فلا)) ، ودفع رايته لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) .
وتم حصار خيبر لشهر تقريباً ، ولم تستطيع اي قبيلة ان تمد يد العون لليهود ، وهناك دعا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله : ((اللهم رب السماوات وما أظلت ورب الارضين وما أقلت ، ورب الشياطين وما أضلت ، ورب الرياح وما أذرت ، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير اهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شرها وشر اهلها وشر ما فيها)) .
وتتألف خيبر من سبع حصون لكل منها اسم خاصة وهي :
ناعم – القموص – الكتيبة – الغطاة – رشق – الوطيح – سلالم .
ولا يقل عدد الفرسان بداخلها عن الألفين والمدربين بشكل جيد ، اما سلاحهم فقد تقدم خبرة اليهود لذلك وامتلاكهم له.
احكم المسلمون بقيادة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) خطة الانتشار والسيطرة على الممرات ، وقد جرى ذلك بطريقة سرية اعتمد فيها الرسول على قاعدة تمويه الحركة. حتى ان اهل خيبر لما ارادوا الخروج صباحاً الى مزارعهم وبساتينهم فوجئوا بجنود الاسلام ، فأدبروا هاربين ، يقولون محمد والجيش معه ، وأغلقت الحصون .
وجاء محمد بن مسلمة إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول : ((انك نزلت منزلك فإن كان عن امر الهي فلا نتكلم فيه ، وإن كان بالرأي تكلمنا .. يا رسول الله دنوت من الحصن ، واهل الغطاة مرتفعون علينا ، وهو اسرع لا نحطاط نبلهم ، فتحول يا رسول الله الى موضع بريء من النخل والبناء حتى لا ينالنا نبلهم)) .
قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) :
((هو الرأي)).
وقد عمد المسلمون الى محاصرة كل حصن حتى اذا سقط توجهوا نحو آخر . وكان أول حصن فتح (ناعم) ثم القموص وكان يرأسه ابناء ابي الحقيق .
هذا الانتصار زاد في المعنويات المسلمين والقى الرعب في قلوب اليهود ، وجاهد المسلمون مع ما الم بهم من ضعف وجوع وجراح وغير ذلك .
وركزوا على حصني الوطيح وسلالم ولكنهم واجهو اصموداً
قوياً من اليهود .
وقد ذكر ابن هاشم في سيرته : ((ان الرسول بعث ابا بكر على رأس جماعة واعطاه الراية ، ولكنه رجع ، ولم يكن فتح ، وكل من الأمير والجنود يلقي اللوم على الآخر .
فبعث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في اليوم التالي عمر بن الخطاب ، كذلك رجع كما يروي الطبري ج2 .
حيث رجع فزعاً مرعوباً ، وهو يصف شجاعة مرحب وقوته البالغة .
فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلام) وجمع الجموع وقال : ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح على يديه كرار غير فرار)) .
جاء الليل وكيل يمني نفسه ، حتى اذا طلع الصباح تجمع الجيش حول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلام) فقال : ((اين علي ؟)) .
قيل يا رسول الله به رمد وهو راقد بناحية .
فقال (صلى الله عليه واله وسلام) : ((آ توني بعلي)) ، فمر الرسول (صلى الله عليه واله وسلام)بيده على عيني علي ودعا له بالخير ودفع له اللواء وامره بدعوة اليهود اولاً الى الإسلام قائلاً كما جاء في السيرة الحلبية : ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من ان يكون لك حمر النعم)) .
ولما دنا علي من الحصون خرج اليه اخ مرحب ويدعى الحارث ، فجندله علي بضربها صريعاً .
فغصب مرحب بطل اليهود لمقتل اخيه ، وخرج لمنازلة علي (عليه السلام) وقد لبس درعاً يمانياً ، ووضع على رأسه خوذة وجاء مرتجزاً :
قد علمت خيبر اني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
فتصدى له علي قائلاً :
اناالذي سمتني امي حيدرة
ضرغام آجام وليث قسورة
وتضارب الطرفان بعض الوقت واذ بضربة من علي (عليه السلام) قسمت خوذة مرحب نصفين ، ونزلت
علىرأسه وشقته نصفين الى اسنانه .
بعدما رأى اليهود ما حل ببطلهم فروا الى حصونهم ، وبقى جماعة قتلهم علي ثم لحق بالآخر حتى الباب المشهور بحجمه ومتانته .
في كلام لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) بذلك : ((ما قلعتها بقوه بشرية ولكن قلعتها بقوة الهية ونفس بلقاء ربها مطمئنة رضية)) .
عند ذلك استسلم اليهود وفتحت خيبر بعد ان فتح الله على يدي علي بن ابي طالب (عليه السلام) .
وكان سابقاً قد ارسل الرسول 0صلى الله عليه واله وسلام) وفداً الى الحبشة وقد رجع في نفس ذلك اليوم بقيادة جعفر بن ابي طالب ، وكان جعفر وقد وصل المدينة وعندما علم ان الرسول في خيبر اتاه مسرعاً ، فمشى الرسول لاستقباله وقبله ما بين عينيه قائلاً : ((ما ادري بأيهما أنا اسر بفتح خيبر ام بقدوم جعفر)).
قتل من المسلمين في معركة خيبر عشرون سخص ، في حين قتل من اليهود تسعون او اكثر ، وسلم الرسول (صلى الله عليه واله وسلام) عبدالله بن رواحة كوكيل عنه في جبي الخراج واحصاء المحاصيل حتى ان اليهود تعجبوا لعدله وانصافه .
وبعد الانتهاء من خيبر بعث الرسول (صلى الله عليه واله وسلام) الى فدك والتي تبعد اكثر من مائة كلم عن المدينة وهي لليهود ، فآثر يوشع بن نون رئيسها الصلح وتعهد بأن يسلم نصف المحاصيل منها الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلام) مع شرط الرسول عليهم بعدم المشاركة بأي حرب ضده او التآمر عليه وعلى المسلمين .
وهذه ارض لم تفتح عنوة فكانت لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلام) فانحلها ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) وكتب لها فدكاً فكانت لفاطمة حتى جاء ابو بكر وعمر واخرجا عامل فاطمة عليها وصادرا حقها .
وشكلت بذلك مشكلة حتى اصبحت قضية اهل البيت (عليهم السلام) على مر التاريخ ، وكان مما كتب امير المؤمنين (عليه السلام) الى واليه على البصرة عثمان بن حنيف أن قال : ((بلى كانت في ايدينا فدك من كل ما اظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحكم الله)) .
تعليق