تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم الخلق أجمعين محمد واله الطاهرين .
ورد في نهج البلاغة المبارك قوله عليه السلام (( إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم ))
فمن خلال هذا النص العظيم يمكن لنا ان نستدل على أن الخلافة والأمامة لاتصلح على غير اهل البيت عليهم السلام
وقد استوقف ابن ابي الحديد شارح النهج واستشكل على اصول مذهبه التي يتبناها ويدافع عنها .
فقال : فإن قلت أنك شرحت هذا الكتاب على قواعد المعتزلة واصولهم فما قولك في هذا الكلام وهو صريح بأن الأمامة
لاتصلح من قريش إلّا في بني هاشم خاصة ، ليس بمذهب المعتزلة ولا متقدميهم ولا متأخريهم ؟!
قلت : الموضع مشكل ولي فيه نظر ، وان صح ان عليا قاله ،
قلت : كما قال ، لأنه ثبت عندي أن النبي صلى الله عليه واله قال : ( إنه مع الحق وان الحق يدور معه حيثما دار )
ثم قال المعتزلي : ويمكن ان يطبق على مذهب المعتزلة فيحمل على أن المراد به هو كمال الإمامة كما حمل قوله صلى الله عليه واله (( لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد )) فحمل على كمال الصلاة !!
وهذا غريب جداً وعجيب من ابن ابي الحديد أن يحمل هذا الحمل لأن قوله صلى الله عليه واله ( لاصلاة لجار المسجد الا في المسجد ) بعدما دلت القرائن الخارجية على صحة من يصلي في بيته وهو جار المسجد ، فهنا ذهب الفقها الى المراد بهذا النفي - أعني لا صلاة - في الحديث هو نفي الكمال لا نفي الصحة أي لا صلاة كاملة الأجر والثواب لمن جاره المسجد الّا في المسجد .
وهنا نجد أن الأمام صلواة الله وسلامه عليه ينفي كل خلافة وكل إمامة ماعدا خلافة وامامة بني هاشم الذين هم علي واولادة صلواة الله وسلامه عليهم .
ولا قرائن خارجية ولا داخلية تثبت صحة خلافة غير أهل البيت عليهم السلام ، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه واله الخلفاء من بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، وفي احدى الطرق : كلهم من بني هاشم .
وقد أيد ذلك الإمام علي عليه السلام في النهج عندما عزم القوم على مبايعة عثمان بن عفان ،
فقال عليه السلام : (( لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري ، ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ، ولم يكن فيها جور إلا عليَّ خاصة ، التماساً لأجر ذلك وفضله ، وزهداً في ما تنافستموه من زخرفه وزبرجه ...
فسلام الله عليك يا أمير المؤمنين يا علي بن أبي طالب وعلى أولادك الميامين ....
تعليق