إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إصبروا وأثبتوا..

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إصبروا وأثبتوا..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد واله الطاهرين
    السلام عليكم اخوتي الكرام ورحمة الله وبركاته

    قال الله الحكيم في محكم كتابه الكريم

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)الانفال


    لا يخفى على الجميع ما يمر به بلدنا من ظرف إستثنائي وتحدي خطير للجميع يتطلب منا الصبر والثبات والعمل الجاد لدفع هذا الخطر والوقوف بوجه هذا التحدي،
    والمراقب يلاحظ بسهولة مدى شراسة هذه الحرب التي لم تجعل القوى المحركة لها من خطوط حمراء تقف عندها ،حيث انها تجاوزت كل الحدود وانتهكت كل المحرمات وبدافع الحقد الاعمى على اتباع مدرسة اهل البيت. وهذا يتطلب منا صبرا وثباتا غير محدود كيما نكون على قدر المسؤولية الشرعية والتاريخية.


    فالصبر والثبات هنا هو التزام بالواجب الشرعي ،
    وامل و ثقة بما وعد الله به عباده الصابرين،
    واستمداد لما خلّفه لنا الاجداد من بطولات تنحني لها قمم الجبال،
    وموعظة مما حل بالذين (تخلوا عن مسئولياتهم)، فأصابهم العار في الدنيا والنار في الاخرة.


    وبودي ان استخرج مثلين من صفحات التاريخ للذكرى والموعظة.

    الاول لاحد الذين تخلوا عن واجبهم ولم يثبتوا،
    والاخر لاحد الذين نهضوا به وكانوا على قدر المسؤولية فأعقبهم الله في الدنيا طيب الذكر وفي الاخرة حسن المنقلب.


    فقد ورد في كتاب الاخبار الطوال ما نصه:

    ثم ارتحل الحسين من موضعه ذلك متيامنا عن طريق الكوفة حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل، فنزلوا جميعا هناك، فنظر الحسين إلى فسطاط مضروب، فسأل عنه، فأخبر أنه لعبيد الله بن الحر الجعفي، وكان من أشراف أهل الكوفة، وفرسانهم.
    فأرسل الحسين إليه بعض مواليه يأمره بالمصير إليه، فأتاه الرسول، فقال: - هذا الحسين بن علي يسألك أن تصير إليه.
    فقال عبيد الله:
    ( والله ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة من رأيته خرج لمحاربته
    وخذلان شيعته، فعلمت أنه مقتول ولا أقدر على نصره، فلست أحب أن يراني ولا أراه).
    فانتعل الحسين حتى مشى، ودخل عليه قبته، ودعاه إلى نصرته.
    فقال عبيد الله:
    (والله إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة، ولكن ما عسى أن أغنى عنك، ولم أخلف لك بالكوفة ناصرا، فأنشدك الله أن لا تحملني على هذه الخطة، فإن نفسي لم تسمح بعد بالموت، ولكن فرسي هذه الملحقة، والله ما طلبت عليها شيئا قط إلا لحقته، و لا طلبني وأنا عليها أحد قط إلا سبقته، فخذها، فهي لك).

    قال الحسين:
    (أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا إلى فرسك).



    وقد ورد في كتاب بحار الانوار ج45
    ثم برز من بعده وهب بن عبد الله بن حباب الكلبي وقد كانت معه امه يومئذ فقالت: قم يا بني فانصر ابن بنت رسول الله، فقال: أفعل يا اماه ولا اقصر فبرز وهو يقول:

    إن تنكروني فانا ابن الكلب * سوف تروني وترون ضربي
    وحملتي وصولتي في الحرب * أدرك ثأري بعد ثأر صحبي
    وأدفع الكرب أمام الكرب * ليس جهادي في الوغى باللعب


    ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل منهم جماعة فرجع إلى امه وامرأته فوقف عليهما فقال: يا اماه أرضيت ؟ فقالت:
    ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام فقالت:
    امرأته: بالله لا تفجعني في نفسك ! فقالت امه:
    يا بني لاتقبل قولها وارجع، فقاتل بين يدي ابن رسول الله فيكون غدا في القيامة شفيعا لك بين يدي الله، فرجع قائلا


    إني زعيم لك ام وهب * بالطعن فيهم تارة والضرب
    ضرب غلام مؤمن بالرب * حتى يذيق القوم مر الحرب
    إني امرء ذو مرة وعصب * ولست بالخوار عند النكب
    حسبي إلهي من عليم حسبي


    فلم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارسا واثني عشر راجلا ثم قطعت يداه فأخذت امرأته عمودا وأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي وامي قاتل دون الطيبين حرم رسول الله، فأقبل كي يردها إلى النساء فأخذت بجانب ثوبه، وقالت: لن أعود أو أموت معك، فقال الحسين: جزيتم من أهل بيتي خيرا ! ارجعي إلى النساء رحمك الله، فانصرفت، وجعل يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه، قال: فذهبت امرأته تمسح الدم عن وجهه فبصر بها شمر، فأمر غلاما له فضربها بعمود كان معه فشدخها وقتلها، وهي أول امرأة قتلت في عسكر الحسين.
    ورأيت حديثا أن وهب هذا كان نصرانيا فأسلم هو وامه على يدي الحسين فقتل في المبارزة أربعة وعشرين راجلا واثنى عشر فارسا ثم اخذ أسيرا فاتي به عمر ابن سعد فقال: ما أشد صولتك ؟ ثم أمر فضربت عنقه، ورمي برأسه إلى عسكر الحسين عليه السلام فأخذت امه الرأس فقبله ثم رمت بالرأس إلى عسكر ابن سعد فأصابت به رجلا فقتلته، ثم شدت بعمود الفسطاط، فقتلت رجلين، فقال لها الحسين:
    ارجعي يا ام وهب أنت وابنك مع رسول الله فان الجهاد مرفوع عن النساء فرجعت وهي تقول:
    إلهي لا تقطع رجائي، فقال لها الحسين عليه السلام:
    لا يقطع الله رجاك يا ام وهب.


    فانظر عزيزي القارئ الى المثال الاول كيف فوت الفرصة على نفسه ولم يغتنمها للوصول الى السعادة الابدية. وكيف تصرف المثال الثاني بعقله وقلبه للوصول الى المعشوق فكان ما أراد حتى ان المعصوم يأتي من بعدهم ليتمنى ان يكون معهم.

    اللهم ثبتنا على دينك ما احييتنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاّب. بحق محمد واله الاطياب..
    اللهم
    يا ولي العافية اسئلك العافية

    ودوام العافية وتمام العافية
    وشكر العافية
    عافية الدين والدنيا والاخرة بحق محمد وعترته الطاهرة

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    كل الشكر الى جناب السيد عباس اللاوندي على هذا الموضوع القيم والمهم والذي يشير الى اهمية الصبر والثبات عند الشدائد و الملمّات
    حيث ان من اهم عوامل النصر على الاعداء هو التحلي بالصبر والاقتداء بالصابرين والصالحين من الناس
    بارك الله فيكم وجعلنا واياكم من الصابرين والثابتين على طريق الحق والرشاد بحق محمد واله سادة البلاد وقادة العباد.

    سأكتبها على جبين المجد عنوانا
    من لم يعشق عليا ليس أنسانا
    والله لو أنتقلت الأهرامات من مصر إلى الصين
    ولو عاد الرجل الكبــيـر إلى بطن أمه جنـيــن
    ولو أنتقـل القلب من اليـسـار إلى اليـميـن
    سـأبـقـى أنادي يا شفـيـع المــذنــبيــن
    حــتـى مــمـاتـــي و لـو بـعـد حـيـن

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام على الاخت الكريمة(بنت فاطمة)ورحمة الله وبركاته

      وشكرا جزيلا على تفضلكم بالمرور على الموضوع وعلى الاضافة القيمة التي زادته وضوحا وفائدة للجميع .
      اسأل الله ان يحفظكم ومتعلقيكم ويتقبل اعمالكم بحق محمد واله الطاهرين..
      اللهم
      يا ولي العافية اسئلك العافية

      ودوام العافية وتمام العافية
      وشكر العافية
      عافية الدين والدنيا والاخرة بحق محمد وعترته الطاهرة

      تعليق

      يعمل...
      X