تويت
كان ((اليسع)) أحد ألانبياء ، وكان ((ذي الكفل)) أحد صحابته.
جمع ((اليسع)) الناس في أواخر حياته وقال لهم :إني أوصيكم ومن يلتزم بوصيتي
سيصبح نبياً من بعدي، ووصيتي أن تكظموا غيظكم ، ولا تتبعوا الشيطان .
وكان (ذي الكفل) واثقاً من نفسه فعاهده على أن يلتزم بوصيته بأن لا يغضب ولا
يتبع الشيطان ، فوصل (ذي الكفل) إلى درجة النبوة، وكان الشيطان يسعى دوماً
لأن يغضب (ذي الكفل) إلا أن محاولاته ومساعيه تبوء بالفشل، إذ بقي (ذي الكفل)
صامداً لا يؤثر به شيء .
فاحتار الشيطان وجمع أعوانه وقال لهم : لقد أتعبني (ذي الكفل) إنه لا يغضب
أبداً، فماذا أفعل له لكي أجعله يغضب وينقض عهده؟ فانبرى شيطان صغير يدعى
(أبيض) قائلاً: دع هذه المهمة لي فسأجعله يغضب بسرعه .
لقد كان (ذي الكفل) لاينام ليلاً بل كان يقضي الليل في الصلاة والعبادة وفي النهار
كان يعمل ليعيش ثم يحكم ويفصل بين الناس وعند الظهر كان ينام قليلاً ثم يستيقظ
ليقضي أعمال الناس .
ذات يوم وعندما كان (ذي الكفل) نائماً وقت ألظهر حضر الشيطان الصغير وأخذ يطرق الباب
بشده ، ففتح الخادم له الباب وسأله عما يريد فأجابه الشيطان : لدي مشكله وشكوى
وأتيت إلى (ذي الكفل) كي يحكم لي فيها .
فقال له الخادم :إن (ذي الكفل) نائم الآن ، لماذا لا تأتي غداً صباحاً ؟
ولكن الشيطان الصغير صرخ به قائلاً:لا أقدر ان آتي غداً لأن طريقي بعيد جداً
فأيقظ صراخ الشيطان الصغير (ذي الكفل) من نومه فقام إلى الباب وقال للشيطان :
إذهب وقل للطرف الآخر أن يأتي إلى هنا غداً حتى أحكم بينكما .
فأجابه الشيطان الصغير : إنه لن يأتي ..!
فناوله (ذي الكفل) خاتمه وقال له: خذ خاتمي كدليل حتى يقتنع بأني أطلبه وسيأتي حتماً
عندما يعلم بأني أدعوه للحضور.
ولم ينم (ذي الكفل) ذلك اليوم .
وفي ظهر اليوم التالي حضر الشيطان الصغير وطرق الباب بشده ويصرخ بأعلى
صوته فأيقظ (ذي الكفل) الذي قام اليه بهدوء ، وكتب رساله إلى الطرف الثاني ليحظر اليه ،
ولم ينم (ذي الكفل) في ذلك اليوم أيضاً.
وفي اليوم الثالث حضر الشيطان أيضاً وقت الظهر وقال ل(ذي الكفل) إن الطرف
الآخر لم يحضر ولذا أطلب منك مرافقتي إليه حتى تحكم بيننا .
لقد كان (ذي الكفل) مرهقاً جداً إذ أنه لم ينم لمدة ثلاثة أيام إلا انه وافق على الذهاب
معه وكان الجو حار جداً وأشعة الشمس محرقة، فأخذه الشيطان إلى الصحراء
ولم يغضب هذا العمل (ذي الكفل) فيأس الشيطان منه وهرب مسرعاً
********
تعليق