إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 15

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 15

    [فضل القرآن‏]

    1 حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ سَيِّدِ الْمُسْتَشْهَدِينَ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، وَ خَلِيفَةِ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ فَارُوقِ الْأُمَّةِ، وَ بَابِ مَدِينَةِ الْحِكْمَةِ، وَ وَصِيِّ رَسُولِ الرَّحْمَةِ «عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» ص عَنْ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ الْمَخْصُوصِ بِأَشْرَفِ الشَّفَاعَاتِ فِي يَوْمِ الدِّينِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ قَالَ: حَمَلَةُ الْقُرْآنِ الْمَخْصُوصُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ، الْمُلَبَّسُونَ نُورَ اللَّهِ، الْمُعَلَّمُونَ‏ «2» كَلَامَ اللَّهِ، الْمُقَرَّبُونَ عِنْدَ «3» اللَّهِ، مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ، وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ وَ يَدْفَعُ‏ «4» اللَّهُ عَنْ مُسْتَمِعِ الْقُرْآنِ بَلْوَى الدُّنْيَا، وَ عَنْ قَارِئِهِ بَلْوَى الْآخِرَةِ.

    وَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَسَامِعُ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ هُوَ مُعْتَقِدٌ أَنَّ الْمُورِدَ لَهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى: مُحَمَّدٌ، الصَّادِقُ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ، الْحَكِيمُ فِي كُلِّ أَفْعَالِهِ الْمُودِعُ مَا أَوْدَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى: مِنْ عُلُومِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً ع، الْمُعْتَقِدُ لِلِانْقِيَادِ لَهُ فِيمَا يَأْمُرُ وَ يَرْسُمُ- أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ ثَبِيرِ «5» ذَهَبٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ- مَنْ لَا يَعْتَقِدُ هَذِهِ الْأُمُورَ بَلْ [تَكُونُ‏] صَدَقَتُهُ وَبَالًا عَلَيْهِ.

    ______________________________
    (1). «ينشط» ب، ط.

    (2). «المعلنون» خ ل.

    (3). من الوسائل، و في الأصل: من.

    (4). «برفع» ب، ط.

    (5). هو جبل بين مكّة و منى. «صرّة» ب، ط.



    التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 14
    وَ لَقَارِئُ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مُعْتَقِداً لِهَذِهِ الْأُمُورِ- أَفْضَلُ مِمَّا دُونَ الْعَرْشِ إِلَى أَسْفَلِ التُّخُومِ‏ «1» يَكُونُ لِمَنْ لَا يَعْتَقِدُ هَذَا الِاعْتِقَادَ، فَيَتَصَدَّقُ بِهِ، بَلْ ذَلِكَ كُلُّهُ وَبَالٌ عَلَى هَذَا الْمُتَصَدِّقِ بِهِ.
    ثُمَّ قَالَ: أَ تَدْرُونَ مَتَى يَتَوَفَّرُ عَلَى هَذَا الْمُسْتَمِعِ- وَ هَذَا الْقَارِئِ هَذِهِ الْمَثُوبَاتُ الْعَظِيمَاتُ إِذَا لَمْ يَغُلَّ فِي الْقُرْآنِ [إِنَّهُ كَلَامٌ مَجِيدٌ] وَ لَمْ يَجْفُ عَنْهُ، وَ لَمْ يَسْتَأْكِلْ بِهِ وَ لَمْ يُرَاءِ بِهِ.

    14 وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ الشِّفَاءُ النَّافِعُ، وَ الدَّوَاءُ الْمُبَارَكُ [وَ] عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَ نَجَاةٌ لِمَنْ [اتَّبَعَهُ‏] تَبِعَهُ، لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمَ، وَ لَا يَزِيغُ فَيُشَعَّبَ‏ «2» وَ لَا تَنْقَضِي‏ «3» عَجَائِبُهُ، وَ لَا يَخْلُقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ.

    [وَ] اتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ- بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ:

    «الم»* عَشْرٌ، وَ لَكِنْ أَقُولُ «الْأَلِفُ» عَشْرٌ، وَ «اللَّامُ» عَشْرٌ، وَ «الْمِيمُ» عَشْرٌ.

    ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَ تَدْرُونَ مَنِ الْمُتَمَسِّكُ- الَّذِي (بِتَمَسُّكِهِ يَنَالُ) «4» هَذَا الشَّرَفَ الْعَظِيمَ هُوَ الَّذِي أَخَذَ الْقُرْآنَ وَ تَأْوِيلَهُ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، أَوْ عَنْ وَسَائِطِنَا السُّفَرَاءِ عَنَّا إِلَى شِيعَتِنَا، لَا عَنْ آرَاءِ الْمُجَادِلِينَ وَ قِيَاسِ الْقَائِسِينَ.

    فَأَمَّا مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ، فَإِنِ اتَّفَقَ لَهُ مُصَادَفَةُ صَوَابٍ، فَقَدْ جَهِلَ فِي أَخْذِهِ عَنْ غَيْرِ أَهْلِهِ، وَ كَانَ كَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً مَسْبَعاً «5» مِنْ غَيْرِ حُفَّاظٍ يَحْفَظُونَهُ فَإِنِ اتَّفَقَتْ لَهُ السَّلَامَةُ، فَهُوَ لَا يَعْدَمُ مِنَ الْعُقَلَاءِ وَ الْفُضَلَاءِ الذَّمَّ [وَ الْعَذْلَ‏] وَ التَّوْبِيخَ وَ إِنِ اتَّفَقَ لَهُ افْتِرَاسُ السَّبُعِ [لَهُ‏] فَقَدْ جَمَعَ إِلَى هَلَاكِهِ سُقُوطَهُ عِنْدَ الْخَيِّرِينَ الْفَاضِلِينَ وَ عِنْدَ الْعَوَامِّ الْجَاهِلِينَ.

    ______________________________
    (1). التّخم: منتهى كلّ قرية أو أرض. (لسان العرب: 12- 64).

    (2). «فيستعتب» ب، ط، البحار. «شعّب عنه» فارقه.

    (3). «تحصى» خ ل.

    (4). «له بتمسّكه» أ.

    (5). أي كثير السّباع.



    التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 15
    وَ إِنْ أَخْطَأَ الْقَائِلُ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَقَدْ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَ كَانَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ مَنْ رَكِبَ بَحْراً هَائِجاً بِلَا مَلَّاحٍ، وَ لَا سَفِينَةٍ صَحِيحَةٍ، لَا يَسْمَعُ بِهَلَاكِهِ أَحَدٌ إِلَّا قَالَ: هُوَ أَهْلٌ لِمَا لَحِقَهُ، وَ مُسْتَحِقٌّ لِمَا أَصَابَهُ.
    14 وَ قَالَ ص‏ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى عَبْدٍ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ- أَفْضَلَ مِنَ الْعِلْمِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ الْمَعْرِفَةِ بِتَأْوِيلِهِ.

    وَ مَنْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ فِي ذَلِكَ حَظّاً، ثُمَّ ظَنَّ أَنَّ أَحَداً- لَمْ يُفْعَلْ بِهِ مَا فُعِلَ بِهِ- قَدْ فَضَلَ عَلَيْهِ فَقَدْ حَقَّرَ (نِعَمَ اللَّهِ) «1» عَلَيْهِ‏ «2».
يعمل...
X