إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمامة عند هشام بن الحكم 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمامة عند هشام بن الحكم 1




    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين

    جاء في ( الفهرست ) لأبن النديم (هشام بن الحكم وهو أبو محمد هشام بن الحكم مولى بني شيبان كوفي تحول إلى بغداد من الكوفة من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد رضي الله عنه من متكلمي الشيعة ممن فتق الكلام في الإمامة وهذب المذهب والنظر وكان حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب )

    اشتهر هشام بن الحكم بين متكلمي عصره في الأكثر على بحوثه في الإمامة وما يتصل بها ، فالإمامة استغرقت تفكيره وقلبه ، فهو يرى إن الإمامة واجبا عقلا لأن الخلق بحاجة إلى من يرشدهم إلى الأصلح ويبعدهم عن المعصية والخطاء والحيرة والشك والاختلاف وقد عبر هشام عن هذه القاعدة في مناظرة طريفة مع عمر بن عبيد ألمعتزلي الذي كان في حلقة كبيرة في مسجد البصرة يوم الجمعة قال هشام في الكافي للكليني ( ... ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد وعليه شملة سوداء متزر بها من صوف، وشملة مرتد بها والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت: أيها العالم إني رجل غريب تأذن لي في مسألة؟ فقال لي: نعم، فقلت له: ألك عين؟ فقال يا بني اي شي هذا من السؤال؟ وشئ تراه كيف تسأل عنه؟ فقلت هكذا مسألتي فقال يا بني سل وان كانت مسألتك حمقاء قلت: اجبني فيه قال لي سل قلت الك عين؟ قال: نعم قلت: فما تصنع بها؟ قال: ارى بها الالوان والاشخاص، قلت: فلك انف؟ قال: نعم قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة قلت: ألك فم؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أذوق به الطعم، قلت: فلك اذن؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الصوت، قلت: ألك قلب؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح والحواس، قلت: أو ليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ فقال: لا، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة، قال: يا بني إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته او ذاقته أو سمعته، ردته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشك، قال هشام: فقلت له: فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قلت: لابد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم، فقلت له: يأ أبا مروان فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح ويتيقن به ما شك فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟ ! قال: فسكت ولم يقل لي شيئا ).

    وتظهر قدرة هشام على التحليل والإلزام والبرهنة في محاورة مع ضرار الضبي في وجوب الإمامة على الخلق كما جاء في كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق

    ( قال ضرار ما الدليل على الإمامة

    قال هشام: الاضطرار في هذا، قال ضرار: وكيف ذلك؟ قال هشام: لا يخلو الكلام في هذا من أحد ثلاثة وجوه: إما أن يكون الله عز وجل رفع التكليف عن الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله، فلم يكلفهم ولم يأمر هم ولم ينههم فصاروا بمنزلة السباع والبهائم التي لا تكليف عليها، أفتقول هذا ياضرار إن التكليف عن الناس مرفوع بعد الرسول صلى الله عليه وآله؟ قال: لا أقول هذا، قال هشام: فالوجه الثاني ينبغي أن يكون الناس المكلفون قد استحالوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله علماء في مثل حد الرسول في العلم حتى لا يحتاج أحد إلى أحد، فيكونوا كلهم قد استغنوا بأنفسهم، وأصابوا الحق الذي لا اختلاف فيه، أفتقول هذا إن الناس استحالوا علماء حتى صاروا في مثل حد الرسول في العلم بالدين حتى لا يحتاج أحد إلي أحد مستغنين بأنفسهم عن غيرهم في إصابة الحق؟ قال: لا أقول هذا ولكنهم يحتاجون إلى غيرهم.

    قال: فبقي الوجه الثالث وهو أنه لابد لهم من عالم يقيمه الرسول لهم لا يسهو ولا يغلط ولا يحيف، معصوم من الذنوب، مبرء، من الخطايا، يحتاج(الناس) إليه ولا يحتاج إلى أحد )
يعمل...
X