روى الشيخ الكليني في (الكافي 1 / 302 ح 3)، بسنده عن محمد بن مسلم, قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : (لما أحتضر الحسن بن علي (عليهما السلام) قال للحسين : يا أخي أوصيك بوصية فاحفظها, فإذا أنا مت فهيئني, ثم وجّهني إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأحدث به عهدا, ثم أصرفني إلى أمي فاطمة ( سلام الله عليها ), ثم ردّني فادفنّي في البقيع, واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها, وعداوتها لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) وعداوتها لنا أهل البيت .
فلمّا قبض الحسن (عليه السلام) وضع على سريره, وانطلقوا به إلى مصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان يصلّي فيه على الجنائز, فصلّي على الحسن (عليه السلام), فلمّا أن صلّي عليه حمل فأدخل المسجد, فلمّا أوقف على قبر رسول الله بلغ عائشة الخبر, وقيل لها : إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ( عليهما السلام ) ليدفن مع رسول الله (صلى الله عليه وآله), فخرجت مبادرة على بغل بسرج, فكانت أول إمرأة ركبت في الإسلام سرجاً, فوقفت فقالت : نحوا ابنكم عن بيتي, فإنه لا يدفن فيه شيء, ولا يهتك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجابه .
فقال لها الحسين بن علي ( عليهما السلام ) : قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله (صلى الله عليه وآله), وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قربه, وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة, إن أخي أمرني أن أقرّبه من أبيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليحدث به عهدا, واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله, وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستره, لأن الله تبارك وتعالى يقول : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ))، وقد أدخلت أنت بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الرجال بغير إذنه, وقد قال الله عزوجل : (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )), ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) المعاول, وقال الله عزّ وجل : (( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى )), ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقربهما منه الأذى, وما رعيا من حقّه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله), إن الله حرّم من المؤمنين أمواتاً ما حرّم منهم أحياء, وتالله ياعائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن (عليه السلام) عند أبيه (صلوات الله عليهما) جائزاً فيما بيننا وبين الله, لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك .
قال : ثم تكلّم محمد بن الحنفية وقال : يا عائشة : يوماً على بغل, ويوماً على جمل, فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم .
قال : فأقبلت عليه فقالت : يا بن الحنفية, هؤلاء الفواطم يتكلّمون فما كلامك ؟
فقال لها الحسين (عليه السلام) : وأنى تبعدين محمداً من الفواطم, فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم : فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم, وفاطمة بنت أسد بن هاشم, وفاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر .
قال : فقالت عائشة للحسين (عليه السلام) : نحوا ابنكم واذهبوا به, فإنكم قوم خصمون .
قال : فمضى الحسين (عليه السلام) إلى قبر أمّه, ثم أخرجه فدفنه بالبقيع) .
ونقل العلامة المجلسي في (بحار الأنوار 44 / 154) عن كتاب الخرائج: انه روي أن الصادق (عليه السلام) قال : لمّا حضرت الحسن بن علي (عليه السلام) الوفاة, بكى بكاء شديداً وقال : إني أقدم على أمر عظيم, وهول لم أقدم على مثله قط, ثم أوصى أن يدفنوه بالبقيع, فقال : يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأجدّد به عهدي, ثم ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فأدفني, فستعلم يا ابن أم, أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله, فيجلبون في منعكم, وبالله أقسم عليك أن تهرق في أمري محجمة دم .
فلمّا غسلّه وكفّنه الحسين (عليه السلام) وحمله على سريره, وتوجّه إلى قبر جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليجدّد به عهداً, أتى مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية فقال : أيدفن عثمان في أقصى المدينة, ويدفن الحسن مع النبي ؟ لا يكون ذلك أبداً, ولحقت عائشة على بغل وهي تقول : مالي ولكم ؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب .
فقال ابن عباس لمروان بن الحكم, لا نريد دفن صاحبنا, فإنه كان أعلم بحرمة قبر رسول الله من أن يطرق عليه هجما, كما طرق ذلك غيره, ودخل بيته بغير إذنه, انصرف فنحن ندفنه بالبقيع كما وصّى .
ثم قال لعائشة : واسوأتاه يوماً على بغل, ويوماً على جمل, وفي رواية, يوماً تجملت ويوماً تبغلت, وإن عشت تفيلت
فلمّا قبض الحسن (عليه السلام) وضع على سريره, وانطلقوا به إلى مصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان يصلّي فيه على الجنائز, فصلّي على الحسن (عليه السلام), فلمّا أن صلّي عليه حمل فأدخل المسجد, فلمّا أوقف على قبر رسول الله بلغ عائشة الخبر, وقيل لها : إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ( عليهما السلام ) ليدفن مع رسول الله (صلى الله عليه وآله), فخرجت مبادرة على بغل بسرج, فكانت أول إمرأة ركبت في الإسلام سرجاً, فوقفت فقالت : نحوا ابنكم عن بيتي, فإنه لا يدفن فيه شيء, ولا يهتك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجابه .
فقال لها الحسين بن علي ( عليهما السلام ) : قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله (صلى الله عليه وآله), وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قربه, وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة, إن أخي أمرني أن أقرّبه من أبيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليحدث به عهدا, واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله, وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستره, لأن الله تبارك وتعالى يقول : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ))، وقد أدخلت أنت بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الرجال بغير إذنه, وقد قال الله عزوجل : (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )), ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) المعاول, وقال الله عزّ وجل : (( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى )), ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقربهما منه الأذى, وما رعيا من حقّه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله), إن الله حرّم من المؤمنين أمواتاً ما حرّم منهم أحياء, وتالله ياعائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن (عليه السلام) عند أبيه (صلوات الله عليهما) جائزاً فيما بيننا وبين الله, لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك .
قال : ثم تكلّم محمد بن الحنفية وقال : يا عائشة : يوماً على بغل, ويوماً على جمل, فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم .
قال : فأقبلت عليه فقالت : يا بن الحنفية, هؤلاء الفواطم يتكلّمون فما كلامك ؟
فقال لها الحسين (عليه السلام) : وأنى تبعدين محمداً من الفواطم, فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم : فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم, وفاطمة بنت أسد بن هاشم, وفاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر .
قال : فقالت عائشة للحسين (عليه السلام) : نحوا ابنكم واذهبوا به, فإنكم قوم خصمون .
قال : فمضى الحسين (عليه السلام) إلى قبر أمّه, ثم أخرجه فدفنه بالبقيع) .
ونقل العلامة المجلسي في (بحار الأنوار 44 / 154) عن كتاب الخرائج: انه روي أن الصادق (عليه السلام) قال : لمّا حضرت الحسن بن علي (عليه السلام) الوفاة, بكى بكاء شديداً وقال : إني أقدم على أمر عظيم, وهول لم أقدم على مثله قط, ثم أوصى أن يدفنوه بالبقيع, فقال : يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأجدّد به عهدي, ثم ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فأدفني, فستعلم يا ابن أم, أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله, فيجلبون في منعكم, وبالله أقسم عليك أن تهرق في أمري محجمة دم .
فلمّا غسلّه وكفّنه الحسين (عليه السلام) وحمله على سريره, وتوجّه إلى قبر جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليجدّد به عهداً, أتى مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية فقال : أيدفن عثمان في أقصى المدينة, ويدفن الحسن مع النبي ؟ لا يكون ذلك أبداً, ولحقت عائشة على بغل وهي تقول : مالي ولكم ؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب .
فقال ابن عباس لمروان بن الحكم, لا نريد دفن صاحبنا, فإنه كان أعلم بحرمة قبر رسول الله من أن يطرق عليه هجما, كما طرق ذلك غيره, ودخل بيته بغير إذنه, انصرف فنحن ندفنه بالبقيع كما وصّى .
ثم قال لعائشة : واسوأتاه يوماً على بغل, ويوماً على جمل, وفي رواية, يوماً تجملت ويوماً تبغلت, وإن عشت تفيلت
تعليق