تويت
في قديم الزمان كان هناك سلطان جائر يحكم في احد البلدان وكان ذلك السلطان ملحداً أيضاً،
إذ كان لا يعتقد بوجود الله، وكان لهذا السلطان وزير مؤمن وذكي إذ كان يعتقد الله سبحانه وتعالى،
وسعى ذلك الوزير عدة مرات لكي يهدي السلطان إلى الصراط المستقيم وطريق الحق، ولكن دون
جدوى، وفي أحد الأيام خطرت على ذهن الوزير فكرة إذ استدعى أحد المعماريين المشهورين في البلاد
إلى مقره وأمره بأن يبني قصراً كبيراً ومتميزاً في الصحراء وأن يغرس في حديقة القصر
مختلف الأشجار والأزهار ولكن بشرط أن ينجز عمله بطريقة لا يعلم بها الشيطان، وبعد
بضعة أشهر تم إنجاز العمل وبُني القصر، وانتشرت الأشجار والأزهار في حديقته، ولما
علم الوزير بذلك، اقترح الوزير على السلطان أن يخرجوا برحلة صيد فوافق السلطان
وعندما حان يوم الخروج أخذ الوزير السلطان إلى الصحراء حيث بني القصر، ولما رأى
الملك ذلك القصر تعجب من جماله وحجم بنيانه.
فسأل الوزير: ما هذا القصر الجميل وما هذه الأشجار والزهور؟
فأجابه الوزير: لنقترب أكثر حتى نشاهد القصر عن قرب، وعند ذلك ازدادت دهشة الملك
وعاد إلى سؤال الوزير قائلاً: ما هذا القصر؟ وكيف وجد في هذه الصحراء النائية؟
وهنا أجاب الوزير: في العام الماضي لم يكن هنا شيء ولكن أتى سيل كبير فجرف الكثير
من الوحل والأحجار إلى هذا المكان فتكونت أسوار القصر تلقائياً، ثم جاء سيل آخر فجرف الأشجار
إلى هنا ومن أخشابها تكون سقف القصر منها تلقائياً أيضاً ثم جاء سيل أخر
جرف كميات أخرى من الأحجار والأوحال فاكتملت منشآت البيت الأخرى أيضاً،
ثم حدث سيل أخر فجرف الأشجار والنباتات فغرست في هذه الحديقة ونمت.
فضحك السلطان من كلام الوزير وقال له: هل أنت مجنون؟ أم تحسبني مجنوناً، كيف يُنشأ
مثل هذا القصر مثل هذا القصر بدون معمار وبدون عمال للبناء؟
وهنا رد عليه الوزير بذكاء: كيف تقول مستحيل بأن يأتي السيل بأحجار وأشجار
لكي يتكون منها تلقائياً وبدون صانع قصراً كهذا؟ وتعقل وتصدق ولا تقول مستحيل أن يتكون
مثل هذا العالم العظيم والعجيب الذي يتكون من المجرات والكواكب العظيمة، ومن الشموس والنجوم
وهذه الأرض المتكونة من المحيطات والبحار والجبال والصحاري والسهول.
وعندما أطرق السلطان رأسه يفكر فعاد أليه رشده وعقله وأفاق من غفوته وآمن بالله
وترك الظلم والإحاد وكف عن الظلم والكفر.
*************
وفقنا الله وأياكم في الدنيا والآخرة
