ومن الأدلة العقلية الأخرى التي ذكرها هشام بن الحكم على أن الإمامة واجبة عقلا وإنها لطف من الله تعالى لتقرب العباد إلى الطاعة وتبعدهم عن المعصية قوله لضرار الضبي: ( أتقول: إن الله عز وجل عدل لا يجور؟ قال: نعم هو عدل لا يجوز تبارك وتعالى، قال: فلو كلف الله المقعد المشي إلى المساجد والجهاد في سبيل الله ، وكلف الأعمى قراء ة المصاحف والكتب أتراه كان يكون عادلا أم جائرا ؟ قال ضرار: ما كان الله ليفعل ذلك ، قال هشام : قد علمت أن الله لا يفعل ذلك ولكن ذلك على سبيل الجدل والخصومة ، أن لو فعل ذلك أليس كان في فعله جائرا إذ كلفه تكليفا لا يكون له السبيل إلى إقامته وأدائه ؟ قال : لو فعل ذلك لكان جائزا.
قال : فأخبرني عن الله عز وجل كلف العباد دينا واحدا لا اختلاف فيه لا منهم إلا أن يأتوا به كما كلفهم ؟ قال : بلي، قال : فجعل لهم دليلا على وجود ذلك الدين ، أو كلفهم مالا دليل لهم على وجوده فيكون بمنزلة من كلف الأعمى قراء ة الكتب والمقعد المشي إلى المساجد والجهاد قال : فسكت ضرار ساعة ، ثم قال : لابد من دليل بصاحبك، قال : فتبسم هشام وقال : تشيع شطرك وصرت إلى الحق ضرورة ولا خلاف بيني وبينك إلا في التسمية )
وبينت النصوص أن رجلا شاميا من أصحاب الحديث قد اعترض يوما على منحى هشام في أن الإمامة واجبة عقلا وهي ضرورة ولطف من الله وذهب الشامي إلى أن الكتاب والسنة يكفيان لرفع الاختلاف بين الناس ، قال هشام للشامي : يا هذا أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم ؟
قال الشامي : بل ربي أنظر لخلقه .
قال هشام : ففعل بنظره لهم ماذا ؟
قال الشامي : أقام لهم حجة ودليلا كي لا يتشتتوا أو يختلفوا ، يتألفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم .
قال هشام : فمن هو ؟
قال الشامي : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال هشام : فبعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال الشامي : الكتاب والسنة .
قال هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا ؟ فسكت الشامي ؟
قال الشامي : إن قلت لم نختلف كذبت ، وان قلت : إن الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت ، لأنهما يحتملان الوجوه . وان قلت : اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق ، فلم ينفعنا الكتاب والسنة .
ويشرح هشام بن الحكم عصمة الإمام وطريق معرفتها مستعينا بالعقل والقرآن ، فبعد أن سئل عن الإمام أهو معصوم ؟ وأجاب بنعم
قال السائل لهشام : فما صفة العصمة فيه وبأي شيء تعرف؟ فقال إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه ولا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة فهذه منفية عنه لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهى تحت خاتمه لأنه خازن المسلمين فعلي ماذا يحرص ولا يجوز أن يكون حسودا لان الإنسان إنما يحسد من فوقه وليس فوقه احد فكيف يحسد من هو دونه ولا يجوز أن يغضب لشئ من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل فان الله فرض عليه إقامة الحدود وان لا تأخذه في الله لومة لايم، ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله ولا يجوز له يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة لان الله عز وجل قد حبب اليه الآخرة كما حبب ألينا الدنيا ، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبا لطعام مر وثوبا لينا لثوب خشن ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية ؟ )
قال : فأخبرني عن الله عز وجل كلف العباد دينا واحدا لا اختلاف فيه لا منهم إلا أن يأتوا به كما كلفهم ؟ قال : بلي، قال : فجعل لهم دليلا على وجود ذلك الدين ، أو كلفهم مالا دليل لهم على وجوده فيكون بمنزلة من كلف الأعمى قراء ة الكتب والمقعد المشي إلى المساجد والجهاد قال : فسكت ضرار ساعة ، ثم قال : لابد من دليل بصاحبك، قال : فتبسم هشام وقال : تشيع شطرك وصرت إلى الحق ضرورة ولا خلاف بيني وبينك إلا في التسمية )
وبينت النصوص أن رجلا شاميا من أصحاب الحديث قد اعترض يوما على منحى هشام في أن الإمامة واجبة عقلا وهي ضرورة ولطف من الله وذهب الشامي إلى أن الكتاب والسنة يكفيان لرفع الاختلاف بين الناس ، قال هشام للشامي : يا هذا أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم ؟
قال الشامي : بل ربي أنظر لخلقه .
قال هشام : ففعل بنظره لهم ماذا ؟
قال الشامي : أقام لهم حجة ودليلا كي لا يتشتتوا أو يختلفوا ، يتألفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم .
قال هشام : فمن هو ؟
قال الشامي : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال هشام : فبعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال الشامي : الكتاب والسنة .
قال هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا ؟ فسكت الشامي ؟
قال الشامي : إن قلت لم نختلف كذبت ، وان قلت : إن الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت ، لأنهما يحتملان الوجوه . وان قلت : اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق ، فلم ينفعنا الكتاب والسنة .
ويشرح هشام بن الحكم عصمة الإمام وطريق معرفتها مستعينا بالعقل والقرآن ، فبعد أن سئل عن الإمام أهو معصوم ؟ وأجاب بنعم
قال السائل لهشام : فما صفة العصمة فيه وبأي شيء تعرف؟ فقال إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه ولا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة فهذه منفية عنه لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهى تحت خاتمه لأنه خازن المسلمين فعلي ماذا يحرص ولا يجوز أن يكون حسودا لان الإنسان إنما يحسد من فوقه وليس فوقه احد فكيف يحسد من هو دونه ولا يجوز أن يغضب لشئ من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل فان الله فرض عليه إقامة الحدود وان لا تأخذه في الله لومة لايم، ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله ولا يجوز له يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة لان الله عز وجل قد حبب اليه الآخرة كما حبب ألينا الدنيا ، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبا لطعام مر وثوبا لينا لثوب خشن ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية ؟ )