إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفقه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفقه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلي الله علي محمد واله الطيبين الطاهرين
    الفقه

    وان الله سبحانه يبين هذا القانون في كتابه المجيد المنزل على حبيبه محمد صلى الله عليه وآله ،
    لكن بما أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فلا
    يعلم المحكم من المتشابه والناسخ من المنسوخ والعام من الخاص والمطلق من
    المقيد إلا من أنزل عليه القرآن ومن أمرنا بالتمسك به بعده .
    والذي يتكفل ببيان هذا القانون الرباني الموجود في الكتاب العزيز وسنة
    النبي وأهل بيته عليهم السلام ليس هو إلا الفقه .
    فالفقه هو المنظم لأمور المعاش ، وبه يتم كمال نوع الإنسان .
    نعم الفقه يبين للإنسان كيف يستطيع أن يحافظ على صحته ، وذلك من
    جهة تأكيده ، على الطهارة ، فهو يريد للإنسان أن يعيش في مجتمع نظيف طاهر .
    ومحيط خال من الأوساخ .
    الفقيه يولي الإنسان اهتماما واحتراما كبيرا حتى بعد الموت ، وذلك ببيانه
    أحكام الأموات ، فهو يريد أن يبين لنا أن الإنسان إذا مات لا ينتهى كل شئ ،
    فإذا فارقت الروح الجسد لا بد وأن يبقى لهذا الجسد احترام وعزة ، من اللحظة
    الأولى من موته إلى أن يدفن ، وحتى بعد الدفن .
    الفقه يتكفل ببيان العلاقة الروحية بين العبد والمولى ، وذلك بذكر أحكام
    الصلاة والتأكيد عليها ، فالانسان معرض للسهو والنسيان لا بد له من أوقات
    خاصة تذكره بالله ، تذكره بوجوب متابعة القانون الإلهي الذي يريد الصفاء
    للفرد والمجتمع .
    الفقه يحث على مساعدة الفقراء والتأسي بهم ، وذلك ببيانه أحكام الصوم ،
    ليتذكر الأغنياء جوع الفقراء ، ليتعودوا على تحمل المشاق والصبر على
    الصعاب ، ليزكوا أنفسهم ، ليصحوا .
    الفقه يريد المساواة بين أفراد المجتمع فهو ضد الطبقية الاقتصادية ، لذلك
    بين أحكام الخمس والزكاة ، لكي لا يبقى على وجه الأرض فقير ، ليعيش المجتمع
    عيشة واحدة صافية ، لتنظيم أمور الناس ،
    الفقه يبين للإنسان أهمية الخلوة لعبادة الرب القدير ، وذلك ببيانه أحكام
    الاعتكاف ، كي يخلو العبد بين حين وآخر مع ربه ويحاسب نفسه ويتأمل في
    صنعه وسلوكه ، كي يصمم بناء جديدا لحياته ومستقبله .
    الفقيه يقول : الإنسان واحد . لا أفضلية إلا بالتقوى والتقرب من المولى
    العلى القدير ، لا فرق بين أسود وأبيض ، وبن سيد وعبد بين عربي وأعجمي
    وذلك بذكره أحكام الحج والتأكيدات الكثيرة عليه ليجتمع الناس في وقت
    واحد ولباس واحد على حالة واحدة وأعمال واحدة . لتتعارف المجتمعات
    فيما بينها ، ليزداد الارتباط بالخالق الواحد القهار ،
    الفقه يؤكد على أن تحمل غصص القتل مع العزة دفاعا عن العرض والدين
    أهو من البقاء مع الذلة ، وذلك بذكره أحكام الجهاد مع المعتدين ، وتأكيده
    على أن المقتول في سبيل الله حي والباقي مع الذلة هو الميت .
    الفقه يريد قطع الفساد من جذوره ، يريد تطبيق أوامر الرب والتجنب
    عن نواهيه ، وذلك ببيانه أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهما روح
    الأمة ، إن وجدا فيها فهي الأمة الحية المتحركة ، وإن فقدا منها فهي الأمة
    الخامدة الميتة ،
    الفقه يحث على بقاء نوع الإنسان بالصورة الصحيحة ، لذلك ذكر أحكام
    النكاح ، ليبين كيفية النكاح السليم الخالي من الأمراض ، ليبين أن الكفاءة
    إنما هي بالتقوى والانسانية ، لا بالمال والنسب والجاه كما يعتقده بعض الجهلة .
    الفقه يريد للإنسان العيشة السعيدة والحياة الحلوة ، لذلك بين أحكام
    الطلاق ، فإذا لم تتوافق ميول الزوجين ، فإذا وجد الاختلاف الجوهري بينهما ،
    لم يجبر الزوجان على بقاء العلاقة الزوجية التي معها الجحيم ، بل لهما أن يفصما
    هذه العلاقة بالطلاق .
    الفقه يبين كيفية معاملة الإنسان مع أبناء جنسه ، وذلك بذكره أحكام
    المعاملات ، ليعرف الفرد كيف يعامل من يشاركه بالإنسانية مشاركة سليمة ،
    فهو لا يريد الخمول للإنسان ولا يحبذ الرهبانية ، لذا جعل من المعاملات واجبة
    ومستحبة ، وهو يريد أن تسير المعاملات السير السليم مع ملاحظة جميع الجوانب ،
    لذا جعل بعض المعاملات محرمة وأخرى مكروهة . ففي هذا الباب يتكفل
    الفقه بحل كل المعضلات المرتبطة بالمعاملات .
    الفقه يشجع الإنسان أن يخلف شيئا بعد موته ليبقى ذكره ، فبين أحكام
    الوقف والصدقات ، لينتفع المجتمع بها ويصل إليه الأجر ويبقى ذكره مخلدا ،
    الفقه يؤكد على الإنسان أن يربط علاقته فيما بينه وبين مجتمعه ، وذلك
    بذكره أحكام الهبة ، فبها تنمو العلاقات وتزداد المحبة ويكثر التآلف وترفع
    الضغائن .
    الفقه لا يريد للإنسان أن يعيش عيشا خاليا من متع الحياة وجمالها ، بل يريد
    له أن لا ينسى حظه من الدنيا ، لذلك بين أحكام السبق والرماية والسباحة
    وغيرها ، التي هي في نفس الوقت من مجليات القلوب ومروحات المزاج ، وكذلك
    فيها نفع وخدمة للمجتمع .
    الفقه ضد الاستغلال ، ضد اللهو الباطل ، لذلك حرم الربا والقمار وكل
    ما فيه ضرر لروح الإنسان وجسده كالموسيقى وغيرها .
    الفقه يحب أن يعيش الإنسان حرا ، ولذلك بين أحكام العبيد وشجع
    على العتق ، ليعيش الإنسان حرا عارفا ربه غير ظالم ولا معتد .
    الفقه يريد الإنسان أن يكون انسانا وصاحب قول واحد ، لذلك بين له
    أحكام النذر والعهد واليمين ، فالانسان إذا ألزم نفسه بشئ مع فرد آخر لا بد
    وأن يفي به ، فبالأولى أنه إذا ألزم نفسه بشئ مع ربه أن يفي به .
    الفقه يحب العطف والرأفة ، فبين أحكام الصيد والذباحة وأن لهما شرائط
    خاصة ، لئلا يعذب الحيوان .
    الفقه يريد للإنسان أن يحفظ بطنه من الخبائث التي تفسد المجتمع وتضر
    بصحته ، فبين أحكام الأطعمة والأشربة ، وأن منها حلالا ومنها حراما .
    الفقه لا يريد للإنسان الوقوع في النزاع من أجل المال ، بل يريد له الوئام
    والصفاء ، لذا بين أحكام المواريث ، لئلا يتنازع الوارثون . بعد موت ، مورثهم ،
    بينها بأحسن تبيين وقسمها بأحسن تقسيم ،
    وأخيرا الفقه يريد الحياة لأولي الألباب ، لذا بين أحكام القصاص ، إذا
    لا حياة لهم بدون القصاص ، فبين لهم كيف يتعاملون مع المعتدي الذي يخالف
    القانون الإلهي - الذي يقبله كل إنسان عاقل - من الحدود والتعزيرات و . . .
    نعم الفقه يريد . . . الفقه يحب . . . الفقه يشجع . . . الفقه . . .
    وبالجملة فالفقه هو الشريان الذي تغتذي منه الأمة ، إن سارت نحوه واتخذته
    سبيلا فازت وسعدت في الدارين ، وإن رامت عنه حولا خسرت الدارين .
    لكن ما هو الغرض من هذا العلم وما هي الحاجة إليه ؟
    قال العلامة المصنف : إن الله تعالى إنما فعل الأشياء المحكمة المتقنة
    لغرض وغاية ، لا لمجرد العبث والاتفاق - كما قاله بعض من لا تحصيل له - ولا شك
    أن أشرف الأجسام السفلية هي نوع الإنسان . فالغرض لازم في خلقه ، ولا يمكن
    أن يكون الغرض منه حصول ضرر له ، فإن ذلك إنما يقع من المحتاج أو الجاهل
    تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فلا بد وأن يكون هو النفع ، ولا يجوز عوده إليه
    تعالى لاستغنائه ، فلا بد وأن يكون عائدا إلى العبد . ثم لما بحثنا عن المنافع الدنيوية
    وجدناها في الحقيقة غير منافع ، بل هي دفع الألم ، فإذا كان فيها شئ يستحق
    أن يطلب عليه اسم النفع فهو يسير جدا ، ومثل هذا الغرض لا يمكن أن يكون
    غاية في حصول هذا المخلوق الشريف ، خصوصا مع انقطاعه وشوبه بالآلام
    المتضاعفة . فلا بد وأن يكون الغرض شيئا آخر مما يتعلق بالمنافع الأخروية ، ولما
    كان ذلك النفع من أعظم المطالب وأنفس المقاصد لم يكن مبذولا لكل أحد ،
    بل إنما يحصل بالاستحقاق ، وذلك لا يكون إلا بالعمل في هذه الدار ، المسبوق
    بتحصيل كيفية العمل ، المشتمل عليه هذا العلم ، فكان ذلك من أعظم المنافع في
    هذا العلم



  • #2
    الاخت الفاطمية السلام عليكم
    كل الشكر والتقدير على هذه المشاركات نتمنى لكم دوام الموفقية
    من وجهة نضري ارى الانسب لهذا الموضوع هو المنتدى الفقهي
    معتذرا منكم

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
      شكرا لك الفاضلة(الفاطمية) على مشاركتك,أختنا الفاضلة أن للأحكام الشرعية ملاكات ,والانسان قدلايستطيع بعقله أن يتوصل الى معرفة هذه الملاكات ,بل أن من شرع هذه الاحكام وفرضها على العباد هو الذي يعلمها ...فقد يكون ما تفضلت به هو بعض منها ...إضافة الى ان هذا الموضوع من الانسب ان ينشر في باب الفقه,او في ابواب اخرى ....كما أود ان انبه الى بعض الاخطاء الاملائية التي تصدرت الموضوع ..راجيا قبول هذه الملاحظات بصدر رحب والله من وراء القصد ...

      تعليق

      يعمل...
      X