إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معرفة الله تعالى ووحدانيته عند هشام بن الحكم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معرفة الله تعالى ووحدانيته عند هشام بن الحكم




    بسم الله الرحمن الرحيم


    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين


    يرى هشام بن الحكم أن معرفة الله لا تكون إلا بالعقل أي بالنظر و الاستدلال العقلي ومن يكون عاجزا عن الاستدلال فهو معذورا بعدم قدرته على الاستدلال ، قال الأشعري في مقالات الإسلاميين ( والفرقة الرابعة منهم أصحاب هشام بن الحكم يزعمون أن المعرفة كلها اضطرار بإيجاب الخلقة وأنها لا تقع إلا بعد النظر والاستدلال يعنون بما لا يقع منها إلا بعد النظر والاستدلال العلم بالله عز وجل ) وقد استدل هشام بن الحكم على وجود الله بالعقل مدعوما بالقرآن الكريم ) .

    وقد سئل يوما عن كيفية معرفة الله

    فقال هشام : إن سئل سائل فقال : بم عرفت ربك ؟

    قلت : عرفت الله جل جلاله بنفسي ، لأنها اقرب الأشياء ألي وذلك إني أجدها أبعاضا مجتمعة وأجزاء مؤتلفة ، ظاهرة التركيب ، متبينة الصنعة مبنية على ضروب من التخطيط والتصوير ،زائدة من بعد نقصان ، وناقصة من بعد زيادة ، قد أنشيء لها حواس مختلفة وجوارح متباينة من بصر وسمع وشام وذائق ولامس، مجبولة على الضعف والنقص والمهانة ، لا تدرك واحدة منها مدرك صاحبتها ولا تقوى على ذلك ، عاجزة عند اجتلاب المنافع إليها ، ودفع المضار عنها . واستحال في العقول وجود تأليف لا مؤلف له ، وثبات صورة لا مصور لها فعلمت أن لها خالقا خلقها ومصورا صورها ، مخالفا لها على جميع جهاتها ، قال الله تعالى ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) (21) الذاريات

    ويعالج هشام بن الحكم وحدانية الله تعالى حيث يرى إن الله واحد أحد ويرفض مقولة الأثنينية ويعتمد العقل في تقرير وحدانية الله فينتهج المنهج الفكري ذا الصبغة الاقناعية التي يستسلم لها خصمه استسلاما ومثال ذلك

    جاءه رجل ملحد ، فقال له :

    إني أقول بالاثنين ، وقد عرفت إنصافك فلست أخاف مشاغبتك ، فقام هشام وهو مشغول بثوب ينشره ، وقال : حفظك الله ، هل يقدر أحدهما أن يخلق شيئا لا يستعين بصاحبه عليه ؟ قال الرجل الملحد : نعم

    قال هشام : فما ترجو من أثنين ؟ واحد خلق كل شيء أصح لك

    فقال الرجل لم يكلمني بهذا أحد من قبلك .

    أما مسألة الصفات الإلهية فيلاحظ أن هشام بن الحكم قد خالف معاصريه من المعتزلة والحشويين وحتى اللاحقين من الامامية فالصفات عنده لا هي الله ولا هي غيره ، لأن الصفة عنده لا توصف ، وعليه فالله تعالى عنده عالم وقادر وسميع وبصير ومريد ، ولكن كل هذه الصفات لا هي الله ولا هي غيره لأنها صفات والصفات لا توصف

    ويشير صدر المتألهين إلى أن من قال إن ( صفاته تعالى لا هو ولا غيره ) إنما عنى بذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام : كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة )

    ولعل هذا الرأي في الصفات قد أخذه هشام بن الحكم عن أستاذه الإمام الصادق عليه السلام فانه يروي أنه سأل الصادق عليه السلام يوما عن أسماء الله واشتقاقها ، فأوضح له الصادق عليه السلام ( أن الله مشتق من اله ، واله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد الاثنين ، ومن عبد المعنى دون السم فذاك التوحيد )

    ويتابع هشام سؤاله للإمام ، فيقول له : زدني : قال الصادق عليه السلام : لله تسعة وتسعون اسما ، فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل أسم منها هو إلها ، ولكن الله عز وجل معنى يُدلّ عليه بهذه الأسماء وكلها غيره . يا هشام ، الخبز اسم للمأكول والماء أسم للمشروب والثوب اسم للملبوس والنار اسم للمحرق .

    وبعد هذا يتوجه الإمام الصادق عليه السلام إلى هشام بكلام وعظي ( أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتنافر أعدائنا والملحدين في الله والمشركين مع الله عز وجل غيره ؟ قلت نعم ، فقال عليه السلام : نفعك الله وثبتك يا هشام .

    قال هشام : ما قهرني أحد في التوحيد حينئذ حتى قمت مقامي هذا )

  • #2
    الاخ الكريم عدنان الشمري السلام عليكم
    مشاركة طيبة نتمنى لكم المزيد من المشاركات
    بخصوص الموضوع المطروح وددت ان استفهم حول العبارة
    ومن يكون عاجزا عن الاستدلال فهو معذورا بعدم قدرته على الاستدلال
    وفي المقابل نرى ان اصول الدين ووجوب معلافتها بالوجوب العيني ولابد ان تكون المعرفة بالنضر والاستدلال فكيف يكون معذوراً
    تفضلوا علينا تفضل الله عليكم بدوام التوفيق والنعم

    تعليق

    يعمل...
    X